حروب السودان: شبهات مقيتة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
خالد فضل
قال مسؤول وكالة الإغاثة التركي وهو يودع سفتين تركية وكويتية متجهتين بشحنتيهما من المساعدات الإنسانية صوب ميناء بورتسودان السوداني, إنّهما تحملان هذه المساعدات إلى (بقعة أخرى مضطهدة في العالم) . وزير خارجية تشاد قال : في كل مرّة يفشل فيها السودانيون في إيجاد طريقهم يتهمون تشاد ويتهمون الدول المجاورة , ومن الأفضل أن يركزوا على مسؤولياتهم .
طيلة مسيرة الحروب السودانية الداخلية , ظل الخطاب العام الصادر عن الحكومات , وتتبناه قطاعات واسعة من المواطنين , يتحدث بصيغة الجمع , وعند تفكيك هذا الخطاب يكتشف الناس بسهولة أنّه غير صحيح في صيغته تلك , الأصح أنّه يعبر عن مجموعة من المواطنين على رأسها قيادات الحكومة في اللحظة , فلماذا استخدام هذه الصيغة التضليلية لمواجهة الأزمات . وهو خطاب يحمل التناقضات الظاهرة ومع ذلك يستعيد تأثيره بعد كل فضح لمحتواه الخاوي , فأين العطب ؟
في حربي الجنوب _سابقا _ ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق , ظل الخطاب باستمرار يتحدث عن الشعب السوداني في مواجهة المؤامرات الخارجية و وكلائها من العملاء في الداخل , صفات ظلت ملازمة للراحل د. جون قرنق منذ العام 1983م حتى العام 2005م , حينما أصبح وطنيا غيورا , تفرش له البسط الحمراء ويتوهط مكتبه نائبا أولا لرئيس كل السودانيين . لم ينتبه الناس كثيرا لهذا التناقض الفج , وما إذا كانت مثل هذه التناقضات تشكل الأسباب الجذرية لجعل بلادنا (بقعة مضطهدة) , أو ( أوضاعها أسوأ من غزة وأوكرانيا) !! فالسيد مالك عقار(محكوم سابق بالإعدام في محكمة سنجة ) ؛ وأحد قادة فيالق حرب الكرامة السودانية الراهنة رفقة زملائه جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي وحتى التوم هجو وأردول (الذي أبعد معصوب العينين إلى جوبا مع رفيقه السابق ياسر عرمان ) , ظلوا لعقود طويلة رموزا للخيانة ضد الشعب السوداني (البطل) , إنّهم الآن ببساطة , رموز لكرامته وعزّته , ولا أحد ينتبه !! لقد تحول ثيرموميتر الخيانة والعمالة هذه الفترة إلى شوقي عبدالعظيم ؛ زميلنا الصحفي , وعمر الدقير ؛ المهندس المهذب سلوكا ومقالا , و د. الهادي إدريس ابن دارفور , ود. عبدالله حمدوك الكردفاني , والمهندس الصديق الصادق حفيد الثائر محمد أحمد عبدالله من نواحي جزيرة لبب بدنقلا , وعلى استحياء تتم الإشارة في سياق الخيانة والعمالة إلى محمد حمدان دقلو (حميدتي) !! فهو كما تستعطفه مثلا السيدة سناء حمد (ليس الرجل الذي عرفناه) تقصد أيام كان حاميا لكنوز التمكين , وباسم السودانيين يحارب الخونة المارقين , و (إن جنح للسلم هرولنا ناحيته مسرعين ؛ مأمورين بنص القرآن الكريم ), في بلاد يهرب المسؤولون فيها عن مسؤولياتهم ليتهموا تشاد ودول الجوار فتأمل فقط !!
وفي الفيديوهات المصورة لإستعادة السيطرة في مدن ولاية سنار , يعلو الصوت بالتكبير الله أكبر , فقد حررتها كتائب البراء الإسلامية ! وفي عزاء الضابط أحمد شاع الدين (الشكري) يتهدج صوت قائد الجيش البرهان (أهو الجعلي أم قبيلة أخرى لا أعلم صراحة ) فحتى المرحوم شاع الدين لم أك أعرف قبيلته لولا أني قرأتها في سياق تقرير منشور على بعض المواقع الإعلامية صوت قائد حرب كرامة (السودانيين) يبشر بتسليح قبيلة الشكرية استجابة لصيحة الحرب التي أطلقها ناظر عمومها ؛ لتنتقم لمقتل ضابطها الشجاع , وأفرادها المدنيين العزّل المساكين في تمبول ورفاعة وقرى شرق الجزيرة على صيغة ( يا لتغلب في أيام العرب القديمة ),بمثلما يعتمر الكدمول عمد ونظار وشراتي القبائل في دارفور وكردفان إستجابة لنداء القائد الهمام نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني , حميدتي ,في حرب التحرير المزعومة , ورئيس يوغندا من على خط الإستواء ينصح الرؤوساء السودانيين بعدم استخدام الهويات الدينية والحزازات الإثنية في تأجيج الصراعات حول السلطة , فتأمل أيها السوداني المنكوب تأمل فقط !
