الجزيرة:
2025-01-30@11:50:40 GMT

إسرائيل تضرب إيران.. من المستفيد الحقيقي؟

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

إسرائيل تضرب إيران.. من المستفيد الحقيقي؟

قالت واشنطن إن الضربات الإسرائيلية على إيران يجب أن "توقف" تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وحذّرت طهران من "عواقب" الردّ وحثتها على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دُوامة العنف، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم.

هذا، وحضّت الولايات المتحدة إيران السبت 26 أكتوبر/  تشرين الأول الجاري، على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف، و"لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد"، وفق ما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت.

وجاء ذلك بعدما شنت إسرائيل ضربات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ردًا على هجوم صاروخي واسع شنّته طهران عليها مطلع هذا الشهر.

يصب التأكيد الأميركي على هدف فرملة الانزلاق نحو الحرب الكبرى بين طهران وتل أبيب، حيث يظهر الاستثمار الأميركي من هذه الضربة، التي أدارتها واشنطن منذ الأساس، بمثابة رد اعتبار لإسرائيل.

لم يأتِ هذا الردّ بمثابة انتقام لإسرائيل على "الوعد الصادق 2″، الذي على ما يبدو أصاب بعض أهدافه في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بقدر ما أرادت منه واشنطن إظهار أن إسرائيل ليست عاجزة عن الدفاع عن وجودها.

تختلف الرؤية الأميركية تجاه إيران عن الرؤية الإسرائيلية؛ إذ يسعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو – منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012، الذي رفض السير في طموحات نتنياهو – لتوجيه ضربات موجعة لمنشآت إيران النووية.

هذا يؤكد أن الأميركي ما زال يصرّ ليس فقط على عدم الانزلاق نحو الحرب الكبرى في المنطقة، بل يبدو أيضًا أنه لا يريد إنهاء الدور الإيراني في المنطقة.

يؤمن الأميركي بمبدأ فرض "التوازنات"، عبر الإصرار على عدم كسر توازن القوى، وتحديدًا الإيرانية في المنطقة. فإيران بالنسبة إلى دول المنطقة تُعتبر دولة منافسة، لا بل متدخلة في أكثر من بلد من اليمن وصولًا إلى لبنان، وهذا ما يجعلها حاجة إلى الحضور الأميركي.

تعمل إيران، بما لا شكّ فيه، على خط التواصل المبطّن مع الولايات المتحدة عبر وسيط سري في مختلف القضايا، تحديدًا فيما يخصّ التنسيق بشأن الردّ والردّ المقابل. إذ اعتبر البعض أن حتى تسريبات وثائق الضربة الإسرائيلية على إيران من الكونغرس الأميركي لم تكن عفوية، بل مفتعلة بطريقة استخباراتية أميركية تجاه إيران لإطلاعها على سير التنفيذ.

كشف معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في تقريره السنوي لعام 2023 عن زيادة ملحوظة في صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة خلال الفترة بين 2019 و2023، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في سوق السلاح.

هذا التقرير يوضح رغبة شركات الأسلحة الأميركية في إشعال حروب في المنطقة والعالم؛ بهدف البيع وجني الأرباح، حتى لو على حساب حياة الملايين من البشر.

قد يكون الأميركي مستثمرًا ناجحًا في الحروب، انطلاقًا من الفكر البراغماتي الذي يتأسس نظامه عليه. لكن هناك من نظر إلى الموقف الروسي الصارم تجاه تل أبيب والداعم لطهران على أنه يحمل ما يمكن استثماره أيضًا في هذه الحرب.

إذ قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تحذر إسرائيل حتى من مجرد طرح ضرب المنشآت النووية الإيرانية كاحتمال، واصفًا الأمر بأنه سيكون كارثيًا إذا حدث.

قد يكون التهديد الروسي أصاب هدفه ومنع إسرائيل من تنفيذ طموحاتها، لا سيما أن التاريخ شاهد على مدى فاعليته، عندما وجه نيكيتا خروتشوف عام 1956، مهددًا عواصم الدول الثلاث: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، بضربة نووية إذا استمروا في عدوانهم على مصر.

تحتاج روسيا إلى إيران القوية في المنطقة، لكن ليس في سوريا، فهي الحليف الذي لا يمكنها الاستغناء عنه في مواجهة الغرب. وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة مجموعة بريكس أن موسكو على تواصل مستمر مع القيادة الإيرانية.

فالعلاقة بين البلدين تخطت حدود الحلفاء إلى التلاعب على العقوبات الغربية، عبر تصدير النفط الروسي من خلال "أساطيل الظل" الإيرانية.

روسيا، كما الولايات المتحدة، تحتاج إلى فرض التوازن في المنطقة، فهي أيضًا تريد إيصال الرسائل إلى إيران عبر إسرائيل. فالصراع الإيراني الروسي على الملعب السوري يعتبره البعض أساسيًا وليس تفصيلًا، إذ تحتاج روسيا إلى فرض المزيد من الضغط على الإيراني للحدّ من نفوذه في المنطقة.

أثارت الانسحابات العسكرية الروسية المتتالية في الأيام الأخيرة من نقاط مراقبة قرب خطوط التماس مع الجولان السوري المحتل، تساؤلات حول التموضع الروسي في إطار المواجهة المتفاقمة في لبنان، والتي انتقلت شظاياها بسرعة إلى الجغرافيا السورية.

وضعت الصحافة فرضيات لتفسير الانسحابات الروسية المتتالية، على رأسها أن موسكو تلقت تحذيرًا من جانب إسرائيل حول عمليات عسكرية نشطة مرتقبة في المنطقة، وأن القوات الإسرائيلية عازمة على ملاحقة وتقويض مواقع تمركز "حزب الله" والمليشيات الأخرى المدعومة من جانب إيران.

هذه الفرضية قد تصب لصالح روسيا، رغم أنها لا تخضع لإملاءات إسرائيلية، فإنها حتمًا تصبّ في ردع النفوذ الإيراني في سوريا.

جميع القراءات تؤكد أن طرق الاستثمارات في الضربة الإسرائيلية واضحة، لكن ما لن يكون في الحساب، هو إذا أقدمت إيران على تفعيل "الوعد الصادق رقم 3″، فعندها ستكون المنطقة على شفا حرب كبرى.

الردّ الإيراني إن حصل، سيعيد حتمًا خلط الأوراق من جديد في المنطقة، حيث قد يجذب معه الدول الفاعلة في المنطقة على رأسها روسيا وأميركا، وعندها ستتحدد الأمور على قاعدة: "ربح أم خسارة؟".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

من طراز سوخوي-35..الحرس الثوري في إيران يعلن شراء مقاتلات من روسيا

أعلن علي شادماني القائد الكبير في الحرس الثوري الإيراني، الإثنين، شراء بلاده مقاتلات روسية الصنع من طراز سوخوي-35، وذلك في ظل مخاوف غربية من تنامي التعاون العسكري بين إيران وروسيا.

وهذه هي أول مرة يؤكد فيها مسؤول إيراني شراء طائرات سوخوي-35.

Iran has purchased Russian-made Sukhoi-35 fighter jets, a senior Revolutionary Guards commander said on Monday, amid Western concerns about Tehran and Moscow's growing military cooperation.https://t.co/oyaSRH5sUC

— The Jerusalem Post (@Jerusalem_Post) January 27, 2025

غير أن شادماني، الذي نقلت تصريحاته شبكة أخبار الطلبة، لم يكشف عدد الطائرات، وإذا تسلمتها إيران بالفعل.

وقال شادماني نائب منسق المقر المركزي لخاتم الأنبياء في الحرس الثوري: "نقوم بشراء عسكري لتعزيز قواتنا الجوية والبرية والبحرية كلما لزم الأمر... كما تسارع إنتاج العتاد العسكري".

وأضاف في إشارة إلى إسرائيل "إذا تصرف العدو بحماقة فسيذوق مرارة القصف بصواريخنا، ولن يبقى أي من مصالحه في الأراضي المحتلة سالمة".

وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية للأنباء في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إن طهران أتمت ترتيبات لشراء مقاتلات روسية.

ووقعت إيران وروسيا في وقت سابق هذا الشهر شراكة استراتيجية شاملة لم تتطرق إلى نقل أسلحة لكنها أشارت إلى توطيد "التعاون العسكري التقني" بين البلدين.

وتملك القوات الجوية الإيرانية بضع عشرات الطائرات الهجومية، بينها طائرات روسية ونماذج أمريكية قديمة اشترتها البلاد قبل 1979.

مقالات مشابهة

  • موقع عبري: شلل وفوضى في موانئ إسرائيل تضرب سوق السيارات  
  • معهد أمريكي: تهديدات صنعاء على “إسرائيل” وأمريكا لن تنتهي بتوقف الحرب في غزة
  • ماذا تحمل زيارة المبعوث الأميركي ويتكوف إلى إسرائيل؟
  • كالكاليست: شلل وفوضى في موانئ إسرائيل تضرب سوق السيارات في البلاد
  • روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا
  • إيران ترفض اتهامات الكيان الصهيوني بشكل قاطع
  • (وكالة).. إيران اشترت من روسيا طائرات سوخوي-35
  • قائد بالحرس الثوري: إيران اشترت من روسيا طائرات سوخوي-35
  • إيران تعلن الحصول على طائرة متطورة من روسيا
  • من طراز سوخوي-35..الحرس الثوري في إيران يعلن شراء مقاتلات من روسيا