دعا وزير الإعلام زياد المكاري، اليوم السبت إلى "تفادي الانجرار وراء الأخبار الكاذبة التي تنشرها إسرائيل، وعدم التفاعل معها على مواقع التواصل الاجتماعي".

وشدد في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الاعلام، في حضور نقيب الصحافة عوني الكعكي ونائب نقيب المحررين صلاح تقي الدين ورئيس "نادي الصحافة" بسام أبوزيد وممثلين ل" سكايز" ووسائل الإعلام ومؤسسة "مهارات"، على "عدم الانجرار وراء تحويل رسالتنا الإعلامية محل خطر للنازحين والتحقق من جرائم العدو وأرشفتها لمقاضاة الاحتلال"، مشيرا إلى أن "استشهاد الزملاء الصحافيين أمس دليل على أن العدو لا أمان له".

وقال: "سيكون لدينا فريق وغرفة في وزارة الإعلام لرصد كل الأخبار الزائفة وكشفها".

وقال: "يشُنُّ العدوُّ الإسرائيليُّ عُدواناً كبيراً على لبنان. وهو يتربَّصُ بنا جميعاً. والعدوانُ القائمُ اليومَ متعدِّدُ الأبعاد، بَدءاً من تدميرِ قُرانا ومُدُنِنا، وصولاً إلى الدَّفعِ نحوَ تشنُّجاتٍ داخليةٍ، واستثمارِها لإضعافِنا جميعاً، بعدما أظهرَ اللبنانيونَ تضامناً مُجتمعيّاً نفتخرُ به، يُضافُ إليه وَعْيٌ سياسيٌ لدى القِياداتِ والأحزابِ، راحَ يتبلورُ معَ الوقت، وهدفُهُ الحِفاظُ على الوَحدةِ الوطنيّةِ في هذه اللحظةِ الحَرِجَةِ من تاريخِنا. والإعلامُ في صُلبِ هذه الحرب: إمّا أن يرتَقيَ إلى مُستوى المسؤوليةِ الوطنيةِ ويساهمُ في تعزيزِ الوَحدَةِ الوطنيةِ وصَوْنِها وحمايةِ البلد، وإمّا أن يَنزلِقَ إلى الخلافاتِ والتشنُّجاتِ فيُصبِحَ خَطَراً علينا جميعاً".

أضاف: "حريةُ الإعلامِ بالنسبةِ إلينا، وكما عَهِدتُموني، مقدّسة. أتمسَّكُ بها وأدافِعُ عنها. صحيحٌ أننا في لبنانَ نتمتَّعُ بحُريةِ التعبيرِ وحُريةِ الإعلام، لكنَّ هذه الأخيرةَ ينتفي هدفُها ورسالتُها حينَ تسقُطُ في فَخِّ الخلافاتِ والسياساتِ الضيّقة، أو حينَ لا تترافَقُ مَعَ حِرفيّةٍ عاليةٍ وخُبرةٍ كبيرةٍ في التعامُلِ مَعَ الخَبَر، خصوصاً في زَمَنِ الحرب".

وتابع: "يُواجِهُ الإعلاميونَ اليومَ صعوباتٍ عدّة، وهُم يَسعَوْنَ من دونِ مَلَلٍ أو كَلَلٍ ويعرّضونَ حياتَهم للخَطَرِ من أجْلِ نقْلِ الحقيقةِ وإيصالِها إلى الجُمهور. وهذه رسالةُ شكرٍ وتحيةٌ لكلِّ هؤلاء، من دونِ استثناء. ولكنْ، يا للأسَف، يُوجِّه العديدُ من اللبنانيينَ اللوْمَ إلى الإعلام، ويذهبُ البعضُ بعيداً ويقولُ إنّ الإعلامَ يخدُمُ مصالحَ العدوِّ، وهذا ما هُو في الغالبِ مبالغات. الإعلامُ ليس مسؤولاً عن الحربِ القائمةِ اليومَ في لبنان. ولكنْ، عن قصدٍ أو عن غير قصد، يُمكنُ أن يُضفيَ الإعلامُ شرعيةً على هذه الحربِ ويُسهّلَ مَهمّةَ العدوِّ الداخلية. بالرَّغمِ من ذلك، لا بُدَّ من التشديدِ على أننا لسنا أمامَ حربٍ أهليّةٍ داخليةٍ لكَيْ يَقفَ الإعلامُ طرفاً فيها مَعَ هذا الفريقِ أو ذاك، ويساهمَ من موقعهِ في مَجهودٍ حربيّ ما، إيديولوجي أو طائفي (وهذا بذاته إشكاليّ). نحنُ أمامَ حربٍ يشُنُّها العدوُّ الإسرائيليُّ ضِدَّ لبنان، لبنانَ الأرضِ ولبنانَ الشعب والإرث والتاريخ. هذه حربٌ إسرائيليةٌ على لبنانَ (تأتي بعد إبادة في غزة)، ومِن موقِعي وزيراً للإعلام، أعرُضُ عليكُم رؤيةً وعناوينَ عريضة، علّها تشكّلُ مرجِعاً للصِّحافةِ والإعلام، مرجِعاً وطنياً وأخلاقياً بالدرجةِ الأولى".

وقال: "هذه المبادئُ تضَعُ الإعلامَ أمامَ مسؤولياتِه في:

أولاً: حمايةُ المدنيين، وهي الأولويةُ القُصوى، أي عدمُ الانجرارِ وراءَ تحويلِ رسالتِنا إلى مصدرِ خطرٍ يجعلُ المدنيين عُرضة للخطَرِ والاستهدافِ العسكري. كما أنَّ حمايةَ المدنيينَ تتطلَّبُ حمايةَ كراماتِهم وعدَمَ استخدامِ واقِعِ النزوحِ وُقوداً يساهِمُ في إشعالِ نارِ الفتنةِ الداخلية.

ثانيا: التحقُّقُ من جرائمِ العدوِّ ونقلُ صورتِها إلى العالَمِ من أجلِ الدفاعِ عن لبنانَ والمساهمةِ في أرشَفَةِ التعدّياتِ وجرائمِ الحربِ، وذلك من أجلِ استخدامِها شهاداتٍ في مقاضاةِ إسرائيلَ أمام المحاكِم الدولية.

ثالثاً: التمسكُ بالمواقفِ الوطنيّة، وأخلاقيّاتِ الصِّحافةِ المسؤولة، والتي تتطلبُ منّا صَوْنَ التماسُكِ الاجتماعي.

رابعاً: احترامُ القانونِ اللبنانيِّ في ما يتعلقُ بالعَداءِ لإسرائيل، فالإسرائيليُّ عدوٌّ، والإشارةُ إليه بهذه الصفةِ هي التزامٌ بالقانونِ اللبنانيّ.

