علماء يكتشفون أدلة قاطعة على وجود الإنسان العاقل منذ 45 ألف عام
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تعمل شظايا الصخور والعظام القديمة في شرق آسيا على تغيير فهمنا لتاريخ الهجرة البشرية، حيث كشف العلماء عن قطع أثرية تم العثور عليها في موقع “شيبو” شمال شرقي الصين، تدل على وجود الإنسان العاقل، منذ 45 ألف عام.
ويعد ذلك الاكتشاف أول دليل على وجود الإنسان العاقل في شرق آسيا، ما يشير إلى أن الإنسان العاقل قد تأسس في “شيبو” بحلول ذلك الوقت، ويثير ذلك تفسيرًا جديدًا للتحف الثقافية التي تم العثور عليها سابقًا في الموقع.
وقال عالم الآثار فرانشيسكو ديريكو، من جامعة بوردو: “يعكس الموقع عملية التحليل الثقافي، الاتصال بين المجتمعات والشعوب التي تم نقلها، حيث يمزج السمات الموروثة مع الابتكارات الجديدة، ما يعقد الفهم التقليدي للتوسع العالمي للإنسان العاقل”.
اشتهرت “شيبو” منذ عقود بأنها مكان ذو أهمية أثرية، حيث كانت مأهولة لفترة طويلة، ويبلغ عمق التسلسل الرسوبي فيها 30 مترًا (98 قدمًا)، وقد ترسبت الطبقات فيها على مدى عشرات الآلاف من السنين، حيث وجد علماء الآثار مجموعة متنوعة غنية من الأدوات والتحف التي صنعها واستخدمها الأشخاص الذين عاشوا هناك، مدفونة في الرواسب.
وأفادت مجلة عليمة بأن تحديد هوية هؤلاء الأشخاص والمدة التي عاشوا فيها، كان مشروعًا مستمرًا، حيث أسفرت الحفريات الأولى، في عام 1963، عن آلاف الأشياء منها 15000 قطعة أثرية حجرية، وآلاف القطع من العظام والأسنان، وأحفورة واحدة لأسلاف الإنسان، وقطعة من عظم الجمجمة تم تحديدها على أنها تنتمي إلى الإنسان العاقل.
وقال عالم الآثار مايكل بيتراغليا، من جامعة غريفيث في أستراليا، إن “فهم تعقيدات ماضينا القديم يمكن أن يقدم رؤى لا تقدر بثمن حول المسارات المتنوعة التي سلكها أسلافنا وثراء التكيف البشري”.
وختم، بالقول: “يكشف هذا الاكتشاف في “شيبو” قصة آسرة عن الهجرة البشرية المبكرة والاندماج الثقافي، ما يوسع معرفتنا بأصولنا القديمة والقدرة الرائعة على التكيف لدى الإنسان العاقل”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الإنسان العاقل
إقرأ أيضاً:
افتتاح 12 قاعة في المتحف المصري الكبير تضم 13,400 ألف قطعة أثرية
كشف عالم الآثار المصري الشهير، الدكتور زاهي حواس، خلال لقائه مع الإعلامية فاتن عبد المعبود في برنامج "صالة التحرير" على قناة "صدى البلد"، عن تفاصيل المتحف المصري الكبير، موضحًا أن مصر أصبحت تمتلك ثلاثة متاحف عالمية لا مثيل لها بعد وضع حجر الأساس لهذا المشروع الضخم.
وأكد حواس أنه من غير الممكن أن يزور أي سائح مصر دون المرور بجميع المتاحف التي تسلط الضوء على تاريخها الغني.
وأوضح حواس أن الدولة أنفقت حوالي 2 مليار دولار على إنشاء المتحف المصري الكبير، لافتًا إلى أن هذا المشروع كان من المفترض أن يتم افتتاحه بشكل كامل، إلا أن التوترات الجيوسياسية والحرب المستمرة في قطاع غزة حالت دون ذلك، مؤجلًا الافتتاح.
