شنت إسرائيل هجوما جويا واسع النطاق على أهداف إيرانية، السبت، فيما أعلن العراق عن إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطائرات خلال الهجوم، وهو ما يطرح تساؤلات عن المسارات التي سلكتها المقاتلات والصواريخ الإسرائيلية.

وتحدثت مصادر إسرائيلية عن مشاركة طائرات حربية وطائرات تزود بالوقود في الهجوم على إيران الذي شمل مواقع عسكرية.

وقالت إيران إن منظومة الدفاع الجوي نجحت في صد الهجمات الإسرائيلية على أهداف عسكرية في طهران وخوزستان وعيلام، مضيفة أن هناك "أضرارا محدودة" في بعض المواقع.

الطائرات وصلت إلى إيران

ويرى الطيار السابق والخبير العسكري، إسماعيل أبو أيوب، أن المقاتلات الحربية الإسرائيلية دخلت بالفعل المجال الجوي الإيراني عبر العراق.

ويقول في حديثه لموقع "الحرة" إن "الطائرات الإسرائيلية وصلت إلى الحدود الغربية لإيران عبر المجال الجوي العراقي (...) وإن الطائرات التي ضربت بالقرب من طهران مرت فوق سوريا والعراق".

وأكد أبو أيوب أن "المقاتلات المستخدمة في الهجوم كانت مزودة بخزانات إضافية، وقد تم استخدام طائرات تزود بالوقود لأن مسافة المسار المستخدم بين تل أبيب وطهران تساوي نحو ألفي كيلومتر".

وشدد على أن الطائرات الإسرائيلية "دخلت المجال الجوي الإيراني، وإسرائيل تقول إنها استخدمت نحو 100 مقاتلة في الهجوم".

وأشار إلى أن "مساحة إيران كبيرة، وهناك حاجة للوصول إلى عمق معين لتنفيذ الهجمات، لأن صواريخ مثل رامبيج يصل مداها إلى 250 كيلومتر فقط، وذلك لا يكفي للوصول إلى الهدف".

ولفت إلى أن "إسرائيل لديها صواريخ باليستية، لكنها صرحت أنها استخدمت مقاتلات وطائرات تزود بالوقود".

وقال مسؤول سعودي لرويترز، السبت، إن المجال الجوي للمملكة لم يُستخدم خلال الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران.

وفي سياق متصل، قال مصدر عسكري للتلفزيون الأردني إنه "لم يتم السماح لأي طائرة عسكرية بعبور الأجواء الأردنية".

"مسرحية جديدة"

واعتبر أبو أيوب أن ما حصل هو "مسرحية جديدة بين إيران وإسرائيل (...) والأخيرة تعتبر أن الضربة حققت أهدافها وأنها استعادت الردع، وإيران قالت إن الضربة إذا لم تستهدف أهداف حيوية فلن يكون هناك رد عليها".

وشهدت المنطقة مؤخرا حالة من التوتر تحسبا للرد الإسرائيلي على هجوم شنته إيران في الأول من أكتوبر أطلقت خلاله نحو 200 صاروخ باليستي.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه "يهاجم في هذه الأثناء بشكل موجه بدقة أهدافا عسكرية في إيران، وذلك ردا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد دولة إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة".

وأضاف أنه استكمل هجماته "الموجهة" في إيران وقصف منشآت تصنيع صواريخ وصواريخ أرض جو، وأن طائراته عادت بأمان.

وتابع "إذا اقترف النظام الإيراني خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسوف نكون ملزمين بالرد".

وذكر مسؤول أميركي أن الأهداف لم تشمل بنية تحتية للطاقة أو منشآت نووية إيرانية.

وحذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، من أن واشنطن، لن تدعم أي هجوم على مواقع نووية إيرانية، وقال إنه يتعين على إسرائيل أن تدرس أهدافا بديلة للهجوم على حقول النفط الإيرانية.

وحذرت السلطات الإيرانية إسرائيل مرارا من شن أي هجوم على البلاد.

وذكرت وكالة تسنيم شبه الرسمية نقلا عن مصادر، السبت، "تحتفظ إيران بحق الرد على أي عدوان، ومما لا شك فيه أن إسرائيل ستواجه ردا متناسبا على أي فعل تقترفه".

وأظهرت فيديوهات على مواقع التواصل الدفاعات الجوية وهي تتصدى لصواريخ إسرائيلية قرب طهران.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن قواعد الحرس الثوري الإيراني التي جرى استهدافها لم تتعرض لأضرار.

كما أفادت الوكالة بأن إيران قررت استئناف الرحلات الجوية بشكل طبيعي اعتبارا من التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك بعد تعليق قصير في أعقاب الضربات الإسرائيلية.

وأعلن العراق المجاور إعادة فتح الأجواء أمام حركة الطائرات، وذلك بعد تعليق الرحلات في جميع المطارات لوقت قصير خلال الضربة.

