الثورة نت/
أعربت سلطنة عُمان عن إدانتها واستنكارها الشديد للقصف الجوي الذي شنّه العدو الصهيوني على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية فجر اليوم السبت.. معتبره إياه انتهاكًا صارخًا لسيادتها وخرقًا واضحًا لقواعد القانون الدولي وتصعيدًا يُغذّي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة وخفض التوتر واحتواء الأزمات عبر الوسائل السلمية والدبلوماسية.

وقالت وزارة الخارجية العمانية في بيان لها: إذ تشجب سلطنة عُمان هذه الممارسات الصهيونية المستمرة التي تهدّد بجر المنطقة نحو مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار، فإنها تدعو المجتمع الدولي مجددًا للتحرك الفاعل في وقف العدوان ووضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الإقليمي”.

وجدّدت سلطنة عُمان دعوتها إلى ضرورة معالجة جذور وأسباب الأزمات في المنطقة من خلال إنهاء الاحتلال الصهيوني غير المشروع للأراضي الفلسطينية والعربية ووقف العدوان على قطاع غزة، كما نصت عليه وتطالب به قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ومنح الشعب الفلسطيني حقّه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 ضمن إطار حلّ الدولتين ووفقا لمبادرة السلام العربية بما يكفل تحقيق سلام عادل ودائم لجميع الأطراف.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من طوفان الأقصى إلى العدوان الصهيوني على لبنان: معركة كيّ الوعي

منذ بدء معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة وصولا إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ حوالي الشهر تقريبا، والعدو الإسرائيلي يشن حربا وجودية على الشعب الفلسطيني واللبناني. لا تهدف هذه الحرب فقط على القضاء على قوى المقاومة في فلسطين ولبنان، أو استعادة الأسرى أو إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم، بل إن هذه الحرب لها هدف أخطر وأكبر وهو القضاء على فكرة المقاومة أو مشروع المقاومة أو ما يسميه بعض المختصين "معركة كيّ الوعي"، أي أنها معركة تستهدف منع التفكير بالمقاومة والرفض للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، ومن أجل القبول بالواقع الاحتلالي والتطبيعي مع العدو الصهيوني والاستسلام لهذا الواقع الظالم دون التفكير بمقاومته أو مواجهته، وتحويل كل الشعوب في المنطقة إلى مجرد رعايا في نظام الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى إليه الأمريكيون والصهاينة منذ سنوات طويلة.

فما هي تجليات هذه المعركة في فلسطين ولبنان اليوم؟ وكيف نواجه هذا المشروع اليوم ومستقبلا؟

من أجل تحديد تجليات المعركة التي يخوضها العدو الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، ولتحقيق هدفه في معركة كيّ الوعي طيلة المرحلة الممتدة من معركة طوفان الأقصى وصولا إلى الحرب، فإن علينا استعادة ما قام به العدو طيلة سنة تقريبا وحتى اليوم، وهذه نماذج على سبيل المثال لا الحصر:

أولا: التدمير الممنهج لكل البنى التحتية والمدنية والتربوية والثقافية والصحية والعلمية: لم يكتف العدو بمواجهة قوى المقاومة في قطاع غزة وفي لبنان، بل عمد إلى تدمير كل البنى التحتية من مستشفيات ومراكز صحية وثقافية واجتماعية وثقافية وتربوية ومؤسسات مالية، وذلك لتدمير كل البيئة المؤيدة للمقاومة ومن أجل توجيه رسالة واضحة لهذه البيئة بأن دعم المقاومة سيؤدي إلى تدمير كامل لكل البنى التحتية، وأن من يدعم المقاومة سيحرم من كل وسائل الحياة.

ثانيا: التدمير الكامل للمدن والقرى والأحياء والمنازل والأبنية: أي تدمير كل إمكانية السكن والإقامة، وطبعا هناك أهداف أمنية وعسكرية وراء هذا التدمير، لكن الهدف الأخطر هو تدمير كل إمكانية للعودة إلى هذه المدن والقرى وتحويلها إلى مناطق مدمرة، واستخدام صواريخ وقنابل ضخمة من أجل التمدير الشامل، وكي تبقى صورة التدمير حاضرة لمنع التفكير مستقبلا بأي شكل من أشكال المقاومة أو دعم المقاومة أو التعاون مع المقاومين أو حتى العيش معهم.

ثالثا: استهداف قيادات المقاومة الدينية والسياسية والعسكرية والأمنية، والسعي لقتل أكبر عدد من المقاومين بأشكال متعددة، واستخدام التقنيات الجديدة ومنها الذكاء الالكتروني أو العملية الضخمة عبر تفجير أجهزة البيجر واللاسلكي، أو من خلال استهداف المناطق والأنفاق التي يمكن أن يلجأ إليها القادة والمقاومون. والهدف من وراء ذلك، إضافة للقضاء على قادة المقاومة وضرب البنية التنظيمية والعسكرية، القضاء على كل من يحمل الفكر المقاوم ويدعو له أو أن يكون من الذين ساهموا في نشر الفكر المقاوم وتعبئة الجماهير. واستهداف الرموز له أبعاد خطيرة ثقافيا واجتماعيا ونفسيا.

