صندوق النقد الدولي يعمل على "استراتيجية ثلاثية" لدعم الدول المثقلة بالديون
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن الصندوق يعمل على "استراتيجية ثلاثية" للتعامل مع الديون السيادية، وتهدف إلى تقديم الدعم للدول التي لم تصل بعد إلى مرحلة تتطلب إعادة هيكلة ديونها ولكنها تواجه تحديات سيولة كبيرة قد تتحول إلى مخاطر على سداد الديون في المستقبل،وتشمل هذه الإستراتيجية ثلاثة محاورهي تعزيز الإصلاحات الاقتصادية لزيادة النمو والإيرادات المحلية،توفير تمويل ميسر من المؤسسات المالية الدولية، وحشد تمويل خاص بتكلفة أقل.
وشددت جورجييفا -في مؤتمر صحفي اليوم "السبت" خلال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي- على أهمية الانضباط وسرعة اتخاذ القرارات لمعالجة القضايا الاقتصادية العالمية التي تواجه الدول الأعضاء،لافتة إلى التوازن الذي حققه الاجتماع بين الثقة والحذر مما أفضى إلى عدة إنجازات مهمة.
وأشارت إلى أن الاقتصاد العالمي أظهر مرونة رغم الضغوط الاقتصادية المتزايدة،وأن معدلات التضخم بدأت في التراجع دون مخاطر ركود،ولفتت جورجييفا إلى أن التحديات ما زالت ماثلة، حيث أن التضخم قد يكون في انخفاض، لكن مستويات الأسعار لا تزال مرتفعة،مما يزيد من عبء الدين العام، خاصة على الدول ذات الدخل المنخفض،وتحدثت أيضًا عن "توقعات النمو المنخفض" مستقبلاً،مما يتطلب إجراءات طويلة الأمد لتعزيز الإنتاجية والنمو الاقتصادي في مختلف الدول.
واعتبرت أن الحفاظ على التوازن بين الأولويات قصيرة الأجل والاحتياجات طويلة الأجل أمر ضروري،حيث ينبغي على البنوك المركزية مراقبة البيانات الاقتصادية عن كثب لتجنب خفض أسعار الفائدة في توقيت غير مناسب،مع ضرورة وضوح التواصل للحفاظ على استقرار التوقعات.
وفيما يخص الأولويات المالية قصيرة الأجل، شددت جورجييفا على أن الموارد المالية المتاحة للحكومات أصبحت محدودة،مما يزيد من الضغوط المالية،وأكدت أن التخطيط المالي على المدى المتوسط الذي يبدأ من الآن أمر ضروري لدعم الاستقرار المالي.
أما بالنسبة إلى المدى الطويل،فقد أشارت رئيسة الصندوق إلى أهمية إجراء مناقشات شاملة حول تعزيز آفاق النمو الاقتصادي،عبر تحسين الإنتاجية وتوسيع الفرص الاقتصادية للشعوب،وفي هذا الإطار، شددت على ضرورة التعامل مع قضية الدين بواقعية،حيث إن الاقتراض لا يمثل حلاً كافياً لأزمة الديون،وأشارت إلى الحاجة لإستراتيجية أكثر شمولاً لدعم الدول المثقلة بالديون،عبر مبادرات مشتركة من الصندوق والبنك لدعم الدول التي تواجه مشكلات سيولة قد تؤثر على قدرتها على الوفاء بالتزاماتها.
وعبرت رئيسة الصندوق عن امتنانها لجميع أعضاء الصندوق وفريق العمل،وأشادت بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها دول مثل البرازيل، بولندا، السعودية،الإمارات، والولايات المتحدة،حيث ساهمت هذه المساهمات في دعم استقرار الصندوق وتعزيز قدرة الدول الأعضاء على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«أبوظبي للتنمية» يفوز بجائزة عبداللطيف الحمد التنموية عن مشروع تطوير مطار البحرين
أبوظبي (الاتحاد)
فاز صندوق أبوظبي للتنمية، بجائزة عبداللطيف يوسف الحمد التنموية عن أفضل مشروع تنموي في الوطن العربي لعام 2024، عن تمويل مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي، وجاء تكريم الصندوق خلال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية لعام 2025، والذي عُقد في دولة الكويت.
ويجسّد التعاون الاستراتيجي الذي جمع بين صندوق أبوظبي للتنمية وحكومة مملكة البحرين منذ عام 1974 نموذجاً متميزاً للعلاقات المشتركة، التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أثمرت تلك الشراكة الرائدة عن تمويل تنفيذ مشاريع تنموية، شملت قطاعات حيوية، كان من أبرزها مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي، الذي موّله الصندوق بقيمة إجمالية بلغت 3.7 مليار درهم، ما يعادل (مليار دولار)، وذلك ضمن مساهمة دولة الإمارات لمملكة البحرين المقدمة عام 2013 في إطار برنامج تنمية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقيمة 9.2 مليار درهم (2.5 مليار دولار).
وقال محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: نفخر بالعلاقة الاستراتيجية التي تربطنا بحكومة مملكة البحرين الشقيقة، والتي امتدّت لأكثر من خمسين عاماً من النماء والازدهار، هذه الشراكة التاريخية أسفرت عن تحقيق إنجازات استثنائية شملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأسهمت بشكل جوهري في تحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز مسيرة التقدم بما ينسجم مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
وأضاف: يؤكد فوزنا بمشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي، الذي موّله الصندوق كأفضل مشروع تنموي في الوطن العربي على قوة الترابط الأخوي الإماراتي البحريني، ويعكس حرص الجانبين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتابع: سنواصل يداً بيد، رسم مستقبل مشرق من الإنجازات الفريدة، التي تسهم في بناء أُسس متينة تدعم تحقيق أهدافنا المشتركة، والتي تقودها رؤية استراتيجية طموحة تعزّز من أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
وشكر جميع القائمين على جائزة عبداللطيف يوسف الحمد التنموية على جهودهم الكبيرة، ودورهم الريادي في تسليط الضوء على أبرز المشاريع الناجحة ذات الأثر الإنمائي المستدام، والتي ساهمت بشكل جوهري في مواجهة التحديات التنموية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي، لتكون مثالاً ملهماً للإبداع والابتكار، وتعميم الخبرة المكتسبة في المشاريع التنموية الرائدة على الجهات المعنية في مجال التنمية.
من جانبه، قال بدر السعد، المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إن جائزة عبد اللطيف الحمد المقدمة من الصندوق العربي، تهدف إلى إبراز أهمية العمل التنموي العربي وتشجيع الاستثمار العربي والدولي في المشاريع التنموية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، خاصة الممولة جزئياً أو كلياً من مؤسسات مجموعة التنسيق العربية، لذلك نسعد اليوم باختيار مشروع تطوير وتوسعة مطار البحرين الدولي بمملكة البحرين الممول من صندوق أبوظبي للتنمية لما له من أثر تنموي ضخم على الاقتصاد البحريني.
وأعرب محمد يوسف البنفلاح، الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين عن فخره بحصول مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين على جائزة عبداللطيف الحمد من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وقال إن هذه الجائزة تمثّل تتويجاً للرؤية الاستراتيجية لمملكة البحرين في تطوير البنى التحتية الحيوية، والتي تحققت بفضل التخطيط المحكم والتنفيذ المتميّز من قبل الكوادر البحرينية، والشراكة الفاعلة بين المؤسسات الوطنية والإقليمية والداعمة مثل صندوق أبوظبي للتنمية، الذي كان له دور محوري في تسريع إنجاز هذا المشروع التنموي الوطني وتحوّله من رؤية إلى واقع نفخر به.