في جنوبي قطاع غزة.. أبواب المجاعة تُطرق ورغيف الخبز يختفي
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
غزة - خاص صفا
اضطرت المجاعة التي يعيشها سكان جنوبي قطاع غزة، المواطنين إلى تناول الدقيق الفاسد، لمن تبقى لديه أو استطاع الحصول عليها، وسط حالة من القحط والجوع التي يعيشونها لانعدام وصول المساعدات والبضائع إليهم، بسبب استمرار احتلال "إسرائيل" لمعابر غزة وإغلاقها.
ويصطف يوميًا المئات أمام مخبز "القلعة" الرئيسي والوحيد وسط محافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، على أمل أن يحصلوا على رزمة أو نصف رزمة من الخبز، ليسدوا جوع أبنائهم، إلا أن عددا كبيرا منهم يعودون دون الحصول عليه، بسبب "نفاد الكميات".
ويشتكي المواطنون في جنوبي القطاع من انعدام الدقيق والمواد الغذائية والخضروات، بالإضافة إلى غلاء ما تبقى من مواد أو خضار في الأسواق الشحيحة أصلًا.
أزمة رغيف
وتعيش آمنة النبيه وأطفالها على "ساندويشات الجبنة" كوجبة وحيدة طوال اليوم لسد رمقهم منذ أكثر من أسبوع، بسبب الغلاء، لتأتي أزمة الخبز، لتزيد "الطين بلة"، كما تقول.
وتضيف لوكالة "صفا" أن "ربطة الخبز كانت بخمسة شواقل، ثم أصبحت بـ7شواقل واليوم وصلت لعشرين شيقلا"، رافعة عينها للسماء وهي تردد "حسبنا الله ونعم الوكيل".
أما خالد أبو حطب فعاد اليوم لأبنائه الأربعة برزمة خبز اشتراها بعشرين شيقلا، ليتفاجأ بأن الدقيق المصنوع منه فاسد، وله رائحة كريهة.
ويصف الخبز "بأنه مليء بالسوس، ورائحة العطب فيه، ولكن هذا لم يمنعنا من أن نأكله، لأننا مضطرون ولا يوجد بديل".
ويعبر عن غضبه من وعود دخول المساعدات والبضائع لغزة، التي ينتظرونها كل أسبوع منذ مدة، قائلًا بحرقة: "كل شيء انقطع وغلى سعره، إلا البشر هنا أرواحهم رخيصة والعالم يتفرج".
ووصل سعر رغيف الخبز الواحد إلى شيقل (الدولار 3.75 شيكل)، فيما أصبح بعض أصحاب المخابز الصغيرة غير المنتظمة بالعمل يبيعونه بالكيلو، حتى وصل سعر كل 7 أرغفة بـ9 شواقل.
وإلى جانب الدقيق، أصبح شراء الخضار أملًا مقطوعًا لدى معظم المواطنين، الذين يعانون الفقر والجوع وانعدام الدخل، في ظل استمرار العدوان على القطاع وشح المواد المدخلة للمعابر.
وتواصل القوت الإسرائيلية احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ173 على التوالي.
ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
خداع واستهداف
كما اختفت من أسواق جنوبي القطاع المواد التموينية الأساسية، كزيت الذرة المعروف بـ"السيرج" والسكر، ومعلبات الفول والحمص والأرز، باستثناء وجود بعضها عند بائع معين بكميات قليلة وبأسعار مضاعفة بثلاث مرات على الأقل عن سعرها قبل أسابيع.
ويناشد الستيني إبراهيم أبو شقفة "أصحاب الضمائر الحية" وقف "تلاعب إسرائيل بأرواحنا وحياتنا"، كما يقول.
ويضيف في حديثه لوكالة "صفا": "إسرائيل تضحك على العالم، فتقول أدخلنا مساعدات، ثم تقصف الشباب الذين يحاولون تأمين شاحنات المساعدات وهي في طريقها إلينا".
وتستهدف طائرات الاحتلال أي عناصر متطوعة من الشباب الذين يحاولون تأمين إدخال المساعدات وإيصالها للمواطنين، ويرتقي عدد منهم بشكل شبه يومي، فيما تتكدس المساعدات والبضائع على المعابر، بانتظار أن تسمح قواته المحتلة للمعابر بدخولها.
وفي مقابل حفرة المجاعة التي يقف سكان جنوبي القطاع على شفاها، يُباد شماله الذي يعاني من المجاعة منذ أشهر عديدة بسبب حصار الاحتلال له واستمرار عمليات الإبادة الجماعية للسكان.
ووصلت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر العام المنصرم، إلى 42,924 شهيدًا و100,833 إصابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الجنوب مجاعة جنوبی القطاع قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ضغوط وتحذيرات أميركية لإسرائيل بشأن إدخال المساعدات إلى غزة
ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الخميس، أن الإدارة الأميركية وجهت رسالة لمسؤولين إسرائيليين مفادها: "حتى الآن، وعلى الرغم من الطلب، لم يظهر تغيير كبير في دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، حيث أن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل القطاع أقل بكثير من الطلب الأميركي الذي يبلغ نحو 350 شاحنة يوميا.
وكان قد تم توجيه الطلب الأميركي قبل حوالي أسبوعين، حيث أرسل وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، رسالة إلى إسرائيل، أشارا فيها إلى أن الأخيرة لم تفعل ما يكفي بخصوص إدخال المساعدات الإنسانية، مع التركيز على شمال القطاع.
وحذرا أنه في حال عدم حدوث تغيير خلال 30 يوما، فقد يؤثر ذلك على عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، وفقا لما أفاد به مراسل "الحرة" في تل أبيب.
ورغم التحذير، لم تلتزم إسرائيل بالمطلب الأميركي. وقبل يومين تقريبا، دخلت حوالي 25 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر معبر إيرز، ودخلت 46 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم وفقا لمنسق أعمال الحكومة في الأراضي الفلسطينية، غسان عليان. وهذه الأرقام أثارت قلق الأميركيين، وأيضا مخاوف المجتمع الدولي من قرب حلول فصل الشتاء وعدم زيادة المساعدات للقطاع.
وتكمن الصعوبة الكبرى أيضا في توزيع المساعدات داخل القطاع، لأن الكثير منها يتم نهبه، وبالتالي هناك مئات الشاحنات متوقفة عند المعابر ولا تدخل.
وبعد الضغط، اضطرت القيادة السياسية الإسرائيلية إلى قبول الطلب الأميركي، ووجّه رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، بزيادة عدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع إلى 250 شاحنة يوميا.
ويعمل مكتب منسق أعمال الحكومة بناء على إيعاز المستوى السياسي ومن خلال مديرية التنسيق والارتباط الخاصة بغزة.
وأعلن أنه تم في الأسابيع الأخيرة نقل 391 شاحنة محملة بأطنان من المساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية والمياه والمعدات الطبية والمعدات المخصصة لمراكز الإيواء عن طريق معبر جسر اللنبي وميناء أسدود إلى معبر إيرز، وذلك في إطار الالتزام بنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بيد أن هذه المساعدات لا تسد احتياجات المواطنين المحاصرين، وفقا للمراسل.