تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تستمر الحرب بين إسرائيل وحزب الله دون توقف حتى الآن، مع صعوبة المقارنة بين حجم القوى بين الطرفين. فوفقًا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، فجرت إسرائيل في سبتمبر الماضي،  آلاف أجهزة النداء اللاسلكي التابعة لحزب الله، ثم بدأت في قصف واسع النطاق لأكثر من ألف هدف في لبنان وصعدت من حملتها العسكرية ضد قادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل الأمين العام حسن نصر الله.

 

هجوم إسرائيل على حزب الله

كما عبرت القوات الإسرائيلية إلى لبنان، ودمرت أنفاق حزب الله والبنية الأساسية الأخرى، ودفعت مقاتليه بعيدًا عن الحدود، ولقد رد حزب الله على ذلك. 

فقد شنت الجماعة المسلحة هجمات بطائرات بدون طيار على إسرائيل، بما في ذلك هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وهجوم آخر على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية. 

وعلى طول الحدود، ورد أن مقاتلي الحزب قتلوا أكثر من 20 إسرائيليًا في أكتوبر حتى الآن، كما أطلقت الجماعة آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

الحجم الهائل لترسانة حزب الله

ولكن كل هذا النشاط يبدو هزيلا مقارنة بتدمير إسرائيل لقيادة حزب الله ومقاتليه العاديين والبنية التحتية العسكرية، كان لدى حزب الله حوالي 40 ألف إلى 50 ألف مقاتل قبل الحرب، والأمر الأكثر إثارة للرهبة هو أنه قبل 7 أكتوبر 2023، كان حزب الله قد جمع ترسانة هائلة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك أنظمة دقيقة.

وكان من المفترض أن يسمح الحجم الهائل لترسانة حزب الله بسحق نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وكان من المفترض أن تعمل هذه الترسانة كرادع للنوع المحدد من الحملة الإسرائيلية التي كانت تحدث في الأشهر القليلة الماضية. 

ومما يزيد من سوء هذا التهديد القوي أن حزب الله يعمل بشكل وثيق مع إيران، وكان الهجوم الضخم على المجموعة يخاطر بزيادة الدور العسكري لإيران في الصراع. بطبيعة الحال، لم يرتدع إسرائيل. 

في الوقت الحالي على الأقل، كان قادتها على حق في أنهم يستطيعون ضرب حزب الله بقوة برد محدود فقط، ولكن لماذا لم يتمكن حزب الله من استخدام ترسانته بشكل فعال والرد على الهجمات الإسرائيلية بطرق أخرى؟

تجنب الاشتباكات

وعلى الرغم من مهارة مقاتلي حزب الله العالية، فقد تجنبوا الاشتباكات واسعة النطاق مع الجنود الإسرائيليين، فهم أقل تسليحاً من قوات الدفاع الإسرائيلية، التي تتمتع بتدريب جيد ويمكنها الاعتماد على المراقبة والاستطلاع المثيرة للإعجاب. 

وعندما يقاتلون في مواقع دفاعية معدة مسبقاً أو كعصابات مسلحة على أرض في جنوب لبنان يعرفونها جيداً، فإن مقاتلي حزب الله يمكن أن يكونوا هائلين. ومع ذلك، ما لم يكن لديهم عنصر المفاجأة، فإنهم لا يتوقون إلى الذهاب مباشرة ضد القوات الإسرائيلية. 

كما أن الاستجابة الإيرانية المحدودة ليست مفاجئة للغاية. تعاني إيران من "طغيان المسافة"، كما لاحظ أحد خبراء الأمن في الشرق الأوسط، مما يجعل من الصعب عليها الاشتباك المباشر مع إسرائيل. 

وفي غارتين جويتين واسعتين على إسرائيل في الأشهر الأخيرة، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار لكنها لم تسبب سوى القليل من الضرر، ومع ذلك، فإن الطبيعة المحدودة لهجمات حزب الله الصاروخية أكثر إثارة للدهشة. 

أرقام كبيرة

وبحسب تحليل فورين بوليسي، الذي يستند إلى معلومات من مشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح (ACLED)، أطلق حزب الله ما معدله نحو 60 إلى 100 صاروخ يوميًا بين الأول من سبتمبر والثامن عشر من أكتوبر، مع بلوغ الحد الأقصى نحو 300 صاروخ. 

وهذا تقدير متحفظ، فالطائرات بدون طيار تأتي في مجموعات أصغر بكثير من الصواريخ، حيث يُقدَّر إطلاق ما بين 1 إلى 8 طائرات بدون طيار يوميًا.

