الجزيرة:
2024-11-01@05:25:45 GMT

إسرائيل تضرب إيران.. من المستفيد الحقيقي؟

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

إسرائيل تضرب إيران.. من المستفيد الحقيقي؟

قالت واشنطن إن الضربات الإسرائيلية على إيران يجب أن "توقف" تبادل إطلاق النار بين الطرفين، وحذّرت طهران من "عواقب" الردّ وحثتها على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دُوامة العنف، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم.

هذا، وحضّت الولايات المتحدة إيران السبت 26 أكتوبر/  تشرين الأول الجاري، على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف، و"لإنهاء دوامة القتال من دون مزيد من التصعيد"، وفق ما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت.

وجاء ذلك بعدما شنت إسرائيل ضربات على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ردًا على هجوم صاروخي واسع شنّته طهران عليها مطلع هذا الشهر.

يصب التأكيد الأميركي على هدف فرملة الانزلاق نحو الحرب الكبرى بين طهران وتل أبيب، حيث يظهر الاستثمار الأميركي من هذه الضربة، التي أدارتها واشنطن منذ الأساس، بمثابة رد اعتبار لإسرائيل.

لم يأتِ هذا الردّ بمثابة انتقام لإسرائيل على "الوعد الصادق 2″، الذي على ما يبدو أصاب بعض أهدافه في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، بقدر ما أرادت منه واشنطن إظهار أن إسرائيل ليست عاجزة عن الدفاع عن وجودها.

تختلف الرؤية الأميركية تجاه إيران عن الرؤية الإسرائيلية؛ إذ يسعى رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو – منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما عام 2012، الذي رفض السير في طموحات نتنياهو – لتوجيه ضربات موجعة لمنشآت إيران النووية.

هذا يؤكد أن الأميركي ما زال يصرّ ليس فقط على عدم الانزلاق نحو الحرب الكبرى في المنطقة، بل يبدو أيضًا أنه لا يريد إنهاء الدور الإيراني في المنطقة.

يؤمن الأميركي بمبدأ فرض "التوازنات"، عبر الإصرار على عدم كسر توازن القوى، وتحديدًا الإيرانية في المنطقة. فإيران بالنسبة إلى دول المنطقة تُعتبر دولة منافسة، لا بل متدخلة في أكثر من بلد من اليمن وصولًا إلى لبنان، وهذا ما يجعلها حاجة إلى الحضور الأميركي.

تعمل إيران، بما لا شكّ فيه، على خط التواصل المبطّن مع الولايات المتحدة عبر وسيط سري في مختلف القضايا، تحديدًا فيما يخصّ التنسيق بشأن الردّ والردّ المقابل. إذ اعتبر البعض أن حتى تسريبات وثائق الضربة الإسرائيلية على إيران من الكونغرس الأميركي لم تكن عفوية، بل مفتعلة بطريقة استخباراتية أميركية تجاه إيران لإطلاعها على سير التنفيذ.

كشف معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في تقريره السنوي لعام 2023 عن زيادة ملحوظة في صادرات الولايات المتحدة من الأسلحة خلال الفترة بين 2019 و2023، مما يعزز دورها كلاعب رئيسي في سوق السلاح.

هذا التقرير يوضح رغبة شركات الأسلحة الأميركية في إشعال حروب في المنطقة والعالم؛ بهدف البيع وجني الأرباح، حتى لو على حساب حياة الملايين من البشر.

قد يكون الأميركي مستثمرًا ناجحًا في الحروب، انطلاقًا من الفكر البراغماتي الذي يتأسس نظامه عليه. لكن هناك من نظر إلى الموقف الروسي الصارم تجاه تل أبيب والداعم لطهران على أنه يحمل ما يمكن استثماره أيضًا في هذه الحرب.

إذ قال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن موسكو تحذر إسرائيل حتى من مجرد طرح ضرب المنشآت النووية الإيرانية كاحتمال، واصفًا الأمر بأنه سيكون كارثيًا إذا حدث.

