أين بقية الرياضات والاتحادات الرياضية؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أحمد السلماني
تشهد بلادنا اهتمامًا مُتزايدًا بتطوير الرياضة على كافة المستويات، إلّا أنَّ كرة القدم لا تزال تتصدر المشهد، الكثير من الرياضات الأخرى لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم الإمكانيات الكبيرة والفرص المتاحة لتحقيق إنجازات محلية ودولية، لذلك فإنَّ تفعيل الرياضات الأخرى وتعزيز أدوار الاتحادات الرياضية المتخصصة بات ضرورة ملحة، وذلك لتحقيق أهداف شاملة تضمن تطويرا رياضيا متوازنا ومستداما.
وعندما نتحدث عن تفعيل الرياضات الأخرى، فنحن نقصد تطوير ونشر رياضات مثل ألعاب القوى، السباحة، كرة اليد، كرة السلة، التنس، ورياضات الدفاع عن النفس وغيرها. هذه الرياضات لا تحصل على نفس الزخم الإعلامي ولا تستقطب ذات القدر من الدعم المالي أو الجماهيري مُقارنةً بكرة القدم. مع ذلك، هناك العديد من المواهب العُمانية التي برزت في هذه الرياضات، لكن تفتقر إلى الدعم المؤسسي المنظم والبنية التحتية المتطورة التي تمكنها من التنافس على المستوى الدولي.
والاتحادات الرياضية في عُمان مطالبة بلعب دور أكبر في تفعيل الرياضات المختلفة. يجب أن تسعى إلى وضع خطط استراتيجية لتطوير هذه الرياضات بدءًا من القاعدة الشعبية وصولًا إلى المستويات الاحترافية. ويتطلب ذلك تنسيقًا مع الجهات الحكومية والخاصة لتوفير التمويل اللازم، إضافة إلى بناء منشآت رياضية حديثة وتوفير الكوادر الفنية المتخصصة لتدريب اللاعبين على أعلى المستويات.
ولا شك أنّ تفعيل بقية الرياضات من شأنه أن يُعزِّز من التنوع الاجتماعي والثقافي؛ حيث إن كل رياضة تحمل في طياتها قيمًا مختلفة وأساليب تدريب وأهداف متنوعة، كما إن تشجيع الشباب على الانخراط في مجموعة واسعة من الرياضات يسهم في تحسين الصحة العامة ويُقلِّل من معدلات الأمراض المرتبطة بنمط الحياة الخامل، مثل السمنة وأمراض القلب.
علاوة على ذلك، فإنَّ تنويع الرياضات يساعد على تعزيز المكانة الدولية للسلطنة في المنافسات الرياضية. من المهم أن تكون سلطنة عُمان قادرة على المنافسة في بطولات عالمية، ليس فقط في كرة القدم، ولكن أيضًا في رياضات متعددة، ما يمنحها فرصًا أكبر لحصد الميداليات والجوائز العالمية.
ولتحقيق التقدم المنشود، يجب وضع استراتيجية وطنية متكاملة تهدف إلى تفعيل الاتحادات الرياضية كافة، وتقديم الدعم اللازم لكل رياضة وفقًا لاحتياجاتها. هذه الاستراتيجية يمكن أن تشمل تطوير الأكاديميات الرياضية المتخصصة، وتنظيم برامج تدريبية وتثقيفية تستهدف الفئات العمرية الصغيرة، إضافة إلى زيادة التعاون مع الدول الرائدة في كل رياضة لتبادل الخبرات والمعرفة.
وأخيرًا.. إنَّ بناء قاعدة رياضية قوية يتطلب توازنًا بين مختلف الألعاب والاتحادات الرياضية. سلطنة عُمان تملك الكثير من الإمكانيات والمواهب، ويجب العمل على توظيفها بالشكل الأمثل لضمان نمو شامل ومستدام للمشهد الرياضي، وقبل ذلك توافُر "الإرادة والإدارة والمال".
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
إدارة بلا إدارة .. فن قيادة المؤسسات الرياضية ّ!
بقلم : حسين الذكر ..
قبل مدة التقيت عضوا لإدارة احد الأندية التي كان فاعلا فيها ثم خرج من ادارتها لاسباب وصفت بالخاصة وقد سالني : كيف ترى النادي ولماذا هذا الفشل المستمر ؟ ، فقلت : ( منذ عقدين تراوحون مكانكم .. مشاكل النادي تنحصر بزاويتين الأولى : المال العام .. كيف تحصلون عليه وباي طريقة تبددوه اذ تتلاشى الأموال مهما كانت ارقامها وتتبخر كالجليد تحت الشمس بمجرد ان تحصلوا عليها .. لا تعرفون من توظيف المال الا عقود مدربين ولاعبين وسفر وايفاد ومعسكرات تاكل راس المال وبنتيجة صفرية : اذ لا نتائج ولا فئات عمرية ولا استثمارات لا شيء من ثقافة وفلسفة واهداف رياضة اليوم التي انتم بعيدين كل البعد عنها ) .
اما الثاني : ( هو التنافس للفوز بعضوية الإدارة .. واغلب وسائلكم لاسقاط الخصوم مبنية على العلاقات ومصادر القوة التي تمثل هذا الزمن والظرف الذي نعيشه .. فمن كان له ضلع اقوى ( مكوناتي او حزبي او عشائري او جماعاتي …. بالتأكيد يطيح بمن اقل منه قوة ) . الادهى ان التنافس الانتخابي يبدا برفع شعار الوطنية ومكافحة المخدرات وتوظيف الطاقات وتثقيف الشباب وبناء المؤسسة ثم تختفي كل الشعارات بعد الانتخابات مباشرة وتصبح نسي منسيا فيتحقق فيكم قول – اسوء سلف لأهون خلف – )
تتقاسمون المنافع والسفرات بطرق شتى كما تهدرون المال برغم صعوبة الحصول عليه من خلال التوسط والعلاقات والضغط على المؤسسات والوجهاء والمسؤولين.. انكم لم تجتمعوا مرة واحدة طوال قيادتكم للمؤسسة بعنوان معالجة اخطاؤكم بصراحة وشفافية كانكم – انبياء زمانكم – لأنكم لا تؤمنون بالراي الاخر والاستشارة التي تخشون منها وتعتقدون انكم افهم خلق الله وانتم جهابذة الادارة والتسويق وما يخطر على البال مع ان اغلبكم لم يقرا كتاب غير منهجي بحياته .. وهذه مشكلة ثالثة .
احتفل نادي برشلونة بمرور 125 عام على تاسيسه وقدر رفع آنذاك شعار : البرشا ليس مجرد نادي .. وهو يدل على فهم وتحدي ووعي ادارته .. يبلغ عدد أعضاء النادي 180 ألف عضو هم يديرون النادي بطريقة قانونية تعاونية وبروح رياضية ومهنية عالية صحيح توجد خروقات وفساد .. الا ان النادي كمؤسسة دائما بخير وهذا الأهم .
سؤل لامبورتا عن وضع برشلونة أيام ازمته وخروجه صفريا بموسم 2023 – 2024 فقال : ( لا خشية على البرشا فان اسسه متينة ، هو يحظى بإدارة متماسكة ووضع اقتصادي جيد ومؤسسات فاعلة وملف رياضي مطمئن .. الملاحظ انه ترك ملف الرياضة أخيرا .. هنا تكمن فنون واسرار نجاح المؤسسات باداراتها الواعية التي تعتمد على المأسسة والقانون والهيئة العامة والمستشارين لاعادة وتدوير شؤونها .