أثارت مذكرة رسمية رفيها توجيهات لسفارة اليمن في واشنطن بترتيب استقبال عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- والذي يعتزم زيارة الولايات المتحدة في سبتمبر المقبل، جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين.

 

وحسب المذكرة الصادرة عن وزارة الخارجية اليمنية، فقد وجهت السفارة اليمنية، في واشنطن، بترتيب إجراءات الإستقبال لرئيس عيدروس الزبيدي والذي يعتزم زيارة أمريكا الشهر المقبل.

 

المذكرة المرفوعة من رئيس دائرة مكتب الوزير بوزارة الخارجية اليمني السفير محمد هادي وموجهة إلى السفير عبدالله السعدي المندوب الدائم في نيويورك، طالبته بتنسيق الترتيبات اللازمة لعملية استقبال الزبيدي.

 

ومنذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي والذي يضم الزبيدي فيه كاحتواء للانتقالي يتحرك الزبيدي في دول الخليج وبعض الدول الأوروبية ضمن الأجندة التي تخدم مشروع الإنتقالي الهادف لتحقيق الإنفصال وبتمويل إماراتي.

 

وفي السياق قال الكاتب الصحافي علي الفقيه "يسافر عيدروس الزبيدي بموجب ترتيبات رسمية باعتباره عضو مجلس القيادة وحين يصل وجهته يخلع هذه الصفة ويرتدي صفته (حق الفترة الثانية) كرئيس للمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال ويتحدث كممثل لكيان نقيض للجمهورية اليمنية".

 

 

وأكد الفقيه أن كل تحركات الزبيدي ومساعيه لخدمة أعداء اليمن الساعين لتمزيقه، وتساءل: كيف تشوفوا؟

 

وكتب المحلل السياسي ياسين التميمي قائلا: "الخارجية اليمنية ترتب زيارة غادرة لعيدروس الزبيدي إلى نيويورك وواشنطن".

 

وأضاف "انتشرت مؤخراً وثيقة صادرة عن دائرة مكتب وزير الخارجية، هي عبارة عن رسالة إلى مندوب اليمن إلى الأمم المتحدة تحيطه علماً بزيارة سيقوم بها عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُّبيدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد إلى كل من نيويورك وواشنطن، في شهر أيلول/ سبتمبر القادم في الفترة التي تنعقد فيها الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة".

 

وتابع "لم تتضمن الرسالة ما يشير إلى أن الزُّبيدي سيرأس وفد الجمهورية اليمنية لاجتماعات الأمم المتحدة، مما يعني أن زيارة الزُّبيدي ربما تكون موازية للمشاركة الرسمية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي كما هو متوقع، وتأتي ضمن أجندة منفصلة، وضمن حملة علاقات عامة للرجل لتسويق المشروع الانفصالي باستغلال هذه المناسبة الدولية التي يجتمع فيها معظم رؤساء الدول والحكومات".

 

وأردف "ليس لدي أدنى شك في حقيقة أن هذه الزيارة هي واحدة من الخطط المقترحة في أبوظبي لمواجهة التطور الصادم الناشئ عن تشكيل مجلس حضرموت الوطني الذي عطل المشروع الانفصالي، ولم يتبق منه سوى التحركات الكاريكاتورية لكل من أحمد بن بريك وفرج بن سالم البحسني، اللذين يراهن المجلس الانتقالي الجنوبي على أنهما الأمل المتبقي من مخطط إدماج حضرموت الكبيرة ضمن المشروع الصغير للمثلث الجنوبي الغربي الذي يرزح تحت تحديات النقص الحاد في الموارد والإمكانيات".

 

 

وزاد "أهمية الرسالة التي تسربت من وزارة الخارجية في أنها تفضح رخاوة هذه السلطة وهشاشتها وازدواجية المواقف السياسية والوطنية للقائمين عليها، وتُفرغ المشروع الانفصالي من أصالته كمشروع يمثل إجماعاً وطنياً جنوبياً وتبقيه في حدوده الطبيعية كورقة تستخدم من قبل اللاعبين الإقليميين لاستباحة الجغرافية اليمنية والتحكم بمزاياها الجيوسياسية وهدر إمكانيات اليمن وتمزيق عراه الوطنية وصولاً إلى تحييده والتحكم بموارده وتعطيل قدراته الجيوسياسية والديمغرافية على المدى الطويل".

 

وقال "لا يمكن للزُّبيدي تأسيساً على ذلك أن يستمر في هذه الازدواجية المكشوفة، إذ يستخدم إمكانيات الدولة اليمنية لإضفاء الصفة الرسمية على تحركاته المرسومة والممولة من الخارج، في تخادم يصل إلى حد الخيانة لهذه الدولة، والاستهداف الصريح لوجودها عبر رفع راية المشروع الانفصالي، ليبدو الرجل ورفاقه في المجلس الانتقالي نموذجاً صارخاً للنضال المدفوع الأجر والمعزز بالإمكانيات المادية اللامحدودة. إلى حد بات هذا النوع من النضال ملاذاً لكل من يرغب في تحسين مستواه المعيشي والخروج من دائرة العوز".

 

ودعا التميمي على الرئاسة اليمنية إلى أن تحدد موقفها الصريح والواضح من تحركات عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُّبيدي، في توقيت ومكان ومناسبة لا يمكن إلا أن تكون لصالح الدولة التي يمثلها ويحمل هويتها ووثيقة السفر الصادرة عنها، ولا تحتمل العبث وإرسال الرسائل المتضاربة. إذ لا يعقل أن يتواجد رئيس اليمن ونائبه المفترض في مكان واحد ويلتقون بالرؤساء والقيادات الدولية ويعرضان وجهتي نظر متضادتين ومتعاكستين، وهذا ما سيعطي اللاعبين الإقليميين الذريعة للاستمرار بالعبث الراهن على الساحة اليمنية، أطول فترة ممكنة.

 

في حين قال مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي، "عيدروس الزبيدي يستخدم أدوات  وموارد الدولة اليمنية لهدمها وتدمير مؤسسات الدولة وشرعنة الانفصال والتمزيق".

 

وأكد الرحبي هذا العبث لا يحدث في اي مكان في العالم إلا في اليمن فقط .

 

 

وجددت الخارجية الفرنسية في بيانها بدعمها للمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن سعيًا للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، الذي قالت إنه "يمثل السبيل الوحيد بغية تحسين ظروف حياة اليمنيين على نحو مستدام والإسهام في إرساء الأمن في المنطقة".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الحكومة أمريكا عيدروس الزبيدي زيارة رسمية مجلس القیادة الرئاسی عیدروس الزبیدی عیدروس الز

إقرأ أيضاً:

تطور هام في ملف اليمن.. واشنطن تبلغ صنعاء قبول خارطة الطريق الأممية

البيت الأبيض (وكالات)

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، السبت، 23 تشرين الثاني، 2024، موافقتها على خارطة الطريق الأممية في اليمن لأول مرة منذ اعتراضها في أكتوبر الماضي.

وفي التفاصيل، أفادت مصادر دبلوماسية غربية  بان وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ابلغ نظيره العماني بموافقة بلاده على السير بالخارطة الأممية في اليمن.

اقرأ أيضاً 16 محافظة يمنية على موعد مع أمطار غزيرة خلال الساعات القادمة 23 نوفمبر، 2024 الكشف عن الفاكهة الأكثر صحة على مستوى العالم.. تقوي المناعة ومضادة للسرطان 23 نوفمبر، 2024

يشار إلى أن بلينكن كان قد أجرى في وقت متأخر من مساء الجمعة اتصالا بنظيره العماني بدر البوسعيدي.

وذكرت وسائل اعلام عمانية أن اللقاء كرس لمناقشة التطورات الإقليمية في المنطقة وتحديدا ملف اليمن.

في حين قالت الخارجية الامريكية ان الاتصال ناقش ايضا اطلاق سراح من وصفهم باليمنيين في اشارة إلى موظفي السفارة الامريكية المعتقلين على ذمة ارتباطهم بالاستخبارات في اشارة إلى شرطها للسير بالاتفاق.

وهذه المرة الأولى التي يجرى فيها الوزير الأمريكي اتصالا بشان اليمن.

الاتصال جاء قبيل جولة مرتقبة للمبعوث الأمريكي إلى المنطقة تشمل سلطنة عمان حيث يقيم وفد صنعاء المفاوض.

ويشير اتصال بلينكن إلى تطور في ملف اليمن.

هذا وكانت الولايات المتحدة  أوقفت  المفاوضات بين صنعاء والرياض في أكتوبر من العام الماضي واشترطت وقف العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

القبول الأمريكي بالخارطة الأممية  للسلام جاء عقب تطورات عسكرية هامة  اخرها اعلان القوات اليمنية استهداف بوارج أمريكية على راسها حاملة الطائرات الثانية “ابراهام لينكولن”.

مقالات مشابهة

  • حملة توعوية بالقرود على القطارات اليابانية تُشعل جدلاً واسعاً
  • عيدروس الزبيدي يؤكد أهمية حرية الملاحة في البحر الأحمر خلال لقاء مع ممثلي الاتحاد الأوروبي
  • “آسيا تايمز”: الولايات المتحدة و”إسرائيل” تفشلان في إيقاف هجمات أنصار الله اليمنية 
  • ما وراء اللقاء المفاجئ بين ”عيدروس الزبيدي” وقيادات ”حزب الإصلاح” في الرياض؟
  • معهد أمريكي: تقاعس أمريكا في اليمن جعل من الحوثي تهديد استراتيجي له علاقات بخصوم واشنطن المتعددين (ترجمة خاصة)
  • ما وراء لقاءات عيدروس الزبيدي المكثفة مع السفراء الأجانب في الرياض؟
  • وزير الخارجية يؤكد أهمية دور الأمم المتحدة في دعم العمل الإنساني والإغاثي في اليمن
  • تطور هام في ملف اليمن.. واشنطن تبلغ صنعاء قبول خارطة الطريق الأممية
  • قرار تخفيض الرسم يثير جدلاً قانونياً ويؤكد استقرار الدينار حتى منتصف 2025
  • مساعدة وزير الخارجية الأمريكية الأمريكي تؤكد دعم واشنطن لمغربية الصحراء