التضليل والكذب الفاجر حول نكبة ولاية الجزيرة!
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
رشا عوض
في البدء ، القلب ينفطر حزنا وغضبا جراء ما يتعرض له مواطنو شرق الجزيرة الابرياء من ويلات ، نسأل الله الرحمة والمغفرة للمغدورين وعاجل الشفاء للجرحى، والادانة المغلظة لمن نفذوا هذه الجرائم البشعة من قوات الد.عم السريع، ولمن خطط ونفذ الفتن القبلية من الاجهزة الامنية والاستخباراتية الكيزانية ، وللجيش الذي قتل مئات المواطنين بقصف الطيران.
الادانة الصادقة والامينة للانتهاكات لا بد ان تكون مصحوبة بالدعوة لايقاف الحرب المنبع الرئيس للانتهاكات واستمرارها لا يعني سوى مزيد من الضحايا، والحرص على سلامة المدنيين يقتضي معارضة تسليحهم لان من حمل السلاح اصبح جزء من القوى المقاتلة في عرف القانون الدولي الانساني، ولا يعقل ان يزايد بقضية الانتهاكات من يعارض السلام ويزرع الفتن ويسلح المواطنين ويزج بهم في مواجهة غير متكافئة مع قوات مدججة بالاسلحة الثقيلة.
اخر حلقات المسخرة والتلاعب بعقول السودانيين اثناء محنة ولاية الجزيرة هاشتاق كيزاني عجيب ولد ميتا باسم: مليشيا تقدم تستبيح الجزيرة !!
هذا كلام الرد عليه يتطلب استلاف لسان بت مجذوب( احدى شخصيات رواية موسم الهجرة الى الشمال وهي امرأة بذيئة سليطة اللسان) !
ولاية الجزيرة تمت استباحتها في المرة الاولى بمخطط استخباراتي بدأ بتسليمها تسليم مفتاح للد.عم السريع عبر غواصة الجيش والاستخبارات العسكرية ابو عاقلة كيكل الذي تحت قيادته ارتكبت افظع الانتهاكات في غرب الجزيرة ( بالمناسبة ما نتيجة التحقيق في انسحاب الجيش من الجزيرة؟)
واستبيحت في المرة الثانية بعد استدعاء كيكل في مسرحية هزلية بعنوان مضلل: استسلام قوات كيكل ! في حين ان هذا الرجل عاد الى الجيش كفرد طريد يجرجر اذيال الخيبة اذ انه لم يسلم الولاية للجيش دون قتال او يفتح طريق تحريرها كما زعمت الابواق الاعلامية الموالية للجيش، بل فتح الطريق لهزائم اضافية للجيش ولحملة انتقامية شرسة وانتهاكات مروعة ضد المواطنين.
لماذا استقبل هذا الرجل استقبال الابطال ومنحه الجيش رتبة لواء؟ ظاهريا هو فاشل ولا شيء يبرر الاحتفاء به ، الا اذا كانت الكوارث التي حلت بولاية الجزيرة مقصودة ومخطط لها ، وكيكل هو اداة التنفيذ منذ البداية وحتى الان! فكانت الاحتفالات باستسلام كيكل و بقدوم الجيش ذريعة لحملات الانتقام ثم فشل الجيش كالمعتاد في حمايتهم ، واثناء استباحة شرق الجزيرة والتنكيل بمواطنيها وتشريدهم بواسطة الجنجويد احتفل الجيش بانتصارات وهمية في السوكي والدندر وابوحجار ، اذ انسحبت منها قوات الد.عم السريع دون قتال ، والسؤال هنا لماذا لم تعط الاولوية للتحرك الى الجزيرة التي تنتهك وتستباح وفي امس الحاجة للانقاذ ؟
يبدو ان الجيش والجنجويد يعملان في تناغم! والجهة الممسكة “بالريموت كنترول” الذي يحركهما معا في بعض الاحيان- وليس طول الوقت طبعا – هو جهة راغبة في تقسيم السودان!
ولذلك لسان الحال يقول: ليس مطلوبا وقف الانتهاكات في ولاية الجزيرة وغيرها بل على العكس تماما هناك تخطيط محكم لزيادتها وخلق الظروف المثالية لمفاقمتها كما ونوعا على ان يصاحب ذلك توزيع كثيف للسلاح على المواطنين مع التحريض العنصري لتعميق الكراهية على اساس قبلي وعرقي ولتخويف كل الشمال والوسط وتلقينهم سردية ان منبع كل هذه الشرور ليس واقع الحرب وفساد المؤسسة العسكرية وفشلها، وصراع الجيوش المتعددة على السلطة، بل منبع الشر هو هو اهل الغرب( دارفور وكردفان) وفي المقابل تتم جرائم في حق مواطنين مدنيين ينحدرون من قبائل غرب السودان وجنوبه بواسطة المستنفرين وما يسمى بالمقاومة الشعبية كما حدث في ولاية الجزيرة نفسها لبعض سكان الكنابي ، والهدف من كل ذلك دفع المواطنين الى نتيجة ان الحل في الانفصال! وفي هذا السياق نجد التفسير الوحيد للاستهداف الممنهج للقوى السياسية المدنية المنحازة للسلام ! وهو انها تمثل بتنوعها لبنة مهمة في مشروع توحيد البلاد ! يتم اغتيالها بتعليق جرائم الحرب في عنقها بلا ادني حياء! في حين ان “مثلث برمودا” الذي نبعت منه كل هذه الجرائم و الشرور هو الكيزان صناع الفتن العرقية والتجييش القبلي، واصحاب الاذرع الاخطبوطية الامنية والعسكرية في كل مكان، والجيش وجنرالاته العملاء الجبناء، والد.عم السريع وقواته المتوحشة المعتادة على جرائم الحرب والانتهاكات والسلب والنهب والترويع، والقاسم المشترك بين هذه الاضلاع الثلاثة هو الاستخفاف بارواح الابرياء وعدم الاحساس بمعاناتهم!
الانتهاكات في عرف الكيزان والجيش مطلوبة بالحاح لخدمة اجندة تقسيم البلاد وللتكسب السياسي، لذلك جزء و(ليس كل) من انتهاكات الجنجويد يتم عبر غواصات الكيزان والاستخبارات في صفوف الد.عم السريع ، والجزيرة هي المثال الاوضح لذلك اذ تم تتويج كيكل بطلا وفي التلفزيون الرسمى بعد كل الفظائع التي ارتكبت.
والد.عم السريع بالتأكيد يتحمل المسؤولية كاملة عن انتهاكاته المروعة في كل مناطق سيطرته وعلى رأسها ولاية الجزيرة وهي انتهاكات فظيعة تمت ادانتها من كل القوى السياسية والمدنية والحقوقية بدون اي لجلجة، ولكن جحافل النفاق والتضليل والاجرام كعادتها تريد ان تجعل من انتهاكات شرق الجزيرة كرباجا لجلد الخصوم السياسيين للكيزان عبر الايحاء بانهم سبب فيما يجري!
تجد احدهم يكتب معلقا: بعد احداث شرق الجزيرة لن نسمح بان تطأ اقدام الاحزاب ولاية الجزيرة !!
واخر يلعن السياسيين وكان من يقتل وينهب في الجزيرة هم قيادات وعضوية الاحزاب والتحالفات السياسية!
ولا تجد لعنة واحدة للكيزان والجيش وال.دعم السريع!
ولاية الجزيرة المنكوبة وكل ولايات السودان المشتعلة حربا هي ساحة صراع بين اطراف عسكرية طامعة في احتكار السلطة والموارد ، واجساد المواطنين وممتلكاتهم وكرامتهم من وجهة نظر “العقول المدبرة” للحرب مجرد ” حطب مجاني” لاشعال النار التي يطبخون عليها وجبتهم المفضلة وهي “السلطة والثروة”.
