المشاط تُشارك في حوارات رفيعة المستوى لمناقشة مستقبل التنمية العالمية وتمويل المناخ
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
واصلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى البنك الدولي، مشاركتها في الاجتماعات السنوية للبنك الدولي 2024 بواشنطن، حيث تحدثت في عدة جلسات نقاشية بمشاركة شركاء التنمية، والمؤسسات الدولية، لمناقشة تمويل المناخ، ومستقبل التنمية العالمية، والتحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي.
*مستقبل النمو*
وشاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، في جلسة حوارية مع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، حول "مستقبل النمو"، لمناقشة آفاق وأولويات الاقتصاد العالمي و تسليط الضوء على أفضل الممارسات والسياسات على المستوى الوطني التي تعزز النمو المبتكر والشامل والمستدام والقادر على التكيف مع الظروف المتغيرة، وذلك بحضور نخبة من مُمثلي الحكومات والقطاع الخاص، من بينهم الدكتور محمود محي الدين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لتمويل التنمية، ومسعود أحمد، رئيس مركز التنمية العالمية.
وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن الدول النامية في احتياج شديد لنموذج للنمو الاقتصادي، وأساليب مبتكرة لتحقيق التنمية، استنادًا إلى الشراكة الوثيقة بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع الدولي، فضلًا عن الأدوات التمويلية المبتكرة التي تعمل على سد فجوات التنمية. وأوضحت أن الدراسات التي تشير إلى أن الانخفاض في التدفقات الرأسمالية نتيجة زيادة الديون والمخاطر العالية؛ تعوق قدرة الاقتصادات الناشئة والنامية على تحقيق النمو ذو الجودة، وبالتالي يحول دون تحسين ظروف معيشة المواطنين.
وأوضحت الدكتورة رانيا المشاط، أنه في ظل هذه الأوضاع، ظهرت دعوات لإصلاح الهيكل المالي العالمي، من أجل تمكين الدول من تحقيق النمو الجيد، مؤكدة أن مبادرة بريدجتاون التي أُطلقت في عام 2022 تسعى إلى تغيير الخطاب العالمي بشأن إعادة تشكيل النظام المالي العالمي وزيادة تدفقات رأس المال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت «المشاط»، أن صندوق النقد الدولي توصل هذا الشهر إلى توافق حول حزمة شاملة تقلل بشكل كبير من تكلفة الاقتراض، مع الحفاظ على قدرة الصندوق المالية لدعم الدول الأكثر احتياجًا، حيث ستقلل التدابير المعتمدة من تكلفة اقتراض صندوق النقد الدولي للأعضاء، لافتة إلى أن هذه التطورات تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، لتخفيف الأعباء المالية عن الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض نتيجة تكلفة الاقتراض، مما يقلل من إدراك المخاطر، وبالتالي يجذب الاستثمارات لتحقيق النمو.
*تمويل المناخ*
كما شاركت الدكتورة رانيا المشاط، في ندوة حول تعزيز تمويل المناخ.. الاستعداد لمؤتمر المناخ COP30، استضافتها أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، وبمشاركة كبار القادة في مجال الاقتصاد الكلي والتكيف مع المناخ واقتصاد الطبيعة والتمويل الدولي.
وخلال كلمتها؛ أشارت الدكتورة رانيا المشاط إلى أهمية قضية المناخ، مؤكدة أن الدول تختلف في إطار مواجهتها لمشاكل تغير المناخ، لذا لابد من التأكيد على إحداث التوازن بين مشروعات التكيف والأخرى الخاصة بالتخفيف، مع مراعاة المؤسسات الدولية والمهتمين بقضايا المناخ لاختلاف اهتمامات الدول عن بعضها بالنسبة لتلك القضايا.
وتحدثت عن تجربة مصر الرائدة في مجال العمل المناخي، من خلال إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، والاستراتيجيات القطاعية الأخرى، فضلًا عن تدشين برنامج «نُوَفِّي»، وإطلاق الهيئة العامة للرقابة المالية أول سوق منظم للكربون الطوعي في مصر، وهو ما يعد خطوة مهمة في إطار تحقيق طموحات الدولة في بناء اقتصاد أخضر.
وشددت على ضرورة إيجاد آليات تمويل مبتكرة من أجل حل قضايا ومشكلات المناخ خاصة بالنسبة للدول النامية، مؤكدة أن تمويل المناخ يعد ركيزة أساسية لتحقيق التقدم في جهود الدول نحو مواجهة التغيرات المناخية، موضحة أن استضافة مصر لمؤتمر الأطراف لتغير المناخ cop27 بشرم الشيخ في 2022، يعد بمثابة البداية ونقطة الانطلاق نحو الاهتمام بقضايا المناخ.