"جر دول الخليج"

من جانبه حذر اللواء والخبير العسكري، السيد الجابري، من أن ما يحصل بين إيران وإسرائيل هو "مجرد ضربات هيكلية الغرض منها جر دول الخليج العربي إلى معارك وهمية هي بغنى عنها، بالإضافة إلى الدول المحصورة بين إسرائيل وإيران، مثل العراق وسوريا".

وأعربت السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والأردن والعراق عن إدانة الضربات الإسرائيلية على إيران، وتمت الدعوة في بيانات منفصلة إلى التهدئة وعدم توسيع رقعة الصراع وخفض التصعيد.

"حياد" دول الخليج.. رسالة مزدوجة والعقدة في "القواعد" تقف المنطقة على حافة الوقوع في حرب إقليمية بين إسرائيل وإيران، بعد أن قامت الأخيرة بإطلاق نحو 200 صاروخ على عدوتها ردا على مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأسبوع الماضي، ومقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، أواخر يوليو الماضي، بضربة نسبت إلى إسرائيل.

وقال الجابري إن "إيران استخدمت أنظمة أس 300 للدفاع الجوي لصد الصواريخ الإسرائيلية (...) وتقول إيران إنها أسقطت صواريخ وطائرات، لكنها معدودة على الأصابع، وهذه حروب هيكلية وليست حقيقية".

وأوضح أن "الحرب بين إيران وإسرائيل كانت حربا كلامية فقط، ونتائج الضربات تكاد لا تذكر، وهو ما قد يدل على وجود نوع من الاتفاق بين الطرفين (...) وأناشد أصحاب الحكمة بأن لا ينجرفوا إلى هذه المؤامرات الدنيئة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المجال الجوی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم

استقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأربعاء، وزيري خارجية قطر وسوريا في العاصمة طهران، وعقد معهما لقاءات منفصلة، لبحث التحديات التي تعيشها المنطقة.

وأشار بيان صادر عن الرئاسة الإيرانية أن الرئيس بزشكيان استقبل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مجلس الوزراء القطري. "وكان اللقاء فرصة لمراجعة مجمل العلاقات الثنائية بين طهران والدوحة".

وأكد الرئيس الإيراني خلال اللقاء على ضرورة تسريع تنفيذ الاتفاقيات السابقة بين البلدين، والتي تشمل التعاون في مجالات متعددة مثل الطاقة، التجارة، والقطاعين الأمني والعسكري، معربا عن رغبة طهران في تعزيز العلاقات مع قطر في كافة المجالات.

من جهته، قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن إن بلاده تسعى إلى توسيع العلاقات مع إيران، وأن زيارة أمير قطر إلى طهران من المتوقع أن تتم في بداية العام المقبل، مما يفتح آفاقًا جديدة لتعاون أكبر بين البلدين.


وفي السياق ذاته، التقى بزشكيان بوزير الخارجية السوري بسام الصباغ، حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين طهران ودمشق.

وأكد الرئيس الإيراني أهمية العمل المشترك بين الدول الإسلامية لتحييد مخططات واشنطن وتل أبيب في المنطقة، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية.

وأضاف بزشكيان أن إيران تقدر علاقاتها مع سوريا بشكل خاص، "نظرًا للدور المحوري الذي تلعبه دمشق في محاربة الإرهاب في المنطقة، ودعم القضايا المشتركة". وفق قوله.

من جانبه، أشار الوزير السوري إلى أهمية تعزيز التنسيق في المجال الدبلوماسي بين البلدين، مؤكداً على أهمية تطوير العلاقات السورية الإيرانية في مواجهة العقوبات الأمريكية المفروضة عليهما.

وتأتي هذه اللقاءات في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التوترات والصراعات، حيث تعتبر إيران لاعبًا رئيسيًا في الشؤون الإقليمية، خصوصًا في سياق دعمها الحكومات والشعوب العربية في مواجهة التدخلات الخارجية. كما أن قطر وسوريا تعدان من الحلفاء المقربين لإيران في هذا السياق، مما يعكس عمق العلاقة بين هذه الدول الثلاث.

مقالات مشابهة

  • قائد القوات الجوية والدفاع الجوي وقائد المنطقة البحرية الفرنسية يستعرضان علاقات التعاون
  • الرئيس الإيراني يلتقي وزراء خارجية قطر وسوريا.. هذا ما دار بينهم
  • عاجل| رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري بحث مع وزير الخارجية الإيراني تطورات المنطقة
  • ‏المرصد السوري: الغارة الإسرائيلية على تدمر استهدفت مستودعا لفصائل موالية لإيران
  • العقوبات الغربية وأزمة الطيران الإيراني.. بين تدهور الأسطول وتهديد السلامة المدنية
  • أردوغان يعترف: منع طائرة الرئيس الإسرائيلي من استخدام المجال الجوي التركي
  • أردوغان: رفضنا السماح لرئيس إسرائيل بعبور مجالنا الجوي
  • موسم حصاد الزيتون جنوب لبنان تحت أزيز الطائرات الإسرائيلية
  • إيران: سنقف إلى جانب سوريا ضد التهديدات الإسرائيلية
  • عقب الضربة اليمنية.. فرار مُذل لـ”إبراهام لينكولن” من البحر العربي