صحيفة صدى:
2025-02-02@02:29:42 GMT

بيوتنا والتعليم

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

بيوتنا والتعليم

على مشارف اختبارات الفصل الدراسي الأول لهذا العام يتجلى الدور الأسري الفعال في رفع مستوى الطلاب التعليمي، حيث إن المشاركة الوالدية في التربية والتعليم هي من روافد نجاح العملية التعليمية، كما أن البيوت المطمئنة المليئة بالعلم والمحبة والاحترام والتفاهم والتعاون تساهم في تنشئة الأطفال ونموهم نموا متوازنا في جميع النواحي الشخصية والاجتماعية والأكاديمية.

يقول حافظ إبراهيم في قصيدة العلم والأخلاق:

الأمّ مدرسةٌ إذا أعددتها

أعددت شعباً طيب الأعراق

الأمّ روضٌ إن تعهده الحيا بالرّيّ

أورق أيما إيراق

الأمّ أستاذ الأساتذة الألى

شغلت مآثرهم مدى الآفاق

وهناك العديد من العلماء الذين ساهمت بيوتهم أيا كان نوعها سواء نووية أم ممتدة أم تشاركية في تعليمهم وعلمهم الذي يشار له بالبنان، فهذا الإمام الجليل أحمد بن حنبل كانت وراءه امرأة تقية، وأُمًّا صالحة صابرة وهي صفية بنت ميمونة التي مات عنها زوجُها وابنها أحمد مازال صغيرا، فربْته وعلْمته الكتاب والسنة، وكانت تحثه على طلب العلم، والذهاب إلى حلقات العلماء، فقد قال عنها الإمام أحمد رحمه الله: كانت توقظني قبل صلاة الفجر، فتُحمي لي الماء، ثم تخرج معي إلى المسجد خوفًا عليَّ؛ لأن المسجد كان بعيدًا عن داره، وكانت تنتظره خارجًا حتى يعود، وهكذا كانت توفق في حياتها لتربية ولدها من ناحية، ودعمه في رحلته العلمية من ناحية أخرى، حيث كانت تسير معه إلى حلقات العلم، وتتمنى أن يصبح ابنها عالما جليلا فقيها، فلم يُخيب الله أملها.

وفي قصة أديسون ودعم والديه له عظيم الأثر في صقل شخصيته وتنمية مهاراته، حيث ولد أديسون في عام 1847 في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، وألحقته والدته بمدرسة قريبة منه، وبعد ثلاثة أشهر طلب ناظر المدرسة مقابلة أم الطفل ليخبرها بأن ابنها غبي وبليد ولا يحتمل أن يراه مرة أخرى في المدرسة، فذهبت الأم وأخبرت الأب بذلك في جلسة مصارحة حول إمكانية تخلف الطفل، فقررا تعليمه في المنزل من خلال الكتب المختلفة في شتى العلوم والروايات، كما عانى أديسون من ضعف في السمع فكانت تستخدم والدته الإيماءات وترفع صوتها لتعليمه، وكان والداه يجيبان على جميع أسئلته الفضولية، ومن خلال قراءاته في كتب الفيزياء والطبيعة اخترع وسائل وطرق نقل وتوزيع الكهرباء، والمصابيح والفونوغراف والتيلجراف، فلم تكن أم أديسون من الأذكياء وليست معلمة بل من خريجي الجامعات، فاستطاعت احتواء ابنها وتعليمه والصبر على ذلك).

ولجعل بيوتنا بيوت علم تساهم في دعم تعليم أبنائنا علينا أولا وقبل كل شيء الاستعانة بالله تعالى في التربية فالمهمة ليست بالسهلة، والدعاء لأنفسنا وأبناؤنا بخيري الدنيا والآخرة، وتعويد ألسنتنا على ذلك، ومن الآليات النافعة لجعل بيوتنا بيوت علم مطمئنة:

