موقع النيلين:
2024-11-01@08:32:48 GMT

قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثانية)

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثانية)
أسامة عيدروس
26 أكتوبر 2024م
حقل التدفق وموجات الانفجار:
في كل مرة تقوم مليشيا الدعم السريع بارتكاب المجازر تحدث صدمة لا متناهية في وجدان وشعور شعوب السودان المسالمة. تكرر الأمر منذ أحداث الجنينة الدامية واغتيال الوالي خميس أبكر والتمثيل بجثته ثم الأمير طارق بحر الدين الدين الذي تركت جثته ملقاة في الشارع ومنع دفنها بأمر المليشيا.

حدث الأمر مرة أخرى في قرية ود النورة بالجزيرة وبعدها في قرية فنقوقة في شمال كردفان ثم في قرية جلنقي بولاية سنار ثم مرة أخرى في قرية أم شوكة بولاية سنار. ومنذ الحرب ظلت قوات الدعم السريع ومرتزقتها يوجهون بنادقهم ومدافعهم مباشرة نحو المدنيين وطال القصف العشوائي الأسواق وبيوت المواطنين والمستشفيات ومعسكرات النازحين.

مباشرة بعد انتشار الجيش وسيطرته على جبل موية وإعلان أبو عاقلة كيكل استسلامه للجيش السوداني في منطقة جبل اللبيتور بسهول البطانة وسط البلاد تحركت قوات كبيرة من مليشيا الدعم السريع وبدأت في ارتكاب جرائم ضد المدنيين في تمبول ورفاعة والبويضاء والجنيد وقرية العك والعزيبة”، بالإضافة إلى عدد من القرى الأخرى بوسط وشرق ولاية الجزيرة. ولم تكن هذه مجرد حملة محدودة انتقاما من كيكل ومواطني شرق النيل بل توسعت عمليات الدعم السريع بالمنطقة لتقوم بارتكاب مجزرة جديدة بشعة في قرية السريحة وأزرق بشمال الجزيرة ذكرت الناس بمذبحة ود النورة ومذابح الجنجويد الأخرى في طول البلاد وعرضها.
حدوث هذه المجازر والقتل الممنهج للمدنيين والتهجير القسري للسكان جاء على غير المتوقع بعد انضمام أبوعاقلة كيكل للقوات المسلحة. فعمليا فقد الدعم السريع خطوط إمداد مهمة ممتدة بامتداد سهول البطانة خصوصا امدادات الوقود في معارك تعتمد على حركة السيارات. لذلك استغرب الناس وتساءلوا عن الجدوى من استسلام كيكل من الأساس كما تناولوا بغضب الاحتفالات التي صاحبت استسلامه.

لنفهم سر الحملات المسعورة للجنجويد في شمال ووسط وشرق الجزيرة ينبغي لنا أن نعيد النظر في مسرح العمليات ككل. فاستراتيجية الدعم السريع منذ توقف عملياتها في الخرطوم وتحولها للدفاع بالقناصة في العمارات والأبنية الشاهقة، تحولت إلى استراتيجية انتشار واسع باندفاع سريع هدفه اسقاط الفاشر وبابنوسة والأبيض والزحف نحو الشمالية وتطويق بورتسودان بالزحف من سنار وسنجة شرقا إلى القضارف وكسلا. هذه الاستراتيجية أكسبت الدعم مساحات واسعة من الانتشار ولكنها أجبرته في المقابل على إعادة تموضعه في جبل موية كقاعدة انطلاق جديدة قامت الدولة الراعية للتمرد بحشدها بالعتاد والمرتزقة من أجل الوثبة الأخيرة في خطة الدعم السريع.

تحرير جبل موية لم يشكل فقط قاصمة الظهر للمليشيا ولكنه أيضا أربك الحسابات لمن وضع خطتها العسكرية فأصبح محتاجا لبدائل سريعة حتى لا يقع في شرك الجيش الذي نجح في تحويل جيوش الدعم إلى مجموعات معزولة بلا إمداد فتحررت الدندر والسوكي بلا عناء وأصبحت سنجة قاب قوسين من التسليم. ومن الواضح أن خطة الجيش ستستمر في تقطيع أوصالهم في كل مسرح العمليات حتى يسهل استسلامهم دون خسائر كبيرة في الجنود او العتاد. ما حدث في جبل موية يشابه بالضبط عندما تم تفجير كبري شمبات في بحري واغلقت موجات تدفق المليشيا من امدرمان فكان ان تحول ضغطها وسقطت على الفور منطقة جبل اولياء العسكرية.