رابعا: حجم الاعتقالات للشباب والرجال والفتيان والنساء في غزة والضفة الغربية، والسعي لأسر المقاومين في جنوب لبنان، ونشر صور الاعتقالات والتعذيب في السجون والهدف من ذلك نشر الرعب في صفوف كل من يفكر بالمقاومة ومحاصرة كل مجتمع المقاومة.

خامسا: الادعاء بتحقيق النصر والقضاء على قوى المقاومة، وأن حركات المقاومة انتهت وأن العدو الإسرائيلي قادر على الوصول إلى أي مكان في كل المنطقة واستعادة مقولة الجيش الإسرائيلي الذي يقهر وقدرة المخابرات الإسرائيلية إلى الوصول إلى المقاومين وقادة المقاومة. ومع أنه علينا الاعتراف بأن العدو الإسرائيلي حقق بعض النجاحات بعد الضربة القاسية التي تلقاها في معركة طوفان الأقصى، فإن ذلك لا يعني أبدا لأنه استعاد زمام المبادرة وأنهى قوى المقاومة، والدليل استمرار المقاومة في غزة وما يجري في القدس والضفة والمواجهات الحاصلة في جنوب لبنان.

سادسا: نشر بعض المقولات بأن المقاومة أصبحت وحيدة وأن العالم تخلى عنا وأن الشعوب العربية والإسلامية تخلت عن القضية الفلسطينية، كذلك إثارة الخلافات بين قوى المقاومة وبين هذه القوى وإيران، واستعادة الخلافات المذهبية، وكل ذلك بهدف نشر الخوف والوهن والإحباط في صفوف المقاومين وبيئات المقاومة. طبعا علينا الاعتراف بوجود ثغرات في واقعنا، وأن الوضع العربي والإسلامي والدولي ليس بالمستوى المطلوب، لكن هناك مؤشرات إيجابية كبيرة في العالم لصالح المقاومة، وأن العلاقات بين قوى المقاومة أصبحت أقوى، وهناك تنسيق مستمر بين هذه القوى وبين إيران الداعمة الأكبر لقوى المقاومة اليوم.

سابعا: إبراز التفوق التكنولوجي والتقني والعسكري الإسرائيلي والمدعوم أمريكيا وغربيا في مواجهة قوى المقاومة، للقول بأن لا جدوى من المقاومة وأن الأفضل الذهاب للتطبيع والقبول بالمشروع الإسرائيلي الأمريكي. وهذه المقولة تتنافي مع ما حققته قوى المقاومة من إنجازات ومن أن معركة العقول والتكنولوجيا هي معركة مستمرة ولن تتوقف.

هذه نماذج من تجليات معركة كيّ الوعي التي يخوضها العدو الإسرائيلي بدعم أمريكي وغربي وأحيانا بدعم عربي، وخصوصا قي صفوف النخب العربية والمثقفين العرب، وفي مواجهة ذلك يتطلب وضع مشروع متكامل لمواجهة هذا المشروع الخطير، فما يحققه المقاومون على أرض الواقع من انتصارات مهم جدا، وما يسطرونه في مواجهة الجيش الإسرائيلي مهم جدا، لكن بموازاة ذلك على كل المفكرين والعلماء والشخصيات الفكرية والإعلامية والثقافية والتربوية ومراكز الدراسات والأبحاث والمؤتمرات القومية والعربية والإسلامية؛ أن يواجهوا هذه المعركة بقوة، وأن يساهموا في نشر الوعي المقاوم والرافض للتطبيع والقبول بالهزيمة، كما فعل كل العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء والفنانين الذين دافعوا عن خيار المقاومة طيلة المراحل السابقة وكان لدورهم التأثير المهم في الصمود وتحقيق الانتصارات وحماية فلسطين من التهويد والذوبان كما كان يراهن قادة العدو.

نحن أمام معركة قاسية جدا تتطلب شخذ الهمم والاستفادة من كل القدرات والإمكانيات في كل المجالات، وسنظل نردد مع الشاعر المصري أمل دنقل:

لا تصالح ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما
هل ترى؟
هي أشياء لا تشترى

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • الكيان الصهيوني يستولى على 64 دونما من أراضي أم طوبا بالقدس
  • صحة لبنان: 2822 قتيلا و12937 مصابا منذ بداية العدوان الصهيوني على بيروت
  • العراق: اتساع العدوان الصهيوني على غزة ولبنان يهدد السلم الإقليمي
  • من طوفان الأقصى إلى العدوان الصهيوني على لبنان: معركة كيّ الوعي
  • إيران: ستشهدون في الأيام المقبلة ضربة ساحقة أخرى للنظام الصهيوني
  • ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 43,061 شهيدا
  • جيش العدو الصهيوني يقر بإصابة 12 ألف من جنوده منذ بدء العدوان على غزة
  • دفاع النواب: الرئيس السيسي يمتلك الخبرة والحكمة في التعامل مع الأزمات الدولية
  • سخرية واسعة من العدوان الصهيوني على إيران.. أين هو الهجوم؟!
  • في صفعة قوية للجزائر..ماكرون يؤكد: حاضر ومستقبل أراضي الصحراء يندرج تحت سيادة المغرب