القدوة: على الوالدين أن يكونا خير قدوة لأبنائهم في الالتزام بالصلاة وقراءة القرآن واحترام بعضهما البعض أمام أبنائهم قال صلى الله عليه وسلم ” كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفطرةِ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنصِّرانِه أو يُمجِّسانِه” فالطفل يتعلم بالمحاكاة والنمذجة. تلبية الاحتياجات الأساسية الفسيولوجية: حيث يتعين توفير المسكن الملائم والغذاء المتوازن والملبس ومستلزمات التعليم …الخ مجالسة الأبناء ومعرفة احتياجاتهم ومشاكلهم، وتعليمهم الآداب الاجتماعية المختلفة، ومعرفة مدى تقدمهم العلمي وآليات استذكارهم. جعل بيوتنا آمنة بعيدة عن الصراخ والعنف والإيذاء النفسي من عبارات السخرية والاستهزاء وغرس الكلمة الطيبة والحوار الفعال في تواصلنا الأسري. تخصيص وقت محدد لمشاهدة التلفاز واستخدام الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، فليس من الحكمة منع الأطفال كلية من متطلبات العصر ولكن بلا إفراط ولا تفريط بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لما يشاهده أبناؤنا، مع الاستفادة في القنوات الهادفة التعليمية في دعم مسيرة التعلم والتعليم. معرفة الحقوق والواجبات، فغياب حس المسؤولية نابع من غياب متطلبات الدور الأسري، ويكون ذلك من خلال الاطلاع المستمر والقراءة وحضور الدورات الأسرية المختلفة، كما أن القوانين الأسرية لابد أْن تكون معلومة لدى كل فرد في الأسرة من وقت النوم والترفيه والأكل ….الخ. العلم والوعي والفهم بمتطلبات نمو الأبناء في ضوء المراحل العمرية المختلفة، ودور الأسرة في دعم المراحل المختلفة، فمرحلة الحسية تختلف احتياجاتها عن مرحلة ما قبل العمليات. التواصل المستمر مع المدرسة ومعرفة مدى التقدم العلمي والسلوكي للابن. التعامل مع المشكلات السلوكية والتعليمية بحكمة وروية. الاتزان والتوازن في تربية الطفل فلا دلال زائد ولا حرمان متطرف.

ختاما: عزيزتي الأم عزيزي الأب إن أبناءكم أمانة (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فإذا لم يكن البيت ملاذا آمنا مطمئنا لتعليم الطفل وتنشئته فأين يكون إذا؟

 

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان

أكد الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، أن الحديث الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج" يتضمن العديد من العلامات التي نعيشها في وقتنا الحاضر.

وأوضح جبر، خلال تصريح اليوم السبت، أن أولى هذه العلامات هي "قبض العلم"، الذي يعني أن العلم لا يُنتزع من الكتب، بل يُقبض بقبض العلماء الذين يحملون فهمًا حقيقيًا للعلم، فهم الذين يعلمون معنى المعلومات ويطبقونها في حياتهم.

وقال جبر: "العلم هو نور الفهم، وليس مجرد معلومات يُقرأ عنها، والمعلومة قد تكون موجودة في الكتب، ولكن الفهم هو الذي يضفي على تلك المعلومات قيمتها الحقيقية". 

وأضاف أن العلماء الذين يخشون الله ويعملون وفقًا لفهمهم العميق هم من يملكون العلم النافع، مؤكدًا أن العلم الحقيقى يرتبط بالتقوى والخشية من الله.

كما تناول جبر علامة "تكثر الزلازل" التي شهدناها في الآونة الأخيرة في العديد من المناطق حول العالم، مما يعد من العلامات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم عن اقتراب الساعة. "الزلازل اليوم تحدث بشكل مستمر في مختلف الأماكن، وهو ما يعد من الظواهر التي نعيشها يوميًا".

وفيما يتعلق بتقارب الزمان، أوضح جبر أن المقصود بتقارب الزمان هو تقارب المسافات بفضل التقدم التكنولوجي ووسائل النقل الحديثة، التي جعلت المسافات بين المدن والدول تتقلص بشكل كبير

وتابع: "كان الناس في السابق يحتاجون لشهور للوصول من مكان إلى آخر، أما اليوم، فتستطيع السفر في ساعات قليلة عبر الطائرات والقطارات". 
وأضاف أن هذا التقارب التكنولوجي قد جعل العالم كله كالقرية الصغيرة، حيث أصبح بإمكاننا متابعة الأحداث في أي مكان في العالم في نفس اللحظة.

وفيما يخص "ظهور الفتن"، قال جبر: "الفتن التي يتحدث عنها الحديث الشريف هي التي تضل الإنسان عن دينه وتبعده عن عبادة ربه. اليوم نرى العديد من الناس يتحدثون في أمور الدين بدون فهم حقيقي، ويتخذون من أنفسهم مرجعًا في قضايا شرعية قد تشوش على العامة". 

واشار إلى أن هذه العلامات تعد تذكيرًا لنا بأننا في مرحلة قريبة من الساعة، وأن علينا أن نتأكد من تمسكنا بالعلم الصحيح والتقوى والعمل الصالح.

مقالات مشابهة

  • هنود يدفنون أنفسهم مع العلم الهندي في الطين لكسب المال.. فيديو
  • عالم أزهري: علامات الساعة بين قبض العلم وكثرة الزلازل وتقارب الزمان
  • أشْرَاط وعلامات الساعة.. أحد علماء الأزهر يوضح
  • الهروط يكتب .. اصنعوا لحكومة جعفر طعاماً
  • مفتي الجمهورية: دار الإفتاء تسعى لتعزيز الوعي الإنساني في المجتمع
  • جامعة رسمية.. منارة العلم أم ساحة العبث الإداري؟
  • أم تقتـل رضيعها غرقًا لأسباب صادمة
  • معرض الكتاب يناقش «دور العلم والتكنولوجيا في تطور علاج الأورام»
  • مستجير العلم والأدب
  • دراسة صادمة: التوتر أثناء الحمل يؤثر على صحة الطفل مدى الحياة