«التعليم عن بعد» .. تجربة ناجحة لا تخلو من تحديات
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
نجحت المدارس في سلطنة عُمان في استخدام برامج «التعلم عن بُعد»، بسبب حالة جوية أثرت على عددٍ من المحافظات مُؤخرًا، ومن أجل سلامة الطلبة والمعلمين تم التحول إلى التعليم عن بُعد على مدى يومين، حيث استطاع الطلبة وأولياء الأمور والمعلمون فتح حصص دراسية عبر الاتصال المرئي، مما يؤكد إمكانية التعليم عن بُعد في الظروف الاستثنائية التي تتطلب ذلك.
التجربة كانت أيضًا أكثر نجاحًا مع طلبة التعليم العالي، لخبراتهم في استخدام أجهزة الحاسب الآلي والإمكانيات الأفضل لدى الجامعات والكليات في التحول للتعلم عن بعد.
وعلى الرغم من إشادة أولياء الأمور بالتجربة، وتمكن الطلبة من تعلم استخدام أجهزة الحاسوب والولوج إلى البرامج وحضور الحصص الدراسية، إلا أن هناك بعض التحديات التي واجهت بعض الأسر، من بينها توافر أجهزة الحاسوب، حيث إن بعض الأسر لا تمتلك أجهزة حاسوب تكفي لجميع الأبناء، خاصة وأن بعض الحصص تأتي في وقت واحد، إضافة إلى ضعف شبكة الإنترنت في بعض المناطق، وغيرها من التحديات.
تجربة جيدة
وقال ناصر بن سيف الجابري: «قمت بمساعدة ابني في حضور الحصص الدراسية عبر الاتصال المرئي، إذ قامت إدارة المدرسة بإرسال رابط على مجموعات أولياء الأمور، وتم من خلاله الانضمام للحصص الدراسية».
وأضاف: «التجربة جيدة، وتفتح المجال لاستخدام التقنيات الحديثة من قبل الأبناء في سن مبكرة، وكانت تجربة ناجحة، ونتمنى تطبيقها بين فترة وأخرى ليتمكن الأبناء من التأقلم مع الدراسة عن بُعد إذا تطلب الأمر ذلك لأي ظرف».
وبيّن الجابري أهمية مواصلة تزويد الطلبة بمهارات استخدام أجهزة الحاسوب وتقنية المعلومات، عبر تكثيف الحصص اليومية المتعلقة بجانب التقنية والذكاء الاصطناعي؛ لما لها من أهمية في الوقت الحاضر ولتوسيع مدارك الطلبة.
من جانبها، أكّدت عزة بنت خميس الحوقانية على أهمية التجربة ونجاحها، خاصةً وأنها تأتي في ظروف استثنائية تتعلق بالطقس وسلامة الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بالمدارس.
وأوضحت أن الكثير من الأسر لديها أكثر من طالب في مراحل دراسية مختلفة، ولا يملكون أجهزة حاسوب كافية للجميع، لذلك من الضروري إيجاد حلول مشتركة بين هذه الأسر والمدارس لتوفير أجهزة حاسوب لكل طالب، بالتعاون بين المدارس وأولياء الأمور وبعض الشركات المتخصصة بالأجهزة، ليتمكن الطلبة من استخدام الأجهزة في أي وقت يتطلب الأمر ذلك.
استعداد دائم
من جانبه، قال راشد بن حمد الصوافي: «التعلم عن بعد له العديد من الإيجابيات، خاصة أنه يضمن عدم توقف الدراسة، والعام الدراسي الماضي شهد العديد من المواقف التي أدت لتوقف الدراسة وضياع نصاب الحصص المقررة للطلبة»، مُؤكدًا على أهمية وضع الطلبة في حالة استعداد دائم لاستخدام أجهزة الحاسوب وحضور الحصص «عن بُعد».
وأضاف الصوافي: «مسؤولية تعليم الطلبة على استخدام التقنية أمر مشترك بين البيت والمدرسة، ومن الضروري إيجاد آلية يتم من خلالها توفير أجهزة حاسوب للطلبة، وتكثيف الحصص الدراسية المتعلقة باستخدام التقنية، كما أنه من الضروري تطبيق نظام التعليم عن بُعد بين فترة وأخرى حتى وإن لم تكن هناك ظروف أو تحويل رسمي للدراسة عن بُعد».
تجارب سابقة
من جانبه، قال محمد بن عبدالله النهدي، طالب بجامعة السلطان قابوس: «منذ جائحة كورونا وتطبيق الدراسة عن بُعد في الجامعة، اكتسبنا العديد من المهارات في الحضور للمحاضرات إلكترونيًا عبر الاتصال المرئي، وتلك التجربة أسهمت في تعزيز قدراتنا على الولوج للمحاضرات، والاستماع للمحاضر، والمشاركة، وأداء الاختبارات عن بُعد، وفي كل مرة يتم تحويل الدراسة فيها عن بعد بسبب الأمطار والأحوال الجوية، نكون مستعدين للحضور بكل سهولة».