*التغطية الصحية الشاملة*
وشاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بحدث بعنوان "بناء أنظمة صحية أقوى: الطريق لتحقيق التغطية الصحية الشاملة"، وفي هذا الإطار أشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى قوة العلاقات والشراكة طويلة الأمد بين الحكومة المصرية ومجموعة البنك الدولي، والتي تتعاون بشكل وثيق مع الحكومة لتنفيذ المشروعات الاستراتيجية وتقديم عدة برامج للمساعدة الفنية في مجالات مختلفة.
وأوضحت "المشاط" أن الحكومة المصرية تقوم بصياغة رؤية جديدة تعطي الأولوية للتنمية البشرية، وذلك في إطار الترابط بين التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية، مشيرة إلى المبادرة الرئاسية "بداية" والتي تمثل بداية جديدة في جهود الحكومة لزيادة الاستثمار في رأس المال البشري وتحقيق تنمية بشرية حقيقية من خلال مبادرات وجهود متنوعة من وزارات مختلفة.
كما استعرضت جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي من خلال أدواتها فيما يخص حشد التمويل، سواء محليًا أو من خلال التمويل الخارجي، لدعم قطاع التنمية البشرية، موضحة أنه تم تخصيص إجمالي 118 مليار جنيه ضمن خطة العام المالي 2024/2025، لقطاع التنمية البشرية.
وأكدت أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تعطي الأولوية لقطاع التنمية البشرية في تعاونها مع الشركاء الدوليين خلال صياغة وإعداد استراتيجيات التعاون بين مصر وشركاء التنمية، كالأمم المتحدة، ومجموعة البنك الدولي، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين، وعدد من الشركاء الثنائيين والمتعددين الآخرين، مؤكدة أن التنمية الاقتصادية لا يمكن تحقيقها إلا بتعزيز التنمية البشرية.
وتابعت "المشاط" أن مشروع التأمين الصحي الشامل يتم دعمه من خلال شركاء التنمية ومن بينهم مجموعة البنك الدولي، بما يعزز قدرة الدولة على توفير التغطية الصحية الإلزامية للمواطنين وتوحيد الجهود مع القطاع الخاص، وتوفير خدمات رعاية متطورة وعالية الجودة للمواطنين كافة، مما يجعله يحتل أولوية كبيرة في التعاون مع شركاء التنمية.
*مواجهة الصراعات والتغيرات المناخية*
من جانب آخر شاركت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في المائدة المستديرة رفيعة المستوى المنعقدة خلال فعاليات الاجتماعات السنوية للبنك الدولي بعنوان، «استكشاف دور الأطراف ذات الصلة في الحد من الصراعات وتغير المناخ والفقر»، وذلك بمشاركة آناليز دودز، وزيرة شؤون التنمية الدولية في المملكة المتحدة، وآنا بيردي، المدير المنتدب لشؤون العمليات بالبنك الدولي، أبيبي أيمرو سلاسي، مدير الإدارة الإفريقية في صندوق النقد الدولي .
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط، خطوة الصراعات والتحديات الإقليمية والدولية خاصة الدول الأقل نموًا والأكثر عرضة للصدمات والصراعات، مؤكدة أن التغلب على هذه التحديات يتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومات المحلية والدولية، وكذلك المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وهذا التعاون يمكن أن يتجلى من خلال تبادل المعرفة والخبرات، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
واستعرضت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي لمجموعة من المقترحات لدعم الدول في تحقيق السلام والتنمية المستدامة وتتمثل هذه المقترحات في تعزيز التعاون الدولي من خلال إطار عمل قوي يشمل جميع الأطراف المعنية، من حكومات وشركاء تنمية ومنظمات غير حكومية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، علاوة على إنشاء شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص لتوفير التمويل وتطوير المشاريع التنموية، ويمكن أن تسهم هذه الشراكات في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة، بالإضافة إلى تبادل المعرفة والخبرات وهذا يتيح للدول الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى ويعزز القدرة على مواجهة التحديات بشكل أكثر فعالية.
*القيادات النسائية*
من جانب آخر شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، حفل إفطار بعنوان "قيادة النساء" وذلك ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي، بمشاركة مُملي ورؤساء مؤسسات التمويل الدولية من السيدات، من بينهم رئيسة بنك الاستثمار الأوروبي، ونائب رئيس مجموعة البنك الدولي.
