شاهد.. العثور على أصغر بيضة لديناصور غير طائر عمرها 80 مليون سنة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أظهرت اكتشافات أحفورية جديدة في الصين بيضا لديناصور لا يطير، وهو أصغر ما عُثِر عليه حتى الآن، بحيث لا يتجاوز حجم البيضة الواحدة حجم حبة العنب، وجاء الاكتشاف في موقع بناء بمدينة غانتشو جنوبي شرقي الصين.
كما يُعتقد بأن هذا البيض يرجع أصله لنوع جديد من الديناصورات غير الطائرة يُعرف باسم "مينيوليثوس غانتشوانسيس"، ويحمل الآن اسم "بيض غانتشو الصغيرة".
وتم اكتشاف البيض أثناء العمل على مسح ميداني في المنطقة في عام 2021، وما لاحظه العمّال هو الطريقة المثيرة التي كان فيها البيض مصطفا، مما جعل من الصعب تحديد ما إذا كان جميع البيض ينتمي لعش واحد.
ويرجع عمر البيض المكتشف إلى نحو 80 مليون سنة، أي خلال العصر الطباشيري الواقع بين 145 مليون و66 مليون سنة ماضية، ويشكل هذا الاكتشاف نافذة مهمة لعلماء الأحافير للاطلاع على تاريخ الديناصورات وتنوعها خلال تلك الحقبة الزمنية.
يبلغ طول أصغر بيضة من هذه المجموعة نحو 2.9 سم، لتحطم بذلك الرقم القياسي السابق لأصغر بيضة ديناصور غير طائر عُثر عليها في اليابان، والتي كان يبلغ طولها 4.5 سم. وعلى سبيل المقارنة، فحجم البيض المكتشف حديثا والبالغ عددها 6 بيضات، يساوي متوسط طولها نصف طول بيضة الدجاج اليوم.
كما يرجح العلماء أن هذه الديناصورات تنتمي لمجموعة الثيروبودات، وهي ديناصورات كانت تسير على قدمين، وغالبا ما كانت مفترسة حالها حال التيرانوصورات المرعبة والمتوحشة.
ورغم اكتشافها قبل 3 أعوام، فإن نتائج الدراسة لم تنشر إلا مؤخرا في مجلة "هيستوريكال بيولوجي"، وأكدت الدراسة أن هذا البيض ينتمي لنوع جديد من الديناصورات غير مصنّف بعد، ونظرا إلى حجم البيض، فمن الوارد أن يكون هذا النوع من الديناصورات صغير الحجم، أو ربما يكون من النوع الذي يشهد نموا سريعا بعد الفقس.
وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر تميزا هو حالة الحفظ الاستثنائية التي وُجِد عليها البيض، ومن خلال استخدام تقنية الميكروسكوب الإلكتروني الماسح، تبين أن الهياكل الداخلية للبيض بقيت سليمة تقريبا، مما سمح للعلماء بدراسة تكوينها بتفصيل غير مسبوق.
ووفقا لأحد المؤلفين المشاركين في الدراسة وعالم الحفريات لفنغلو هان من جامعة الصين للعلوم الجيولوجية، فإنه أشار -في بيان صحفي- إلى أن المزيد من الأبحاث قد تكشف عن معلومات أعمق حول البيولوجيا التناسلية للثيروبودات في العصر الطباشيري، ويشير هذا الاكتشاف إلى أهمية استخدام التكنولوجيا الحديثة لدراسة العينات الأحفورية، إذ يمكن أن توفر هذه الأدوات رؤية دقيقة لما كان يحدث على مستوى بيض الديناصورات ونموها.
بيض الديناصورات.. حاضنة فريدة لا تعكس الواقعثمة تنوع كبير في بيض الديناصورات على كلّ من مستوى الشكل والحجم، وهو تنوع لا يعكس دائما حجم الديناصور الذي وضع البيض؛ فبعض الديناصورات المعروفة بالأورنيثوبودات، التي تشمل الديناصورات ذات منقار البط، كانت تضع بيضا يبلغ طوله 13.7 سم، بينما كانت الديناصورات العملاقة من التيتانوصورات تضع بيضا لا يتجاوز 15 سم، رغم حجمها الهائل.