خامساً: تفادي الانجرارِ وراءَ الأخبارِ الكاذبةِ والمُضلِّلَةِ، وعدمُ استخدامِ مُصطلحاتٍ يُمليها علينا العدوُّ الإسرائيليّ، فالعدوُّ عدوٌّ وليسَ مصدراً موثوقاً به للخبر
.
سادساً: الحفاظُ على السِلمِ الأهليّ، من خلالِ تسليطِ الضوءِ في هذه اللحَظاتِ على ما يجمعُ ولا يُفرِّق. فالسلمُ الأهليُّ اليومَ هو الحجرُ الأساسُ في مواجَهَة إسرائيل.

سابعاً: الامتناعُ عن الردِّ أو التواصُلِ مَعَ حساباتِ الإعلامِ الإسرائيليّ أو التفاعلِ معها. فالعدوّ يَعمَدُ بكلِّ الأساليبِ إلى إيقاعِنا في فَخِّ التطبيع، فنبتعدُ عن الموقِفِ اللبنانيِّ الرسميّ، ألا وهوَ العداءُ لإسرائيلَ بصفتِه موقِفاً وطنياً سيادياً.

ثامناً: الحَذَرُ من التعامُلِ مَعَ إعلامِ العدوِّ بصفَتِهِ مصدراً موثوقاً به، وبالتالي ضرورةُ تفكيكِ مصادِرِه، ووَضْعُها في سياقِها، بصِفَتِها صادرةً عنِ العدو، وتفادي تبنّيها على أنها حقيقةٌ.

تاسعاً: عدمُ الانجرارِ وراءَ الإشاعات، والتنبّؤات، وعدمُ الاعتمادِ عليها كمصدرٍ للمعلومات، فأغلبُها إشاعاتٌ سياسيةٌ وتساهِمُ في المجهودِ الحربيّ للعدو، وهدَفُها نشرُ القلقِ والخوف، والتخوينُ والحِقد".

أضاف: "لتكنْ هذه الرؤيةُ وهذه العناوينُ مدخلاً للتماسُكِ الوطنيِّ ومجالاً لفتحِ نقاشٍ بنّاءٍ حولَ كيفيةِ تعزيزِ الوَحدةِ الوطنيةِ وتوجيهِ الإعلامِ ليكونَ مساحةً وصوتًا يعزّزُ الصمودَ الوطني، بدلًا من أن يكونَ ساحةً للتجاذُبات السياسيةِ الإقليمية والداخلية. مصالحُنا الوطنيةُ العليا، سَواءٌ من خلالِ الإعلامِ أو على المستوى السياسي، تتطلبُ قدْرًا عاليًا من الحكمةِ في التعامُلِ مَعَ الأزَماتِ، وهذه واجباتُنا تِجاهَ لبنانَ وتجاهَ المجتمع. إنّ وزارةَ الإعلامِ ليست مسؤولةً عن الرَّقابةِ المباشَرةِ العقابيّة، ولن تكونَ شرطيَّا رَقابياً على كلِّ تقرير صِحافي. نحنُ جُزءٌ من المؤسساتِ الرسمية. وعلى المؤسساتِ الرسميةِ تَحَمُّلُ مسؤولياتِها، كلٌّ من بابِ صلاحيتِه، بَدءاً من القضاء، وصولاً إلى الأمن".

وتابع: "أمامَ هذه الاحداث، أشدّدُ على أن مسؤوليتَنا ليست فقط قانونية، إنما خصوصاً وتحديداً هي مسؤولياتٌ وطنية. ولعلَّ دماءَ شهدائنا، شهداءِ الصِحافة والإعلامِ الذين سقطوا ضحايا إسرائيل، وآخرُهم من تمَ رصدُه واغتيالُه بالأمس – خلالَ نومِهم وطُمأنِينَتِهم في مكانٍ اعتقدوا انه آمِن-  لعلَّها تكونُ أكبرَ عِبْرةٍ لنا جميعاً بأنّ العدوَّ لا أمانَ له، ولا قواعدَ يحترمُها. من هنا، أتوجّهُ إلى كلّ صِحافيٍّ أو صِحافية، وكلّ إعلاميٍّ أو إعلامية، ومغرّدٍ أو مغردة: مسؤوليتُكم وطنية، وليكُن هذا النداءُ مَرجِعاً أخلاقياً لنا جميعاً، دفاعاً عن الوطن".

وأشار المكاري الى ان "الحكومة اللبنانية اتخذت كل الاجراءات التي يمكن ان تتخذها والمتعلقة باغتيال صحافيين ومحاولة قتل صحافيين آخرين في حاصبيا"، كاشفا عن اتصال أمس بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب الموجودين خارج لبنان، وقد تقدمت وزارة الخارجية ضمن صلاحياتها بشكاوى وكتب الى المفوض السامي لحقوق الانسان والمقرر الخاص لحماية حرية الرأي والتعبير في جنيف، وسيتم تقديم شكوى الى مجلس الامن ومنظمة الاونيسكو، وقد كتبت منظمة الاعلام الى منظمة الاونيسكو في هذا الخصوص".

وأسف "لأن لبنان لم يوقع اتفاقية روما ليذهب الى المحاكم الجنائية الدولية، إذ ليس باستطاعتنا التوجه الى هذه المحاكم لاننا لم نوقع اتفاقية روما، الا ان هذا لا يمنع اننا نحاول ايجاد نافذة للدخول منها لنشكو اسرائيل في هذا الموضوع".

وقال: "الخطر الذي يطال الصحافة المحلية الموجودة في لبنان من قبل اسرائيل، يطال ايضا الصحافة الاجنبية في هذا البلد. فمنذ 9 تشرين الاول الماضي يوجد في لبنان 1638 صحافيا اجنبيا، وهو رقم كبير موزع على 52 جنسية اجنبية موزعة في لبنان".

وتوجه الى المجتمع الدولي: "هذا الموضوع ليس مزحة وهناك مسؤولية مشتركة لايقاف الحرب وآلة القتل".

واكد "العلاقة المتينة بين وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام وكل النقابات المعنية وجميع المؤسسات الاعلامية، على جميع قناعاتها وتوجهاتها السياسية". وقال:  "وزارة اعلام تفتخر بنسج علاقات عريضة ومتينة مع كل هذه المؤسسات وسنتواصل مع كل مؤسسة عليها ملاحظات او لغط او شكاوى. هناك مواضيع تحل في بيتنا الداخلي واخرى توجه عبر القانون. ونحن في وزارة الاعلام اتخذنا اجراءات معينة يتم العمل عليها منها انشاء مكتب تابع للوزارة لرصد كل الاخبار الزائفة التي تؤدي الى التوترات الطائفية والحزبية والمجتمعية والسياسية على منصات التواصل الاجتماعي. كذلك سيكون هناك فريق مرتبط بوزير الاعلام بشكل مباشر وبالوكالة الوطنية للاعلام تحت اسم Fact check Lebanon سيبدأ العمل لتكذيب كل خبر زائف".

