منظومتا الثاد السنية وال S400 الشيعية !؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
بقلم : عمر الناصر ..
عنوان المقال يثير بي شجون الصراع الازلي للعقد التاريخية المستعصية، ودور العوامل الخارجية باذكاء الفتن والانقسامات التي نراها هذا اليوم ، في وقت مازال هنالك تفسير مغلوط لايدلوجيات تؤمن بضرورة منع اي تغوّل او نجاح لطرف على حساب طرف اخر قد يُترجم على انه تهديد وجودي يسحب البساط من تحت اقدام الغرماء، ويدعوا لضرورة استنفار الغدد اللمفاوية لاجل استمرارية الدفق الفكري الممنهج لسياسة الاستقطاب في مجتمع لازال الكثير منه تحت تأثير ثقافة القطيع cuttle culture ، التي عبدت الطريق للتمترس خلف الاوراق الطائفية والعنصرية والقومية والجهوية التي تعد من انجع السبل للانتشار الافقي وبقاء المجتمعات في حالة من سبات الوعي الفكري والجمود العقلي ، في وقت استطيع وصف الخلافات الموجودة في العالم الاسلامي بأنها خلافات سياسية مفتعلة خططت لها أيادي واجندات خارجية ونفذتها ادوات محلية، استثمرت من خلال التغذية العكسية الممنهجة للخلافات العقائدية ،والدليل مانراه من انقسام واضح ضرب عمق العالم الاسلامي بشأن النزاع العربي الاسرائيلي قد اصبح حقل ملائم “لصراع الديكة”، وبيئة خصبة لانعاش الازمات والحروب الأهلية بدلاً من تجفيف منابع تصدير الازمات للدول العربية .
مازال وصف ” التغيير ” يشكل عقدة لدى الكثيرين وصورة بصرية تعود بذاكرتهم السمكية الى “هولوكوست” احتلال العراق عام ٢٠٠٣ ، الذي لازال بعض البسطاء يظن بان الهدف كان اسقاط النظام الديكتاتوري والشمولي ونشر الديموقراطية في الشرق الاوسط والقضاء على اسلحة الدمار الشامل كمحصلة رئيسية للتغيير، لكن في واقع الحال وبالتطبيق العملي سنجد بأن الترجمة الحقيقية تتجسد في هدم اركان الدولة الثلاث ومؤسساتها وتفكيك البنية الفوقية والاخلاقيات المجتمعية بطرق ناعمة ، في وقت يصف البعض بأن الاقطاب السنية والشيعية اصبحتا بمثابة “منظومتا الثاد والاس ٤٠٠ ” ياخذان وضع دفاعي لتقليل ضرر احتقان الخلافات السابقة وانعكاساتها المستقبلية اذا ما تعرضت مشاريعهم للفشل التي تسعى لاعادة بناء الدولة ،التي يعتبرها فريق من الشارع بأنها لم تستطع تقديم برنامجا وطنياً جامعاً لدك ركائز الحكم الرشيد وبناء دولة المؤسسات ،سيما ان قوة القرار الداخلي والسيادي مازال مرهون بالارادة السياسية وتأثير هيمنة الفاعل الدولي بأضعاف السيادة العراقية .
انتهى /
خارج النص / المنطقة العربية بحاجة لمدرج ومهبط سياسي خاص بخفض التوتر ووسيط اقليمي غير مستهلك.
عمر الناصرالمصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
اللغة التي تفشل
تكتمل الكارثة بالعجز اللغوي عن وصفها. لم نعد قادرين على القول؛ لأن القول لم يعد قادرًا على ممارسة أفعاله، ولأن القول العاري من الإرادة موعود بخيانة نفسه. سولماز شريف، الشاعرة الأمريكية الإيرانية الأصل كانت قد كتبت ذات مرة:
«كل قصيدة فعل.
كل فعل عمل سياسي.
ولذا فكل القصائد سياسية». (اقرأ مقالتها «الخصائص شبه المشتركة بين السياسي والشعري: المحو» بترجمة مزنة الرحبية، على مجلة الفلق الإلكترونية).
تذكرنا شريف، فيما ننسى، بأن تسييس القصيدة ليس مسألة اختيار، بل هو شرط شعري مسبوق بشرط أول: أن تكون القصيدة فعلاً. فعل القصيدة شرط شعري لا حياد عنه. على القصيدة أن تفعل فعلها السياسي، «أن تدقَّ جدار الخزان» بتعبير غسان كنفاني كي تتحقق شعريًا. وبهذا المعنى تضع سولماز شريف شعرنا المكتوب في خضم الكارثة أمام تحدٍ وجودي يعيدنا للبحث في أزمة سابقة تتعلق بالدولة والحرية، وبالفضاء السياسي للغة عمومًا: كيف نكتب شعرًا «فاعلًا» بلغة معقَّمة معطَّلة سياسيًا من الأساس؟ فإذا كانت الخطب المنبرية الصريحة تفشل فشلها الذريع في الفعل، فكيف لإيماء الشعر أن يفعل بهذه اللغة المقهورة سياسيًا؟! يدهشني أن أقرأ عن غزيين يحاولون تعلم اللغة الإنجليزية كلغة طوارئ يترجمون بها معاناتهم للعالم. ولعل هذا الشاهد هو الأبلغ على فشل هذه اللغة، العربية، وعلى عطالتها السياسية، اللغة التي لم تعد تسعف، ولم تعد تلبي مهمة التواصل والوصول.