ويعتقد الباحثون أن هذا التباين في حجم البيض قد يعود إلى الإستراتيجيات المختلفة للتناسل في عالم الديناصورات، فيمكن أن يكون الحجم الصغير للبيض إشارة إلى إستراتيجية إنتاج عدد كبير من النسل، أو ربما يكون مؤشرا على فترة رعاية طويلة قبل الفقس.
وعند المقارنة مع الطيور اليوم، والتي تُعد فصيلا من الديناصورات التي ما زالت على قيد الحياة وفقا للتنوع البيولوجي، يعد بيض بعض الطيور أصغر بمراحل من البيض الذي عثر عليه حديثا مثل بيض طيور الطنان في جزر الكاريبي والتي تضع بيضا لا يتجاوز طوله 1 سم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات من الدیناصورات ملیون سنة
إقرأ أيضاً:
حكاية منطقة ماريا في الإسكندرية.. تحفة أثرية عمرها آلاف السنين
معالم تاريخة مميزة لا تزال مدينة ماريا الأثرية شاهدة عليها حتى الآن، فالمنطقة التي تقع في كنج مريوط بمدينة العامرية بالإسكندرية، تحكي تاريخ الحضارة الرومانية على أرض عروس البحر المتوسط، وتكشف جمال الطراز المعماري للحضارة الرومانية منذ آلاف السنين.
يقول الدكتور محمد رأفت عباس، مدير عام آثار الإسكندرية لـ«الوطن»، إن مدينة ماريا الأثرية تقع في كينج مريوط، وتبعد نحو 45 كم جنوب غرب الإسكندرية، واُشتق اسمها من كلمة «مرت» التي تعني في اللغة المصرية القديمة «الميناء»، وجرى ضمها لوزارة الآثار عام 1983، وتحتوي على عدد من المواقع الأثرية من بينها ميناء ماريا، والحمام الروماني والبيت البيزنطي والبازيلكا، على بعد 200 متر شمال غرب كينج مريوط.
وأضاف محمد حلمي نور الدين، مدير منطقة البيت البيزنطي، أنه يوجد في مدخل البيت من جهته الشرقية، دعامتان جانبيتان بعرض 90 سم، يُرجح أنهما كانتا تحملان سقف الصالة التالية للمدخل، ويبدأ المنزل بفناء خارجي مبلط بالأحجار الجيرية، ثم صالة مستطيلة الشكل مبلطة بالرخام الأبيض، وفي أركان المنزل، توجد أربع دعامات تساعد على حمل السقف إلى الشرق، وتوجد الحجرة الرئيسية التي تشرف على صالة الاستضافة، ويليها عدة حجرات مستطيلة.
ويصف محمد السيد، مسؤول إدارة الوعي الأثري بالإسكندرية، البيت البيزنطي بأنه يقع في جهة الجنوب من منطقة آثار ماريا، حيث يضم صالة تربط الجهتين الشمالية والجنوبية، وهناك باب يؤدي إلى البروستيل الجنوبي، وحول المنزل في الجهة الشمالية، توجد حجرة مغطاة بطبقة من الملاط الأبيض، وفي الجنوب الغربي، توجد حجرتان اُستخدمتا كمطبخ حيث عثر بداخلهما على كثير من أواني الطهي.
ويوضح الدكتور أحمد علي برقي، مدير إدارة الوعي الأثري بالإسكندرية، أنه في منطقة آثار ماريا، يوجد الحمام الروماني، وهو عبارة عن حوض مساحته 4*4 م وله مقعد داخلي كان يستخدم في الجلوس في أثناء الاستحمام، ومقعد خارجي ارتفاعه 1,8 م اُستخدم للصعود إلى الحمام ومغطى بطبقة من البلاط الأحمر، مع وجود فتحات في الجدار الشرقي لتصريف المياه.
وأشار إلى أن المنطقة تضم مبنى البازيلكا، الذي يقع على الشاطئ الجنوبي في بحيرة مريوط، واُكتشف عام 2000، ويرجع إلى القرن الخامس الميلادي، ويتكون من ثلاثة صالات مستطيلة تتصل عن طريق صفين من الأعمدة، وجرى إضافة عدد من المباني في الناحية الشمالية منه.