وقال: "للوكالة الوطنية للاعلام مصداقية امام اللبنانيين وامام الصحافة الاجنبية وكل السفارات، وستكون هذه المنصة التي نأمل من الجميع التعاون معها، لدحض كل الاخبار الزائفة التي تسبب التوترات في البلد".

واشار الى "وجود اتصالات مع الاجهزة الامنية من امن الدولة والامن العام ومخابرات الجيش وجرائم المعلوماتية وشعبة المعلومات لرصد كل من يحاول توتير الاجواء بشكل خطير ويهدد السلم الامن الاهلي، ونحن لا نظهر هذا الامر عبر الاعلام، لاننا نحاول حماية البلد ونتمنى من كل الاعلام ان يكون شريكا في هذا الموضوع".


ولفت الى ان "وزارة الاعلام اصدرت بيانا منذ اسبوعين تحدثت فيه عن المادتين في قانون العقوبات 295 و296 اللتين تنصان على معاقبة كل من يضعف الشعور القومي او يوقظ النعرات وينقل اخبارا كاذبة او مبالغا فيها في زمن الحرب. ليست وزارة الاعلام من تنفذ هذه القوانين او تطبقها بل هناك قضاء في لبنان ينفذ هذا الامر".
وفي موضوع الصحافي الاسرائيلي الذي دخل لبنان عبر الحدود، كشف المكاري عن "توجيه رسائل تحذير الى كل الوكالات الاجنبية التي دخلت لبنان وحصلنا على اجوبة في هذا الخصوص".

وقال: "الوضع في لبنان غير مريح ونحن في فوضى كبيرة. ما من شك ان الاعلام شريك ايجابي وايضا سلبي في نقل هذه الفوضى. نحن امام رسالة واحدة اما ان نبني هذا البلد أو نخربه".

وردا على سؤال أجاب: "أوجه تحية لكل الاعلام اللبناني الموجود والمحترف. كل هذا الاعلام يقوم بالتغطية على اكمل وجه منذ بداية هذه الحرب، من دون ان يعني هذا عدم وجود شطط وان البلد منقسم وان الاعلام يعكس هذا الانقسام".

أضاف: "ليس من عمل وزارة الاعلام ان تقرر ما اذا كان هذا الخبر يشكل خطرا على الامن القومي والسلم الاهلي أو لا. نحن في هذا الموضوع خلف الاجهزة الامنية التي يجب ان تتحرك وخلف القضاء ايضا. نحن نغطي القرارات الصادرة عن الاجهزة الامنية والقضاء اللبناني. المخالفات التي تصدر من خلال قانون الاعلام الذي نعمل من خلاله، نحن على استعداد لاتخاذ الاجراءات التي يجب ان تتخذ، لا ان يتم رمي اللوم على الحكومة ولا على وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام. نحن لا نتهرب من مسؤولياتنا بل نواجه كل مشكلة لدينا ونسير امام الاعلاميين في هذا الموضوع، كما اننا نذهب الى ابعد من صلاحياتنا، لكن عند الحديث عن اخبار ذات طابع امني وعمالة وغيرها هناك اجهزة امنية تقوم بواجباتها وندعوها للقيام بواجباتها حتى النهاية لاننا ندعمها في كل قرار تتخذه".


وأعلن المكاري تبلغه رسالة من الوزير بو حبيب مفادها ان "لبنان تقدم بشكوى الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس مجلس الامن في موضوع استشهاد الصحافيين".

واشار الى ان "الصحافيين الثلاثة اغتيلوا ضمن جريمة حرب، إذ كانوا في مجمع شاليهات بعيد عن المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، وهم استهدفوا اثناء نومهم، الامر الذي يؤكد ان اسرائيل ليس لديها رحمة. كان هناك في المجمع 7 مؤسسات تلفزيونية لبنانية وعربية من ام تي في والجزيرة والمنار والميادين والتلفزيون العربي، وهذا يظهر وجود قضية مشتركة تجمعنا".

وختم المكاري: "بعد الحرب يجب ان نجلس سويا إذ لا خيار لنا سواه. نحن في مراكب عدة لكننا في خضم عاصفة واحدة قد تغرقنا جميعا".
الكعكي


من جهته وجه نقيب الصحافة عوني الكعكي التحية لارواح شهداء الصحافة الذين يقدمون ارواحهم وكل ما لديهم في سبيل تأدية رسالتهم، معتبرا ان "كل المؤسسات الاعلامية اللبنانية تبذل جهدا كبيرا للتضحية في سبيل القضية التي تقتنع بها". ودعا المؤسسات الاعلامية في لبنان الى "تأجيل خلافاتها الى ما بعد الحرب فاليوم لدينا اولوية هي انهاء الحرب والوقت ليس للمناحرات والمناكفات فاسرائيل اليوم تريد النيل من كل اعلامي قام بفضح جرائمها في غزة ولبنان وهي تقصف المستشفيات والمراكز الصحية". (الوكالة الوطنية للإعلام) 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فی هذا الموضوع وزارة الاعلام فی لبنان من خلال نحن فی على أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الكتائب: متفائل بمسار البلد الخارج من كبوة كبيرة

شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل على أن "لا علاقة لمؤتمر المصارحة والمصالحة بوجود السلاح"، معتبرا أن "بقاءه انتهاك للدستور والقانون والمساواة بين اللبنانيين". وشدد على أن "تبديد الهواجس جزء أساسي من المصارحة والمصالحة ولكن تبديدها لا يبرر أي كلام عن إبقاء هذا السلاح".

وإذ أعرب عن تفاؤله بمسار البلد "الذي خرج من كبوة كبيرة ووصاية قاتلة"، لفت إلى أن "القطار وضع على السكة الصحيحة لكن لا بد من تزويده بالوقود ليتقدّم"، مؤكدًا أنه "طالما هناك من يعتبر أن لديه ترسانة أسلحة قادر من خلالها أن يتفوق على الآخرين فلن نصل إلى تفاهم". واعتبر أن "المهم هو عدم إلغاء قصص الآخرين لأن القصة اللبنانية مزيج من كل القصص وهي أمر مشترك نريد بناءه بدءًا من اليوم"، داعيًا إلى "الاعتراف بكافة المسارات في البلد والتفكير سويًا إن كان بإمكاننا الوصول الى قصة واحدة، كي نتفاهم كيف سنعيش في هذا البلد ونبني دولة تحترم الجميع، الشعب فيها محترم، كرامته محفوظة ولديه أمل في المستقبل".

