شرائح تي إس إم سي المحظورة في الصين تصل إلى منتجات هواوي بطريقة مجهولة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
في 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ادعت شركة تصنيع أشباه الموصلات التايوانية "تي إس إم سي" (TSMC) أنها عثرت على إحدى شرائحها في منتج تابع لشركة "هواوي" (Huawei) الصينية، وهذا ما يخالف قوانين الحظر التي تطبقها الولايات المتحدة على الصين التي تمنع الشركات المصنعة للشرائح من تصدير شرائحها المتطورة إلى الشركات الصينية، بحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز".
ومنذ عامين فرضت الحكومة الأميركية قيودا على تصدير الشرائح المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى الصين، وذلك للحد من قدرات التكنولوجيا الصينية ولتبقى التكنولوجيا الأميركية هي المهيمنة عالميا.
وتمنع الولايات المتحدة مُصنعي الشرائح العالميين من استخدام التكنولوجيا أو المعدات الأميركية من إنتاج شرائح متطورة لشركة "هواوي" أو منتجاتها.
وقالت شركة "هواوي" في بيان لها "نحن لا نعلم إن كانت شركة (تي إس إم سي) تخضع لأي تحقيق حاليا"، مضيفة أنها لم تستورد أي منتجات من الشركة منذ منتصف سبتمبر/أيلول عام 2020.
وفي السنوات الأخيرة، صعّدت الولايات المتحدة من استخدام ضوابط التصدير، بهدف حرمان الشركات الصينية من أشباه الموصلات المتقدمة أو تصميمها أو تصنيعها.
وأفادت الشركة التايوانية "تي إس إم سي" بأن إحدى شرائحها عُثر عليها في منتج تابع لشركة "هواوي"، وذلك بعد أن قامت شركة البحث التقني "تيك إنسايتس" (TechInsights) بتفكيك المنتج، وهذا دليل واضح لانتهاك قيود التصدير المفروضة على الصين.
وكانت الشريحة من نوع "أسيند 910 بي" (Ascend 910B) التي تعتبر من أكثر شرائح الذكاء الاصطناعي تطورا، وفقا لرويترز.
وقال شخص مُطلع إن شركة "تيك إنسايتس" أبلغت شركة "تي إس إم سي" بالشريحة قبل نشر نتائجها في تقرير، مما دفع الشركة التايوانية إلى إخطار وزارة التجارة الأميركية قبل أسبوعين.
ومن غير الواضح الطريقة التي وصلت بها الشريحة إلى هواوي، ولكن بحسب مصدرين مطلعين فإن الشركة التايوانية أصدرت سلسلة شرائح "أسيند 910 بي" عام 2019. وذلك قبل فرض قيود التصدير من قبل الولايات المتحدة.
وأفادت وزارة التجارة بأنها على علم بالتقارير التي تدعي وجود انتهاكات محتملة لضوابط التصدير الأميركية، لكنها لا تستطيع التعليق على ما إذا كانت هناك أي تحقيقات جارية.
ومن جانبها قالت شركة "تي إس إم سي" في بيان لها "نحن نحافظ على نظام تصدير قوي وشامل لمراقبة وضمان الامتثال للقوانين، كما أن الحكومة التايوانية لديها قواعد صارمة لمنع إنتاج الشرائح المتقدمة في الصين، كما أكدت أنها ستواصل اتباع القوانين الأميركية.
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، طالب مجلس النواب الأميركي كلا من وزارة التجارة وشركة "تي إس إم سي" بتقديم إجابات حول الشريحة التايوانية التي وُجدت في منتج "هواوي".
وقال عضو الكونغرس الأميركي جون مولينار "التقارير أفادت بأن الشرائح (تي إس إم سي) ساهمت في تطوير الذكاء الاصطناعي لدى (هواوي) وهذا يُمثل فشلا كارثيا في سياسة الصادرات الأميركية" وأضاف "يحتاج الكونغرس إلى إجابات فورية من وزارة التجارة وشركة (تي إس إم سي) حول نطاق وحجم هذه الكارثة"، وفقا لما نقله موقع رويترز.
ومن جهتها أعلنت شركة "تي إس إم سي" أنها أوقفت شحنة كانت مرسلة إلى عميل لم يُذكر اسمه، وذلك بعد اكتشافها أن إحدى الشرائح التي تسلمها هذا العميل انتهى بها المطاف في منتج "هواوي"، وفقا لمصدر رسمي مُطلع في تايوان.
وقال مسؤول تجاري -طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموقف- إن شركة "تي إس إم سي" علّقت الشحنات إلى العميل قبل نحو أسبوعين وبدأت تحقيقا مفصلا.
ومع ذلك تحاول مجموعات صينية التهرب من القيود واستخدام خدمات حوسبة سحابية مثل أمازون للوصول إلى رقائق أميركية متقدمة وقدرات الذكاء الاصطناعي، بحسب وكالة رويترز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة وزارة التجارة تی إس إم سی فی منتج
إقرأ أيضاً:
الصين تخزن مزيدا من النفط مستفيدة من الحرب التجارية الأميركية
يسعى تجار النفط الصينيون إلى الاستفادة القصيرة الأجل من الحرب التجارية الأميركية وما أدت إليه من تراجع أسعار الخام، بغض النظر عن المخاوف بشأن الضرر الاقتصادي الطويل الأمد لهذه الحرب، حسب ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
فوفقا لمحللين، زادت واردات النفط الخام إلى الصين في مارس/آذار الماضي واستمرت في الزيادة في أبريل/نيسان الحالي، مع قيام البلاد بتجديد مخزوناتها على الرغم من التوقعات بأن ضعف الاقتصاد العالمي سيُقلل الطلب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الذهب يخسر والنفط يرتفع مع تراجع التوترات التجاريةlist 2 of 2سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار يعاود الانخفاض اليوم الأحدend of listوأفادت شركة كبلر، وهي شركة بيانات تتتبع ناقلات النفط المتجهة إلى الصين، بأن البلاد تستورد ما يقرب من 11 مليون برميل يوميا، وهو أعلى مستوى لها في 18 شهرًا، ويزيد على 8.9 ملايين برميل يوميا في يناير/كانون الثاني الماضي.
ذكرت الصحيفة البريطانية أن ما بدأ كموجة شراء للنفط الإيراني، خوفًا من فرض عقوبات أميركية إضافية، تطور إلى تخزين أوسع للنفط الخام بعد أن أدت إعلانات الرئيس دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية، إلى جانب زيادة إنتاج منظمة أوبك، إلى انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوى لها في 4 سنوات.
وانتعش خام برنت القياسي لاحقًا ليتداول عند مستوى يزيد قليلًا على 65 دولارًا للبرميل يوم الجمعة، ويعتقد بنك مورغان ستانلي الأميركي أن الأسعار ستظل تحت الضغط، إذ ستنخفض إلى متوسط 62.50 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من العام.
ونقلت الصحيفة عن محلل سوق النفط في بنك "يو بي إس" السويسري جيوفاني ستونوفو قوله "لطالما كانت الصين شديدة الحساسية للأسعار. فإذا انخفض السعر، فإنها تخزنه، ثم تقلل مشترياتها عندما ترتفع. أتوقع أن تكون بيانات هذا الشهر أعلى من الشهر الماضي بفضل هذا الشراء الإستراتيجي".
إعلانوأشار يوهانس راوبول من شركة كبلر إلى انخفاض مخزونات النفط الصينية، وتوقع استمرار المستوى الحالي للواردات في الأشهر القليلة المقبلة، إذ يستغل المشترون انخفاض الأسعار لاستعادة مخزوناتهم.
وقال "قد نشهد ارتفاعًا في الواردات حتى لو لم يرتفع الطلب (على النفط) بالقوة نفسها".
خفض الطلبويعتقد معظم المحللين أن التأثير الاقتصادي للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيبدأ في خفض الطلب على النفط في النصف الثاني من هذا العام، مع بدء تباطؤ الاقتصاد.
لكن يبدو أن الاضطرابات لم تؤثر بشكل خطير حتى الآن على إقبال الصين على وقود السيارات والطائرات، وقد أرجأت بعض المصافي صيانتها السنوية لمواصلة إنتاج البنزين والديزل ووقود الطائرات في ظل انخفاض أسعار النفط الخام وانتعاش هوامش الربح، حسب ما نقلت فايننشال تايمز عن إيما لي، المحللة في شركة فورتيكسا لبيانات السوق ومقرها سنغافورة.
وأضافت "لا أحد يعلم ما سيحدث في الأشهر المقبلة، وخاصة النصف الثاني. لكن الطلب يبدو جيدًا، لذا لا أتوقع انخفاضًا كبيرًا".
والصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم، والسوق الرئيسية للنفط الذي أُجبر على الخروج من أسواق أخرى، بما في ذلك الخام الروسي والإيراني والفنزويلي.
وقلص المشترون الصينيون مشترياتهم من النفط الإيراني عندما فرضت الولايات المتحدة لأول مرة عقوبات على مصفاة في مقاطعة شاندونغ الشرقية، موطن العديد من المصافي الصينية الخاصة، بعد استيراد رقم قياسي بلغ 1.8 مليون برميل يوميا من النفط الإيراني في مارس/آذار الماضي، وانخفضت المشتريات إلى 1.2 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان الحالي، وفقًا لشركة كبلر.
وقال راوبول "ثمة حذر داخل المصافي الخاصة، وكانت توجد عقبات لوجستية مع فرض عقوبات على بعض الناقلات"، مضيفًا أن كمية النفط الخام الإيراني الراكدة في ناقلات النفط في البحر ارتفعت بسرعة.
إعلانوأضاف "يوجد حاليا 40 مليون برميل في 36 سفينة. 18 مليون برميل في سنغافورة، و10 ملايين في البحر الأصفر، وحوالي 4 ملايين في بحر جنوب الصين".
وأضاف أن المصافي الخاصة ستواصل على الأرجح استيراد النفط الخام الإيراني بفضل أسعاره المخفضة.
وقال راوبول إن "هوامش ربحهم ضئيلة، وليس لديهم بديل. إما أن يستوردوا من إيران أو يُفلسوا.. كثير منهم غير مرتبط بالنظام المالي الأميركي، لذا فإن العواقب أقل حتى عند تضررهم".