"احكيلهم عنا" أحلام اللاجئين في مواجهة الواقع بأرض الغرباء
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
بينما نجح الآلاف في العبور بأنفسهم وعائلاتهم إلى أوروبا هرباً من حروب وصراعات مسلحة أنهكت المنطقة العربية، يبحث جيل جديد من الشبان عن شق طريقه في الغرب محاولين تخطي حواجز اللغة والدين والعادات الاجتماعية وهي الرحلة التي يسلط الضوء عليها الفيلم الوثائقي "احكيلهم عنا" للمخرجة الأردنية رند بيروتي.
الفيلم الذي تدور أحداثه في 92 دقيقة يتتبع على مدى نحو 4 سنوات حكاية مجموعة من الفتيات وصلن لاجئات مع عائلاتهن إلى ألمانيا وتحولاتهن في سن المراهقة بالتوازي مع صراعهن الخارجي في البحث عن فرص لتحقيق طموحهن وسط مجتمع ينظر للمهاجرين باعتبارهم خطراً يهدده خاصة وأن بعض تلك الفتيات محجبات.
في بداية الفيلم تحث المخرجة بطلات فيلمها على التعبير عن أنفسهن فتطلب من كل فتاة تسجيل أمنيتها، تكتب إحداهن أنها تريد أن تصبح طبيبة أطفال وأخرى تريد أن تصبح مضيفة طيران وثالثة تريد تأسيس مطعم للمأكولات الشرقية ورابعة تريد أن تصبح شرطية.
لكن الواقع له منطق آخر فتجد الفتيات أنفسهن بعد إنهاء الدراسة الثانوية، وتعلم اللغة الألمانية بشكل مقبول أمام اختيار واحد وهو العمل ممرضات بدور رعاية المسنين بسبب نقص العمالة في قطاع التمريض. قتل اليأس
وهنا تنتقل مخرجة الفيلم من دور الراصد والموثق إلى دور "الساحرة" التي تحقق الأحلام ولو بالخيال فتصمم مشاهد سينمائية تمثل فيها الفتيات المهن اللائي تمنين العمل بها، وهو ما يحقق قدراً من السعادة والثقة بالذات انعكست على وجوه البطلات وكسرت أجواء اليأس برسالة مختصرة مفادها أن السعادة صناعة ذاتية وليست هبة من الآخر.
وعن فكرة الفيلم ورحلته من الواقع إلى الشاشة قالت المخرجة رند بيروتي في نقاش بعد عرضه الأول عربياً في مهرجان الجونة السينمائي أمس الجمعة، إنها كانت بمرحلة الدراسات العليا في ألمانيا حين تواصلت مع مركز لمساعدة اللاجئين العرب، وبعدها توافدت هؤلاء الفتيات على المركز وتعرفت عليهن وشاركتهن في ورش تدريب على المسرح والموسيقى والرسم.
وأضافت أنها فكرت بداية في عمل فيلم توثيقي عن أنشطة الفتيات والمركز، لكن بعد أن اختلطت بهن ودخلت بيوتهن وتعرفت على عائلاتهن قررت أن هناك الكثير مما يستحق الحكي عنه وعن أحوالهن وأحلامهن.
وأوضحت أن علاقتها بالفتيات توطدت على مدى سنوات صناعة الفيلم ولم تعرضه إلا بعد أن شاهدن النسخة النهائية وأعجبتهن، وكانت تتمنى أن يأتين لرؤية رد فعل الجمهور لكن تعذر حصولهن على تأشيرات سفر.
الفيلم ينافس ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة الـ7 لمهرجان الجونة السينمائي ومؤهل للمنافسة على جائزة سينما من أجل الإنسانية التي تعتمد على تصويت الجمهور.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مهرجان الجونة السينمائي
إقرأ أيضاً:
تلغراف: قد تصبح القوات الكورية الشمالية كابوسا لروسيا
يقول تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية إن تعزيز العلاقات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والكوري الشمالي كيم جونغ أون كان هو الهدف من إرسال 11 ألفا من الجنود الكوريين الشماليين للقتال مع القوات الروسية ضد أوكرانيا، لكن ذلك سينتهي إلى أن يصبح الجنود الكوريين "علفا للمدافع" وكابوسا لروسيا.
وأورد التقرير الخسائر التي وصفها بالكثيرة للقوات الكورية الشمالية خلال وقت قصير، والقدرات الضعيفة لهذه القوات وممارستها القتال بطرق تعود إلى ما قبل 70 عاما، الأمر الذي تسبب في تكبيدها الكثير من الضحايا وتوقع تكبيدها المزيد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: العلاقات بين ترامب وبوتين تضع العالم على المحكlist 2 of 2جدعون ليفي: إسرائيل غارقة في الكارثة ومصابة بالعمىend of listوذكر أن القصص الأولى عن ضحايا كوريين شماليين في ساحة المعركة الأوكرانية ظهرت هذا الأسبوع وأشارت إلى مقتل ما لا يقل عن 100 جندي منهم في المجموع، مع إصابة ألف آخرين.
وقال التقرير إن كثيرين أعربوا عن دهشتهم من سذاجة القوات الكورية الشمالية تحت الذخيرة الحية، إذ تظهرهم لقطات وهم يحاولون الاختباء خلف الأشجار في حقول ثلجية مفتوحة بينما يتم اصطيادهم بلا رحمة بواسطة مسيرات أوكرانية.
جنود كوريون شماليون يسيرون خلال عرض عسكري جماهيري في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 15 أبريل/نيسان 2012 (أسوشيتد برس) أهداف مثالية للمسيراتوقال أحد قادة المسيرات الأوكرانية "إنهم لا يفهمون ما يحدث. لقد فوجئنا جدا، لم نر شيئا كهذا من قبل، 40 إلى 50 شخصا يركضون عبر حقل. هذا هدف مثالي لمشغلي المدفعية والمسيرات. الروس لم يركضوا هكذا أبدا"، بينما قال ضابط أوكراني إن الكوريين الشماليين كانوا يستخدمون "نفس الأساليب التي اتبعوها قبل 70 عاما".
إعلانوتحدث مارك كانسيان، وهو عقيد سابق في سلاح مشاة البحرية الأميركية وهو الآن مستشار كبير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، إلى ضباط أوكرانيين. يقول: "أنا مندهش من استخدام الكوريين الشماليين في مجموعات صغيرة. إذا كان هذا صحيحا، فسوف ينتهي بهم الأمر بالفعل كعلف للمدافع".
وعلق التقرير بأن مثل هذه التكتيكات لا تتعارض تماما مع الإستراتيجية الروسية التي اعتمدت بشكل أكبر على الميزة العددية أكثر من الابتكار على مدار العامين الماضيين.
وتقول كريستينا هاروارد، المحللة الروسية في معهد دراسة الحرب: "لطالما نشرت روسيا قواتها النخبة كمشاة في هجمات أمامية. من غير المرجح أن تنشر روسيا قوات كورية شمالية بشكل مختلف".
حاجز اللغةوذكر أحد المنشقين الكوريين الشماليين لراديو أوروبا الحرة هذا الأسبوع إنه يتفق مع التقييم الأوكراني بأن القوات الكورية الشمالية قد تعاني من معدلات إصابات تصل إلى 90%. ومن المرجح أن تتفاقم هذه الإصابات بسبب التحديات اللغوية والتشغيلية للانتشار المتعدد الجنسيات.
ووفقا للاستخبارات الروسية، كان هذا الحاجز اللغوي هو الذي أدى إلى حادثة "نيران صديقة" مؤخرا قتل فيها 8 جنود شيشان على يد جنود كوريين شماليين. وتعتقد أجهزة المخابرات الكورية الجنوبية أن الوحدات الكورية الشمالية المستهلكة ينظر إليها على أنها "عبء أكثر من كونها رصيدا من قبل حلفائها الروس".
ويقول التقرير إنه مع ذلك، فإن آخرين يطلقون ملاحظة تحذيرية حول القفز إلى الاستنتاجات حتى قبل أن تكون القوات الكورية الشمالية في مسرح العمليات، وسيستغرق قياس فعاليتها وقتا أطول قليلا.
رجال مقابل تكنولوجيا الصواريخ
ويتساءل التقرير عما يمكن أن يلعبه هذا التحالف العسكري على المدى الطويل، ويورد أنه لا يوجد نقص في القوات الكورية الشمالية في بلد يضم 1.3 مليون مجند و7.6 ملايين جندي احتياطي.
إعلانويقول الدكتور إدوارد هاول، المحاضر في السياسة بجامعة أكسفورد وزميل مؤسسة كوريا في تشاتام هاوس: "لا يمكننا استبعاد احتمال نشر قوات إضافية من فرق أخرى إذا تعهدت روسيا بتزويد كوريا الشمالية بتكنولوجيا عسكرية وصاروخية متقدمة، بالإضافة إلى المعرفة، ردا على انخراط كوريا الشمالية بالكامل وإرسال القوى البشرية، فمن المرجح أن تستمر كوريا الشمالية في نشر قواتها من أجل جني هذه الفوائد، وتطلب من بوتين المزيد من التنازلات الجوهرية".
وتكشف التنازلات التي تم انتزاعها بالفعل من موسكو عن مدى كون هؤلاء الجنود الكوريين الشماليين البالغ عددهم 11 ألفا مجرد بيادق في حرب جغرافيا سياسية أوسع. وكان كيم قد قام بشحن 20 ألف حاوية أسلحة إلى روسيا، وكسب ما يصل إلى 5.5 مليارات دولار لبلد تضرر من العقوبات الأميركية. وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي توفيره للقوات على الأرض إلى دفع 572 مليون دولار أخرى سنويا، مما يعزز منصبه المحلي ويمنح جنوده الباقين على قيد الحياة خبرة قتالية في القرن الـ21. كما يوفر التحالف الروسي القدرة على تطوير قدراته النووية.
وبالمثل، فإن الحكومة الروسية التي عانت ما يقدر بنحو 600 ألف ضحية في عامين قد تكون قادرة على تجنب استدعاء آخر لا يحظى بشعبية من احتياطييها بفضل التعزيزات الكورية.
ووفقا لورقة الدكتور هاول الأخيرة لتشاتام هاوس، فإن هذه المنفعة المتبادلة تعززها دولتان تسعيان إلى "تقويض مؤسسات وشرعية النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة".