فاطمة الصمادي: الهجوم الإسرائيلي هدفه اختبار قدرة إيران على الردع
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
ترى الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات والخبيرة في الشأن الإيراني الدكتورة فاطمة الصمادي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران -فجر اليوم السبت- هو "اختبار حقيقي لمستوى القدرة التي وصل إليها الردع الإيراني في المواجهة مع إسرائيل".
وعلقت الصمادي على الهجوم الإسرائيلي بالقول: "إن إسرائيل ضربت ولم تضرب"، لأن الهجوم لم يكن كما وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وشنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، قائلة إنها كانت استهدفت مواقع عسكرية ردًا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية على إسرائيل في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وبينما أوضحت أن الهجوم الإسرائيلي هو جولة من جولات الصراع بين طهران وتل أبيب، قالت الصمادي إن إيران لا تريد الدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتريد أن تبقي الولايات المتحدة الأميركية بعيدة عن المواجهة، وهو ما تسعى إليه منذ البداية.
وحسب المتحدثة نفسها، تقوم إيران ببناء نوع من الردع الدفاعي، مستفيدة من التجارب التي وقعت على حدودها، في العراق وأفغانستان.
وعن معادلة توازن الردع التي حاولت إيران ترسيخها، ترى الصمادي -في مداخلة على قناة الجزيرة- أن المفتاح الآن بالنسبة للإيرانيين هو البرنامج الصاروخي الإيراني، وكانت الضربة الصاروخية الإيرانية لإسرائيل هي الاختبار الحقيقي لمدى فاعلية هذا البرنامج.
وفي اعتقاد الخبيرة في الشأن الإيراني، فإن معضلة الغرب مع طهران حاليا تتجاوز البرنامج النووي الإيراني، وسيم التركيز على البرنامج الصاروخي، لأنه بات يهدد إسرائيل بشكل مباشر.
وقد استطاعت إيران -وفق الصمادي- أن تتجاوز ضعفها في الجانب التقليدي من الحرب، حيث قامت ببناء برنامج صاروخي فعّال يستطيع التهديد والوصول إلى الأهداف الدقيقة، خاصة في مجال الصواريخ الدقيقة.
وكانت الصواريخ الإيرانية الدقيقة قد تمكنت من ضرب قواعد عسكرية إسرائيلية بدقة شديدة.
ولفتت الصمادي إلى دور حلفاء إيران في الإقليم في دعمها، إذ لا يزالون يؤلمون إسرائيل، بالرغم من الضربات القوية التي توجَه لهم، وقالت إن هذه الأطراف، وهي قطاع غزة وجنوب لبنان واليمن، هي نقطة القوة الإيرانية الثانية، لأنها تواصل خنق إسرائيل.
وخلصت الخبيرة في الشأن الإيراني -في مداخلتها على قناة الجزيرة- إلى أن إيران لم تنخرط مباشرة في الحرب مع إسرائيل، لكنها تدير المعركة تبعا لنقاط القوة والضعف في إستراتيجيتها الدفاعية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الهجوم الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
النفوذ الإيراني في اليمن على المحك.. إلى أين تتجه المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟
يشهد الوضع الإقليمي تصعيدًا خطيرًا بين إسرائيل وجماعة الحوثي التي تُعد آخر أذرع المحور الإيراني في المنطقة، حيث نفذ الحوثيون هجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات على أهداف إسرائيلية، بما في ذلك تل أبيب، تحت شعار التضامن مع غزة، فيما ردت إسرائيل بضربات جوية استهدفت منشآت استراتيجية في اليمن، وهددت بالوصول إلى قادة الحوثيين، الذين كثفوا استهداف السفن الدولية في البحر الأحمر، ما يهدد الملاحة البحرية، فيما تتزامن هذه الأحداث مع دعم أمريكي لإسرائيل وضغوط على إيران، بينما يعوّل الحوثيون على ترسانة متطورة من الأسلحة والصواريخ، مما ينذر بمزيد من التصعيد في صراع متعدد الأطراف يؤثر على أمن المنطقة والعالم.
نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية جددة ضد أهداف للحوثيين في صنعاء، معلنًا أن الهجمات استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومرفق قيادة وتحكم، إضافة إلى طائرات مسيّرة وصاروخ كروز مضاد للسفن فوق البحر الأحمر، وذلك بعد ساعات من هجوم صاروخي شنه الحوثيون على إسرائيل أسفر عن إصابة 16 شخصًا. كما اعترضت الدفاعات الإسرائيلية طائرة مسيّرة قادمة من الشرق. وأكدت القيادة المركزية الأمريكية أن الضربات تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين على تنفيذ هجمات ضد السفن الحربية والتجارية الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وحذر رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، الحوثيين من أن من يمس إسرائيل «سيدفع ثمنا باهظا للغاية. بعد حركة حماس، حزب الله، وسوريا، أصبح الحوثيون تقريبا الذراع الأخيرة المتبقية لمحور الشر الإيراني» فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يِسرائيل كاتس، أن «يد إسرائيل الطويلة ستصل إلى قادة الحوثيين في اليمن»، وشنت مقاتلات الجيش الإسرائيلي، بتوجيه من هيئة الاستخبارات وسلاح البحرية، سلسلة غارات طالت أهدافا عسكرية للحوثيين في القطاع الساحلي الغربي وفي عمق اليمن، وتحدثت قناة «المسيرة» اليمنية التابعة للحوثيين عن «مقتل تسعة أشخاص خلال استهداف ميناء، الصليف، بينما قتل اثنان في منشأة رأس عيسى النفطية، بمحافظة الحديدة بغرب اليمن. الغارات استهدفت أيضاً محطتين مركزيتين للكهرباء - حزيز وذهبان - جنوبي وشمالي العاصمة صنعاء».
يأتي التصعيد الأخير بعد أن أعلن الحوثيون تبنيهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل في يافا بصاروخين باليستيين فرط صوتيين (من نوع فلسطين 2)، تضامناً مع غزة، ورداً على استهداف إسرائيل مدينتيْ صنعاء والحديدة، حيث دوت صفارات الإنذار في تل أبيب وهشارون وهرتسليا وحولون، مما تسبب في دخول أعداد كبيرة إلى الملاجئ، كما اعترضت القبة الحديدية صاروخا أُطلق الاثنين الماضي من اليمن.
ورد الجيش الأمريكي باستهداف منشأة قيادة وسيطرة يديرها الحوثيون لتنسيق العمليات مثل الهجمات على السفن الحربية والتجارية التابعة للبحرية الأمريكية جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وأشارت القيادة المركزية للجيش الأمريكي «سنتكوم» في منشور على منصة إكس، أن الضربة تعكس التزام القيادة المركزية بحماية القوات الأمريكية وقوات التحالف والشركاء الإقليميين وضمان أمن الشحن الدولي.
وصرح رئيس مجلس الحكم الحوثي، مهدي المشاط، بمناسبة ما يسمى بعيد الاستقلال أن «أي محاولة للتصعيد ضد صنعاء ستواجه بتصعيد أشد ورد أقوى، وهناك محاولات أمريكية لإشعال الجبهة الداخلية»، وأكد استمرار الجماعة في مساندة فلسطين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهادي والبحر المتوسط، وفي عمق الكيان الغاصب حتى وقف العدوان ورفع الحصار.
وبدأ الحوثيون استهداف السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر في منتصف نوفمبر 2023، وأجبروا حركة الشحن التجارية على إعادة تنظيم مساراتها عبر طرق أخرى أطول وأكثر تكلفة، ووصل عدد السفن التي استهدفتها ميليشيا الحوثي منذ بدء الهجمات إلى نحو 166 سفينة، أغلبها إسرائيلية وبريطانية وأمريكية مثل «يونيتي إكسبلورر»، و«نمبر ناين»، و«أتش إس أم دايموند» البريطانيتين، و«جالاكسي ليدر» الإسرائيلية، و«سي إم إيه» و«سي جي إم» الإسرائيلية، و«سنترال بارك» الإسرائيلية، و«يو إس إس ميسون» الأمريكية، و«يو إس إس كارني» الأمريكية وغيرها.
وهددت ميليشيا الحوثي حركة الملاحة، لاسيما في البحر الأحمر، بعد سيطرتها على ميناء الحديدة، ثاني أكبر موانئ اليمن بعد ميناء عدن، ثم ميناء الصليف والمخصص لإنتاج الملح وتصديره، ثم ميناء رأس عيسى النفطي، والذي يستخدم كمنصة لإطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة على السفن العابرة في البحر الأحمر، وخلال إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب (2017- 2020) تم تصنيف ميليشيات الحوثي جماعة إرهابية، لكن تم إلغاء التصنيف في ظل إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، بداعي أن تصنيف الحوثي جماعة إرهابية سيعيق عمل منظمات الإغاثة والطواقم الإنسانية في إغاثة المحتاجين، ثم أعادت إدارة بايدن تصنيف الحوثي إرهابية في 17 يناير الماضي كرد على تصاعد هجماتها على السفن المارة في المياه الدولية في البحر الأحمر.
يرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية الجديدة ستكثف من التضييق والضربات على الحوثي، تزامنا مع تكثيف الضغط على إيران سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لحل أزمة الورقة النووية لدى إيران في الفترة القادمة، وباعتبار الحوثي هو آخر الأذرع الباقية حاليا على الأرض، وما تزال تنفذ الكثير من الهجمات على أهداف في عمق إسرائيل وفي المياه الدولية لأهداف تابعة لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا وغيرها من السفن العابرة في البحر الأحمر بما يهدد حركة الملاحة الدولية.
على الجانب الآخر يعول الطرف الحوثي على مخزون كبير من الأسلحة النوعية والمسيرات والصواريخ الفرط صوتية، حيث يمتلك الحوثي صواريخ من نوع بركان 1 و2 إتش وبركان 3 وفلق وقاصف 1 وقاصف 2 كيه وراصد وقدس 1 وصياد وسجيل وكرار وطوفان وزلزال وجعران وقاهر 1 و2 وبدر 1 بي وبدر إف وتوشكا أو آر تي 21 وسكود سي وتيرميت بي 15 السوفيتيين وهواسنج 5 و6 الكوري الشمالي وسي 802 الصيني، وصواريخ كروز ومضادات السفن والزوارق المفخخة وصواريخ مضادة للسفن مثل مندوب 2 وسجيل والقدس وعاصف وفلق الإيراني وروبيز السوفيتي، كما يمتلك الحوثي مخزونا من الطائرات المسيرة مثل صماد 1 و2 و3 وهدهد 1 ورقيب وغيرها.
اقرأ أيضاًقصف حوثى يُسقط ويصيب 4 أطفال فى اليمن
الصحة العالمية: اليمن يواجه أسوأ أزمة كوليرا عالمية