وألقت الدكتورة رانيا المشاط، كلمة أشارت خلالها إلي جهود الحكومة المصرية في مجال تمكين المرأة، وزيادة تمثيلها من المناصب القيادية، فضلًا عن البرامج والمشروعات المنفذة مع شركاء التنمية لتمكين المرأة والفتيات بما يُحقق التنمية الشاملة والمستدامة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزيرة التخطيط التنمية البشرية وزیرة التخطیط والتنمیة الاقتصادیة والتعاون الدولی الدکتورة رانیا المشاط التنمیة البشریة التعاون الدولی شرکاء التنمیة تمویل المناخ البنک الدولی مؤکدة أن من خلال
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي: الزراعة معرضة لمخاطر المناخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تصدرت قضية الأمن الغذائي، أجندة أبرز المؤتمرات المحلية والدولية خلال الشهر الجاري بما في ذلك منتدى الغذاء العالمي، والاجتماعات السنوية للبنك الدولي، وذلك نتيجة للتحديات الدولية التي تواجهها المنظمات الدولية والحكومات ومؤسسات المجتمع المدني في ضمان توفير الأمن الغذائي للسكان على مستوى العالم بما يحقق الهدف الثاني من الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة.
ناقشت مجموعة البنك الدولي قضية الأمن الغذائي ودور الزراعة في تحقيق التنمية المستدامة ضمن الموضوعات الرئيسية للاجتماعات السنوية للتأكيد على أهمية قطاع الزراعة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، ونمو فرص العمل حيث تم طرح تحديات القطاع الحالية لمناقشة حلول فعالة لمواجهة التغير المناخي ووقف التدهور البيئي.
أكد أجاى بانجا، رئيس مجموعة البنك الدولي، قدرة الأعمال التجارية الزراعية في تشكيل مستقبل الأمن الغذائي ونمو فرص العمل،
وأضاف أن الزراعة معرضة بشكل متزايد لمخاطر المناخ وتساهم بشكل كبير في الانبعاثات، ومع ذلك فهي لا تتلقى سوى 4 في المائة من تمويل المناخ على مستوى العالم، وهناك فرصة للاستفادة من هذه الموارد لتعزيز الزراعة الذكية مناخيا، والتي من شأنها أن تزيد الإنتاجية مع الحد من الانبعاثات.
كما عقد منتدى الغذاء العالمي بمقر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في العاصمة الإيطالية (روما)، بمشاركة خبراء وقادة عالميين تحت عنوان "غذاء جيد للجميع، اليوم و غدًا" لبحث قضية الأمن الغذائي من خلال ثلاث محاور رئيسية - مشاركة الشباب حول العالم، والعلوم والابتكار، ودعم الاستثمار في القطاعات المستهدفة.
وفي هذا السياق شارك بنك الطعام المصري- أول مؤسسة تنموية في المنطقة متخصصة في توفير غذاء صحي للمستحقين - في منتدى الغذاء العالمي، وذلك ضمن محور "الارتقاء" في استراتيجية بنك الطعام المصري، والذي يهدف إلى التعاون مع المؤسسات البحثية المرموقة ومراكز الفكر والخبراء الدوليين؛ بهدف مراجعة وتقييم تأثير برامج المؤسسة التنموية في التطبيق العملي، ونشر نتائج البحوث التجريبية في أوراق بحثية، وكذلك نشر رؤى قيمة لمختلف أصحاب المصلحة في هذا المجال.
قال محسن سرحان، الرئيس التنفيذي لبنك الطعام المصري، خلال مشاركته في جلسة بعنوان "الابتكار من أجل مستقبل مستدام" ضمن ورشة عمل الجمعية الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنتدى الغذاء العالمي"، إنه يتم هدر ثلث الطعام الذي يُنتَج في العالم، وهذا لا يمثل فقط إهدارًا للمال الذي يُستخدم لشراء هذا الطعام، بل أيضًا إهدارًا للمياه التي لا يمكن تعويضها والمستخدمة في زراعة هذا الطعام، بالإضافة إلى الضرر الكبير الناتج عن الغازات الدفيئة من تحلله.
ناقش "سرحان"، خلال كلمته بعض الحلول لمواجهة القضية من بينهم تحويل هدر الطعام إلى مصادر لتغذية الأسماك أو الحيوانات، موضحا العديد من التجارب التي تمت في هذا الاتجاه، والتي تحتاج إلى المزيد من الدعم والتمويل للوصول إلى نتائج فعالة من خلال البحث والتطوير، كما دعا المجتمع العلمي الدولي إلى تقديم الأفكار والحلول مؤكدا استعداد المجتمع المدني للتنفيذ.
وجدير بالذكر أن بنك الطعام المصري يعمل على دعم وتمكين صغار المزارعين كجزء من محور "تمكين" في استراتيجية المؤسسة لتطوير وضمان استقرار حياة المستحقين من خلال إمدادهم بموارد وأنظمة زراعية ودمجهم ضمن سلاسل إمداد المؤسسة بما يضمن تعزيز الإنتاج الزراعي ودعم الاقتصاد المحلي.