هل تنجح ترسانة حزب الله الحربية في مهاجمة إسرائيل؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستمر الحرب بين إسرائيل وحزب الله دون توقف حتى الآن، مع صعوبة المقارنة بين حجم القوى بين الطرفين. فوفقًا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية، فجرت إسرائيل في سبتمبر الماضي، آلاف أجهزة النداء اللاسلكي التابعة لحزب الله، ثم بدأت في قصف واسع النطاق لأكثر من ألف هدف في لبنان وصعدت من حملتها العسكرية ضد قادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل الأمين العام حسن نصر الله.
كما عبرت القوات الإسرائيلية إلى لبنان، ودمرت أنفاق حزب الله والبنية الأساسية الأخرى، ودفعت مقاتليه بعيدًا عن الحدود، ولقد رد حزب الله على ذلك.
فقد شنت الجماعة المسلحة هجمات بطائرات بدون طيار على إسرائيل، بما في ذلك هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وهجوم آخر على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيسارية.
وعلى طول الحدود، ورد أن مقاتلي الحزب قتلوا أكثر من 20 إسرائيليًا في أكتوبر حتى الآن، كما أطلقت الجماعة آلاف الصواريخ والقذائف على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.
الحجم الهائل لترسانة حزب اللهولكن كل هذا النشاط يبدو هزيلا مقارنة بتدمير إسرائيل لقيادة حزب الله ومقاتليه العاديين والبنية التحتية العسكرية، كان لدى حزب الله حوالي 40 ألف إلى 50 ألف مقاتل قبل الحرب، والأمر الأكثر إثارة للرهبة هو أنه قبل 7 أكتوبر 2023، كان حزب الله قد جمع ترسانة هائلة تضم أكثر من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك أنظمة دقيقة.
وكان من المفترض أن يسمح الحجم الهائل لترسانة حزب الله بسحق نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، وكان من المفترض أن تعمل هذه الترسانة كرادع للنوع المحدد من الحملة الإسرائيلية التي كانت تحدث في الأشهر القليلة الماضية.
ومما يزيد من سوء هذا التهديد القوي أن حزب الله يعمل بشكل وثيق مع إيران، وكان الهجوم الضخم على المجموعة يخاطر بزيادة الدور العسكري لإيران في الصراع. بطبيعة الحال، لم يرتدع إسرائيل.
في الوقت الحالي على الأقل، كان قادتها على حق في أنهم يستطيعون ضرب حزب الله بقوة برد محدود فقط، ولكن لماذا لم يتمكن حزب الله من استخدام ترسانته بشكل فعال والرد على الهجمات الإسرائيلية بطرق أخرى؟
تجنب الاشتباكاتوعلى الرغم من مهارة مقاتلي حزب الله العالية، فقد تجنبوا الاشتباكات واسعة النطاق مع الجنود الإسرائيليين، فهم أقل تسليحاً من قوات الدفاع الإسرائيلية، التي تتمتع بتدريب جيد ويمكنها الاعتماد على المراقبة والاستطلاع المثيرة للإعجاب.
وعندما يقاتلون في مواقع دفاعية معدة مسبقاً أو كعصابات مسلحة على أرض في جنوب لبنان يعرفونها جيداً، فإن مقاتلي حزب الله يمكن أن يكونوا هائلين. ومع ذلك، ما لم يكن لديهم عنصر المفاجأة، فإنهم لا يتوقون إلى الذهاب مباشرة ضد القوات الإسرائيلية.
كما أن الاستجابة الإيرانية المحدودة ليست مفاجئة للغاية. تعاني إيران من "طغيان المسافة"، كما لاحظ أحد خبراء الأمن في الشرق الأوسط، مما يجعل من الصعب عليها الاشتباك المباشر مع إسرائيل.
وفي غارتين جويتين واسعتين على إسرائيل في الأشهر الأخيرة، أطلقت إيران مئات الصواريخ والطائرات بدون طيار لكنها لم تسبب سوى القليل من الضرر، ومع ذلك، فإن الطبيعة المحدودة لهجمات حزب الله الصاروخية أكثر إثارة للدهشة.
أرقام كبيرةوبحسب تحليل فورين بوليسي، الذي يستند إلى معلومات من مشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح (ACLED)، أطلق حزب الله ما معدله نحو 60 إلى 100 صاروخ يوميًا بين الأول من سبتمبر والثامن عشر من أكتوبر، مع بلوغ الحد الأقصى نحو 300 صاروخ.
وهذا تقدير متحفظ، فالطائرات بدون طيار تأتي في مجموعات أصغر بكثير من الصواريخ، حيث يُقدَّر إطلاق ما بين 1 إلى 8 طائرات بدون طيار يوميًا.
هذه أرقام كبيرة، لكنها لا تشكل سوى جزء ضئيل من ترسانة حزب الله. ورغم نجاح بعض الهجمات، فقد تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية من التعامل مع معظمها، بالإضافة إلى ذلك، يضرب حزب الله في المقام الأول شمال إسرائيل ولا يستهدف البلد بأكمله.
ومن المحتمل أن حزب الله يحجم ببساطة، سواء كان ذلك بسبب المخاوف من المزيد من التصعيد الإسرائيلي، أو للحفاظ على القدرة في حالة تفاقم الأمور مع إيران، أو لأسباب أخرى.
وعلى وجه الخصوص، كان لبنان يعاني من الشلل السياسي والتدهور الاقتصادي قبل هجوم 7 أكتوبر 2023، ولا يريد حزب الله أن يتحمل اللوم على جعل الأمور أسوأ.
ولكن التفسير الأكثر ترجيحا هو افتقار حزب الله إلى القدرة. ويبدو أن إسرائيل نجحت في تحييد ترسانة حزب الله الضخمة من الأسلحة من خلال شن هجمات مدمرة على قادته، فضلا عن اختراق اتصالات المجموعة بشكل كامل.
ونتيجة لهذا، أصبح من الصعب على حزب الله تنسيق الرد أو التكيف مع الظروف المتغيرة بسرعة، وبالإضافة إلى ذلك، تعج سماء لبنان بطائرات بدون طيار إسرائيلية وغيرها من أصول المراقبة والضربات، التي استهدفت منصات إطلاق حزب الله في الوقت الحقيقي تقريبا.
ويتم استهداف العديد من منصات إطلاق حزب الله، فضلا عن أجزاء كبيرة من ترسانته، بانتظام، ويزعم المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن نصفها دمر، ونتيجة لهذا، لم يتمكن حزب الله من إطلاق وابل كبير من الصواريخ.
ولا يزال حزب الله قادرا على جمع شتاته، ونظرا لمرونته في الماضي، سيكون من الحماقة استبعاد عودته كما سبق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسرائيل حزب الله لبنان ترسانة حزب الله بدون طیار
إقرأ أيضاً:
حزب الله يحاذر الرد على الخروقات الإسرائيلية وانتشال جثث الشهداء متواصل
بحث وزير الخارجيّة والمغتربين عبد الله بو حبيب مع عدد من المسؤولين الأوروبيين التطورات على صعيد تطبيق اتفاق وقف النار، وشدد على أنّ «استمرار الخروقات الإسرائيليّة لا يساعد على خفض التّصعيد، وإنّما يقوّض الجهود الجارية لتثبيت وقف إطلاق النّار، وإرساء التّهدئة على الحدود»، داعياً الدّول الغربيّة إلى «المساهمة السّريعة في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب».
من جهته، أشار عضو كتلة «حزب الله» النيابية علي فياض إلى أن «المقاومة لا تنجر إلى مواجهة الخروقات والتعديات الإسرائيلية عسكرياً؛ لأن أولويتها الانسحاب الإسرائيلي من أرضنا دون إعطائه أي ذرائع لتجاوز مهلة الستين يوماً، ولأننا نراعي وضع أهلنا الذين يحتاجون إلى إيواء وإعادة إعمار ولملمة آثار الحرب، ولأننا نريد أن تأخذ الحكومة والجيش اللبناني دورهما في حماية الأرض وصون السيادة، بالاستناد إلى ورقة الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قائلاً: «نحن فعلاً نريد لهما أن ينجحا في ذلك، وهذه تجربة جديرة بالاختبار وطنياً كي نقيِّم نتائجها، كما كان يطالب كثير من القوى السياسية؛ لأن ما يهمنا هو حماية السيادة الوطنية براً وبحراً وجواً، لأننا ما زلنا نؤمن بأن أدوات حماية السيادة هي الشعب والجيش والمقاومة، وما يهمنا هو النتيجة، وهذا ما ستظهره الفترة المقبلة، لأن لبنان ليس لقمة سائغة ولا أرضاً سائبة، وإن كل عدوان يتعرض له يجب أن يواجَه بكل الوسائل الكفيلة بحمايته من دولته وكل مكوناته». وأضاف فياض: «هذه المرحلة تستدعي الترقب، وإنا لمترقبون»، لافتاً إلى أن «جوهر القرار 1701 هو حماية السيادة اللبنانية وبسط سلطة الدولة، وإن جوهر ورقة الإجراءات التنفيذية هو الانسحاب الإسرائيلي، واحترام سيادة الدولة اللبنانية، وفي المرحلة الماضية لم يلتزم العدو القرار 1701، ولغاية اللحظة لم يلتزم العدو ورقة الإجراءات التنفيذية، وهذا الأمر يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وهي مسؤوليات جسيمة لا تحتمل التهاون».
وكتبت بولا اسطيح في" الشرق الاوسط": رغم مرور أكثر من 3 أسابيع على دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل حيز التنفيذ، فإن عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض لا تزال مستمرة سواء في الضاحية الجنوبية لبيروت أو في الجنوب اللبناني، بحيث أفيد، يوم الجمعة، بانتشال 3 جثامين من الضاحية وجثمان مواطنة سورية من الخيام الجنوبية.
وواصلت إسرائيل خروقاتها للاتفاق بإطلاق النار وتفجير المنازل في القرى الحدودية.
ويرى رئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري- أنيجما» رياض قهوجي أن ما يجعل «حزب الله» يتجنب راهناً الرد على الخروقات الإسرائيلية هو أنه «يدرك العواقب وأنه يعطي بذلك الحجة لإسرائيل للقيام بعمليات أوسع»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحزب يأمل بعد مرور الـ60 يوماً أن يكون الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب تولى مهامه، وأن يكون الجيش الإسرائيلي باتت لديه اهتمامات أخرى، فيكرس بقاء سلاحه في شمال الليطاني أمراً واقعاً، فيبقي له ما يملكه من سلاح بعض فائض القوة لاستثماره سياسياً على الساحة اللبنانية، ويواصل تصوير نفسه قوة عسكرية لم تُهزم». ويضيف قهوجي: «كل رهان (حزب الله) هو على عامل الوقت. ولا أتوقع أن يسلم حتى سلاحه جنوب الليطاني للجيش اللبناني؛ لأنه يفضل أن يعود الجيش الإسرائيلي لتدميره على أساس أنه إذا سلم هذا السلاح طوعاً جنوب النهر فلن يكون لديه مبرر لعدم تسليمه شمال النهر».