بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران..تنديد خليجي ودعم أمريكي ولامبالاة أوروبية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
توالت الردود بعد هجوم إسرائيل فجر السبت على إيران، الذي أدى حسب طهران إلى مقتل عسكريين اثنين والحقت "أضراراً محدودة" بمنشآتها العسكرية والمدنية.
في ما يأتي ردود الفعل الرئيسية: الولايات المتحدة حضت الولايات المتحدة إيران على التوقف عن مهاجمة إسرائيل لكسر دوامة العنف. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، إن "ردهم، أي الإسرائيليين، كان دفاعاً عن النفس وتجنب عمداً المناطق المأهولة وركز حصراً على أهداف عسكرية".العراق حذرت الحكومة من "مغبة النتائج الخطيرة" لصمت المجتمع الدولي" في مواجهة "السلوك الوحشي" لإسرائيل. وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان: "سبق للعراق أن حذر من مغبة النتائج الخطيرة جراء صمت المجتمع الدولي على السلوك الصهيوني الوحشي تجاه أهلنا في فلسطين، واعتداءاته على لبنان وسوريا، وكذلك العدوان الجديد على إيران". سوريا ندّدت سوريا بـ"العدوان الإسرائيلي السافر" على إيران، مؤكدة تضامنها معها ومع "حقها المشروع" في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها.
وأوردت وزارة الخارجية في بيان، أن سوريا "تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتؤيد حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وحياة مواطنيها".
وزارة الخارجية والمغتربين: #سورية تدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي السافر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتؤيد حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها وحماية أراضيها وحياة مواطنيها
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) October 26, 2024 دول الخليجونددت السعودية، والإمارات، وقطر، وعُمان بالهجوم على إيران، وناشدت الطرفين ضبط النفس. وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن "الاستهداف العسكري ضد إيران يعد انتهاكاً لسيادتها ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية"، مؤكدة أن السعودية على "موقفها الثابت في رفضها لاستمرار التصعيد في المنطقة وتوسع رقعة الصراع".
وأعربت الخارجية الإماراتية في بيان عن "قلقها العميق من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة" مشددة على "ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية".
الإمارات تُدين الاستهداف العسكري للجمهورية الإسلامية الإيرانيةhttps://t.co/AR1dKqQjE2 pic.twitter.com/m039hXRROi
— MoFA وزارة الخارجية (@mofauae) October 26, 2024من جانبها، استنكرت عُمان، "القصف الجوي الذي شنّته إسرائيل" معتبرة أنه "تصعيد يُغذي دوامة العنف ويقوّض الجهود الرامية للتهدئة" داعية المجتمع الدولي إلى "وضع حد لهذه الانتهاكات السافرة على أراضي دول الجوار الاقليمي".
وأعربت قطر عن إدانتها واستنكارها "الشديدين" لاستهداف إسرائيل لإيران، واعتبرت هذا العمل "انتهاكاً صارخاً لسيادة إيران وخرقاً واضحاً لمبادئ القانون الدولي".
وعبرت وزارة الخارجية، في بيان اليوم أوردته وكالة الأنباء القطرية، عن قلق دولة قطر البالغ من التداعيات الخطيرة التي قد تترتب على هذا التصعيد، وحثت جميع الأطراف المعنية على التحلي بضبط النفس وحل الخلافات بالحوار والطرق السلمية، وتجنب كل ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان اليوم السبت، إن القاهرة تشعر بقلق بالغ من "حالة التصعيد الخطيرة والمتسارعة" في الشرق الأوسط بما في ذلك الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران، وتستنكر "كل الإجراءات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة".
pic.twitter.com/3ZTb9lDhDY
— Egypt MFA Spokesperson (@MfaEgypt) October 26, 2024 المملكة المتحدة اعتبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أن على إيران تجنب الرد على الضربات الإسرائيلية، قائلاً:"علينا أن نكون واضحين للغاية أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، لكننا نحض جميع الأطراف على ضبط النفس، ولذلك أود أن أكون في غاية الوضوح اليوم، على إيران تجنب الرد". باكستانونددت باكستان "بشدة" بالضربات الإسرائيلية وحملت إسرائيل، التي لا تعترف بها "المسؤولية كاملة عن تصعيد النزاع وتوسعه". وشددت وزارة الخارجية الباكستانية على أن "الضربات تقوض مسار السلام والاستقرار الإقليمي".