«قهر اللغة» هو الفصلُ الأقسى من فصول هذه الإبادة المفتوحة، حين تنتحر الكلمات على حدود السياج الخفي، الفاصل الواصل بين اللفظ ودقة المعنى. اللغة المقهورة التي ظلت عاجزة عن الفعل السياسي نكتشف اليوم، في امتحانها الأصعب، أنها مصابة بالعجز حتى أن الإيفاء بوظيفتها الأخيرة «التعبير». ولكن من منَّا الآن على استعداد ليقرَّ بعجز لغته عن التعبير، فضلاً عن الإتيان بجديد في هذا المناخ من الاستعصاء المرير، استعصاء ما بعد الصدمة؟!
سؤال الإبداع في الإبادة هو أيضًا سؤال إشكالي من ناحية أخلاقية وفلسفية في الآن نفسه: كيف لنا، قبل أي شيء، أن نبحث في الإبادة عن معنى؟ معنى جديد؟ كيف نطالب بإبداع من وحي الإبادة دون أن نجد في هذا المطلب تناقضًا فلسفيًا من قبل أن يكون أخلاقًيا؟ أوليس في هذا التسول البائس تواطؤًا يجعل من الكتابة «الجمالية» عن الإبادة تطبيعًا لها، أو توكيدًا ضمنيًا لما تسعى لاستنكاره؟ ربما تصبح مقولة أدورنو الشهيرة عن استحالة كتابة الشعر بعد «أوشفيتز» ضرورية في هذا السياق، حتى وإن بدت لنا مكابرة الكتابة في هذا الظرف، رغم قهر اللغة، مكابرةً أخلاقيةً مشروعة، بذريعة أن بديلها المطروح ليس سوى الصمت، الصمت عن الجريمة.
ما الذي يمكن فعله بهذه اللغة التي تفشل؟ على مدى عامين تقريبًا وأنا أراقب لغتي بخوف وحذر. الإبادة المستمرة هناك تمتحن لغتي هنا كما لم أعرف من قبل امتحانًا في اللغة. كيف يكتب اليوم من لم يهيئ نفسه وأدواته من قبل لاستقبال العالم بهذه الصورة؟ ثمة وحشية فاجرة، أكبر من طاقة اللغة على الاستيعاب. عنف يحشرني في زاوية ضيقة من المعجم، وهو ما يجبرني على تعلم أساليب جديدة في المراوغة والتملص للنجاة من هذا الحصار، حصار السكوت الذي لا يقترح إلا الكلام الجاهز.
أستطيع أن أحدد يوم السابع من أكتوبر 2023 تاريخًا لبداية مرحلة جديدة من لغتي. صرتُ كثير التَّفكر في اللغة باعتبارها موضوعًا موازيًا للعالم. بات عليَّ أن أُعقلن لغتي أكثر، أن أرشِّدها، وأن أتحداها في الوقت نفسه. يظهر هذا في تلعثمي وتعثري بالألفاظ كلما حاولتُ الكتابة أو الحديث عن الإبادة التي لم أعد أستطيع التعبير عنها بأي شكل من الأشكال دون الدخول في صراع مع اللغة وإمكانياتها. حتى وأنا أكتب كلمة «إبادة» الآن أصطدم بفراغ عدمي بعد الكلمة، وأدخل في متاه مفتوح لا يؤدي إلى أي شيء، عدم يحيل هذه الكلمة إلى مجرد لفظة إجرائية فقدت حوافها وحدودها من فرط الاستهلاك اليومي.
تختبر الحرب قدرة الشعر والفكر على امتصاص الصدمة واستقبال الفجيعة. حدث هذا جليًا في عقب الصدمة التي ولَّدتها النكسة سنة 1967، سنة الانقلابات الشخصية والتحولات الكبرى في صفوف الشعراء والمثقفين العرب. وهو ما يحدث اليوم وعلى مدى أشهر في صورة أكثر بطئًا وتماديًا. والحرب تأتي لتفحص جهوزية اللغة ولتعيد تشكيلها في نهاية المطاف. إنها تعبثُ بالعلاقة بين الدال والمدلول، وتبعثر الاستعارات القديمة لتأتي باستعاراتها الجديدة، وتفرض مع الوقت معجمها الموحَّد الذي توزعه على الجميع. كما تفتحُ الحرب الباب للشعراء الهواة لتقديم استقالاتهم والانصراف البيوت (لا شاعر للمهمات الصعبة اليوم)، وإن كانت في الوقت نفسه توفر مناخًا انتهازيًا لهذه الفئة من الشعراء المتسلقين على المراثي وأحصنة الحماسة.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني