هل المصافحة بين المصلين بعد الصلاة مباشرة بدعة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية ردًا على من ينكر جواز المصافحة بين المصلين بعد الصلاة مباشرة، أنه لا مانع شرعًا من ذلك؛ فالمصافحة مشروعة بأصلها في الشرع الشريف، وإيقاعها عقب الصلاة لا يخرجها من هذه المشروعيِّة.
مواعيد الصلاة في عدد من المدن اليوم الجمعة "التفت في الصلاة خوفًا على طفلي.. فهل صلاتي صحيحة؟".. الإفتاء تُجيب
وأكدت الإفتاء أن تلك المصافحة مباحة ومندوب إليها عند جمهور العلماء، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصافحة الصحابة الكرام له وأخذهم بيديه الشريفتين بعد الصلاة في بعض الوقائع، هذا، مع الأخذ في الاعتبار أنها ليست مِن تمام الصلاة، ولا مِن السنَنِ التي نُقِلت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم المداومة عليها.
وأضافت الإفتاء أن هذا هو المعنى الذي من أجله كرهها بعض العلماء، ومع قولهم بكراهتها نَصُّوا على أنه إذا مَدَّ مسلمٌ يدَه إلى أخيه ليصافحه فلا ينبغي الإعراض عنه بجذب اليد؛ لِما يترتب عليه مِن أذًى بكسر خواطر المسلمين وجرح مشاعرهم، والأولى جَبرُ الخواطر وبَثُّ الألفة وجَمعُ الشمل.
الرد على من ينكر جواز المصافحة بين المصلين بعد الصلاة مباشرة
فيما وضحت الإفتاء أن ما ذهب إليه بعض العلماء من القول بكراهة المصافحة عقب الصلاة فإنهم نظروا فيه إلى أن المواظبة عليها قد تُؤَدِّي بالجاهل إلى اعتقاد أنها من تمام الصلاة أو سننها المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا بالكراهة سدًّا لذريعة هذا الاعتقاد، ومنهم مَن استدل بترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الفعل على عدم مشروعيته، ومع قول هؤلاء بكراهتها، فإنهم نَصُّوا -كما ذكر القاري في "مرقاة المفاتيح"- على أنه إذا مَدَّ مسلمٌ يدَه إليه ليصافحه فلا ينبغي الإعراض عنه بجذب اليد؛ لِما يترتب عليه من أذًى بكسر خواطر المسلمين وجرح مشاعرهم، وذلك على سبيل "المُجابرة"، ودفعُ ذلك بجبر الخواطر مقدَّمٌ على مراعاة الأدب بتجنب الشيء المكروه عندهم؛ إذ من المقرر شرعًا أن "درء المفاسد مقدم على جلب المصالح".
وأشارت الإفتاء إلى أنه جمهور العلماء ومحققيهم على ترك التوسع في باب سد الذرائع؛ لِما يجر إليه مِن التضييق على الخلق وإيقاعهم في الحرج، والاستدلالُ بترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك على عدم المشروعية موضعُ نظرٍ عند الأصوليين؛ لأن الأصل في الأفعال الإباحة، هذا مع أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مصافحة الصحابة الكرام له وأخذهم بيديه الشريفتين بعد الصلاة في بعض الوقائع؛ ففي "صحيح الإمام البخاري" عن أَبي جُحَيفةَ رضي الله عنه قال: "خَرَجَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالهاجِرةِ إلى البَطحاءِ، فتَوَضَّأَ، ثُم صلَّى الظُّهرَ رَكعَتَينِ والعَصرَ رَكعَتَينِ وبَينَ يَدَيهِ عَنزةٌ، وقامَ النَّاسُ فجَعَلُوا يَأخُذُونَ يَدَيه فيَمسَحُونَ بها وُجُوهَهم". قال أبو جحيفة: "فأَخَذتُ بيَدِه فوَضَعتُها على وَجهِي فإذا هي أَبرَدُ مِن الثَّلجِ وأَطيَبُ رائِحةً مِن المِسكِ".
