قال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أنه من أبرز الصفات الخُلُقية التي أمرنا الشرع بالتحلي بها، ويحتاجها الناس لضمان حياة إنسانية كريمة صفة الرحمة والتراحم.

 

تسمم طالبات مدينة الأزهر الجامعية.. متابعة مستمرة من الإمام الأكبر وفتح تحقيق في الواقعة الطرق الصوفية تحتفل بمولد الإمام الحسين 2024

وتابع فضيته أن الشرع أمرنا بالرحمة والتراحم  لما لها من أثر بعيد المدى في تبادل الشعور بالمحبة وتعميق أواصر المودة، وما لغيابها من أثر سيئ في تعرض حياة الناس إلى التباعد والتفكك الأسري والاجتماعي، وإيقاظ نوازع الشر وإشعال الحروب، والتسلط على البلاد والعباد.

 

وجاء ذلك في مواصلة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكتروني بحملة (أقوال الإمام) والتي تُسلط فيها الضوء على أبرز وأهم ما قاله شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب خلال أحاديثه وعبر كتبه ومؤلفاته، وجاء ذلك القول السابق من كتاب (آداب وقيم) لفضيلة شيخ الأزهر.

 

 

الرحمة والتراحم في الإسلام

وفي سياق متصل قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية السابق : "إن الرحمة -وما اشتق منها- مفردة مهمة ومكون أساسي في تأسيس فقه الدولة؛ فهي قلب الإسلام وشعاره، نحتاجها في كل زمان ومكان، فإذا غابت أصبحت القلوب جامدة وخاوية، وقد جرت الإشارة إلى هذه الفضيلة تصريحًا وتلميحًا أكثر من 250 مرة في القرآن الكريم، فضلًا عن أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل وإحدى مشتملات البسملة التي نستخدمها كثيرًا في أغلب شئون حياتنا؛ وهذا يعطينا رسالة واضحة بأهميتها في الحياة".

 مضيفًا فضيلته أن قضية التراحم بين الناس هي قضية الإسلام الأولى، فقد حث الإسلام في تكامله على الرحمة، ودعا إلى التراحم والرفق في الأمور كلها، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة»، والتشريع الإسلامي إنما يجسد موضوع الرحمة والتراحم المجتمعي.

ولفت فضيلة النظر إلى أنه قد وردت في السنة النبوية القولية والعملية صورٌ متنوعة وأمثلة رائعة من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان رحيمًا رؤوفًا بالأطفال وكبار السن والضعفاء، وكان رحيمًا عطوفًا على المرأة، وكان رحيمًا بالمخطئين، وكان رحيمًا شفوقًا على الأسرى، وكان رحيمًا بالحيوان والطير، وهي رحمة متجردة عن الهوى وعن النفعية الدنيوية والأهداف الشخصية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شيخ الأزهر الرحمة التراحم الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب شیخ الأزهر

إقرأ أيضاً:

هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلمين؟.. مرصد الأزهر يجيب

أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن عددًا من الفقهاء أجازوا دفع الزكاة لغير المسلمين إذا كانوا من المستحقين لمصارف الزكاة، كالفقير والمسكين، وذلك استنادًا إلى العموم في آية مصارف الزكاة، التي لم تفرق بين المسلمين وغيرهم. 

وأشار الدكتور محمد عبد الرحمن، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، إلى أن الإمام الرازي في تفسيره أكد هذا المفهوم بقوله إن "عموم قوله للفقراء والمساكين يتناول الكافر والمسلم"، بل إن بعض الفقهاء نصّوا على بطلان تخصيص الفقراء والمساكين بالمسلمين فقط، ومنهم العلامة الأسنوي الذي شدد على وجوب دفع الضرر عن أهل الذمة والمستأمنين بالستر والإطعام كما يجب للمسلم. 

وأضاف أن هذا الرأي هو المشهور عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتبناه عدد من التابعين، مثل محمد بن سيرين، والزهري، وجابر بن زيد، وإكرمة، وابن شبرمة، وكذلك الإمام زفر من أصحاب الإمام أبي حنيفة. 

