ماذا يعني ارتفاع أسعار الذهب في ظل عالم خطير؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
يعكس الارتفاع الحاد في سعر الذهب -الذي تشهده الأسواق العالمية- تحولا كبيرا في مسارات الاستثمار بالأصول الآمنة، وذلك نتيجة للمخاوف المالية المتزايدة والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة عالميا.
وقالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن سعر الذهب سجل ارتفاعا بنسبة 38% خلال العام الجاري حيث تجاوز 2700 دولار للأونصة (الأوقية) مما أدى لزيادة ملحوظة في اهتمام المستهلكين والمستثمرين بالمعدن الأصفر كملاذ آمن، بينما تسعى العديد من البنوك المركزية لتعزيز احتياطياتها منه في ظل عدم استقرار النظام المالي العالمي.
ويرى كثيرون أن الذهب يوفر حماية فعالة ضد التضخم ويعتبر وسيلة تنويع إستراتيجية ضمن المحافظ الاستثمارية، ويلعب دورا محوريا في تقليل المخاطر المالية، خاصة في ظل ما يثيره البعض من سيناريوهات متشائمة، مثل تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
في المقابل، ينظر بعض كبار المستثمرين بتوجس إلى الذهب، حيث يعتبرونه أداة غير قادرة على تحقيق دخل ثابت. وأظهرت دراسة أن ربع المؤسسات الاستثمارية الأميركية فقط تمتلك حصصاً في صناديق الذهب المتداولة، مما يفسر عدم ارتفاع حيازات صناديق الذهب على الرغم من ارتفاع الأسعار.
إقبال على الذهبتشير بيانات شركة "كامبدن ويلث" الاستثمارية المتخصصة إلى أن ثلثي مكاتب الاستثمار العائلية -التي تدير ثروات أكبر العائلات في العالم- تستثمر في الذهب، وهو ما يُعزز الطلب على المعدن الأصفر، حيث يسعى الأثرياء لحماية ثرواتهم في ظل الأزمات المالية المتفاقمة.
وأشارت إيكونوميست إلى أن الإقبال على الذهب يتزايد بشكل ملحوظ في الصين والهند، حيث شهدت مشتريات سبائك الذهب ارتفاعاً كبيراً. وتُعتبر الهند من أكبر مستهلكي الذهب عالمياً، ويزيد الطلب خلال مواسم الأعياد والمناسبات التقليدية.
ووفقا للصحيفة، يلعب رؤساء البنوك المركزية بالعالم دورا محوريا في ارتفاع سوق المعدن الأصفر، حيث زادت حصته باحتياطياتهم إلى 11% خلال العام الماضي، ويُظهر هذا الاتجاه استعدادا متزايدا لمواجهة الظروف الاقتصادية غير المستقرة واعتماد الذهب ملاذا آمنا.
وذكرت إيكونوميست أن الحرب الروسية الأوكرانية دفعت البنوك المركزية إلى إعادة تقييم إستراتيجياتها الاحتياطية، وزيادة احتياطيات الذهب، وهو ما حدث في دول مثل سنغافورة وبولندا. كما أن الدول النامية تركز على تحسين إستراتيجياتها الاحتياطية بالإقبال على الذهب كخيار استثماري آمن وموثوق به.
وختمت إيكونوميست بأنه من المتوقع أن يستمر إقبال البنوك المركزية والمستثمرين على الذهب، وأن يتواصل ارتفاع أسعاره، مما يعزز من مكانته كملاذ آمن، وأحد الأصول الأكثر موثوقية في ظل تصاعد المخاوف بشأن التضخم والتوترات الجيوسياسية.