كلام رئيس الكتائب جاء في حوار تلفزيوني أوضح فيه أن "ذكرى مرور 50 عامًا على بداية الحرب تصادف في 13 نيسان 2025 إلا أنه وبسبب تزامنها مع أحد الشعانين، ارتأى الحزب الاحتفال بالذكرى يوم السبت أي في 12 نيسان في الشياح عين الرمانة مع كافة الرفاق والمناصرين والأصدقاء والمدعوين لمشاركتنا في هذه المناسبة المهمة بالنسبة لنا في المرحلة المقبلة، لأننا في هذا اليوم سنتحدث عن قصّتنا وهذا لا يعني أنّنا لا نعترف بقصص أخرى بل بالعكس من المهم بالنسبة لنا لبناء لبنان جديد أن يتقبل الجميع قصص بعضهم البعض".

وأشار الى أن "اللبنانيين لا يعرفون قصص بعضهم البعض خصوصًا الأجيال جديدة، فاللبنانيون تربّوا في بيئات مختلفة وكل بيئة تخبر قصتها وتتوارثها وبالتالي هناك لبنانيون كثر لا يعرفون قصص الآخرين، مضيفًا: "وبالنسبة لي أكتشف يوميًا أمورًا جديدة في قصص الآخرين في وقت من المفترض أن أكون مطلعًا على كل ما حصل في البلد".

ورأى أنه "كان هناك هروب من المصارحة والمصالحة بين اللبنانيين لفترة طويلة، من جهة أخرى كان هناك من يرفض أي خطوة في هذا الاتجاه لأنه كان يهمه أن يبقى لبنان مُنقسمًا على نفسه ليبقى هو المسيطر". مضيفًا: "النظام السوري عمل على ألّا يحصل أي تقارب بين اللبنانيين وأن يبقى لبنان منقسمًا على نفسه من ثم حزب الله والنظام الإيراني الذي قام بالامر نفسه، أما اليوم فالفرصة متاحة بعد 50 عامًا وفي غياب أي وصاية وأي طرف قادر على منعنا من الجلوس مع بعضنا البعض لنتصارح ونفكّر بمستقبلنا".

وردًا على سؤال عن كيفية الوصول الى قصة واحدة في حين أن كل طرف مقتنع بقصته، اعتبر أن "المهم هو عدم إلغاء قصص الآخرين لأن القصة اللبنانية هي مزيج من كل القصص وهي أمر مشترك نريد بناءه بدءًا من اليوم، إذ علينا الاعتراف بكافة المسارات في البلد والتفكير سويًا إن كان بإمكاننا الوصول الى قصة واحدة، ولنتفاهم كيف سنعيش في هذا البلد ونبني دولة تحترم الجميع، الشعب فيها محترم، كرامته محفوظة ولديه أمل في المستقبل".

أضاف: "في اتفاق الطائف عام 1990، تم العفو عن الاعمال الحربية إلا الاغتيالات، ولهذا السبب محاكمة الشهيد الرئيس بشير الجميّل والرئيس رشيد كرامي استمرت كذلك كل الاغتيالات السياسية التي حصلت بقيت سارية في المجلس العدلي، واليوم إذا أردنا طيّ صفحة علينا طيّها بكل ما يتعلق بأداء المجموعات ككل، ولكن لا يمكننا طيّ الصفحة بكل الاغتيالات وكل الملفات القضائية لأنه من غير الوارد العفو عنها، فمنذ ما قبل العام 2005 على سبيل المثال هناك حكم قضائي صادر في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميّل ويجب توقيف المحكوم عليه كما يقول القضاء، لذلك المحاسبة ضرورية في كل مؤتمرات المصارحة والمصالحة كما حصل في أفريقيا الجنوبية وهذه مسألة مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار."

وأكد أن "المصالحة لا تعني وقف المسارات القضائية التي يجب أن تستمر بموازاة فتح صفحة جديدة بين اللبنانيين للتفكير سويًا في كيفية بناء البلد، سائلًا: "كيف سنبني بلدًا مستقرًا ونقنع المواطنين بعدم الهجرة والاستثمار في لبنان إذا كانت الحرب ستندلع داخليًا كل 5 سنوات وأحيانًا خارجيًا، وفي بعض الاحيان نتيجة تواطؤ الداخل مع الخارج". وشدد على "وجوب الوصول الى اتفاق جذري بين اللبنانيين كي لا نمد يدنا للخارج للاستقواء على بعضنا البعض ولنصل الى هذا الاتفاق علينا أن نثق ببعضنا البعض". مضيفًا: "هناك سببان رئيسيان لاندلاع حرب العام 1975، السبب الأول وجود الميليشيات المسلّحة على أرض لبنان بأجندات خارجية، والسبب الثاني هو انعدام الثقة والتفاهم بين اللبنانيين، من هنا نقول لنعالج هذين السببين لنبني بلدًا، لنعالج موضوع السلاح غير الشرعي وضبط سيادة الدولة بشكل كامل بيد الجيش، والتفاهم كلبنانيين كي لا تبقى أنظارنا متجهة نحو الخارج للاستقواء على اللبناني الآخر، وهذا ما نطالب به".

وردًا على سؤال، قال: "طالما السلاح موجود فلن نصل الى نتيجة، وفي اللحظة التي يتم سحب السلاح فيها ولا يبقى خيار الا التفاهم مع بقية اللبنانيين سنسمع عندها كلامًا جديدًا، ولكن طالما هناك من يعتبر أن لديه ترسانة أسلحة قادر من خلالها أن يتفوق على الاخرين فلن نصل الى تفاهم". وتابع: "مسؤولية كل اللبنانيين الدفاع عن لبنان والطريقة الافضل لحماية لبنان كل لبنان تكون بأن تتحمل الدولة مسؤولية الدفاع عن الجنوب، تحت قيادة جيشنا ودولتنا وسنقاوم جميعنا وهذه مسؤولية جماعية، والـ 10452 كلم مربع مقدسة بالنسبة لنا ككتائبيين وأي خرق لسيادة لبنان واستقلاله سنواجهه، ولكن مشكلتنا أن هناك جزءًا من اللبنانيين ينفذون أجندة خارجية وعندما نتحدث عن أجندة خارجية فنحن لا ندّعي ذلك لأنهم هم من قالوا إنهم يساندون غزة بدعم من محور المقاومة وشنوا حربًا خارج الحدود بسلاح خارجي وأيديولوجية خارجية وبتمويل خارجي، وعندها كيف ستدافع الدولة عن نفسها في الخارج، في حين نكون أقوى بكثير عندما نتوحد في أي مواجهة تقوم بها الدولة اللبنانية وعندما تكون المعركة معركة الدفاع عن النفس لا معركة إسناد بأجندة لا علاقة لنا فيها من خلال سلاح لا علاقة لنا فيه."

