مرتفع “عنيد” يتشكل فوق اوروبا ينذر بتوجه كتل باردة غير معتادة صوب المنطقة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
#سواليف
تواجه #القارة_الأوروبية في الآونة الأخيرة تأثيرات كبيرة نتيجة لسيطرة #مرتفع_جوي ضخم يمتد على مساحات واسعة من أراضيها. يعود سبب هذه الظاهرة إلى انخفاض الضغط الجوي في مركز #الدوامة_القطبية #الشمالية، مما أدى إلى سحب الهواء البارد نحو الشمال. هذه التغيرات ساهمت بشكل ملحوظ في تحفيز نشوء المرتفعات الجوية، التي تواصل تقدمها نحو القارة.
ساهم هذا المرتفع الجوي في توجيه أحواض وكتل هوائية باردة نحو شرق وغرب #البحر_الأبيض_المتوسط، مما أدى إلى انخفاض ملحوظ في درجات #الحرارة في أجزاء واسعة من بلاد الشام والسعودية والعراق ومصر ودول المغرب العربي. تأثرت #بلاد_الشام وما حولها بموجة باردة شرقية، مما حول #الأجواء إلى #باردة بشكل ملحوظ وغير معتاد خلال اليومين الماضيين مع درجات حرارة صغرى وصلت الى ما دون 6 درجات مئوية فوق المرتفعات الجبلية.
نلاحظ في الخريطة التالية انحراف درجات الحرارة عن المعدلات العامة في اجزاء واسعة من الشرق الاوسط وبصورة نادرة لمثل هذا الوقت من العام:
تشير آخر البيانات الجوية إلى استمرار تأثير الضغط الجوي المرتفع على القارة الأوروبية، حيث يُتوقع أن يتحرك المرتفع الجوي الأوزوري نحو أوروبا بحلول منتصف الأسبوع المقبل، ليلتقي بالمرتفع الجوي الموجود فوق القارة بالفعل. تجدر الإشارة إلى أن حدوث مثل هذه السيناريوهات يعد نادرًا، حيث تقتصر عادةً على فصل الشتاء، مما يثير تساؤلات عديدة حول التغيرات غير المعتادة في سلوك الضغوط الجوية الذي نشهده في الفترة الحالية.
مقالات ذات صلة “هجوم محدود”.. 10 أسئلة تشرح الهجوم الإسرائيلي على إيران 2024/10/26هذا التطور قد يؤدي إلى مزيد من الاستقرار في الأحوال الجوية فوق القارة الاوروبية،وبالمقابل ينتقل النشاط الجوي الى شرق وغرب البحر الابيض المتوسط من خلال ما نسميه في علم الارصاد الجوية ب ” الفلتات” وهي احواض باردة تستطيع العبور حول المنخفضات الجوية وتصل الى مناطقنا العربية.
كما أشرنا سابقًا، فإن هذا السلوك غير المعتاد في سلوك الضغوط الجوية في هذا الوقت من العام سيؤثر بشكل ملحوظ على طابع فصل الخريف في أجزاء واسعة من القارة الأوروبية. بالمقابل، تزداد فرص وصول كتل هوائية باردة وغير معتادة في مثل هذا التوقيت إلى منطقتنا العربية. لذلك، تتجه الأنظار نحو شهر نوفمبر المقبل وما سيحمله من تغييرات في الأحوال الجوية.
من المتوقع أن تشهد المنطقة تقلبات جوية ملحوظة غير معتادة ،مما يستدعي متابعة دقيقة للتنبؤات الجوية لمواكبة هذه التطورات المتغيرة، وفي حال استمرار هذه المنظومة خلال الفترة المقبلة فقد نشهد فصل شتاء مختلف وغير تقليدي قد يتميز بكثرة حالاته الماطرة والمثلجة بصورة اعلى من المعتاد.
على المدى القريب، تشير البيانات الجوية إلى احتمالية نشوء حالة من عدم الاستقرار الجوي، يصاحبها هطول أمطار رعدية، مع نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل ( نهاية الاسبوع ). من المتوقع أن تؤثر هذه الحالة على عدة دول، بما في ذلك الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر والسعودية والكويت.