ان ما تفعله ابواق الحرب من تجهيل منظم وتضليل منهجي للرأي العام هو جريمة ذبح للحقيقة والمنطق الحاقا بجرائم ذبح البشر في طول البلاد وعرضها. الوسومرشا عوض
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: رشا عوض ولایة الجزیرة شرق الجزیرة
إقرأ أيضاً:
معارك الخرطوم… انهار «الدعم السريع» أم انسحب باتفاق؟
دخلت الحرب السودانية مرحلة جديدة، حقق خلالها الجيش السوداني انتصارات كبيرة و«سريعة» في وسط البلاد، بينما يتراجع «الدعم السريع» بوتيرة متسارعة، بدأت بانسحابه من مدينة ود مدني، ثم عمليات العاصمة الخرطوم التي استعاد خلالها الجيش مقر قيادته العامة، ومناطق «حاكمة»، خصوصاً في أم درمان والخرطوم بحري.
التغيير ــ وكالات
وأثارت «انسحابات الدعم السريع» المتسارعة أسئلة عدة؛ من بينها: هل «قواته» دخلت «مرحلة الانهيار»، أم إن ما حدث كان نتيجة «اتفاق غير معلن» يهيئ طاولة التفاوض عبر «السماح» بتحسن «موقف الجيش التفاوضي»، أم هل اختارت قيادة «الدعم» التراجع عن الانتشار الواسع «تكتيكياً» لتقليل خسائرها أمام الجيش الذي عزز قواته وجدد تسليحه؟
بدأت عمليات الجيش لاسترداد مناطق استراتيجية وسط البلاد، باستعادة منطقة جبل موية الحاكمة لـ3 ولايات: النيل الأبيض، وسنار، والجزيرة، في أكتوبر الماضي، وبعد ذلك، استجمع مع حلفائه قوتهم، ووجهوها نحو مدينة ود مدني، واستعادوها في 11 يناير الحالي «دون قتال يُذكر»، وقالت «قوات الدعم السريع» إنها «انسحبت»، بينما قال الجيش إنه دخل المدينة «عنوة»، وذلك بعد أكثر من عام من سيطرة «الدعم» على المدينة الاستراتيجية «دون قتال» أيضاً.
ومهدت عملية استعادة ود مدني لعمليات الخرطوم بحري، ووصول جيوش أم درمان وشمال الخرطوم بحري، إلى قيادة قوات سلاح الإشارة والقيادة العامة الواقعة تحت حصار «الدعم السريع» منذ بداية الحرب.
بدأت العملية في 26 سبتمبر الماضي بعبور القوات الآتية من أم درمان جسر الحلفايا، واستمرت في التقدم شمالاً وجنوباً ببطء، لكنها كثفت وسرّعت عملياتها بعد استرداد مدينة ود مدني.
وفوجئ الناس السبت الماضي بالجيش يعلن عبور جسر النيل الأزرق ويصل إلى مقر «القيادة العامة»، وبالقائد العام للجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يخاطب جنوده «المحاصرين» داخل «القيادة العامة»، معلناً فك الحصار عنها وعن مقر «قيادة قوات سلاح الإشارة»، وقرب «تحرير» الخرطوم من قبضة «الدعم السريع».
بث الجيش مقاطع فيديو من داخل «القيادة العامة» و«قيادة قوات سلاح الإشارة»، ومع ذلك نفت «قوات الدعم» بشدة «فك الحصار» عن «القيادة العامة»، وعدّت فيديوهات الجيش دعايةً حربيةً، معلنة أن قوات محدودة «تسللت»، وأنه ليس هناك «التحام» للجيوش، ونشرت، الاثنين، مقاطع فيديو من على جسر «المك نمر» باتجاه الخرطوم، ومن جسر «كوبر» باتجاه الخرطوم بحري، ومن جسر «توتي» قرب النيل الأزرق، وقالت إنها لا تزال تسيطر على مواقعها، وإن «إمداداً» كبيراً وصل إليها لتشديد الحصار على المناطق المذكورة.