وعن المخطط الاسرائيلي التوسعي، أشار الجميّل الى أنه "حتى الساعة هناك إتفاق وقف إطلاق نار وافقت عليه إسرائيل، وضمانات أميركية وفرنسية بأن حدود لبنان مقدّسة وأن إسرائيل يجب أن تنسحب من الجنوب، أما الحجة الوحيدة الموضوعة على الطاولة فهي أنه لم يتم تنفيذ الاتفاق من جهتنا والسلاح لا يزال موجودًا ولا تزال هناك مستودعات أسلحة وحزب الله مصرّ على الاحتفاظ بها، لذلك نحن نريد سحب هذه الذريعة من الاسرائيليين وأن تكون معركتهم بوجه الشرعية اللبنانية الأقوى بألف مرة من أي سلاح عندما تمسك زمام الامور الى جانب صداقات لبنان الخارجية".

وقال: "لبنان ليس البلد الوحيد الضعيف فهناك الكثير من الدول التي ليس لديها الإمكانيات ولكن حمت نفسها من خلال التحالفات والعلاقات وخلق شبكة حماية دولية وهذا ما يجب العمل عليه، جرّبنا نظرية المقاومة التي كان لديها أسلحة تتخطى قدرات الجيش اللبناني ولكن دُمّر لبنان ودمّرت كل قدراتها العسكرية وبالتالي ليس هذا هو الحل، والبديل بناء دولة وأن نحصّن أنفسنا من خلال كل تحالفاتنا وصداقاتنا ومن خلال الوسائل الاخرى وهذا لا يعني عدم بناء جيش قوي لحماية الحدود وضبط الداخل وهذا أمر لا مفر منه".

وتعليقًا على كلام المفتي الجعفري أحمد قبلان الاخير، قال: "حزب الله يقول لنا اليوم من غير وجه حق إن السلاح هو حق مقدس في حين هو غير مقدس، مبدأ المساواة بين الناس هو أساسي وانطلاقًا منه لا يحق لفريق أن تكون له حقوق لا يحظى بها الفريق الآخر أو المواطنون الآخرون، من جهة أخرى حزب الله كان شريكًا أساسيًا في اتفاق وقف إطلاق النار ووافق على تسليم سلاحه بحسب كل من شارك في المفاوضات، ورئيس مجلس النواب نبيه بري متفهّم لموقفنا بأنه لا يمكن فتح صفحة جديدة بوجود سلاح على الطاولة".

وعن موقف البطريرك الماروني الذي قال إن نزع السلاح يتطلب وقتًا، قال الجميّل: "بالطبع موضوع السلاح أولوية ولكن هذا لا يعني تقديم شكوى أمام القضاء بل إن هناك مسارًا يجب أن يبدأ، وحصرية السلاح التي لحظها خطاب القسم واتفاق وقف إطلاق النار والدستور والقراران 1559 و1701 يجب أن تنفذ، وإن كان الأمر يستغرق وقتًا".

وشدد رئيس الكتائب على أن "موضوع المصارحة والمصالحة والاعتراف بالقصص لا علاقة له بوجود السلاح، إذ إن وجود السلاح هو انتهاك للدستور والقانون والمساواة بين اللبنانيين". وأكد أن "المطلوب أن نحترم بعضنا البعض، بحيث نعترف بأن كل من سقط دفاعًا عن لبنان في لبنان هو شهيد وعلى الطرف الآخر أن يعترف بأن من سقط دفاعًا عن لبنان ضد الوجود السوري والفلسطيني هو شهيد، أما موضوع بقاء السلاح من عدمه فلا علاقة له بالقصص بل بطموح فريق من الأفرقاء بأن يكون لديه نفوذ إضافي عن الآخرين من دون وجه حق".

وجزم الجميّل بأنه "لا يجوز أن يتحاور اللبنانيون على ملف السلاح"، وقال: "لا شأن لي بهذا الموضوع، فإن دُعيت كرئيس حزب الكتائب إلى طاولة حوار للحديث عن السلاح سأعتبر ألّا دور لي، لأن هذه المسألة مشكلة بين الدولة اللبنانية وحزب الله، ولا علاقة لرؤساء الأحزاب بها بل بتنفيذ ما تم الإقرار به في اتفاق وقف إطلاق النار والدستور وخطاب القسم والقرار 1559 واتفاق الطائف و1701 وهذا الموضوع ليس موضوعًا جدليًا، فما يجب أن يناقش هو كيفية تنفيذ هذا القرار وهذا الأمر لا يعود لرئيس حزب الكتائب أو لأي رئيس حزب آخر."

وتابع: "المسألة تتعلق بمفاوضات بين الدولة الرسمية والحكومة ورئيس الجمهورية وحزب الله حول كيفية تنفيذ حصرية السلاح، وأنا ضد الاستهتار بهذا الموضوع"، مؤكدًا أنه إن كان هناك إرادة لدى الحزب بالذهاب نحو هذا الاتجاه فلا بد من الحوار بينه والحكومة لوضع آلية وحلول للمشاكل المترتبة عن هذا الموضوع، وما الذي سيحصل بمن كانوا يتقاضون الرواتب مثلًا وغيرها من المسائل".

وعن صوابية كلام أورتاغوس من أن لبنان لم يقم بما يلزم لنزع سلاح حزب الله قال الجميّل: "لست مطلعًا على كواليس قيادة الجيش ووزارة الدفاع لأتمكّن من الإجابة عن هذا السؤال."

وعن كلام بري بأن لبنان لا يقبل بمقايضة بين المساعدات بشروط عسكرية، رأى أن "الرئيس بري لديه اعتباراته فهو يراعي جوّ الحزب وهل سأدافع عنه؟" وأردف: "هو حرّ بما يقوله ولكن الدول التي تريد مساعدة لبنان لديها مصالحها ولن تموّل الدولة إلا بشروطها ومن حقهم وضع الشروط ومن حقنا الرفض والقبول ولكن السؤال هل نريد هذه المساعدات؟ إن كانت مصلحتنا مرتبطة بأمر يريدونه فمن مصلحتنا أن يكون لبنان سيّدًا مستقلًّا وحصر السلاح بيد الجيش، مشددًا على أنه وقبل أن تبدأ هذه الحرب ومنذ 10 سنوات و20 و30 و40 سنة كان مطلب الجزء الأعظم من اللبنانيين هو حصرية السلاح، فإن كانت الدول الأخرى تضع هذا الشرط ونحن نطالب به منذ 50 عامًا فهل نرفضه نكاية بها؟"

الجميّل الذي أكد ألا أحد يتحدث في حرب أهلية وسأل: "ألم توافق الحكومة على وقف إطلاق النار؟ ألم يوافق وزراء حزب الله في حكومة ميقاتي وافقوا على اتفاق وقف إطلاق النار؟ فلماذا نخلق نقاشًا في مكان غير موجود؟" وتابع: "الرئيس بري فاوض بإسم حزب الله ووافق على الاتفاق فهل وافقوا على الاتفاق ومن ثم انسحبوا منه؟ إن كان الأمر كذلك فليُعلنوا انسحابهم من الاتفاق ولكن طالما هم موافقون على الاتفاق فلا فائدة من هذا النقاش."

وردًا على سؤال عما إذا كانت التركيبة قادرة على تنفيذ المطلب الأميركي؟ أكد الجميّل أن "الموضوع مطلب لبناني مذكرًا بأنه عندما كانت أميركا تدعم الوجود السوري على مدى 15 سنة، وعندما كان هناك غطاء كامل لحزب الله وسلاحه كان البعض في المنفى وكنا نضرب في الشارع بسبب مواقفنا ومطالبتنا".

وردًا على سؤال بأن الطرح الأميركي هو تشكيل لجان واستكمال المفاوضات، قال: "برأيي سبق وأن أجريت مفاوضات على الحدود البحرية فلماذا لا تجرى على الحدود البرية لمعالجة كل المشاكل بين لبنان وإسرائيل لتأمين الاستقرار في جنوب لبنان؟ الأراضي التي يملكها لبنانيون لا بد من ان ترتفع قيمتها وتجرى فيها استثمارات وتحصل على ثقة الناس فمع الخوف من حصول ضربة قريبة أو بعد سنة أو 10 سنوات لن يحصل الإنماء في الجنوب ولن يجد الشباب فرص عمل."

وأكد أن لديه ثقة بحكمة رئيسي الجمهورية والحكومة، "فالرئيس تحدث عن حصر السلاح وكذلك رئيس الحكومة إذًا هناك التزام، مشيرًا إلى أننا نعطي المجال للرئيسين ليقوما بعملهما ولكن في الوقت نفسه المطلوب منهما التقدّم في هذا الاتجاه." وتابع: "اقتراحي أن الدولة وحدها تحميكم فهل تثقون بها أم لا؟ هل أنتم مستعدون للعب لعبة الدولة ككل اللبنانيين، لافتًا إلى أنه إن كانت الدولة هذه المرة تتحمّل المسؤولية فأي تعدٍّ سيكون على كل لبنان وأي انتهاك للحقوق سيكون انتهاكًا لكل اللبنانيين والمسؤولية ستكون مشتركة بالدفاع عن حقوق لبنان، ولكن الشرط أن يكون لبنان هو الذي يتحمّل المسؤولية ولا يجرّنا غيره إلى حرب والمشكلة تكمن هنا فالدولة هي التي ستواجه".

وأعرب رئيس الكتائب عن تفاؤله المطلق بمسار البلد في السنوات المقبلة "فهو خرج من كبوة كبيرة ووصاية قاتلة وتم وضع القطار على السكة الصحيحة ولا من تزويده بالوقود ليتقدّم، مؤكدًا أن لبنان لن يتجه إلّا نحو الأفضل بناء على القيادة اللبنانية فهي قيادة حرة من رئيس الجمهورية إلى رئيس الحكومة إلى الوزراء، فكل مسؤول يريد خدمة وطنه وتقديم أفضل ما عنده وحتمًا سنشهد تحسنًا في غالبية الوزارات وسنرى الرئيسين عون وسلام كيف سيتخذان المواقف الصحيحة والمسار باتجاه التعاون مع المجتمع الدولي هو باتجاه حل المشاكل"، مشيرًا إلى أنه "بالعودة إلى شهرين أو سنة نرى أن لبنان ذاهب باتجاه إيجابي وهذا لن يظهر في خلال يومين بل خلال فترة معينة". وقال: "لا أرى أن هناك أفقًا لهذا السلاح في لبنان وأعتقد أن حزب الله يدرك هذا الأمر جيدًا وهناك ضغط كبير على إيران والدولة اللبنانية والمجتمع الدولي يركز على الموضوع حتى سقف ماكرون كان السقف الأدنى وقد رأيناه في خطابه الأخير يطالب بحصر السلاح بيد الجيش وبالتالي من خلال المواقف العربية والدولية والداخلية والإرادة الموجودة لا يمكننا إلا أن نذهب بالاتجاه الصحيح."

وعن جدول زمني لسحب السلاح وما إذا كانت الخطوة محفزًا إيجابيًا أم سلبيًا قال: "يجب أن تكون محفزة للحكومة."

وعن ضمان أن مستقبل الطائفة الشيعية داخل الدولة وليس خارجها جزم بان مستقبلها داخل الدولة، مشيرًا إلى أن "المهم اليوم أن يفهم كل المعنيين بهذا الملف وكل المواطنين الشيعة أنهم جزء لا يتجزأ من هذه الدولة وسنتعاطى معهم بكل الاحترام والتقدير ومحاولة طمأنة الجميع بأن ما من إقصاء فممّا لا شك فيه أن الطائفة الشيعية شعرت بالماضي أنها طائفة مهمّشة وهذا الشعور من مسؤوليتنا تبديده وجزء أساسي من المصارحة والمصالحة التي نطرحها تبديد الهواجس ولكن هذه الهواجس لا تبرر أي كلام عن إبقاء هذا السلاح."

وأكد حرصه على العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة وقال:" لديّ علاقة يمكن القول إنها أكثر من ممتازة مع رئيس الحكومة، موضحًا أن الكتائب اللبنانية ليست حزب رئيس الجمهورية ولكنها الداعم الأكبر للرئيس ونحن نقف بجانبه بشكل واضح ولكن في ما خص حاكم مصرف لبنان جرّبنا تجنّب عملية التصويت وسعينا لتأجيل التصويت والجو في داخل مجلس الوزراء وجربنا كمحاولة أخيرة التأجيل لمدة أسبوع ريثما يتأمن النقاش في هذا الموضوع ونصل الى مكان يرتاح فيه الجميع".

 وردًا حول اعتباره الرئيس نواف سلام الأكثر نزاهة قال الجميّل: "إنها وجهة نظر ليس أكثر".