عوامل تعزز الذهبتسهم عدة عوامل في ارتفاع الذهب منها:
سعي بعض المستثمرين إلى الحصول على الحماية من مخاطر التضخم الأعلى من المتوقع. قيام مستثمرون آخرين بتعديل محافظهم الاستثمارية في أعقاب ارتفاع سوق الأسهم. تنضاف المخاوف الجيوسياسية، بما في ذلك حرب إسرائيل على قطاع غزة، وكذلك روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الانتخابات الرئاسية الوشيكة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى قائمة الشكوك التي تدفع المستثمرين إلى التحول إلى الذهب. يراقب محللون عن كثب التخفيضات بأسعار الفائدة، والتي قد تؤثر على عوائد السندات الحكومية الأميركية، مما يجعل أصول الملاذ الآمن الأخرى مثل الذهب أكثر جاذبية. زيادة مشتريات الذهب القياسية من قبل البنوك المركزية على مستوى العالم. احتمال تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين إذا فاز دونالد ترامب المرشح الرئاسي الجمهوري، ويتم الاستشهاد بذلك كأسباب بقاء المنحنى صعوديا بشأن الذهب.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البنوک المرکزیة على الذهب
إقرأ أيضاً:
لأول مره في تاريخه.. جرام الذهب في مصر يتخطى الـ 4 آلاف جنيه
شهدت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4007 جنيهات للجرام، وهو أعلى مستوى له خلال عام، دون احتساب المصنعية.
الذهب يصل إلى قمة تاريخية جديدة مدفوعًا بالتقلبات الاقتصادية العالمية والتحديات السياسية ارتفاع كبير بأسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء انخفاض جديد سعر الجنيه الذهب في مصرأسعار الذهب في مصر:
عيار 24: 4579 جنيهًا
عيار 21: 4007 جنيهات
عيار 18: 3435 جنيهًا
عيار 14: 2671 جنيهًا
الجنيه الذهب: 32056 جنيهًا
شهد سوق الذهب العالمي تحولًا كبيرًا في يناير 2025، حيث سجل ارتفاعًا بنسبة 6.6%، ليحقق أول زيادة شهرية بعد انخفاض استمر لمدة شهرين متتاليين، وفقًا للنشرة الأسبوعية لشعبة الذهب والمعادن الثمينة في اتحاد الصناعات المصرية.
يُعتبر هذا الارتفاع مؤشرًا إيجابيًا للذهب خلال بداية عام 2025، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية المتقلبة والمخاوف من اندلاع حرب تجارية تؤثر على حركة التجارة، مما دفع المزيد من المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن.
حققت أسعار الدهب قمة تاريخية جديدة خلال الساعات الماضية بعد يوم من التقلبات مدفوعة بحالة التوتر الاقتصادي الدولي الناتج عن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض قيود صارمة على صادرات الدول والتكتلات التي تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الأمريكي ، وبدأ تنفيذ قرار فرض جمارك بنسبة ١٠٪ على البضائع المستوردة من الصين، الأمر الذي دفع الصين لاتخاذ رد فعل أكثر قوة وقامت بفرض تعريفات جمركية انتقامية على البضائع الأمريكية نسبة ١٥٪، مما دفع الدولار إلى الصعود لفترة قبل أن يعود للانخفاض بفعل قرار ترامب لتأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك لمدة شهر التي قدر نسبتها ب ٢٥٪ ، مما دفع المستثمرين للاتجاه نحو الملاذ الآمن والاستثمار في الذهب.
تأتي هذه الزيادة الناتجة عن قرارات فرض الرسوم الجمركية على البضائع لتدفع سعر الذهب العالمي نحو الارتفاع بعد حالة استقرار منذ بداية العام فوق مستوى ٢٨٠٠ دولار للأوقية.
وبالرغم من إنفراجة الهدنة وترقب المحللين لاستقرار سعر الذهب بقدر ما خلال الفترة الماضية، إلا أن استمرار التوترات السياسية والحرب الاقتصادية المشتعلة بين أمريكا والعديد من الدول المعنية بتصدير بضائعها لأراضي الأمريكية، بشكل أثر على تذبذب الدولار الأمريكي، ليصب الأمر في اتجاه ارتفاع أسعار الذهب.
وقد سجل سعر الذهب العالمي قمة جديدة مع الساعات الأولي لصباح يوم الأربعاء ٥ فبراير حيث اقترب من حاجز ٢٨٥٠ دولار للأوقية، ليصل لقمة تاريخية لم تحقق من قبل، وبذلك يكون الذهب حقق ارتفاعا بمقدار ٠.١٤٪ خلال ٢٤ ساعة، وحقق ارتفاعا قدرة ٧.٨٢٪ خلال الشهر الماضي. ليثبت أحقيته بلقب الملاذ الآمن.