وأوضح الدكتور عبد الرحمن أن هذا الاتجاه الفقهي يتماشى مع ما طبقته الدولة الإسلامية منذ نشأتها تحقيقًا للتعايش مع أصحاب الديانات الأخرى، مستشهدا بقول الإمام السرخسي في "المبسوط"، حيث روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى شيخًا من أهل الذمة يسأل، فقال: "ما أنصفنا، أخذنا منه في حال قوته ولم نرد عليه في حال ضعفه"، ثم فرض له من بيت المال. 

وشدد على أن دفع الزكاة للفقراء من الأقارب أولى من غيرهم، مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أرى أن تجعلها في الأقربين"، داعيًا إلى مراعاة مقاصد الشريعة الإسلامية في تحقيق التكافل والعدالة الاجتماعية.

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا؟.. الإفتاء تجيبالأزهر يوضح أحكام زكاة الفطر ومتى تقبل؟ |تفاصيلآخر موعد لإخراج زكاة الفطر.. الإفتاء تحذر من هذا الوقتزكاة الفطر.. موعدها وأحكامها وقيمتها لهذا العام

وفي السياق ذاته، أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن زكاة الفطر فُرضت على كل مسلم، سواء كان حرًا أو عبدًا، ذكرًا أو أنثى، مستشهدًا بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "فرض رسول الله ﷺ زكاة الفطر صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى، وأمر بها أن تُخرج قبل خروج الناس إلى الصلاة".

وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن جمهور الفقهاء حددوا آخر وقت إخراج زكاة الفطر مع بداية صلاة العيد، أما بدايتها فيجوز إخراجها من أول يوم في رمضان، كما قال الإمام النووي، لأن سبب وجوبها هو الصيام، ومن الأفضل تعجيلها حتى يتمكن الفقراء من تلبية احتياجاتهم قبل العيد، استنادًا إلى قول النبي ﷺ: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم". 

وبخصوص قيمتها لهذا العام، أوضح الشيخ محمد كمال أن دار الإفتاء المصرية حددت الحد الأدنى لـ زكاة الفطر بـ 35 جنيهًا للفرد، لكن من أراد أن يُخرج أكثر فله الأجر والثواب، قائلًا: "لو حد عاوز يطلع 100 أو 1000 جنيه عن كل فرد فليفعل، فهو يتاجر مع الله وليس مع البشر". 

وأضاف أن هذا المبلغ حُسب على أساس قيمة القمح، باعتباره الطعام الأساسي لغالبية الناس، مشددًا على أن زكاة الفطر واجبة على من يملك الحد الأدنى، أما من لا يستطيع دفعها بالكامل فقد سقطت عنه شرعًا. 

وتابع: "بادروا بإخراج زكاة الفطر من الآن، ولا تؤخروها لليلة العيد حتى يتمكن الفقير من شراء احتياجاته في وقت مناسب، ولكم بذلك الأجر والثواب عند الله".

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف ندعو لشيخ الأزهر بتمام الشفاء والعافية
  • هل يحق لنا إطلاق أي اسم آخر على الله عز وجل؟.. شيخ الأزهر يجيب
  • الإمام أحمد الطيب .. بيان عاجل عن الحالة الصحية لشيخ الأزهر
  • نزلة برد شديدة.. شيخ الأزهر يعتذر عن لقاءاته بناء على نصيحة الطبيب
  • هل يجوز إخراج الزكاة لغير المسلمين؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • شيخ الأزهر: الدعاء يرد القضاء.. والإلحاح فيه عبادة ومفتاح استجابة
  • مجلس جامعة الأزهر يثمن جهود الإمام الطيب بمناسبة مرور 15 عامًا على توليه المشيخة
  • الإمام الطيب: «المجيب» اسم من أسماء الله الحسنى.. والقرب الإلهي ليس مكانيًا ولا حسيًا
  • شيخ الأزهر يُحذَّر من التفسير الماديِّ للقُرب الإلهي