وانتهت الإفتاء إلى عموم مشروعية المصافحة في مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا التَقى المُسلِمانِ فتَصافَحا وحَمِدا اللهَ عَزَّ وجَلَّ واستَغفَراه غُفِرَ لَهما» رواه أبو داود، لا يجوز تخصيصه بوقت دون وقت إلا بدليل؛ و"إذا" ظرفٌ لكل مَا يُستقبَل من الزمان، فدعوى أنها مخصوصة بغير أدبار الصلوات المكتوبات دعوى لا دليل عليها، بل ورد في السنة النبوية الصحيحة ما يرُدُّها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصافحة المصلين الإفتاء دار الافتاء المصرية الصلاة عن النبی صلى الله علیه وآله وسلم بعد الصلاة
إقرأ أيضاً:
كيفية قضاء صلاة الفجر الفائتة كثيرا وحكم أدائها قبل الشروق.. الإفتاء ترد
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الشخص الذي فاتته صلاة الفجر لمرات عديدة يمكنه قضاءها بشكل تدريجي، وذلك بتخصيص صلاة فجر إضافية مع كل صلاة فجر يومية.
فإذا كان قد فاتته صلاة الفجر لمدة طويلة، كأن تكون 60 يومًا مثلاً، يمكنه قضاء ما عليه من الصلوات الفائتة عبر أداء فجرين يوميًا، أي صلاة فجره الحالية وصلاة فجر فائتة، وهذا يجعله يتمكن من إتمام القضاء بعد مرور فترة معينة، مما يساعده على تدارك ما فاته دون ضغط كبير.
هل كثرة التثاؤب يؤثر في صحة الصلاة وما هو العلاج؟.. الإفتاء تجيب مواقيت الصلاة بعد تطبيق التوقيت الشتوي .. دارالإفتاء تكشف عنهاحكم صلاة الفجر قبل الشروق
وفيما يخص أداء صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن أداء صلاة الفجر في هذا التوقيت جائز وتُعتبر الصلاة قد أُديت في وقتها المحدد، أي تُعتبر "حاضرة".
ونصح شلبي المسلمين بأداء صلاة الفجر فور استيقاظهم، فإذا صلاها الشخص قبل شروق الشمس تعتبر في وقتها الطبيعي، أما إذا صلاها بعد الشروق فتعد حينها قضاءً وتسمى "صلاة الصبح" وليس "الفجر".
وأضاف أنه بحسب الشريعة يبدأ وقت صلاة الفجر من طلوع الفجر الصادق ويمتد حتى طلوع الشمس، اعتمادًا على الحديث النبوي الشريف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» (رواه مسلم).
شروط صحة الصلاة
وعلى جانب آخر، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من شروط صحة الصلاة أن تُؤدى في وقتها المحدد شرعًا، مُستشهدًا بقوله تعالى في كتابه الكريم: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» (النساء:103). وقد قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بتوضيح مواقيت الصلاة في أحاديثه ببيان واضح ودقيق.
ففي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أورد النبي صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة، مشيرًا إلى أن وقت صلاة الصبح يبدأ من طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس.
وتابع المركز أن الإمام ابن رشد -رحمه الله- أكد هذا الفهم قائلاً: "واتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس، باستثناء ما ورد عن ابن القاسم وبعض الشافعية الذين يرون أن آخر الوقت هو الإسفار".
وأوضح أن الإسفار في صلاة الفجر يعني ظهور النور وبدء وضوح الأشياء، حيث يُطلق عليه هذا الاسم لأنه يكشف الأشياء بعد الظلمة.
وأضاف المركز أيضًا أن وقت صلاة الفجر يمتد من ظهور الفجر الصادق إلى طلوع الشمس، وذلك استنادًا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدركَ من الصبحِ ركعةً قبلَ أن تطلُعَ الشمسُ، فقد أدركَ الصبحَ» (رواه البخاري).