قد يكون التهديد الروسي أصاب هدفه ومنع إسرائيل من تنفيذ طموحاتها، لا سيما أن التاريخ شاهد على مدى فاعليته، عندما وجه نيكيتا خروتشوف عام 1956، مهددًا عواصم الدول الثلاث: إسرائيل وبريطانيا وفرنسا، بضربة نووية إذا استمروا في عدوانهم على مصر.

تحتاج روسيا إلى إيران القوية في المنطقة، لكن ليس في سوريا، فهي الحليف الذي لا يمكنها الاستغناء عنه في مواجهة الغرب. وقد أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة مجموعة بريكس أن موسكو على تواصل مستمر مع القيادة الإيرانية.

فالعلاقة بين البلدين تخطت حدود الحلفاء إلى التلاعب على العقوبات الغربية، عبر تصدير النفط الروسي من خلال "أساطيل الظل" الإيرانية.

روسيا، كما الولايات المتحدة، تحتاج إلى فرض التوازن في المنطقة، فهي أيضًا تريد إيصال الرسائل إلى إيران عبر إسرائيل. فالصراع الإيراني الروسي على الملعب السوري يعتبره البعض أساسيًا وليس تفصيلًا، إذ تحتاج روسيا إلى فرض المزيد من الضغط على الإيراني للحدّ من نفوذه في المنطقة.

أثارت الانسحابات العسكرية الروسية المتتالية في الأيام الأخيرة من نقاط مراقبة قرب خطوط التماس مع الجولان السوري المحتل، تساؤلات حول التموضع الروسي في إطار المواجهة المتفاقمة في لبنان، والتي انتقلت شظاياها بسرعة إلى الجغرافيا السورية.

وضعت الصحافة فرضيات لتفسير الانسحابات الروسية المتتالية، على رأسها أن موسكو تلقت تحذيرًا من جانب إسرائيل حول عمليات عسكرية نشطة مرتقبة في المنطقة، وأن القوات الإسرائيلية عازمة على ملاحقة وتقويض مواقع تمركز "حزب الله" والمليشيات الأخرى المدعومة من جانب إيران.

هذه الفرضية قد تصب لصالح روسيا، رغم أنها لا تخضع لإملاءات إسرائيلية، فإنها حتمًا تصبّ في ردع النفوذ الإيراني في سوريا.

جميع القراءات تؤكد أن طرق الاستثمارات في الضربة الإسرائيلية واضحة، لكن ما لن يكون في الحساب، هو إذا أقدمت إيران على تفعيل "الوعد الصادق رقم 3″، فعندها ستكون المنطقة على شفا حرب كبرى.

الردّ الإيراني إن حصل، سيعيد حتمًا خلط الأوراق من جديد في المنطقة، حيث قد يجذب معه الدول الفاعلة في المنطقة على رأسها روسيا وأميركا، وعندها ستتحدد الأمور على قاعدة: "ربح أم خسارة؟".

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

بعد هجمات إسرائيل على إيران .. الشرق الأوسط في أقصى درجات الخطر

قبل عام واحد، كان من غير الوارد التفكير في أن إسرائيل وإيران ستهاجمان بعضهما البعض بشكل مباشر. لسنوات، خاضت الدولتان حربًا سرية، حيث استهدفت إسرائيل علماء النووي الإيرانيين وقوافل الإمدادات الإيرانية في سوريا، بينما دعمت إيران هجمات بالوكالة على إسرائيل شنتها حماس وحزب الله، إلى جانب مجموعات مسلحة أخرى. لكنهما «الدولتـان» امتنعتا عن قصف بعضهما البعض بشكل مباشر. الآن، ما كان لا يمكن تصوره قد أصبح، للأسف، أمرًا واقعًا وعاديًا.