كما تتداول وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للجيش تقارير عن انسحابات واسعة لـ«قوات الدعم» من مناطق جديدة في الخرطوم، وتقدم ملحوظ للجيش، وهو ما تنفيه «قوات الدعم» بإصرار، بينما تتضارب المعلومات الصادرة عن الطرفين بشأن الأوضاع الميدانية والعسكرية في الخرطوم.
وفي تحليله أوضاع ما بعد دخول الجيش مقر القيادة العامة، نفى اللواء المتقاعد كمال إسماعيل فكرة «انهيار الدعم السريع»، وعدّ، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الأمر «مجرد عمليات كرّ وفرّ»، وأضاف: «سيطرة أي من الطرفين ستكون وقتية، والحرب لن تتوقف ما دامت هناك بندقية واحدة مرفوعة».
وأكد اللواء إسماعيل أن الحرب لن تنتهي إلا بـ«التفاوض» الذي يوقف إطلاق النار، ويؤدي إلى الفصل بين القوات، وأضاف: «السلاح منتشر في كل جهات البلاد بيد الأفراد والميليشيات. ومع وجود مجموعات تسعى إلى الانتقام من قوى (ثورة ديسمبر/ كانون الأول)، فلن تنتهي الحرب»، وتابع: «وجود السلاح بيد الناس خارج القانون ووجود نيات انتقامية، يصعبان عودة الناس إلى مناطقهم. لذلك؛ فلن تقف الحرب إلا بإرادة قوية، وليس بأمنيات».
ودعا اللواء المتقاعد طرفَي الحرب إلى العودة للتفاوض «والذهاب إلى جدة (بالسعودية) لمناقشة الإشكالات المترتبة على الحرب». كما دعا القوى السياسية المدنية إلى الاجتماع من أجل وقف «الشقاق» الوطني «الذي تعيشه البلاد، ويهدد وجودها»، وأضاف: «ما لم تتوحد القوى السياسية، فلن يكون هناك سلام».
وأرجع تراجع «الدعم السريع» إلى ما سماه «إنهاك طرفَي الحرب»، وقال إن نتيجته هي «عمليات الكرّ والفرّ» التي أشار إليها سابقاً، وأضاف: «الجيش والميليشيات الموالية له، حتى لو استردوا الخرطوم، فهذا لا يعني السلام. والحرب قد تمتد لأكثر من 20 عاماً، ولا يمكن حسمها عسكرياً».
واستبعد المحلل السياسي، محمد لطيف، افتراض «انهيار (قوات الدعم السريع)»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الوصف الدقيق أن هناك تراجعاً عسكرياً لـ(الدعم السريع)، لكن الحديث عن انهياره غير دقيق، فهو لا يزال منتشراً في مناطق واسعة من السودان. لذلك؛ من الصعب الحديث عن بداية انهيار».
وفي سياق الاحتمالات التي حددها لطيف لتفسير الأوضاع، أشار إلى «أحاديث متداولة عن انسحابات متفق عليها بين الطرفين… والتحول السريع في طبيعة السيطرة من دون مواجهات عسكرية، يعزز من فرضية الاتفاق».
لطيف قال إن «انسحابات (الدعم السريع)» جاءت «منظمة» دون أن يتعرض لمطاردات أو ملاحقات؛ مما يعزز فرضية «الاتفاق غير المعلن»، وتابع: «أيضاً غابت الحملات الإعلامية المعتادة حال سيطرة طرف على مناطق جديدة بعرض فيديوهات الضحايا والأسرى والغنائم؛ مما يقلل من فرضية الضعف العسكري لـ(الدعم السريع) أو التفوق العسكري للجيش».
ورجح لطيف أن تكون «انسحابات (الدعم) تكتيكية يريد عبرها إعادة تموضعه في مناطق محددة تكفيه شر الانتشار الواسع والمسؤولية المترتبة على قدراته وحركته».
نقلاً عن الشرق الأوسط ــ أحمد يونس
الوسوماتفاق الجيش الخرطوم الدعم السريع