البوابة نيوز:
2024-11-21@17:05:00 GMT

«بريكس» والنظام العالمي ‏

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قمة مجموعة «بريكس»، التي اختتمت أعمالها منذ أيام في مدينة قازان عاصمة تترستان في ‏روسيا، حظيت بمتابعة حثيثة في ظل تزايد الدعوات إلى إعادة تشكيل النظام العالمي القائم. ‏كما أنها تأتي بينما تقترب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وتتصاعد التوترات الجيوسياسية‎.

‎‏ ‏ولهذا اكتسبت المجموعة مزيدًا من الاهتمام وتسليط الضوء على أعمالها. ‏

بينما تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الهيمنة على صنع القرار داخل المجتمع ‏الدولي، ووسط تململ واعتراض مكتوم من سياسة ذلك النظام الذي يكيل بمكيالين ويحاول ‏الاستمرار فى نهب ثروات وموارد الدول النامية عن طريق تغذية إشعال النزاعات ‏والانقسامات الداخلية والحروب الإقليمية، برزت «بريكس» كبديل يسعى إلى تعزيز التنوع ‏والمساواة في صنع القرار العالمي، واستطاعت لفت الأنظار إليها كمستقبل لنظام دولي جديد ‏متعدد الأقطاب وأكثر تنوعًا وعدلًا، خاصة مع فتحها الأبواب أمام مزيد من الأعضاء وضمها ‏أخيرًا بلدانًا ذات ثقل جيوسياسي كبير. 

دعا تكتّل «بريكس» إلى إصلاحات من قبيل توسعة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي ‏تهيمن عليه بوضوح القوى الغربية، وإنشاء بدائل لصندوق النقد الدولي الخاضع للقرار ‏الغربي والمتّهم بعدم منح مساحة أكبر لدول الجنوب‎.‎‏ كما يسعى التكتل إلى تشكيل جبهة ‏يمكن أن تشكل ثقلًا موازنًا للغرب، الذي تمثله تقليديًا مجموعة السبع والمؤسسات التي ولدت ‏من رحم اتفاقية «بريتون وودز»‏‎.‎

وقد أحرز التكتل تقدمًا في هذا الإطار، من خلال إنشاء مؤسستين، الأولى هي «بنك التنمية ‏الجديد ‏(NDB)»، بقيادة رئيسة البرازيل السابقة ديلما روسيف، كأول بنك للاقتصادات ‏الناشئة وشركائها يُغني عن الحاجة إلى البنك الدولي. ومنذ عام 2016، وافق البنك على ‏تمويل 96 مشروعًا بما يقرب من 32.8 مليار دولار، بحسب ما نشر من بيانات على موقعه ‏الإلكتروني، أما المؤسسة الأخرى فهي صندوق احتياطي الطوارىء ‎ (CRA)‎ كبديل لصندوق ‏النقد الدولي، والذي يسعى إلى مساعدة دول «بريكس+» التي تعاني من مشاكل متعلقة ‏بالسيولة الدولارية، بتعهدات مبدئية قدرها 100 مليار دولار‎.‎

ومن أجل مواصلة تطوير التعاون، اقترحت موسكو إنشاء منصة استثمارية مستقلة، وإطلاق ‏بورصة للحبوب ومنصة مخصّصة لسوق المعادن الثمينة والماس.‏

وفيما لا يزال الدولار الأمريكي العملة الرئيسة للمعاملات الدولية، ما يضبط اقتصادات العالم ‏على إيقاع السياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي الأمريكي، دعت موسكو إلى إنهاء ‏هيمنة الدولار وعدم استخدامه كـ«سلاح للابتزاز»، وشجعت على استخدام العملات الوطنية ‏في التجارة العالمية، فضلًا عن استخدام أنظمة دفع ومراسلة بديلة، حيث يعمل تكتل ‏‏«بريكس» على إنشاء نظام للمراسلات المالية على غرار نظام «سويفت (SWIFT)  «‎محصن ضد العقوبات الغربية، وكذلك على استخدام «العملات الرقمية الوطنية‎«‎‏.‏

أما بخصوص انضمام مصر إلى مجموعة بريكس منذ بداية يناير 2024، فهي تمثل حجر ‏الزاوية والشريان الجيوسياسي واللوجستي القوي الذي سيربط بين المجموعة وقارات العالم ‏حيث إنها تمثل المرتكز الأهم لطريق الحرير الصيني «الحزام والطريق«وهو بمثابة ‏الحصان الذي تمتطيه دول المجموعة بقيادة الصين وروسيا، ومتفرع منه نقاط قارعة طرق ‏ستتواجد عليه أقطاب متعددة ومتنوعة يمثلون النظام العالمي الجديد، ولذا يعتبر قرار انضمام ‏مصر للمجموعة هو القرار الأهم في تاريخ النظام العالمي الحالي، ويتجلى ذلك في الحزام الناري المشتعل حول مصر في السنوات الأخير ‏ومحاولة تطويقها برًا وبحرًا لمحاولة إسقاطها أو جرها لتكون عويل اشتعال لكل المنطقة.‏