وأشار النهدي إلى أن تقدم وسائل الاتصالات اليوم سهّل من عملية التعلم عن بُعد، ولم تعد هناك أي صعوبات، إلا فيما يتعلق بضعف الشبكة في بعض الأحيان، ولكن يمكن التغلب عليها بتقوية شبكة الإنترنت والحرص على الوجود في مكان تكون فيه الشبكة قوية، مما يمكِّن الطالب من المشاركة والولوج إلى البرامج والتطبيقات الخاصة بالدراسة.
من جانبها، قالت الطالبة علياء بنت علي العلوية: «تجربة التعلم عن بعد ناجحة جدًا، وتُمهد لمستقبل يتم فيه استخدام التقنيات الحديثة في التعليم والبحث والابتكار، وعندما يكون الطالب أكثر فهمًا للتقنية، يسهل عليه الكثير من الجوانب في البحث والتعلم، خاصة وأن وسائل الاتصال الحديثة توفر العديد من الخصائص المتعلقة بالسرعة والدقة».
وأشارت العلوية إلى أن جميع الطلبة في مؤسسات التعليم العالي يستطيعون التأقلم مع التعليم عن بُعد، خاصة وأن لديهم تجارب سابقة جعلتهم أكثر ثقة في استخدام التقنية والإنترنت في التعلم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: استخدام أجهزة أجهزة الحاسوب أجهزة حاسوب التعلم عن ب العدید من عن بعد
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي إسرائيلي: الأردن يواجه تحديات غير مسبوقة بسبب خطة تهجير الغزيين
ترصد الأوساط الإسرائيلية تأثير التطورات الأمنية والسياسية المتلاحقة، التي تشهدها المنطقة على الأردن، الذي يواجه سلسلة من التحديات والتهديدات، لاسيما مع استمرار الحرب في غزة، والتطورات الدراماتيكية في المنطقة، ومحاولات الضم الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، والجهود الإقليمية لتسخين الساحة الداخلية في الأردن، كلها تجعل الأمور صعبة للغاية على المملكة.
مايكل هراري السفير والدبلوماسي الإسرائيلي السابق، أكد أن "الأردن يواجه سلسلة من التحديات: الاقتصادية والسياسية، نجح حتى الآن بالتغلب عليها، ويرجع ذلك إلى حد كبير للتقارب بين المصالح الاستراتيجية مع الاحتلال، وحصوله على واردات الغاز منه، وبين اعتماده على الولايات المتحدة من خلال المساعدات المستمرة، وهي أمور مهمة، مع التحذير أنه في حال تآكلت الثقة بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة، كما يحدث حاليا، فإن هذا الاعتماد من شأنه أن يغذي انتقادات داخلية حادة، مع عدم توفر بدائل أمام الأردن مثل روسيا أو الصين".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "التحديات التي يواجهها الأردن في الآونة الأخيرة دفعت بعض أوساطه السياسية والثقافية للحديث عن تهديد وجودي يواجهه، فيما يزعم الإسرائيليون أنه شعور روتيني تستخدمه المملكة في كثير من الأحيان، رغم توفر عدة تطورات قد ترجّح هذا التخوف، أولها التهديد الإسرائيلي الأمريكي بنقل الفلسطينيين من قطاع غزة، وربما في وقت لاحق من الضفة الغربية، إلى الأردن".
وأشار إلى أن "التطور الثاني مرتبط بالساحة الإسرائيلية التي تبدو الآن مختلفة تماما عما كانت عليه من قبل، حيث أصبح الخطاب السائد حول ضم الضفة الغربية جزءا من أجندة وزراء الحكومة الرئيسيين، وهذا بحد ذاته تهديد ملموس ودافع للقلق في الأردن، سواء كان مبالغا فيه أم لا، لأن الواقع اليوم أن إسرائيل الحالية لا تخشى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، وفيما يرى كثيرون أن مصر ستتمكن من البقاء إذا اضطرت لاستضافة فلسطينيي غزة في سيناء، لكن هذا ليس هو الحال في الأردن".
وأكد أن "الأردن اليوم لديه جبهتين حيويتين تشكلان محوره الاستراتيجي، وهما دولة الاحتلال والولايات المتحدة، مما يضع علامات استفهام حقيقية حول مدى المبالغة في مخاوف المملكة، لاسيما في ضوء تقديراتها بأن بقاءها واستمرارها ربما لم يعد مسألة حيوية بالنسبة لدولة الاحتلال، لكن الأكيد أننا أمام مجموعة إشكالية وغير عادية من الاعتبارات تتعامل معها المملكة، وفي هذه الحالة ينبغي على الاحتلال أن تفكر بعقلانية، وتُبقي عيونها مفتوحة، وتدرس بعناية مصالحها الاستراتيجية تجاه الأردن".