ما يحدث في شمال ووسط وشرق الجزيرة ليس انتقاما من كيكل فقط، ولا استمرار لنفس منهج الانتهاكات المنظمة ضد المدنيين بقصد خلق هالة من الفزع والرعب من جيوش المليشيا تسهل على المرتزقة النهب والسلب فقط. في الواقع أن سهل البطانة ومناطق شمال ووسط وشرق الجزيرة هو منطقة انفتاح جديد لقوات المليشيا استمرارا في خطتها القاضية بالوصول إلى بورتسودان بأي ثمن. سهل البطانة ينفتح على حلفا وشندي وشمال الخرطوم ومعسكرات المليشيا قرب المصفاة. هذه الفظائع مقدمة تهدف لتهجير سكان شمال ووسط وشرق الجزيرة واشغال الناس للقيام بفتح خطوط الحشد والامداد من جبل أولياء عبر الكاملين وكبري رفاعة والاندفاع شرقا وشمالا بنفس استراتيجية الانتشار السابقة. مما يلقي بعبء كبير على الجيش والمشتركة وقوات مكافحة الإرهاب والمقاومة الشعبية بالعمل على نظافة كل مناطق شمال ووسط وشرق الجزيرة قبل حدوث عمليات الحشد وبدء الانتشار الجديد.
ونواصل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع جبل مویة فی قریة

إقرأ أيضاً:

شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تقتل وتصيب العشرات بمنطقة ود الفضل شرق الجزيرة

طالبت الشبكة الدعم السريع كف أياديه عن المدنيين بالجزيرة وإيقاف العقاب الجماعي لهم دون مبرر مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة جراء عمليات التهجير القسري لآلاف  الأسر نحو المجهول.

الخرطوم: التغيير

قالت شبكة أطباء السودان – مجموعة تطوعية – إن قوات الدعم السريع قتلت 4 أشخاص وأصابت العشرات بمنطقة ود الفضل شرق الجزيرة، بجانب نهب المرافق الطبية وتشريد المدنيين وضرب الأطباء وطرد المرضى المقيمين بمستشفى ود الفضل.

وأدانت الشبكة في بيان لها الثلاثاء، استمرار عمليات القتل والنهب والتشريد للمدنيين العزل بقرى الجزيرة وأعتبرته نهجاً لا يتوافق مع القوانين ولا الأعراف الدولية ولا الإنسانية وتطور خطير سيدفع البلاد للإنزلاق في أتون صراع مبني على القتل الإثني والعرقي.

وطالبت الشبكة الدعم السريع كف أياديه عن المدنيين بالجزيرة وإيقاف العقاب الجماعي لهم دون مبرر مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة جراء عمليات التهجير القسري لآلاف  الأسر نحو المجهول.

ويشهد السودان منذ أكثر من 18 شهراً صراعاً دامياً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تحت قيادة محمد حمدان دقلو، حيث يخوضا حرباً منذ منتصف أبريل 2023.

تصاعدت المواجهات في عدة مناطق شرق ووسط ولاية الجزيرة عقب انضمام قائد الدعم السريع بالولاية أبو عاقلة كيكل، للقتال بجانب الجيش الأسبوع الماضي.

التطورات الأخيرة في ولاية الجزيرة أدت إلى انتشار واسع لأعمال العنف والنزوح القسري للمدنيين، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السكان في المناطق المتأثرة.

الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الدعم السريع بولاية الجزيرة حرب الجيش والدعم السريع شرق الجزيرة ولاية الجزيرة

مقالات مشابهة

  • الصومال يدين انتهاكات ميليشيات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بالسودان
  • ماثيو ميلر: ندين الهجمات الشنيعة التي نفذتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة خلال الأسبوع الماضي
  • مصر تدين هجوم قوات الدعم السريع على المدنيين بولاية الجزيرة
  • قمر المحاق وحصاد الحصرم (الحلقة الثالثة)
  • مصر تدين اعتداءات مليشيا الدعم السريع على المدنيين في شرق ولاية الجزيرة
  • مصر تدين اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين في شرق ولاية الجزيرة
  • مصر تدين اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين بشرق ولاية الجزيرة
  • مصر تدين اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين في ولاية الجزيرة بالسودان
  • مصر تدين اعتداءات ميليشيا الدعم السريع على المدنيين فى شرق ولاية الجزيرة
  • شبكة أطباء السودان: الدعم السريع تقتل وتصيب العشرات بمنطقة ود الفضل شرق الجزيرة