وصية الله لخلقه .. العلماء يوضحون فضائل الذكر ودرجاته بالأسبوع الثقافي
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
انطلقت فعاليات اليوم الأول من الأسبوع الثقافي بمسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالقاهرة أمس الأحد، بعنوان: "فضائل الذكر" حاضر فيه الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الدكتور أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم.
فضائل الذكروكان الدكتور أحمد نعينع قارئًا، والشيخ عبد اللطيف وهدان مبتهلا، وبحضور الدكتور سعيد حامد مدير الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، والدكتور منتصف محمود عبد المهيمن مدير الإدارات الفرعية بمديرية أوقاف القاهرة، والشيخ جمال إسماعيل مدير إدارة جنوب القاهرة، والشيخ علاء الدين سليمان مفتش بالإدارة، وجمع غفير من رواد المسجد.
وفي كلمته أكد عبد الله النجار أن مجالس العلم من أفضل العبادات التي يُتقرب بها إلى الله (عز وجل) مقدمًا الشكر للوزير محمد مختار جمعة على حسن إدارة هذه المجالس التي تعود بالنفع، مشيرًا إلى أن اهتمام الدولة المصرية بعمارة المساجد وبخاصة مساجد آل البيت ينم عن حسن القصد، ومحبة الدين، مبينًا أن عبادة الذكر تعد من أنواع العبادات التي ركز عليها الإسلام ونبه إلى أهميتها، فالله (عز وجل) أمر عباده بذكره، وحثهم على الذكر ورغَّبهم فيه، ورتب عليه الثواب العظيم فقال (سبحانه): "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ"، وقال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"، كما أشار إلى أن الذكر حياة للعبد يشعر من خلاله بعظمة الخالق (جل وعلا) ويحافظ على اتصال العبد بربه.
أفضل الذكر يوم القيامة .. عبادة يغفل عنها في تعاقب محرم وصفر أعظم الذكر أجرا قبل الفجر وبعده .. أدركه بـ 6 كلماتكما يمنح العبد السعادة والطمأنينة والخير الكثير، حيث ربط القرآن الكريم بينه وبين خلق السماوات والأرض وجعل الذكر لا ينفك عن العبد في كل أحواله قال (سبحانه): "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، كما بين أن الذكر من أجل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، ويشمل كل ما تعبدنا الله (عز وجل) به مما يتعلق بتعظيمه والثناء عليه، مع حضور القلب واللسان، والجوارح، وقد أمر الله تعالى عباده بذكره، ورتب على هذا الذكر جزاء عظيمًا كما جاء في الحديث القدسي قال الله تعالى: "أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"، مختتمًا حديثه بأن الذكر يعلمنا الانضباط، والإتقان، والإخلاص في الأقوال والأفعال.
وفي كلمته أكد الدكتور خالد صلاح الدين أن الذكر وصية الله (عز وجل) لخلقة ووصية النبي (صلى الله عليه وسلم) قال (سبحانه): "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا"، وفي الحديث: "أنَّ رجلًا قال يا رسولَ اللهِ إنَّ شرائعَ الإسلامِ قد كثُرت عليَّ فأخبِرني بشيءٍ أتشبَّثُ به قال : لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكرِ اللهِ"، كما بين أن الذكر عبادة سهلة ويسيرة، لا تستهلك جهدًا ، وهي عبادة لها شأن عظيم، ولها أثر كبير في رفع الدرجات ومحو الخطايا والذنوب، وهي من العبادات التي يستطيعها الكبير والصغير من الرجال والنساء في أي وقت، مضيفًا أن الله (عز وجل) أثنى في كتابه العزيز على الذاكرين وأعد لهم الأجر والثواب العظيم، كما بين أن ذكر الله (تعالى) يأتي بالفرج بعد الشدَّة، واليسر بعد العسر، والفرح بعد الغم والهم، كما بين أن الذكر من أسباب القرب من الله (عز وجل) وبسببه تتنزل السكينة وتعم الرحمة ففي الحديث: "ما اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِن بُيوتِ اللهِ تَعالى، يَتلُونَ كِتابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَه بَينَهم؛ إلَّا نَزَلتْ عليهمُ السَّكينةُ، وغَشيَتْهمُ الرَّحمةُ، وحَفَّتْهمُ المَلائِكةُ، وذَكَرَهمُ اللهُ فيمَن عِندَه"، مختتمًا حديثه بأن الذكر نعمة كبرى، ومنحة عظمى، به تستجلب النعم، وبمثله تستدفع النقم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكر مسجد السيدة نفيسة الأسبوع الثقافي مجمع البحوث الاسلامية القران الكريم
إقرأ أيضاً:
نصائح الدكتور علي جمعة لتحسين القلوب وتوطيد العلاقة مع الله
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر السابق، على أهمية إصلاح القلوب وتخليصها من شوائب الدنيا، والتوجه الخالص إلى الله سبحانه وتعالى. مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم؛ ولكن ينظر إلى قلوبكم"، أشار إلى أن إصلاح القلب وجعله نقيًا ينعكس على أعمال الإنسان ويقربه من الله.
جمعة: آداب الطعام تربي النفس وتنعكس على السلوك الأخلاقي جمعة: الصوفية عبادة خالية من المشقة وشوق دائم إلى اللهأهمية التخلي عن شوائب الدنيا
وأوضح جمعة أن الطريق إلى الوصول إلى "التجلي الإلهي" في حياة المؤمن يمر بثلاث مراحل متكاملة: التخلي، التحلي، ثم التجلي. تبدأ العملية بالتخلي، أي إزالة ما يعلو القلب من شوائب الدنيا والنوايا السلبية، والتفريغ من كل ما يبعد الإنسان عن الله.
هذا التخلي يتيح للقلب التحلي بالقيم الإيمانية، فيتزين بذكر الله، والإخلاص له وحده، مما يمهّد للمرحلة الأخيرة، وهي التجلي، حيث يشعر المؤمن بعون الله وهداه في حياته.
أهمية تجديد الإيمان بقول "لا إله إلا الله"
وأشار الدكتور جمعة إلى أن النبي ﷺ قد حثّ على تجديد الإيمان قائلًا: "جددوا إيمانكم"، ليؤكد ضرورة أن يُقبل الإنسان على الله بصفحة ناصعة، خالية من الذنوب، من خلال التوبة المستمرة. ويستدل بذلك بحديث النبي ﷺ: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، حيث يُشجّع المسلم على العودة إلى الله دائمًا وعدم اليأس من رحمته. ولتجديد الإيمان يُنصح بتكرار كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" بصدق وإخلاص، فهي مفتاح القلب ووسيلة التقرب إلى الله.
كن من المعمرين لا المدمرين
واختتم الدكتور علي جمعة بنصيحة شاملة لكل مسلم بأهمية أن يكون من المصلحين والمعمرين، ممن يسعون لنشر الخير والتعمير في الأرض، بدلًا من أن يكون من المدمرين والمفسدين، مشيرًا إلى أن الله لا يناله من عبده نفع أو ضر، بل الإنسان هو المحتاج إلى الله في كل شؤون حياته، ودعاه إلى التوبة والتجديد الدائم للصفحة بينه وبين الله.