أمّا بالنسبة للمؤتمر الصحافي الذي عقده حاكم مصرف لبنان كريم سعيد فأجاب الجميّل إنه لم يتسنَّ له الاطلاع عليه بسبب انشغاله بالانتخابات البلدية والاختيارية التي تتطلب الكثير من الاجتماعات لأن فترة تشكيل اللوائح مرحلة دقيقة وفيها ضغط ولكن بعد تشكيل اللوائح ينتهي دورنا.

وعن التوافق مع "القوات اللبنانية" في البلديات الكبيرة أجاب: "إن التوافق موجود في بعض البلديات ولكن ليس في جميعها."

وعما إذا كان التوافق البلدي ينسحب على الانتخابات النيابية المقبلة في ما خص التحالف مع حزب القوات اللبنانية ؟ أجاب الجميّل: "ان شاء لله".

وأضاف: "بدأنا الآن بإنقاذ البلد وقد تحسّنت علاقتنا بشكل كبير مع حزب القوات اللبنانية ونحاول البدء بتعاون جدي والقيام بتواصل مباشر بدءًا من الانتخابات البلدية على أمل أن نتمكن من التفاهم في الانتخابات النيابية".

وأكد الجميّل أن "حزب الكتائب اللبنانية ليس مع تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية ويمكن تأجيل انتخابات الجنوب شهرين اذا كان هناك حاجة لذلك، أما بالنسبة لبلدية بيروت وطرح بعض النواب حول وضع قوائم مقفلة أو قوائم المناصفة وضرورة التأجيل". فأجاب: "هذا الإجراء لا يتطلب التأجيل ويمكن تنفيذه دون تأجيل الانتخابات ولم يتغير شيء في طريقة الانتخاب ولا تزال هي نفسها. أما بالنسبة للوائح المقفلة أو المناصفة في انتخابات بلدية بيروت فهذا لا يتطلب التأجيل ويمكن تطبيقه من دون حاجة الى التأجيل".

وحول القوائم في انتخابات بيروت قال الجميّل: "لم تنتهِ بعد وكل الخيارات مفتوحة وعدم وجود لائحة واحدة لا يعني بالضرورة عدم وجود مسيحيين في مجلس بلدية بيروت وفي حال كان هناك لائحتان ولائحة حصلت على اكثرية الأصوات فهي تفوز بكاملها".

وحول تصويت حزب الكتائب لصالح حاكم مصرف لبنان كريم سعيد قال رئيس حزب الكتائب: "نحن نعرف كريم سعيد وأنا أعرفه شخصيًا منذ زمن بعيد وهو إنسان محترم جدًا، على أمل أن ينجح في مهامه والعبرة في الاداء."

وعن سؤال حول الموافقة على صدور الموازنة بمرسوم قال: "وافقت على صدور الموازنة بمرسوم لأنه لم يكن هناك خيار آخر وفي الماضي كنا نعترض على صدور الموازنة بمرسوم لأن الظروف كانت مختلفة ولكن اليوم هناك حكومة جديدة وقد ورثت الموازنة والآن هدفها التحضير للموازنة القادمة ونحن هنا نتحدث عن تصفية الماضي وهو مختلف عن وضع خطة للمستقبل ولم يكن باستطاعنا معالجة موازنة الماضي ولكن باستطاعتنا معالجة المستقبل".

وحول قانون السرية المصرفية والتعديلات التي اقترحت عليه في مجلس الوزراء أجاب: "السرية المصرفية مرتبطة بإعادة هيكلة المصارف وتوزيع الخسائر وكل هذا يعتبر ملفًا واحدًا وأنا ضد تجزئته ولكن لن نقف بوجه مسار الحكومة لأننا نريد تسهيل الأمور غير أننا نؤكد ما قاله وزير العدل في مجلس الوزراء وهو أن نضع "خطة تعافي" وعلى الحكومة أن تضع رؤيتها الشاملة لحل المعضلة المالية والنقدية وموضوع الودائع والمصارف وان تترجم هذه الرؤية بمشاريع قوانين حيث تصبح القوانين تنفيذًا لهذه الرؤية أو ترجمة لها والمشكلة اليوم نضع القوانين والرؤية وتصبح القوانين للتنفيذ فقط ولكن هل لهذه الحكومة خطة واحدة للتعافي؟ وهل لديها نظرة واحدة لموضوع توزيع الخسائر ونظرة واحدة لموضوع معالجة المصارف والودائع؟ الجواب: كلا".

وأشار الجميّل الى ان "دور الحكومة هو أن تضع خطة واضحة وأن تقول لنا ما الذي سوف تعمله لحل المشكلة التي يواجهها اللبنانيون ومن هذه الخطة الشاملة نتفرّع، عندها يصبح من السهل اقرار القوانين فمجرد القبول والاتفاق على المبدأ ما يبقى هو فقط عملية تنفيذية والمشكلة اليوم أنه لا وجود لرؤية وأول ما يجب أن تفعله الحكومة هو وضع خطة للانقاذ الاقتصادي والمالي وخطة وأن تطلق خطة تعافي للبلد وهذا ما يجب أن تقوم به الآن وبناء عليه كل ما يبقى يصبح سهلا".

