سواليف:
2024-12-22@04:00:24 GMT

في الصميم

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

#في_الصميم

د. #هاشم_غرايبه

يعود “بوب وودورد” الصحافي الأمريكي الذي اشتهر بكتابه عن فضيحة ووتر غيت التي أطاحت بالرئيس “نيكسون”، يعود الى الأضواء مرة أخرى بكتابه الجديد “الحرب”، الذي وان لم يصل الى المكتبات بعد، إلا أنه نشر على الإنترنت، بل وترجم الى العربية، وهو متوفر على عنوان مكتبة نور، وهو يعرض بتفصيلات دقيقة للأحداث الساخنة الجارية حاليا في العالم.


ما يهمنا منه هو أحداث منطقتنا، وهو مذكور في الصفحات من 242 وصاعدا، وأهمها المجريات الحقيقية للمحادثات بين “بلينكن” وقادة الأنظمة العربية، والتي هي عادة ما تكون مختلفة عما ينشر في إعلامنا الرسمي.
ففي كل لقاءات بلينكن كان يسمع من القادة العرب الذين التقاهم عبارة واحدة: “يجب هزيمة حماس، لن نقول ذلك علنا لكننا ندعم هزيمتها، ويجب على (اسرائـ-ـيل) أن تهزمها”.
ويوضحون سبب ذلك بأن الاخـ-ـوان المسـ-ـلمين هي أقدم منظمة سياسية في العالم العربي، وهي الأب لأكثر المنظمات الإرهابية تطرفا اليوم.
قد يكون في هذه العبارات تفسيرا لكثير من الغموض الذي يكتنف الأحداث الجارية في منطقتنا العربية خلال القرن المنصرم، وفيها الاجابة على التساؤل: لماذا لا تثمر الجهود الديبلوماسية بحل المشكلة التي علق فيها الكيان اللقيط، بل كلما لاحت فرصة لوقف اطلاق النار وانهاء العدوان، نجده قد استعر وتوسعت جبهاته أكثر.
واضح مما تسمعه الإدارة الأمـريكـ-ـية (التي تملك الحل والعقد) من الأنظمة العربية، من مطالبة ملحة بأن لا يتوقف الكيان اللقيط عن عدوانه حتى يقضي على هذه العصبة المجـ-ـاهدة كليا، لأنهم يخشون أنها ان خرجت منتصرة من هذه المعركة، أو على الأقل بقيت على قيد الحياة، سوف تقوى ويشتد عودها من جديد، وربما ستشكل خطرا على بقاء تلك الأنظمة، والتي حافظت طوال القرن المنصرم على ألا تعود الأمة من جديد الى المحظور الذي يخشاه الغرب وهو الدولة الإسـ-ـلامية القوية الموحدة.
من هنا نجد توافق المصالح بين الأطراف الثلاث: الأنظمة العربية تستأثر بالسلطة فقط في ظل تغييب الخيار الديموقراطي لشعوبها، وهي تعلم يقينا أن الخيار الحقيقي والكاسح للشعوب العربية سيكون للإسـ-ـلاميين وليس لمناوئيهم العلمانيين، وهذه الحقيقة معلومة للغرب أيضا، ويعلم أن الأنظمة هم الأكثر انصياعا لتوجيهاته والمحافظة على مصالحه، لذلك يتغاضى عن استبدادهم وفسادهم ليتمكنوا من قمع أي توجه إسـ-ـلامي.
والطرف الثاني هو الكيان اللقيط الذي لن يجد أفضل من هذ الأنظمة تعاونا معه وتنسيقا أمنيا وحماية مجانية لحدوده.
والطرف الثالث الغرب، الذي لن يجد أفضل من الوضع العربي الراهن استكانة وخنوعا.
هكذا نفهم لماذا توافقت الأنظمة العربية الرجعية العميلة، مع تلك التي تسمي نفسها بالتقدمية والممانعة، على ملف واحد فقط، وهو محاربة الاسـ-ـلاميين وقمعهم، فيما ظلت متشاكسة متباغضة في باقي الملفات.
هنا ينشأ السؤال: هل الإخوان المسـ-ـلمون بهذه القوة والخطورة حقا، حتى تصطف كل القوى الكبرى والهزيلة ضدهم!؟.
نحن نعرف هذا التنظيم السياسي، ونجده لا يختلف عن باقي التنظيمات الحزبية، وأفكاره وبرامجه معلنة واضحة وليست سرية، ولما كان هدفها جميعا تولي الحكم، فجهدها ينصب على اقناع الناخبين بالتصويت لمرشحيها.
سر رعب الأنظمة وحلفائها من هذا التنظيم أنه يتبنى تطبيق منهج الله، فيما باقي الأحزاب علمانية، وبما ان 90% من شعوب الأمة عقيدتها إسـ-ـلامية، وبالتجريب عرفت أنها لم تنل العزة يوما إلا باتباعها، ولم تذق الهوان والذل إلا طوال القرن المنصرم الذي اتبعت خلاله العلمانية، لذلك لن تختار إلا من يتبنى منهجا اســلاميا.
إذا فليس الأمر أن الإخوان واسعو الانتشار، أو يمتلكون قدرات تنظيمية هائلة، بل لأن منافسيهم هزيلو التأثير، وليست لديهم أية قاعدة شعبية، فالناخب قد لا يعرف المرشحين، بل ينتخب بناء على العقيدة.
ولو أتيح للناخب في أي قطر عربي الاختيار الحر لن ينتخب الا الإسلاميين، بغض النظر عن انتمائهم للإخوان أو لا، لذا فلا وسيلة متاحة لاستبعاد الإسـ-ـلاميين غير تزوير الانتخابات.
في معركة الطوفان، الخطر تضاعف، إذ أن الاســـلاميين لم يكتفوا بالعمل السياسي، بل تجاوزوه تطبيقا الى العمل الجـ-ـهادي العسكري، وأثبتوا من خلال صمودهم في وجه أعتى قوة في العالم، أن العزة تكمن في اتباع العقيدة عمليا.
هكذا نفهم جزع الأنظمة العربية، لدرجة الاستنجاد بالعدو لقطع دابر الإســـلاميين.

مقالات ذات صلة الديموغرافيا الدينية في القدس 2024/10/26

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: في الصميم هاشم غرايبه الأنظمة العربیة

إقرأ أيضاً:

جامعة أثينا تستضيف مؤتمرًا دوليًّا عن اللاهوت الأرثوذكسي في القرن الحادي والعشرين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انعقد في اليونان مؤتمر دولي بعنوان "اللاهوت الأرثوذكسي في القرن الحادي والعشرين: التحديات والآفاق" نظمته كلية اللاهوت في جامعة أثينا.

افتتح المؤتمر بحضور رئيسة الجمهورية اليونانية إيكاتيريني ساكيلاروبولو وممثلين عن الحكومة اليونانية وضيوف رسميين آخرين، بينما ألقى قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الكلمة الرئيسية حول موضوع: "رسالة وعمل الكنيسة الأرثوذكسية واللاهوت في القرن الحادي والعشرين".

حضر المؤتمر أكثر من 150 متحدثًا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك شخصيات بارزة في اللاهوت والعلوم والفن. 

وغطت الجلسات الرئيسية مجموعة واسعة من المواضيع حول التأمل اللاهوتي، بما في ذلك علاقة اللاهوت بالتحديات المعاصرة، في حين أقيمت العديد من ورش العمل المواضيعية الموازية بمواضيع متنوعة.

في كلمته الرئيسية، ذكر البطريرك برثلماوس أنه "كما أعلنا من على هذه المنصة قبل ثلاث سنوات بالضبط، في 23 نوفمبر 2021، فإن الحمض النووي للاهوت يشمل "الأهمية"، باعتبارها القدرة والفرصة للتعبير عن رسالته في الوقت المناسب. لا تلغي الأهمية الطبيعة الخالدة للخطاب اللاهوتي ولا تعني التوافق مع العالم والهويات الغريبة الأخرى. كما قال الراحل متروبوليت ميليتون من خلقيدونية: "الحقيقة لا تُخون عندما تتجسد في كل حقبة تاريخية. إنها تُخون عندما يتم الحفاظ عليها، كما لو كانت في متحف، خوفًا من تلوثها بالتاريخ".

وأكد أن "ما نسعى إليه إذن هو الطريقة الصحيحة للتعامل مع الواقع. ولا يمكن للاهوت الكنسي أن يتجاهل تجارب أعضاء الكنيسة. فالمسيحيون المعاصرون لا يعيشون في زمن المسيح، أو الإمبراطورية البيزنطية، أو "عصر المسيح الدجال"، بل يعيشون في لحظة تاريخية محددة، ضمن سياقات ثقافية مختلفة، ويواجهون مشاكل ملموسة وتناقضات وفرص عصرنا. وهؤلاء هم الناس الذين يجب على الكنيسة ولاهوتها أن تتوجه إليهم من أجل تحويل هذا العالم".

وقد أشار البطريرك برثلماوس إلى أن "الكنيسة ولاهوتها تواجهان بلا شك في عصرنا ظروفًا جديدة وتحديات كبيرة. ولكن اللقاء بالعالم الحديث يجب أن يتم في إطار الوفاء لطبيعة الكنيسة "ليس من هذا العالم"، جنبًا إلى جنب مع الوعي والحساسية الشديدة للحقائق التاريخية الجديدة. إن المبدأ الأساسي في اللاهوت هو أنه لا ينبغي أن يكون دفاعيًا، وكأن كل التطورات الحالية تعارض الأرثوذكسية. وعلاوة على ذلك، يجب أن يكون اللاهوت في الوقت المناسب، بما يتماشى مع مفهوم "الكايروس" (الوقت المناسب)، لأن الحاضر ليس مجرد مفهوم زمني بل يشير إلى فرصة فريدة ومفردة - "الكايروس".

وأكد أن "من المؤكد أنه على الرغم من "عجائب" العلم فإن التناقضات الوجودية للإنسانية ومعضلات الحرية سوف تستمر. وسوف تستمر الإنسانية في البحث عن معنى الحياة والاستماع إلى صوت السماء. وسوف يبرز الإيمان الديني كـ "قوة عظيمة" تمثل "بعد العمق" للأشياء ومنظور الأبدية".

مقالات مشابهة

  • (عودة وحيد القرن) كانت من أنجح العمليات التي قام بها قوات الجيش السوداني
  • يا شعبنا المعلم: أشعلت ديسمبر ضد الظلاميين ضد الحرامية!
  • التخاذل الأمريكي لحظة مفتاحية في القرن 21
  • كيف دعمت الدراما السورية فلسطين وسخرت من الأنظمة العربية قبل التكويع؟
  • كيف تفوقت تركيا على مصر والولايات المتحدة في منطقة القرن الأفريقي؟
  • باقي 10 أيام على التقديم.. شروط المعاش المبكر لمواليد الثمانينات
  • جامعة أثينا تستضيف مؤتمرًا دوليًّا عن اللاهوت الأرثوذكسي في القرن الحادي والعشرين
  • تعاون قضائي ليبي-صيني: مناقشة الأنظمة المشتركة وتطوير العلاقات القضائية
  • بالمرعب الروسي بوتين يتحدى الأنظمة الدفاعية الغربية (صور)
  • هل تعيد الدبلوماسية الثقافية البديلة تأسيس الهوية العربية؟ قراءة في كتاب