"يرفضون الخدمة مرة أخرى" هكذا اختصرت عدد من الصحف العبرية، الحديث، عن قرار جنود الاحتياط الإسرائيليين، ممّن تمّ استدعائهم للخدمة مجددا، في الحرب الهوجاء التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر.

وقبل أيام، وقّع أكثر من 140 جنديا، على رسالة أعلنوا خلالها عن وقفهم الخدمة العسكرية، لحين عودة الأسرى من غزة، عبر اتفاق تبادل.

فيما أشار عدد من جنود الاحتياط أنّ "هذه هي نهاية خدمتهم الحالية"، وآخرين قالوا إنهم "وصلوا لنقطة الانهيار".

وجاء في الرسالة، الموجّهة إلى إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب، يوآف غالانت: "بالنسبة للبعض منا، تم بالفعل تجاوز الخط الأحمر، وبالنسبة للآخرين، فإنه يقترب بسرعة: اليوم الذي سوف نتوقف فيه، بقلوب مكسورة، عن الاستجابة للخدمة".

"حياة الفلسطينيين أصبحت أصعب"
بمجرّد إعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في حزيران/ يونيو الماضي، عن المصادقة على مشروع قانون رفع سن الإعفاء من خدمة الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، بشكل مؤقت. جدّد عدد من جنود الاحتلال احتجاجاتهم.

بينهم، جندي الاحتياط، يوتام فيلك، الذي كان قد تطوّع للخدمة العسكرية بنفسه، وأمضى أكثر من 230 يوما في الخدمة، مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة. غير أنّ التّعب نال منه، فقرّر: رفض العودة إذا ما طلب منه ذلك.

ويقول فيلك، في أحد التصريحات الصحفية: "في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لم أتردد.. لأن شعبي قُتلوا وأدركت حينها أن هناك حاجة لإنقاذهم، ولا تزال هناك حاجة لإنقاذهم، وهو ما لا يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تراه أمرا عاجلا".


ويرى جندي الاحتياط الغاضب من الوضع، أنّ: "العمل العسكري له ما يبرره في بعض الحالات، لكن يجب استخدامه فقط كأداة للتوصل إلى حلول دبلوماسية تعمل على تحقيق السلام".  

"الدمار في غزة أصبح أصعب، وحياة الفلسطينيين أصبحت أصعب، وحياة الرهائن الإسرائيليين أصبحت أصعب" يؤكد جندي الاحتياط نفسه، الذي وقّع بدوره على "رسالة إعلان وقف الخدمة العسكرية".



"اكتفيت" 

عقب 66 يوما، من عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها حركة "حماس" على الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي؛ خدم جندي الاحتياط الإسرائيلي، ماكس كريش، على الحدود اللبنانية، واليوم يقول: "لقد اكتفيت".

وأوضح كريش، في تصريح صحافي سابق، أنه واجه صعوبة في التأقلم وسقط في اكتئاب عميق، حين عاد إلى منزله في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، مبرزا أن: "الخدمة كانت صعبة، لأن الجو كان يبدو عسكريا دينيا للغاية".

"شعرت بأن جزءا كبيرا من الأشخاص الذين كنت معهم يدفعهم الجانب الديني للقتال في هذه الحرب، وهو الأمر الذي كان غير مريح للغاية بالنسبة لي" يؤكد كريش الذي بدوره وقّع على "رسالة إعلان وقف الخدمة العسكرية".

وتابع: "أحد الجنود قال إنه يعتقد أن قتل الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الأطفال، هو واجب ديني يهودي، لأنهم سيصبحون إرهابيين عندما يكبرون"، وهو ما كان كريش يرفضه، بحسب تعبيره.


في سياق متصل، كانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قالت خلال الأسبوع الماضي، إنّ: "جيش الاحتلال بدأ في إيقاف عشرات من جنود الاحتياط الذين أعلنوا رفضهم الاستمرار في الخدمة العسكرية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة".

وأوضحت الصحيفة، عبر تقرير لها، أنّ: "الجيش اتصل بالجنود الذين وقعوا على رسالة احتجاجية طالبوا فيها بإبرام صفقة لإعادة الأسرى، وأبلغهم بقرار إيقافهم".

الاحتلال يستعين بجنود قدماء
بسبب "نقص قوّاته"، وفي ظلّ مصاعب لاقاها في تجنيد "الحريدم" المتدينين، قرّر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، استدعاء عدد من مقاتلي الاحتياط ممّن تم إعفاؤهم من الخدمة خلال السنوات الماضية.

وقال الجيش، عبر بيان: "أوعز وزير الحرب، يوآف غالانت، بإعادة من كانوا في الاحتياط وتم إعفاؤهم من الخدمة في السابق بسبب تخفيض القوات، والذين ما زالوا في سن الخدمة".

وأضاف الجيش أنّ: "هذا القرار تم اتخاذه في ضوء تقييم الوضع وحجم نشاطات القوات النظامية والاحتياط، وفي إطار العملية التي يخطط لها الجيش لزيادة عدد المجندين"، مضيفا: "في هذا الإطار، وبعد الانتهاء من الاستعدادات لذلك، بدأ الجيش بالتوجه للمرشحين المعنيين الذين خدموا في التشكيلات الأساسية في الخدمة الإلزامية".

وختم جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيانه، بالقول: "من يتضح أنه مناسب للعودة من الإعفاء، سيتم تكليفه بالخدمة في الوحدات المختلفة حسب الضرورة العملياتية".

كذلك، كان عدد من المتديّنين اليهود في دولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأسبوع الماضي، قد أعربوا عن احتجاجاتهم على قرار الجيش استدعاؤهم للتجنيد.

????????????
اسرائيل تنهار????????????????????

عاجل | متظاهرون من الحريديم يقتحمون قاعدة تل هشومير قرب تل أبيب خلال مظاهرة ضد التجنيد الإجباري #الحرب_العالمية_الثالثة #الساعات_القادمة pic.twitter.com/ZUbV0efpEe — روزان قباص بهودية يمنية???? (@Ro_gopa) August 6, 2024
وبحسب "القناة 12" العبرية فإن "العشرات من المتدينين اليهود توجهوا في مسيرة احتجاجية إلى قاعدة الون العسكرية في شمالي إسرائيل"، مردفة أن "المتدينين اليهود اشتبكوا مع الشرطة الإسرائيلية بالقرب من القاعدة".

ويشكل المتديّنون نحو 13 في المئة من عدد سكان دولة الاحتلال، التي تبلغ نحو 10 ملايين نسمة، ولا يخدمون في الجيش، إذ يقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أن "الاندماج بالعالم العلماني يهدد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم".


وفي 25 حزيران/ يونيو الماضي، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إلزام الحريديم بالتجنيد في الجيش، ومنع المساعدات المالية عن المؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية. وهو ما تمّ مُعارضته بشدة على نطاق واسع في دولة الاحتلال الإسرائيلي؛ ما يبرز: "استنزاف جيش الاحتلال الإسرائيلي وضعف قوّته الحالية"، بحسب عدّة صحف عبرية.

إلى ذلك، فيما تؤكد حركة "حماس" على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي الكامل مع وقف شامل للحرب، قبل قبول أي اتفاق. يواصل يواصل نتنياهو، تعنّته بفرض شروط جديدة، منها السيطرة على محور فيلادلفيا الحدودي ومعبر رفح، ومنع عودة مقاتلي الفصائل إلى شمال غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية جنود الاحتياط الاحتلال غزة اللبنانية لبنان غزة الاحتلال جنود الاحتياط المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال الإسرائیلی الخدمة العسکریة جندی الاحتیاط فی غزة عدد من

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا بشأن الهجمات الأخيرة على غزة ولبنان

أصدر الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، 29 أكتوبر 2024، بيانًا، بشأن هجماته الأخيرة التي شنها في قطاع غزة ، ولبنان، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن "قوات الفرقة 91 و146 تواصل العمل في جنوب لبنان، حيث تقضي على مسلحي حزب الله وتدمر البنية التحتية العسكرية والعسكرية للحزب"، بحسب المزاعم الإسرائيلية.

 وأفاد المتحدث العسكري الإسرائيلي في البيان، أنه في غارات سلاح الجو في اليوم الأخير، تم القضاء على عشرات المسلحين وتدمير أكثر من 110 هدفا لحزب الله، بما في ذلك قاذفات تستهدف الخطوط الخلفية للبلاد ومستودعات الجيش الإسرائيلي.

وتابع، "بالإضافة إلى ذلك حوالي 40 هدفا ل حماس في قطاع غزة تعرضت لهجمات جوية، بما في ذلك الخلايا المسلحة والمباني العسكرية وغيرها من البنى التحتية"، على ما ورد في بيان المتحدث العسكري.

المصدر : عرب 48

مقالات مشابهة

  • هل يستمع نتنياهو لتصريحات قادة الجيش الإسرائيلي عنتحقيق أهدافهم في غزة ولبنان؟
  • صحيحة فرنسية...جنود الاحتياط ينهارون و 170 ألف جندي إسرائيلي يغرقون .. تفاصيل الإنهيار من الداخل
  • لواء احتياط إسرائيلي: الجيش بعيد عن تحقيق النصر في غزة
  • إسرائيل تلجأ لاستدعاء الاحتياط من الأكبر سنا بهدف سد النقص في الجيش
  • جنود الاحتياط الأكبر سناً.. حلول الجيش الإسرائيلي لسد النقص في صفوفه
  • موقع أمريكي: نقص حاد في جنود الاحتياط الصهاينة بعد عام من الحرب في غزة
  • جيش الاحتلال.. جنود منهكون وصعوبة في التجنيد ونقص في العدد
  • صورة: الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل ضابط و3 جنود في معارك شمال قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا بشأن الهجمات الأخيرة على غزة ولبنان
  • مسئولون إسرائيليون يكشفون عن تقدم في اتفاق لإنهاء القتال بلبنان