حمد الناصري

 

 

برعاية صاحب السُّمو السيد الدكتور أدهم بن تركي آل سعيد، أقيم مُنتدى شباب عُمان في نسخته الأولى، تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي ومستقبل العالم الجديد" في الفترة الصباحية، بينما تضمنت الفترة المسائية احتفالية بعنوان "عُمان ملهمة"، مكونة مفرداتها من شقين "عُمان"؛ اسم بلدنا العزيز بعراقته وأصالته وحاضره البهي والكبير بإنجازاته وتطلعاته، والشق الآخر "ملهمة" أي أنها دولة بكل ما تمثله من ألق وتميز يلهم الآخرين، ويُحفز الدول على التطلع إلى التجربة العُمانية، إنه عنوان يهز الوجدان، ويُشعِر كل عُماني بالفخر والسُّمو والمجد الخالد.

وقد استهل حاتم الطائي الأمين العام لمنتدى شباب عُمان ورئيس اللجنة العليا المُنظِّمة للحفل أعمال المنتدى، بكلمة ترحيبية أثنى فيها على الأطراف التي أسهمت في رعاية ودعم الحفل من المؤسسات والأفراد مرحبًا بجميع المشاركين في حفل الافتتاح. وقد أشار الطائي في بداية الكلمة الترحيبية إلى متغيرات قادمة وصفها بالهائلة، قائلا "إنَّ هذا المنتدى ينعقد تحت ذلك العنوان المهم والاستشرافي، بينما يشهد العالم من حولنا متغيرات هائلة على صعيد التطورات التكنولوجية، والابتكارات التي تعمل على تغيير مجرى حياة البشر، وإيجاد مسارات جديدة في العديد من المجالات، لا سيما فيما يتعلق بالإنتاج والتنمية والاقتصاد، فضلًا عن الطفرة المعرفية التي ساعدت الإنسان على التوصل إلى نتائج لم تكن معروفة من قبل، وأسهمت في إحداث تحولات جذرية في فهمنا للواقع الذي نعيشه". وذكر الطائي في كلمته أن النسخة الأولى من أعمال منتدى شباب عُمان تستهدف الاحتفاء بأصحاب الإنجاز وفتح المجال واسعًا أمام خلق قدوات جديدة، تزامنًا مع احتفالات البلاد بيوم الشباب العُماني. وحول تزايد الاهتمام بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة نوه الطائي إلى "ما أحدثته من طفرات نوعية في العديد من المجالات، والعالم يترقب بشغف كل تطورٍ في مجال الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لما يسهم به من سرعة إنجاز المهام وغيرها، لكن الأهم أنه يساعد على بلوغ نتائج علمية ومعرفية غير مسبوقة في وقت قياسي". وبين رئيس تحرير جريدة الرؤية العُمانية في كلمة الافتتاح "أن الحديث عن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تطبيقات رقمية تساعد البعض على إتمام بحث علمي هنا أو تصميم صورة أو مقطع فيديو هناك؛ بل بات الأمر ذا صلةٍ قويةٍ بالتقدم الاقتصادي والمعرفي والعلمي، وسط سعي حثيث من أجل توظيف مثل هذه التقنيات الثورية في خدمة المجتمعات ومساعدتها على النمو وتخطي العوائق".

ومن منطلق تعزيز التوجه الاستراتيجي لبناء اقتصاد رقمي مزدهر ورصين، فقد ذكر أن الأهداف من البرنامج الوطني للذكاء الصناعي والتقنيات المتقدمة تثبيت المرتكزات التي استندت عليها الرؤية الوطنية "عُمان 2040"، وفي مقدمتها: تحسين ترتيب سلطنة عُمان في التقرير السنوي لمؤشر الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي الذي يصدر عن مؤسسة إنسايت أوكسفورد، وزيادة عدد الشركات الناشئة المتخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، والشركات العاملة في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب جذب وتنمية الاستثمارات في هذا القطاع".

وكما هو معروف فأن الذكاء الاصطناعي، له جوانب مبتكرة وإيجابية كثيرة ومتنوعة ينبغي علينا أن نستخدمها في خير البشرية وتطور رفاه الحياة، وبنفس الوقت ننأى بأنفسنا عن  الاستخدامات السلبية والضارة، وقد أوضح الطائي حول ذلك الموضوع قائلًا إن "الذكاء الاصطناعي سلاحٌ ذو حدين، ينبغي علينا جميعًا أن نستخدمه في خير البشرية وصلاحها وتطورها، وأن نتكاتف من أجل مقاومة الاستخدامات السلبية له، فالتقنيات الحديثة نعمٌ عظيمة من الخالق، وما تعلمه الإنسان وابتكره في هذا الجانب يأتي مصداقًا لقوله تعالى في سورة العلق: "علم الإنسان ما لم يعلم"، لذلك ينبغي أن يكون هذا العلم مفيدًا ونافعًا للبشرية بعيدًا عن كل شر أو ضرر".

وفي نهاية كلمته الافتتاحية دعا الطائي الشباب العُماني والشابات لتعلُّم التقنيات الحديثة، وأن يبتعدوا عن طريق الوظائف التقليدية، التي باتت تعاني من حالة تخمة كبيرة، وفي المقابل، يتوجهوا إلى التخصصات النوعية القائمة على التقنيات الحديثة ومخرجات الثورة الصناعية الرابعة، وفي المقدمة منها، الذكاء الاصطناعي، لأن المستقبل الذي بدأ بالفعل سيقوده شبابنا المتسلح بالعلم المتقدم وبالمعرفة العميقة والتخصصية بهذه المجالات، التي ستعمل على تغيير حياتنا نحو الأفضل.

كما قدم البروفيسور تشينغ تشيه تسال عميد كلية الهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب في جامعة تشونغ هيسينغ الوطنية في تايوان، ورقة العمل الرئيسية الأولى، حول صناعة أشباه الموصلات وتوظيف الذكاء الاصطناعي في هذا المجال، علمًا بأن تايوان هي الدولة الرائدة والمُصدِّر الرئيس لأشباه الموصلات؛ لأنها موطِن لشركة صناعة الرقائق الإلكترونية تايوان لصناعة أشباه الموصلات وفيها شركة (TSMC)؛ وهي أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم؛ إذ تستحوذ على أكثر من 50 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق العادية ومتوسطة القوة، كما تستحوذ الشركة على أكثر من 90 بالمئة من الإنتاج العالمي للرقائق فائقة التطور.

وأعقب جلسة الافتتاح انطلاق أعمال الورش التدريبية المتخصصة المصاحبة؛ والتي استهلها البروفيسور يانغ مينغ دير عميد كلية الهندسة والأستاذ في قسم الهندسة المدنية جامعة تشونغ شينغ الوطنية بتايوان، بورشة حول "الاستخدامات التنموية للذكاء الاصطناعي"، كما قدم البروفيسور بو تشونغ تشوانغ الورشة التدريبية الثانية: "المحتوى الإخباري الجديد وتقنيات الذكاء الاصطناعي"، ثم الورشة التدريبية الثالثة بعنوان "الإنتاج الافتراضي وخوارزميات الذكاء الاصطناعي" والتي قدمها البروفيسور هسيانغ واي لاي أستاذ قسم (RTV) بجامعة تايوان الوطنية. وقدمت البروفيسورة شوهوي صوفي تشينغ الأستاذ المشارك بقسم فنون الاتصال جامعة تشاويانغ للتكنولوجيا بتايوان، في ختام فعاليات المنتدى الصباحية الورشة التدريبية "الذكاء الإصطناعي وصناعة التأثير في الرأي العام".

 

 

 

وانطلقت أعمال الجلسة المسائية كاحتفالية شبابية تحفيزية، برعاية اللواء الركن متقاعد المكرم سالم بن مسلم قطن نائب رئيس مجلس الدولة.

وجاءت "عُمان ملهمة" كمنصة أتاحت للمؤثرين العُمانيين مجتمعيًا من جيل الشباب استعراض عصارة تجاربهم، فاتحين نوافذ الإبداع والأمل أمام قطاع الشباب نحو التفكير الإيجابي وصناعة التغيير. وكان من بين الحضور شخصيات كثيرة من المهتمين والمتابعين ومن بينهم المهندس الرائع إسحاق الشرياني، صاحب فكرة صناعة البشر. واختتم الحفل، بتكريم مُتميز من لدن اللجنة الرئيسية لأعمال المُنتدى للشباب المؤثرين المشاركين في منصة "عُمان ملهمة"، إلى جانب تتويج الفائزين بهاكاثون التسويق الرقمي 2024.

خلاصة القول.. إنَّ الاحتفاء بصناع المستقبل هو خطوة في رحلة الألف ميل لمسيرة التطور والتقدم العُمانية والدخول في عصر الذكاء الصناعي بقوة وفاعلية من خلال تمكين الطاقات العُمانية لتحمل مسؤولياتهم اتجاه الوطن والمساهمة في بناء المستقبل وتفعيل الممكنات الإبداعية الملهمة والأفكار في رفد مسيرة نهضة عُمان المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله تعالى بقوة وإرادة صلبة وعزم لا ينثني.

إنَّ شبابنا هم ذخرنا وبناة مستقبل وطننا وإلهامهم وتحفيزهم واجب على كل عُماني لصناعة مستقبل متألق وزاهي، لتكون عُماننا ملهمة للأمم والشعوب ولتبقى ما بقي الزمان حاضرة المجد والتاريخ.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة

في خضم التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات العلمية التي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية. فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه تقنية جديدة إلى كونه مجالًا فلسفيًا وعلميًا يسعى إلى فك ألغاز العقل البشري ومحاكاته بأسلوب يثير إعجاب العلماء والمفكرين على حد سواء. ومع تعاظم تطبيقاته في مختلف الميادين، يغدو الذكاء الاصطناعي قاطرة تقود العالم نحو أفق جديد من الفرص غير المسبوقة، وكذلك التحديات التي تلامس جوهر وجود الإنسان.

تعريف الذكاء الاصطناعي وأبعاده المتعددة
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحوسبة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر، مثل التفكير المنطقي، التعلم من التجارب، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. لكن ما يميز الذكاء الاصطناعي ليس فقط قدرته على تنفيذ المهام، بل أيضًا قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه، وإن لم يكن يطابق، عمليات التفكير البشري.

هذا التعريف العلمي يغفل البعد الفلسفي العميق الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، فهو يمثل محاولة لتفسير الذكاء البشري بآليات رياضية وبرمجية، ما يثير تساؤلات عميقة حول ماهية العقل ذاته. هل يمكن ترجمة المشاعر، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى رموز خوارزمية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل في جوهره تقنيًا لا روح فيه؟

الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ فقط ثورة في مجال التكنولوجيا، بل إنه إعادة تعريف لمفهوم الاقتصاد والإنتاجية. فقد أصبح أداة مركزية في تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تسريع العمليات، تقليل الأخطاء البشرية، وتقديم حلول مبتكرة. في القطاعات الصناعية، على سبيل المثال، تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الإنتاج وخفض التكاليف. كما أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات، مثل الطب والرعاية الصحية، إمكانيات هائلة في التشخيص المبكر للأمراض، وتخصيص خطط علاجية موجهة تعتمد على البيانات.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد نموًا كبيرًا في الإيرادات، لا سيما مع تطور مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، تقنيات التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل .

الأثر الاجتماعي والثقافي
على المستوى الاجتماعي، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أنماط جديدة من التفاعل الإنساني بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. كما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا لدمج الفئات المهمشة في المجتمع من خلال توفير أدوات تعزز من قدرتهم على التواصل والإنتاج.
لكن في الوقت ذاته، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا عميقًا حول تأثيره على القيم الإنسانية. إذ إن الأتمتة الواسعة قد تؤدي إلى تقليل فرص العمل التقليدية، ما يفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات البشرية التقليدية، ويثير تساؤلات حول فقدان الإنسان لسيطرته على قرارات حيوية.

التحديات الأخلاقية والقانونية
لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون التطرق إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها. فالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بأسلوب يفوق القدرات البشرية يثير مخاوف حول الخصوصية وسوء الاستخدام. على سبيل المثال، تعتمد الشركات الكبرى على خوارزميات ذكاء اصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات ومدى احترامها لحقوق الأفراد.
من ناحية أخرى، يواجه المشرعون صعوبة في تطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. كيف يمكن تحديد المسؤولية القانونية إذا اتخذ نظام ذكاء اصطناعي قرارًا تسبب في ضرر؟ وهل يمكن محاسبة الشركات أو الأفراد الذين صمموا هذه الأنظمة؟ هذه الأسئلة تعكس حاجة ملحة إلى وضع أطر تشريعية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.

الإبداع والذكاء الاصطناعي
من بين أكثر الجوانب إثارة للجدل هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع. هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يكون مبدعًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولّد أعمالًا فنية، يؤلف الموسيقى، ويكتب النصوص، فإنه يفتقر إلى الحس الإنساني الذي يمنح الإبداع معناه العميق. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، مما يجعله “مقلدًا ذكيًا” أكثر من كونه مبدعًا حقيقيًا.

مستقبل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشرية. لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن للبشرية أن تضمن استخدام هذه التقنية بطريقة تخدم مصالحها وتُعزز من قيمها الأخلاقية؟ الإجابة تكمن في بناء شراكة بين الإنسان والآلة، شراكة تستند إلى التفاهم العميق للحدود والقدرات، وإلى رؤية واضحة لمستقبل يشكل فيه الذكاء الاصطناعي وسيلة للارتقاء، وليس أداة للهيمنة.

الذكاء في خدمة الإنسانية
في نهاية المطاف، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف معاني التقدم والإبداع. لكنه يحمل في طياته مسؤولية كبيرة تتطلب من البشرية تبني نهج شامل ومتزن، يوازن بين الطموح التكنولوجي واحترام القيم الإنسانية. ولعل أعظم درس يمكن أن نتعلمه من هذه الثورة التقنية هو أن الذكاء، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لا يكتمل إلا إذا اقترن بالحكمة.


مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
  • أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شعبية في العام 2024 (إنفوغراف)
  • جوجل تدخل وضع الذكاء الاصطناعي الجديد إلى محرك البحث
  • ندوة عن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بمركز شباب أحمد عبده بالسويس
  • «أسوشيتد برس»: فصل جديد لأمريكا مع الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يقدم هدايا "الكريسماس" للاعبي ليفربول
  • كاسبرسكي تكشف عن إرشادات التطوير الآمن للذكاء الاصطناعي في منتدى حوكمة الإنترنت
  • حمدان بن محمد: دبي منصة عالمية لمبتكري الذكاء الاصطناعي
  • حمدان بن محمد: الذكاء الاصطناعي هو المستقبل.. ودبي منصة عالمية لمبتكريه
  • الروبوتات والرصد الذكي الأبرز.. استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة المخلفات الصلبة خطوة حتمية