ومع ذلك، حتى الآن، هناك تغييرات كبيرة في خرائط الطقس المتعلقة بهذه الحالة، حيث يتسم محور تفاعلها بتقلبات شديدة، مما يعوق إمكانية تقديم تفاصيل دقيقة عنها. لذلك، سنحتاج إلى الانتظار حتى تقترب الفترة وتتقارب المعطيات لنتمكن من تحديد أماكن هطول الأمطار وكمياتها التقديرية بدقة.
سنحرص على نشر التحديثات أولاً بأول عند صدورها، مع تمنياتنا للجميع بالسلامة. والله أعلى وأعلم.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف القارة الأوروبية مرتفع جوي الدوامة القطبية الشمالية البحر الأبيض المتوسط الحرارة بلاد الشام الأجواء باردة واسعة من
إقرأ أيضاً:
مستقبل ينذر بالخطر.. سوريا معرضة للتحول إلى دولة فاشلة دون احترام حقوق المرأة.. رفع هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب يجب أن يكون مشروطًا بإصلاحات أساسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصبحت سوريا، بعد سقوط نظام بشار الأسد، دولة ممزقة تكافح الفراغات في السلطة والفصائل المتنافسة. ومن بين هذه الفصائل، ظهرت هيئة تحرير الشام كقوة مهيمنة. وفي حين سعت هيئة تحرير الشام إلى إعادة صياغة نفسها من جذورها المتطرفة باعتبارها فرعًا من تنظيم القاعدة، فإن نهجها تجاه حقوق المرأة يثير مخاوف جدية بشأن التزامها بالإصلاح الحقيقي.
إن معاملة النساء في ظل هيئة تحرير الشام تقدم لمحة عن طموحات الجماعة الأوسع للحكم في سوريا. حتى قبل الإطاحة بالأسد، فرضت هيئة تحرير الشام قيودًا صارمة على لباس المرأة وتنقلها وأدوارها العامة في إدلب، مما أظهر رؤية قاسية تقوض الجهود الرامية إلى بناء مجتمع تعددي، الأمر الذى يتعين معه أن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لحماية حقوق المرأة باعتبارها حجر الزاوية للاستقرار والأمن في سوريا.
محرك للتطرفيسلط ساجان م. جوهيل، مدير الأمن الدولي في مؤسسة آسيا والمحيط الهادئ، الضوء على صلة بالغة الأهمية ولكنها غالبًا ما يتم تجاهلها، وهى كراهية النساء كأعراض ومحرك للتطرف العنيف. في سوريا، لا يشكل قمع حقوق المرأة انتهاكًا لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه قوة مزعزعة للاستقرار تعمل على إدامة العنف وعدم الاستقرار المجتمعي. تستخدم مجموعات مثل هيئة تحرير الشام الأيديولوجيات الأبوية لتعزيز السلطة، واستغلال المعايير التقليدية لتبرير استبعاد النساء من أدوار الحكم وصنع القرار.
تاريخيًا، اعتمدت الأنظمة المتطرفة والاستبدادية على كراهية النساء لتعزيز السيطرة. على سبيل المثال، شهدت عودة طالبان إلى السلطة في أفغانستان في عام ٢٠٢١ إعادة فرض القيود على تعليم النساء وتوظيفهن بسرعة. وبالمثل، استخدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" العنف القائم على النوع الاجتماعي كسلاح، واستعباد النساء ووصم الناجيات. في إيران ما بعد الثورة، وعد نظام آية الله الخميني في البداية بالحرية، لكنه سرعان ما قمع حقوق المرأة للقضاء على المعارضة وتشديد قبضته على السلطة.
