الإمام الطيب: غياب الرحمة والتراحم يُسبب التفكك الأسري ويُشعل الحروب
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
قال شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أنه من أبرز الصفات الخُلُقية التي أمرنا الشرع بالتحلي بها، ويحتاجها الناس لضمان حياة إنسانية كريمة صفة الرحمة والتراحم.
وتابع فضيته أن الشرع أمرنا بالرحمة والتراحم لما لها من أثر بعيد المدى في تبادل الشعور بالمحبة وتعميق أواصر المودة، وما لغيابها من أثر سيئ في تعرض حياة الناس إلى التباعد والتفكك الأسري والاجتماعي، وإيقاظ نوازع الشر وإشعال الحروب، والتسلط على البلاد والعباد.
وجاء ذلك في مواصلة مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكتروني بحملة (أقوال الإمام) والتي تُسلط فيها الضوء على أبرز وأهم ما قاله شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب خلال أحاديثه وعبر كتبه ومؤلفاته، وجاء ذلك القول السابق من كتاب (آداب وقيم) لفضيلة شيخ الأزهر.
الرحمة والتراحم في الإسلام
وفي سياق متصل قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية السابق : "إن الرحمة -وما اشتق منها- مفردة مهمة ومكون أساسي في تأسيس فقه الدولة؛ فهي قلب الإسلام وشعاره، نحتاجها في كل زمان ومكان، فإذا غابت أصبحت القلوب جامدة وخاوية، وقد جرت الإشارة إلى هذه الفضيلة تصريحًا وتلميحًا أكثر من 250 مرة في القرآن الكريم، فضلًا عن أن الرحمة صفة من صفات الله عز وجل وإحدى مشتملات البسملة التي نستخدمها كثيرًا في أغلب شئون حياتنا؛ وهذا يعطينا رسالة واضحة بأهميتها في الحياة".
مضيفًا فضيلته أن قضية التراحم بين الناس هي قضية الإسلام الأولى، فقد حث الإسلام في تكامله على الرحمة، ودعا إلى التراحم والرفق في الأمور كلها، فقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وقال صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن نفسه: «إنما أنا رحمة مهداة»، والتشريع الإسلامي إنما يجسد موضوع الرحمة والتراحم المجتمعي.
ولفت فضيلة النظر إلى أنه قد وردت في السنة النبوية القولية والعملية صورٌ متنوعة وأمثلة رائعة من رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان رحيمًا رؤوفًا بالأطفال وكبار السن والضعفاء، وكان رحيمًا عطوفًا على المرأة، وكان رحيمًا بالمخطئين، وكان رحيمًا شفوقًا على الأسرى، وكان رحيمًا بالحيوان والطير، وهي رحمة متجردة عن الهوى وعن النفعية الدنيوية والأهداف الشخصية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الرحمة التراحم الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
هل يجوز لصاحب العمل احتساب أجر الإجازة الرسمية من الزكاة؟.. أزهري يجيب
ورد إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، سؤال يقول "أنا صاحب شركة خاصة، والموظفون فيها يريدون أن تكون الإجازات الرسمية مدفوعة الأجر، فهل يجوز لي أن أخصم أجر إجازتهم من الزكاة الواجبة عليّ؟.
وقال عطية لاشين، في إجابته على السؤال، إن الله تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ﴾ كما قال رسول الله "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".
وأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن من أركان الإسلام العظام، ومبانيه الجسام التي لا يقوم بنيان الإسلام إلا بتحقيقها وتفعيلها وتنفيذها: الزكاة، التي من أهم مقاصدها إعادة التوازن في الدخول بين أفراد وطبقات المجتمع، حتى لا يحتاج أحد إلى أحد، ويكون الكل مكفيًّا أمور الحياة، لأنهم متساوون جميعًا في العبودية لله عز وجل، وهم عند الخالق سواء.
وذكر أن الخالق سبحانه ضمن لهم أرزاقهم تحقيقًا لقوله تعالى: ﴿وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم﴾.
وأوضح أستاذ الفقه بجامع الأزهر، أنه بخصوص واقعة السؤال نقول: يُفرّق في الإجابة عن هذا السؤال بين أمرين:الأول، وهو إذا كان هناك قانون عام في الدولة - سواء كانوا عاملين في شركات عامة أو خاصة - يُلزم أصحاب الأعمال بأن تكون الإجازة مدفوعة الأجر، ففي هذه الحالة لا يجوز لرجل الأعمال صاحب الشركة الخاصة أن يخصم أجر هذه الإجازة من مبلغ الزكاة الواجب إخراجه.
أما الأمر الثاني، فإذا كانت الدولة بقوانينها لا تُلزم أصحاب الشركات الخاصة بدفع أجر هذه الإجازة، فهنا يجب التفريق بين حالتين:
1. إذا كان الموظف الذي قبض أجر إجازته من الفقراء والمساكين: جاز حساب هذا الأجر من مال الزكاة.
2. وإن لم يكن الموظف أو العامل ممن تُصرف لهم الزكاة لأنه ليس من أحد مصارفها الثمانية المستحقة للزكاة، فلا يجوز لصاحب الشركة أن يحسب ما دفعه في هذه الحالة من الزكاة.