كأنه مرشد سياحي| كيف أصبح "كلب الهرم" حديث العالم؟.. وتعليق زاهي حواس الإعلامية فاتن عبد المعبود: آلام الجنود الإسرائيليين تعكس تفسير الآية الكريمة فاتن عبد المعبود تنعى مصطفى فهمي: ملك الدراما المصرية والعربية.. فيديووأشار إلى أنه تم افتتاح 12 قاعة بالمتحف تضم 13,400 قطعة أثرية كمرحلة أولية، بينما ستعرض 5,398 قطعة أخرى في وقت لاحق بمجرد اكتمال الاستعدادات.
وأضاف حواس أن المتحف المصري الكبير يُعدّ نقطة جذب ثقافية كبيرة، معربًا عن حماسة السياح الدوليين الذين يسألون باستمرار عن موعد الافتتاح الرسمي للمتحف، متوقعًا أن يصبح وجهة عالمية رئيسية بمجرد افتتاحه بالكامل.
كأنه مرشد سياحي| كيف أصبح "كلب الهرم" حديث العالم؟.. وتعليق زاهي حواسفي قلب منطقة الأهرامات، حيث تلتقي عظمة التاريخ بمجد الحضارة المصرية القديمة، برز بطل غير متوقع ليأخذ مكانه جنباً إلى جنب مع الآثار العريقة، ليس من البشر هذه المرة، بل هو كلب أصبح جزءاً من الحكاية وأحد رموز المكان.
واستحق الشكر والثناء من العالم الأثري الكبير زاهي حواس، تلك الحكاية هي حكاية "كلب الهرم"، الذي غزا قلوب السياح المحليين والأجانب، ووضع بصمته على مشهد السياحة في مصر بطريقة فريدة لا تقل أهمية عن الأهرامات والمعابد.
"المرشد السياحي" غير المتوقع: دور كلب الهرم في جذب السياحكلب الأهرامات، المعروف بحيويته ومرحه، قام بتصرف غير معتاد حيث صعد إلى قمة أحد الأهرامات، ما أدهش الزوار والمرشدين على حد سواء، لم يكتفِ الكلب بالاقتراب من السياح على الأرض، بل تسلّق برشاقة إلى القمة، وكأنّه يحاول استكشاف عظمة هذا الصرح التاريخي من أعلى نقطة، وعند وصوله إلى قمة الهرم، وقف بثقة، ليصبح محط أنظار الجميع، حيث التُقطت له الصور وهو في أعلى قمة الهرم، ما أضاف بعداً جديداً لشخصيته الشهيرة.
هذا المشهد غير المعتاد جعله رمزاً لطاقة المكان وجاذبيته، وساهم في جذب المزيد من الانتباه، حيث انتشرت صوره على وسائل التواصل الاجتماعي، مما عزز من مكانة "كلب الأهرامات" كجزء أصيل من تجربة زيارة الأهرامات.
ظهر "كلب الهرم" لأول مرة كرمز يجسد وفاءً خاصًا تجاه الزوار والسياح الذين يزورون منطقة الهرم كل يوم، لم يكن مجرّد كلب ضال يتجول بين المعالم السياحية، بل أصبح "كلب الهرم" حارساً على التاريخ، ومرحباً بالسياح من شتى أنحاء العالم، ينطلق من زاوية إلى أخرى بخفة، متقرباً من الزوار وموجهاً إليهم نظرات مرحة وودودة تجذب انتباههم وتمنحهم شعوراً إضافياً بالأمان والألفة.