سياسات قمعيةتعكس سياسات هيئة تحرير الشام في إدلب كراهية راسخة للنساء. فرضت المجموعة قواعد صارمة للزي، وتطلب من النساء ارتداء ملابس محافظة مثل النقاب. ويقابل عدم الامتثال بالغرامات، والتشهير العلني، أو الاحتجاز من قبل شرطة الأخلاق. كما يتم تقييد حركة النساء بشدة، مما يستلزم وجود ولي أمر ذكر للسفر أو الوصول إلى الأماكن العامة. في حين تدعي هيئة تحرير الشام دعم تعليم المرأة، فإن تطبيقها يقتصر على الموضوعات الدينية والمنزلية، مما يحد من التطور المهني ويحصر النساء في الأدوار التقليدية. وبالمثل، فإن فرص العمل مقيدة، حيث يُسمح للنساء فقط بالعمل في قطاعات محددة بدقة مثل التدريس أو الرعاية الصحية في بيئات منفصلة. تُمجِّد دعاية هيئة تحرير الشام النساء كمقدمات للرعاية والأمهات، وهو أمر ضروري لتربية المقاتلين في المستقبل. إن النساء اللواتي يتحدين هذا السرد يواجهن المضايقات والاعتقال والترهيب. وكثيرًا ما يتم عرقلة العاملين في المجال الإنساني، وخاصة أولئك الذين يقدمون الرعاية الصحية للأمهات، مما يؤدي إلى تفاقم ظروف النساء والأطفال في مناطق الصراع.
المجتمع الدوليبذل زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، جهودًا لتصوير المجموعة على أنها معتدلة وبراجماتية، وإبعادها عن ماضيها في تنظيم القاعدة. ومع ذلك، لا تزال حوكمة المجموعة متجذرة في مبادئ متشددة، مما يلقي بظلال من الشك على مزاعمها الإصلاحية. إن تاريخ الجولاني مع تنظيم القاعدة والتركيز الاستراتيجي لهيئة تحرير الشام على دمج نفسها في الثورة السورية يؤكدان على الحاجة إلى التدقيق.
تعيد العديد من الدول الغربية النظر الآن في تصنيف هيئة تحرير الشام كجماعة إرهابية، مع تفكير البعض في رفع العقوبات. ويحذر جوهل من أن مثل هذه التحركات يجب أن تكون مشروطة بإصلاحات ذات مغزى، وخاصة في حماية حقوق المرأة. إن معالجة كراهية النساء ليست مجرد ضرورة أخلاقية بل ضرورة استراتيجية في جهود مكافحة الإرهاب. إن تجاهل القمع القائم على النوع الاجتماعي يؤدي إلى إدامة دورات العنف وعدم الاستقرار.
تجنب الانحدارإن الفراغ في السلطة، كما رأينا في أفغانستان وليبيا والآن سوريا، يمهد الطريق غالبًا للأيديولوجيات المتطرفة والسيطرة الأبوية. يتعين على المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لحقوق المرأة في تعامله مع سوريا. وينبغي أن تكون المساعدات الخارجية والدعم لمجموعات مثل هيئة تحرير الشام مشروطة بضمانات التعليم والوصول إلى الرعاية الصحية والحماية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
يمكن للجهات الفاعلة الإقليمية أن تلعب دورًا محوريًا في دعم إصلاحات قطاع الأمن ومكافحة قضايا مثل الاتجار بالمخدرات. ويجب أن تشمل الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سوريا أيضًا تفكيك الأنظمة المعادية للنساء التي تغذي التطرف. في غياب الحماية المؤسسية القوية لحقوق المرأة، تخاطر سوريا باتباع مسار الدول الفاشلة مثل أفغانستان وليبيا. ويتعين على المجتمع الدولي أن يطالب أي حكومة سورية جديدة بالتخلي عن الإرهاب، وتفكيك مخزونات الأسلحة الكيميائية، وحماية حقوق الأقليات والنساء. إن كراهية النساء ليست من صنع الثقافة القويمة؛ بل هي محرك أساسي للتطرف. وتمكين المرأة أمر ضروري لكسر دورات العنف وضمان مستقبل مستقر وآمن لسوريا.