وعن زيارة اوتاغوس الى لبنان والتي سوف تطالب بنزع سلاح حزب الله قال: "يجب على الحكومة اللبنانية والسلطة التنفيذية وضع مسار تنفيذي لوقف اطلاق النار ولدينا الثقة بحكمتهم ويجب اعطاؤهم الوقت الكافي وعدم وضعهم تحت الضغط ولكن رأينا نعطيه وبوضوح أنه يجب دخول هذا الموضوع قيد التنفيذ والخطوة الأولى هي دعوة حزب الله وبحث موضوع السلاح معه بالمباشر ومن دون حل موضوع على الطاولة وليس لأحد أي دور لأنها مشكلة بين الدولة اللبنانية وحزب الله وليست مشكلة بين الأحزاب السياسية وبالتالي ليس موضوع حوار وطني بل هي مشكلة بين الدولة وحزب الله". مواضيع ذات صلة وزير خارجية سلطنة عمان للرئيس عون: نحن متفائلون بأن مستقبل لبنان سيكون أفضل بعد انتخابكم ونتطلع إلى تعزيز التعاون وتفعيل أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين Lebanon 24 وزير خارجية سلطنة عمان للرئيس عون: نحن متفائلون بأن مستقبل لبنان سيكون أفضل بعد انتخابكم ونتطلع إلى تعزيز التعاون وتفعيل أعمال اللجنة المشتركة بين البلدين 05/04/2025 10:48:43 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 وزيرة السياحة لورا الخازن لحود: المسؤولية كبيرة لكنني متفائلة فقد دخلنا مرحلة جديدة مع الرئيس جوزاف عون ونواف سلام (mtv) Lebanon 24 وزيرة السياحة لورا الخازن لحود: المسؤولية كبيرة لكنني متفائلة فقد دخلنا مرحلة جديدة مع الرئيس جوزاف عون ونواف سلام (mtv) 05/04/2025 10:48:43 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس السوري: الثورة أنقذت البلاد من الضياع لكن التحديات ما زالت كبيرة Lebanon 24 الرئيس السوري: الثورة أنقذت البلاد من الضياع لكن التحديات ما زالت كبيرة 05/04/2025 10:48:43 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 منصوري: متفائل بتحسن الأوضاع المالية للبنان Lebanon 24 منصوري: متفائل بتحسن الأوضاع المالية للبنان 05/04/2025 10:48:43 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً مواقف أميركية "متشددة".. هل من مخطط لدفع لبنان نحو التطبيع؟! Lebanon 24 مواقف أميركية "متشددة".. هل من مخطط لدفع لبنان نحو التطبيع؟! 03:00 | 2025-04-05 05/04/2025 03:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بجرم تزوير ادوية.. توقيف 3 أشخاص في الضاحية الجنوبية Lebanon 24 بجرم تزوير ادوية.. توقيف 3 أشخاص في الضاحية الجنوبية 02:38 | 2025-04-05 05/04/2025 02:38:21 Lebanon 24 Lebanon 24 قيمته ارتفعت إلى 30 مليار دولار.. هل حان الوقت لاستثمار ذهب لبنان؟ Lebanon 24 قيمته ارتفعت إلى 30 مليار دولار.. هل حان الوقت لاستثمار ذهب لبنان؟ 02:30 | 2025-04-05 05/04/2025 02:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بتهم تتعلق بالسلاح والمخدرات.. الجيش يداهم في الضاحية وتوقيف مطلوبين في بعلبك والبترون Lebanon 24 بتهم تتعلق بالسلاح والمخدرات.. الجيش يداهم في الضاحية وتوقيف مطلوبين في بعلبك والبترون 02:21 | 2025-04-05 05/04/2025 02:21:50 Lebanon 24 Lebanon 24 استمر لأكثر من ساعة.. لقاء بين عون واورتاغوس في بعبدا Lebanon 24 استمر لأكثر من ساعة.. لقاء بين عون واورتاغوس في بعبدا 02:12 | 2025-04-05 05/04/2025 02:12:21 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة تُوفي بسلام في المستشفى... الموت يُغيّب ممثلاً مخضرماً (صورة) Lebanon 24 تُوفي بسلام في المستشفى... الموت يُغيّب ممثلاً مخضرماً (صورة) 08:23 | 2025-04-04 04/04/2025 08:23:18 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما ستشهده الكهرباء خلال شهرين Lebanon 24 هذا ما ستشهده الكهرباء خلال شهرين 16:06 | 2025-04-04 04/04/2025 04:06:57 Lebanon 24 Lebanon 24 صحيفة بريطانيّة: إيران "ستزول" بحلول هذا التاريخ Lebanon 24 صحيفة بريطانيّة: إيران "ستزول" بحلول هذا التاريخ 07:17 | 2025-04-04 04/04/2025 07:17:19 Lebanon 24 Lebanon 24 هو رجل أعمال.. راقصة تُفجّر مفاجأة كبيرة: كنت مخطوبة من زوج فنانة لبنانيّة شهيرة جدّاً Lebanon 24 هو رجل أعمال.. راقصة تُفجّر مفاجأة كبيرة: كنت مخطوبة من زوج فنانة لبنانيّة شهيرة جدّاً 05:30 | 2025-04-04 04/04/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 "خلاف داخل حزب الله".. إقرأوا ما قاله تقرير إسرائيليّ Lebanon 24 "خلاف داخل حزب الله".. إقرأوا ما قاله تقرير إسرائيليّ 16:33 | 2025-04-04 04/04/2025 04:33:57 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 03:00 | 2025-04-05 مواقف أميركية "متشددة".. هل من مخطط لدفع لبنان نحو التطبيع؟! 02:38 | 2025-04-05 بجرم تزوير ادوية.. توقيف 3 أشخاص في الضاحية الجنوبية 02:30 | 2025-04-05 قيمته ارتفعت إلى 30 مليار دولار.. هل حان الوقت لاستثمار ذهب لبنان؟ 02:21 | 2025-04-05 بتهم تتعلق بالسلاح والمخدرات.. الجيش يداهم في الضاحية وتوقيف مطلوبين في بعلبك والبترون 02:12 | 2025-04-05 استمر لأكثر من ساعة.. لقاء بين عون واورتاغوس في بعبدا 02:00 | 2025-04-05 واشنطن مقتنعة بأن "حزب الله" لن يتخّلى عن سلاحه بسهولة فيديو "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) Lebanon 24 "لست ملاكا ولن أسكت بعد اليوم".. ماغي بو غصن بأجرأ حواراتها: أنا النجمة الأولى في لبنان وهذا عمري (فيديو) 02:07 | 2025-04-05 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) Lebanon 24 حمل نعشها طوال الوقت ولم يتركه.. لحظة انهيار الفنان المصري الشهير أثناء جنازة زوجته وهذا أول تعليق له (فيديو) 23:15 | 2025-04-04 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) Lebanon 24 صراخ وتدافع.. أسد يُهاجم مدربه خلال عرض سيرك في مصر وما حصل مرعب (فيديو) 23:31 | 2025-04-01 05/04/2025 10:48:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الإعلام والحرب: “الرسالة دي للقائد الأمير حميدتي حفظه الله وصولها ليهو” (2-2)
  • الإعلام والحرب: “الرسالة دي للقائد الأمير حميدتي حفظه الله وصولها ليهو” (2/2)
  • الذهب والفضة ينخفضان مع تصاعد الحرب التجارية التي أعلنها ترامب
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: لا صحة للأنباء التي تتحدث عن توقف عملية تبادل الموقوفين بين مديرية الأمن بحلب وقوات سوريا الديمقراطية.
  • مقاطعة الإعلام الحربي كأداة مقاومة ضد آلة الدعاية العسكرية
  • مديرية الإعلام في حلب تبحث سبل تذليل الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين
  • رئيس الكتائب: متفائل بمسار البلد الخارج من كبوة كبيرة
  • الحرب العالمية التجارية التي أعلنها ترمب لا تخصنا في الوقت الراهن
  • السيد القائد يحذر من خطر الحرب الناعمة ويدعو للاهتمام بالدورات الصيفية