التفاعل العفوي يعيد إحياء السياحة: كيف ساهمت تجربة كلب الهرم في إضافة لمسة إنسانية لزيارة الأهرامات؟وقد تطورت علاقة الكلب بالزوار بشكلٍ غير معتاد، فأصبح ملتقى للصور والذكريات، حيث يحرص السياح على التقاط صورهم معه، يشاركون لحظاتهم معه كما لو كان مرشداً سياحياً أو صديقاً لهم طوال الزيارة، استطاع الكلب بحنكته وشخصيته الفريدة أن يكون رمزاً للترويج غير التقليدي للسياحة، حتى أصبح صيته يصل إلى أرجاء العالم، وقد لاحظ العديد من زوار الأهرامات أن وجوده أضفى نوعاً من الحميمية التي أضافت إلى تجربة زيارتهم، مما خلق حافزاً لدى آخرين لزيارة الهرم وتجربة لقائه.
زاهي حواس يوجه الشكر لكلب الهرمفي هذا السياق، توجّه عالم الآثار الشهير زاهي حواس بالشكر إلى "كلب الهرم"، مقدّراً دوره في لفت الأنظار إلى مصر، ونشر روح مختلفة بين السياح. زاهي حواس، الذي يعد واحداً من أعلام علم المصريات عالمياً، عبّر عن إعجابه بهذا الكائن البسيط الذي ساهم بشكل طبيعي وعفوي في الترويج لصورة مصر على مستوى العالم.
وأكد أن الكلب استطاع أن يقوم بعمل له طابع خاص في نقل رسالة ثقافية وسياحية إيجابية للزوار، وحين يلتفت شخصية بحجم زاهي حواس لهذا الكلب، فإنه اعترافٌ ضمنيٌ بقوة "التواصل الحيواني" وقدرته على ترك انطباعات تدوم، ربما أكثر من الكلمات والرسائل الدعائية التقليدية.
درس من كلب الهرم في الترويج السياحيورغم أن القصة تبدو بسيطة، إلا أن "كلب الهرم" يجسّد قيمة عميقة عن مدى تأثير الأشياء الصغيرة في الترويج السياحي، كما يلقي الضوء على قيمة التفاعل الطبيعي الذي يضيف للمكان روحاً إنسانية تجذب الزائرين إليه أكثر من مجرد آثار وجدران. فهو رمزٌ للسلام والألفة في مكان مليء بأسرار التاريخ والألغاز العظيمة، ورغم أن السياحة تعتمد كثيراً على تكنولوجيا الإعلام والترويج الإلكتروني في زمننا الحالي، إلا أن "كلب الهرم" أعاد إلينا نوعاً من الحنين إلى أبسط طرق التواصل واللقاءات التلقائية التي تثبت تأثيرها في قلوب البشر على اختلاف ثقافاتهم.
كلب الهرم: حكاية وفاء وصداقة في قلب التاريخ المصريوتعد قصة "كلب الهرم" مثالاً على فكرة عميقة تسعى السياحة إلى تحقيقها في العصر الحالي، حيث لم يعد جذب السياح يعتمد فقط على قوة المعالم أو التكنولوجيا، بل أيضاً على خلق تجارب مميزة، وهذا ما نجح "كلب الهرم" في تقديمه بصورة ساحرة عفوية، إن فكرته تفتح الباب للتأمل في كيف يمكن للمكونات الطبيعية والحيوانية أن تضيف قيمة فريدة لأي وجهة سياحية، وكيف يمكن للتفاعل العفوي مع عناصر البيئة أن يترك انطباعاً عميقاً لدى الزوار.
كلب الهرم يجعل الزوار يشعرون أنهم يزورون مكاناً ينبض بالحياةقد لا يكون "كلب الهرم" يعرف معنى الأهرامات أو حكايات الملك خوفو وخفرع، لكنه ببساطة كان "يحرسها" بطريقته الخاصة، ويجعل الزوار يشعرون أنهم يزورون مكاناً ينبض بالحياة، ويحتضن ماضياً حافلاً وغامضاً بكل حب وسكينة، تلك الروح هي التي جذبت اهتمام زاهي حواس، وجعلته يقدّم شكراً خاصاً لهذا الكلب الذي وجد مكانه وسط معالم مصر الأثرية، لينضم إلى سجلّ الرموز السياحية التي تتمتع بمكانة خاصة لدى السياح.