تجاوزت إيران الخط الأحمر في 13 أبريل عندما أطلقت نحو 300 طائرة مسيّرة وصاروخ على إسرائيل ردًا على غارة جوية إسرائيلية في دمشق استهدفت مجمع السفارة الإيرانية وأسفرت عن مقتل 7 من ضباط الحرس الثوري الإيراني. القصف الإيراني لم يعترض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية فحسب، بل أيضًا من أنظمة الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة. وقد دفع ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الاكتفاء بضربة جوية محدودة على إيران في 19 أبريل.

ثم تكرر النمط نفسه، ففي 1 أكتوبر، شنت إيران ضربة صاروخية أخرى على إسرائيل، هذه المرة ردًا على الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وحماس، بما في ذلك اغتيال إسماعيل هنية قائد حماس في طهران. وقد استخدمت إيران في تلك الضربة صواريخ باليستية، وهي سلاح أسرع ويتيح تحذيرًا أقل مقارنة بالصواريخ والطائرات المسيّرة التي شكّلت معظم الأسلحة في الهجوم في أبريل. لكن مرة أخرى، عملت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، المدعومة من الولايات المتحدة، بشكل كبير على صدها؛ إذ أصابت بعض الصواريخ الإيرانية قواعد عسكرية إسرائيلية، ولكن الأضرار كانت طفيفة.

ظل العالم ينتظر ليرى كيف سترد إسرائيل. خلال هذه الفترة، حاول الرئيس جو بايدن إقناع نتنياهو بتقييد الرد، بل وأرسل لإسرائيل بطارية دفاع صاروخي من نوع (ثاد)، يديرها 100 من أفراد الخدمة الأمريكية، كجزء من الدعم. وقد حملت تلك الخطوة رسالة ضمنية مفادها أن الولايات المتحدة ستعمل على حماية إسرائيل، لكن على إسرائيل، في المقابل، أن تتجنب توسيع الصراع الإقليمي.

ليلة الجمعة في الولايات المتحدة (صباح السبت في الشرق الأوسط)، شنت إسرائيل أخيرًا هجومها المرتقب. في سيناريو يمكن أن يكون مقتبسًا مباشرة من مسلسل «طهران» على منصة (أبل تي في) اخترقت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية المجال الجوي الإيراني بنجاح، واستهدفت على ما يبدو الدفاعات الجوية الإيرانية ومواقع إنتاج الصواريخ. وخضوعًا لضغوط إدارة بايدن، لم تستهدف إسرائيل منشآت النفط أو المواقع النووية الإيرانية، وهو قرار يتعرض بالفعل لانتقادات من المتشددين في إسرائيل. وراء الكواليس، حثت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إيران على التراجع وإنهاء جولة العداء الحالية.

تبدو المنطقة بأكملها على شفا بركان. قد نكون تجنبنا انفجارًا هائلًا مرة أخرى، ولكن قد تكون هذه الفترة مؤقتة فقط. الحرب الأوسع في الشرق الأوسط، التي يخشى منها الكثيرون، بدأت بالفعل. الشيء الوحيد الذي يبقى تحديده هو مدى شدتها ونطاقها. باستهداف مواقع الدفاع الجوي الإيرانية، جعلت إسرائيل إيران أكثر عرضة للغارات الجوية الإسرائيلية المستقبلية في حال هاجمت إيران إسرائيل مرة أخرى، أو في حال خضعت حكومة نتنياهو للضغط من اليمين لتوجيه ضربة أكثر حسمًا.

كتب الدبلوماسي الأمريكي المخضرم (آرون ديفيد ميلر) على منصة إكس: «قد نكون تفادينا الرصاصة الأولى لاشتعال الحرب هذه المرة، ولكننا دخلنا أيضًا منطقة جديدة. لقد توسعت حدود المخاطر لدى كل من إسرائيل وإيران. كلاهما يدرك الآن أنه من الممكن تجنب الحرب الشاملة حتى بعد الضربات المباشرة على أراضي بعضهما البعض. وهذه منطقة خطر».