‏ فسقوط مصر لا قدر الله يعني سقوط أهداف مجموعة بريكس في إقامة نظام عالمي متعدد ‏الأقطاب،  مع سقوط حلم دول الجنوب في التحرر من الهيمنة الغربية، واستمرار هيمنة ‏النظام القائم علي القرار العالمي، لكن تماسك واستقرار مصر يعني السير بنجاح في تحقيق ‏الأهداف وليس أمام النظام العالمي القائم بقيادة أمريكا ودول الغرب إلا المساومة وإعادة ‏التموضع وربما التقوقع داخل أقطاب جغرافية ليكونوا جزءًا من النظام العالمي متعدد الأقطاب ‏القادم، وهنا يأتي عبقرية القرار المصري الفعال في إدارة ملفات الخارج عن طريق صناعة ‏درب ومسار يخلق التوازن في العلاقات بين الشرق والغرب بما يخدم مصالح مصر ويجعلها ‏ذات مكانة مؤثرة في النظام العالمي القادم.‏

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بريكس والنظام العالمي بريكس الولايات المتحدة صندوق النقد الدولي مجموعة بريكس انضمام مصر النظام العالمی

إقرأ أيضاً:

بمشاركة مصر... مجموعة الـ20 تطلق التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع

أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، في اجتماعات مجموعة الـ20 بريو دي جانيرو، تأسيس التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، أمام رؤساء وقادة 40 دولة، بما في ذلك الدول الأعضاء في مجموعة العشرين والمدعوة إلى قمة رؤساء الدول، بسبب الحاجة الملحة والأهمية الملحة إلى اتحاد العالم حول التحالف العالمي ضد الجوع والفقر. 

التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع تأسس بمشاركة 148 عضوا

وبحسب الموقع الرسمي للحكومة البرازيلية، فإن التحالف تأسس بمشاركة 148 عضوا مؤسسا، بما في ذلك 82 دولة، منها مصر، والاتحاد الأفريقي، والاتحاد الأوروبي، و24 منظمة دولية، وتسع مؤسسات مالية دولية، و31 منظمة خيرية وغير حكومية.

ويتمثل هدفه في تسريع الجهود العالمية للقضاء على الجوع والفقر، ومن بين الإعلانات والالتزامات هدف الوصول إلى 500 مليون شخص، من خلال برامج التحويلات النقدية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بحلول عام 2030.

توسيع نطاق الوجبات المدرسية عالية الجودة

كما يهدف التحالف إلى توسيع نطاق الوجبات المدرسية عالية الجودة، لتشمل 150 مليون طفل إضافي، في البلدان التي تعاني من الفقر المدقع والجوع بين الأطفال، مع جمع مليارات الدولارات في شكل ائتمانات ومنح، من خلال بنوك التنمية المتعددة الأطراف لتنفيذ هذه البرامج وغيرها.

وقال الرئيس البرازيلي، إن الجوع هو نتاج قرارات سياسية تكرس استبعاد جزء كبير من البشرية، وتمثل مجموعة العشرين 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، الذي يبلغ 110 تريليون دولار، كما تمثل المجموعة 75% من تجارة السلع والخدمات التي تبلغ 32 تريليون دولار، وثلثي سكان الكوكب البالغ عددهم 8 مليارات نسمة.

وأكد الرئيس البرازيلي، أنه يتعين علينا نحن المجتمعين حول هذه الطاولة، أن نتحمل المهمة العاجلة المتمثلة في إنهاء هذه الآفة التي تلحق العار بالبشرية.

واختتم الرئيس البرازيلي كلمته قائلا: «لهذا السبب قررنا إطلاق التحالف العالمي ضد الجوع والفقر، باعتباره الهدف المركزي لرئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، وسيكون هذا أعظم إرث لنا، ولا يتعلق الأمر فقط بتحقيق العدالة، وهذا أمر ضروري لبناء مجتمعات أكثر ازدهارا وعالم يسوده السلام».

مقالات مشابهة

  • «الشباب والرياضة» ومعلومات مجلس الوزراء ينظمان ورشة «أندية شباب بريكس+»
  • تقنيات روبوتية تنجح في إجراء أول عملية زرع رئتين بالكامل
  • بنات الإمارات في "COP29".. نماذج ملهمة في صناعة القرار المناخي العالمي
  • بنات الإمارات في “COP29”.. نماذج ملهمة في صناعة القرار المناخي العالمي
  • رئيس حزب الاتحاد: مشاركة مصر بقمة العشرين انعكاس لثقلها الدولي وتأثيرها في صنع القرار
  • بمشاركة مصر... مجموعة الـ20 تطلق التحالف العالمي لمكافحة الفقر والجوع
  • أبرز إنجازات الحوار الوطني.. الإشراف القضائي والنظام الانتخابي وتوصيات التعليم والصحة
  • فشل خطة أوروبا لحماية الدعم السريع.. ما الذي حدث؟
  • تلفزيون "بريكس": الملتقى الأول للقيم العريقة بموسكو يعزز الروابط الثقافية بين الأعضاء
  • الخارجية السودانية ترحب بـ «الفيتو الروسي» في مجلس الأمن الدولي