ومجرد السؤال , نعم سؤال للنفس فقط , من أنا ؟ ومن ذاك الآخر ؟ ففي كل مرّة (نكون )بصيغة الجمع (السودانيون) مع ( حكومة الوقت ) ضد ضد, ضد من ؟ الخونة وعملاء المؤامرات الخارجية من دول الجوار مرورا بشواطئ الخليج (العربي/الفارسي) مع سندة قصيرة في بلاط (الفهد المروّض) وصولا إلى ما وراء المحيطات بلاد العم سام , و يا البي بي سي عندي ليك خبر ما تدسي ؟؟ بينما يتهرب القياديون عن مسؤوليتهم , في هذه البقعة المضهدة, الأسوأ من كل نكبات الدنيا , بفضل الحزازات على الهوية , فهل من أمل هل , وهل من متأمل !!
الوسومخالد فضلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: خالد فضل
إقرأ أيضاً:
شبهات تلاعب تثير جدلا بعد فوز الكاميرون على كينيا
أثارت مباراة بين منتخبي الكاميرون وكينيا ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025 جدلا واسعا في الأوساط الكروية والإعلامية الأفريقية بعد بروز شبهات جدية بالتلاعب في نتيجتها، هذا التطور دفع الاتحاد الكيني لكرة القدم إلى فتح تحقيق عاجل في الموضوع.
المباراة التي أقيمت في ياوندي في أكتوبر/تشرين الأول 2024 انتهت بفوز الكاميرون بـ4 أهداف لهدف واحد، لكن طريقة تسجيل بعض الأهداف -ولا سيما الهدف الثالث- أثارت الكثير من علامات الاستفهام، فقد بدا الحارس الكيني باتريك ماتاسي غير مكترث أثناء التصدي لتمريرة تحولت بسهولة إلى هدف، وهو ما اعتبره العديد من المراقبين "غير طبيعي ويثير الريبة".
الاتحاد الكيني يردوفي خطوة غير معتادة أعلن الاتحاد الكيني لكرة القدم بعد وقت قصير من نهاية اللقاء عن فتح تحقيق داخلي لتحديد ما إذا كانت هناك حالات تلاعب أو انتهاك للنزاهة الرياضية.
وتم استدعاء عدد من اللاعبين -من بينهم الحارس ماتاسي- للاستماع إلى أقوالهم بشأن ما حدث خلال المباراة.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للاتحاد الكيني باري أوتينو التزامهم بالحفاظ على شرف ونزاهة المنتخب الوطني.
وأضاف "لا يمكننا تجاهل هذه الاتهامات، ولذلك قررنا فتح تحقيق شامل، وستُتخذ الإجراءات المناسبة بناء على النتائج".
إعلان ماتاسي يردمن جانبه، نفى الحارس الدولي باتريك ماتاسي جميع الاتهامات الموجهة إليه، معبرا عن استيائه مما وصفه بـ"الاستهداف غير المبرر"، ومؤكدا استعداده الكامل للتعاون مع التحقيق.
ونقلت إذاعة "آر إف آي أفريقيا" عن ماتاسي قوله "لقد دافعت عن علم بلدي طوال مسيرتي، ولم أكن لأخونه، أتحدى أيا كان أن يثبت أنني تورطت في أمر غير قانوني، ما يقال الآن مجرد اتهامات بلا دليل".
كما أضاف أنه يشعر بأنه "كبش فداء" في ظل الفترة الصعبة التي يمر بها المنتخب من حيث النتائج والتنظيم.
غموض كاميرونيوحتى الآن لم يصدر الاتحاد الكاميروني لكرة القدم أي بيان رسمي بشأن هذه الاتهامات، كما التزم الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الصمت على الرغم من تصاعد الضغط الإعلامي.
ويرى بعض المتابعين أن هذا الصمت قد يعود إلى رغبة الأطراف المعنية في التحقق من التفاصيل قبل إصدار أي موقف رسمي، خاصة أن الموضوع قد يأخذ أبعادا خطيرة إذا ثبت وجود تلاعب فعلي.
وبينما تتواصل التحقيقات داخل كينيا يُتوقع أن يصدر الكاف مواقف رسمية خلال الأيام المقبلة، سواء لفتح تحقيق موازٍ أو لدعم التحقيق الوطني الجاري.
وإذا ثبتت صحة هذه الشبهات فقد تكون العقوبات قاسية، وقد تشمل إيقاف لاعبين أو أعضاء من الجهاز الفني، أو حتى إلغاء نتيجة المباراة وإعادتها، في سابقة ستكون من بين الأبرز في تاريخ التصفيات الأفريقية.