الضغط الرئيسي لتجنب التصعيد الإضافي جاء من إدارة بايدن، التي تدرك تمامًا أن إيران يمكنها إغلاق مضيق هرمز، على الأقل مؤقتًا، واستهداف القوات الأمريكية في المنطقة إلى جانب منشآت النفط في دول عربية. إذا قامت إيران بذلك، فإنها ستوجه ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي. وهذا آخر ما يود بايدن رؤيته، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ولكن بعد الانتخابات، مهما كانت النتائج، ستنتهي فترة بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وستكون قدرته على الضغط على إسرائيل محدودة.

إذا فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس في 5 نوفمبر، فمن المتوقع أن تواصل الضغط لتقليل التوترات. لكن ماذا سيحدث إذا كان الفائز هو الرئيس السابق دونالد ترامب؟ ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن ترامب قال لنتنياهو خلال إحدى محادثاتهما الأخيرة، في إشارة إلى الحروب الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله: «افعل ما عليك فعله».

خلال فترة رئاسته، كان ترامب حريصًا على تجنب صراع مباشر مع إيران. في خريف 2019، ألغى بشكل مفاجئ ضربة جوية أمريكية مخططًا لها على إيران ردًا على إسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، ولم يرد على هجوم إيراني على منشآت النفط السعودية الذي أدى إلى تعطيل نصف إنتاج النفط في السعودية مؤقتًا. لكن ترامب قد يشعر بشكل مختلف الآن في ظل تقارير عن تهديدات إيرانية محتملة باغتياله. إذا عاد إلى منصبه مرة أخرى، فقد يعطي الضوء الأخضر لنتنياهو لتوسيع الحرب مع إيران، وبالتالي جر الولايات المتحدة إلى الصراع.

نقطة اشتعال أخرى محتملة هي اليمن. منذ العام الماضي، تستهدف جماعة الحوثيين المدعومة من إيران السفن في مضيق باب المندب الذي يفصل البحر الأحمر عن المحيط الهندي، ما يعطل التجارة العالمية ويجذب القوات الأمريكية إلى المعركة لحماية خطوط الشحن. وقد أرسلت الولايات المتحدة مؤخرًا قاذفات شبح B-2 لضرب مواقع تخزين الأسلحة الحوثية. ومع ذلك، تستمر الهجمات الحوثية. وتفيد صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن روسيا دعمتهم بمعلومات حول الأهداف المستهدفة.

نحن، باختصار، في لحظة خطيرة للغاية في الشرق الأوسط، ويبدو أن الحرب الأوسع قد بدأت، وستتطلب جهودًا جبارة من جميع الأطراف لمنعها من الخروج عن السيطرة. أفضل طريقة لبدء عملية تهدئة التصعيد ستكون باتفاق إسرائيل وحماس أخيرًا على وقف إطلاق النار في غزة. لكن، ورغم وفاة زعيم حماس يحيى السنوار، يبدو أن هذا الاحتمال لا يزال بعيد المنال.

مقالات مشابهة

  • روسيا: حظر "إسرائيل" أنشطة الأونروا ينتهك القانون الدولي
  • روسيا: أميركا دفعت الشرق الأوسط إلى شفا حرب كبرى
  • وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع
  • سي إن إن: إيران سترد على إسرائيل قبل الانتخابات الأميركية
  • وزير الدفاع الأمريكي: نراقب عن كثب التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية
  • بعد هجمات إسرائيل على إيران .. الشرق الأوسط في أقصى درجات الخطر
  • أستاذ علوم سياسية: زيارة وزير خارجية إيران لمصر لمنع تحول الصراع مع إسرائيل لحرب شاملة
  • مندوب روسيا يتهم إسرائيل بتعريض حياة قوات اليونيفيل للخطر لإجبارهم على المغادرة
  • روسيا: قرار إسرائيل بحظر أنشطة "الأونروا" سابقة خطيرة
  • هل يخفف هجوم إسرائيل على إيران التوتر في المنطقة؟