هذه أرقام كبيرة، لكنها لا تشكل سوى جزء ضئيل من ترسانة حزب الله. ورغم نجاح بعض الهجمات، فقد تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التعامل مع معظمها، بالإضافة إلى ذلك، يضرب حزب الله في المقام الأول شمال إسرائيل ولا يستهدف البلد بأكمله.

ومن المحتمل أن حزب الله يحجم ببساطة، سواء كان ذلك بسبب المخاوف من المزيد من التصعيد الإسرائيلي، أو للحفاظ على القدرة في حالة تفاقم الأمور مع إيران، أو لأسباب أخرى.

وعلى وجه الخصوص، كان لبنان يعاني من الشلل السياسي والتدهور الاقتصادي قبل هجوم 7 أكتوبر 2023، ولا يريد حزب الله أن يتحمل اللوم على جعل الأمور أسوأ.

ولكن التفسير الأكثر ترجيحا هو افتقار حزب الله إلى القدرة. ويبدو أن إسرائيل نجحت في تحييد ترسانة حزب الله الضخمة من الأسلحة من خلال شن هجمات مدمرة على قادته، فضلا عن اختراق اتصالات المجموعة بشكل كامل. 

ونتيجة لهذا، أصبح من الصعب على حزب الله تنسيق الرد أو التكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة، وبالإضافة إلى ذلك، تعج سماء لبنان بطائرات بدون طيار إسرائيلية وغيرها من أصول المراقبة والضربات، التي استهدفت منصات إطلاق حزب الله في الوقت الحقيقي تقريبا. 

ويتم استهداف العديد من منصات إطلاق حزب الله، فضلا عن أجزاء كبيرة من ترسانته، بانتظام، ويزعم المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن نصفها دمر، ونتيجة لهذا، لم يتمكن حزب الله من إطلاق وابل كبير من الصواريخ. 

ولا يزال حزب الله قادرا على جمع شتاته، ونظرا لمرونته في الماضي، سيكون من الحماقة استبعاد عودته كما سبق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله لبنان ترسانة حزب الله بدون طیار

إقرأ أيضاً:

تحذير جنبلاط من المكائد الإسرائيلية.. ما الذي يخشاه البيك؟!

في المؤتمر الصحفي الذي عقده نهاية الأسبوع الماضي، دعا الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أحرار سوريا إلى الحذر ممّا وصفها بـ"المكائد الإسرائيلية"، مشدّدًا على أنّ الذين وحّدوا سوريا من أيام سلطان باشا ورفاقه من كل المناطق السورية، لن يستجيبوا لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتخريب لعزل العرب الأحرار عن كل المحيط العربي والإسلامي، ولجعلهم فقط حرس حدود.
 
وفيما أكد جنبلاط التعويل على الشخصيات العربية السورية من أجل مواجهة هذا المخطط الذي وصفه بـ"الجهنّمي"، نبّه إلى أنّ إسرائيل تريد أن تستخدم الطوائف والمذاهب لمصلحتها، وتريد تفكيك المنطقة، لافتًا إلى أنّ "هذا مشروع قديم جديد، ومررنا عليه في لبنان في مرحلة معيّنة، وفشل في لبنان"، وذكّر بأنّ مشروع إسرائيل التوراتي ليس له حدود، من الضفة الغربية إلى السامرة، من يهودا إلى بلاد كنعان"، في إشارة إلى ما يسمّى بـ"إسرائيل الكبرى".
 
وقد جاء كلام جنبلاط التحذيري هذا بعد ساعات على تلويح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالتدخل عسكريًا في سوريا، تحت مسمّى "حماية الدروز"، وذلك بعد انتشار قوات الأمن السورية في بلدة جرمانا جنوبي البلاد، على خلفية حادث وقع فيها، ما يدفع إلى السؤال: ما الذي يخشاه "البيك" تحديدًا، وعن أيّ "مكائد" يتحدّث، وهل ينبغي التوجّس فعلاً ممّا تخطّطه إسرائيل لسوريا، بعد لبنان وغزة؟
 
 "المكائد الإسرائيلية" لا تنتهي
 
هي "المكائد الإسرائيلية" إذاً التي استشعر بها جنبلاط بالتلويح الإسرائيلي المتجدّد بالتدخل عسكريًا في سوريا، وهي جبهة إسرائيلية "مفتوحة" منذ الساعات الأولى ما بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حين منح الإسرائيليون أنفسهم "الحقّ" بالتوغّل داخل الأراضي السورية، باستغلال الفوضى التي وقعت، نتيجة الفراغ الذي تركه السقوط المفاجئ للنظام، فوسّعت المنطقة العازلة، ووصلت إلى قمّة جبل الشيخ، من دون أيّ حسيب أو رقيب.
 
ولعلّ "المكائد الإسرائيلية" التي يتحدّث عنها جنبلاط ليست محصورة في سوريا، ففي لبنان مثلاً، يستمرّ الخوف من المخططات الإسرائيلية على الرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يبدو واضحًا أنّ إسرائيل تريد أن يلتزم به لبنان حصرًا، فيما تعطي لنفسها الحقّ بتجاوزه كيفما ومتى تشاء، تحت مسمّى "حرية الحركة" التي تزعم أنّ الاتفاق كرّسها لها، بعد الخسائر القاسية التي مني بها "حزب الله" في الحرب، ولو لم ينصّ الاتفاق على ذلك صراحةً.
 
وفي غزة أيضًا، تستمرّ "المكائد الإسرائيلية"، وآخرها القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوقف إدخال المساعدات إلى القطاع، في مخالفة فاضحة لنصّ الاتفاق، مع المزيد من التهويل بالعودة إلى القتال والحرب، إذا ما شعر أنّ المفاوضات "غير فعّالة"، علمًا أنّ مؤشرات عدّة توحي بأنّ إسرائيل الرافضة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لا تريد سوى أن تكتمل صفقة التبادل، لتنهي العمل بالاتفاق.
 
خشية على "دروز سوريا"
 
وإذا كانت "المكائد الإسرائيلية" لا تنتهي، فإنّه لا يخفى على أحد أنّ ما يتوجّس منه جنبلاط تحديدًا يرتبط بالواقع في سوريا، في ضوء التصريحات الإسرائيلية "المريبة" حول التدخل العسكري بذريعة "حماية الدروز"، وهو ما ردّده كلّ من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، الذي حذر النظام الجديد في سوريا، من "المساس بالدروز"، مضيفًا: "في حال أقدم على المساس بالدروز، فإننا سنؤذيه".
 
ولعلّ خشية جنبلاط هنا تنبع من أمرين، أولهما إدراكه أنّ إسرائيل تريد "استغلال" الدروز في سوريا، من أجل المضيّ بمخططها التوسّعي، وصولاً إلى "تقسيم" سوريا في مكانٍ ما، وهو هدف لا يخفى على أحد، خصوصًا أنّ إسرائيل ماضية كما هو واضح في مشروعها الأساسي، وهو مشروع "إسرائيل الكبرى"، والطريق إلى ذلك تمرّ عبر زرع بذور الانقسام والفتنة بين الطوائف والمذاهب، وهو ما تسعى إليه من بوابة الدروز.
 
أما الاعتبار الثاني الذي تُفهَم من خلاله خشية جنبلاط، فتكمن في أنّها ليست المرة الأولى التي تستغلّ فيها إسرائيل الواقع الدرزي تحديدًا، من أجل تحريك الواقع، بما يمنحها الفرصة لقلب الحقائق والوقائع على الأرض، وهو ما حصل مثلاً في معركة "طوفان الأقصى"، مع حادثة سقوط الصواريخ الشهيرة في مجدل شمس، التي كانت عنوانًا لتوسيع المعركة ضد "حزب الله"، على الرغم من نفي الأخير أيّ دور له في تلك الحادثة.
 
لعلّ جنبلاط حين يدعو "أحرار سوريا" إلى الحذر من "المكائد الإسرائيلية"، التي تتلطّى خلف عنوان "حماية الأقليات"، من أجل المضيّ بمخططاتها التوسعية الاستعمارية الاستيطانية، أو "الجهنمية" كما يصفها، يدعو أيضًا القادة العرب الذين يجتمعون هذا الأسبوع، إلى التصدّي لمثل هذه المخططات، ومعها خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتهجير، وهي مخططات تتطلب موقفًا عربيًا موحّدًا وقويًا، وهنا بيت القصيد.. 
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • كيف يواجه دروز لبنان المخططات الإسرائيلية في الجنوب السوري؟
  • نقطة تحوّل... هكذا تنظر إسرائيل إلى زيارة الرئيس عون للسعوديّة
  • قائد بحرية قوة الرضوان..إسرائيل تغتال قيادياً في حزب الله بجنوب لبنان
  • موقع أكسيوس الأميركيّ: لهذا السبب لا تزال إسرائيل في جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن اغتيال شخصية محورية في حزب الله
  • إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول في حزب الله بجنوب لبنان
  • إسرائيل تغتال مسؤولا كبيرا في حزب الله
  • تحذير جنبلاط من المكائد الإسرائيلية.. ما الذي يخشاه البيك؟!
  • ماذا تعني المناطق الإسرائيلية في لبنان وسوريا وغزة؟
  • الخولي: الانتهاكات الجوية الإسرائيلية حرب نفسية على كرامة لبنان