وفي المقابل قابلت العواصم الأوروبية الهجوم على إيران، وتداعياته المحتملة بالصمت واللامبالاة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة إيران إسرائيل إيران وإسرائيل الولايات المتحدة السعودية مصر فی الدفاع عن نفسها وزارة الخارجیة على إیران
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من قلق طويل الأمد بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران.. ما السبب؟
شدد تقرير نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من قلق طويل الأمد في المنطقة بعد "المكاسب التكتيكية" التي حصلت عليها دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد هجومها على إيران، مشيرا إلى أن طهران قد تجد أنه لم يتبق لديها سوى دفاع واحد: السباق للحصول على سلاح نووي.
وقال كاتبو التقرير الذي ترجمته "عربي21"، وهم ديفيد سانغر وإريك شميت ورونين بيرغمان وفرناز فصيحي، إنه عندما انطلقت الطائرات المقاتلة الإسرائيلية من المدرجات ليلة الجمعة، في رحلة بطول ألف ميل إلى إيران، كانت تتجه نحو مجموعتين رئيسيتين من الأهداف: الدفاعات الجوية التي تحمي طهران، بما في ذلك قيادة إيران، وخلاطات الوقود العملاقة التي تصنع الوقود لأسطول الصواريخ الإيراني.
وأضاف أن القادة العسكريين الإسرائيليين، خلصوا في مكالمات مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الثالث وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين، إلى أن تدمير الدفاعات الجوية من شأنه أن يجعل قادة إيران يخشون عدم إمكانية الدفاع عن طهران نفسها. وكان هذا الشعور بالضعف مرتفعا بالفعل، بعد أن قضت إسرائيل على قيادة حماس وحزب الله.
كان العنصر المفاجئ بالنسبة للإيرانيين هو مجموعة من الضربات التي أصابت نحو عشرة خلاطات وقود، وأدت إلى تدمير الدفاعات الجوية التي تحمي العديد من مصافي النفط والبتروكيماويات الحيوية، وفقا لمسؤول أمريكي كبير ومسؤولين دفاعيين إسرائيليين تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة التخطيط الداخلي، وفقا للتقرير.
وذكر التقرير أنه بدون القدرة على خلط الوقود، لا تستطيع إيران إنتاج المزيد من النوع من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها قواتها على إسرائيل في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، وهو الاستفزاز المباشر للضربة الإسرائيلية. وقد يستغرق الأمر أكثر من عام لاستبدالها من الموردين الصينيين وغيرهم.
بحلول يوم السبت، زعم المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون تحقيق نجاح كبير، ولكن وراء الرضا عن المكاسب التكتيكية يكمن قلق أطول أجلا. مع أكوام مشتعلة من الدفاعات الجوية الإيرانية المصنعة في روسيا، يخشى كثيرون أن يستنتج القادة الإيرانيون أنهم لم يتبق لديهم سوى دفاع واحد: السباق للحصول على سلاح نووي.
وقال معدو التقرير إن هذا هو بالضبط ما كان الاستراتيجيون الأميركيون يحاولون تجنبه بشكل يائس لمدة ربع قرن، باستخدام التخريب والهجمات الإلكترونية والدبلوماسية لمنع طهران من عبور العتبة لتصبح قوة مسلحة نوويا بالكامل.
بدا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي حذر "إسرائيل" علنا قبل ثلاثة أسابيع من تجنب ضرب المواقع النووية والطاقة الإيرانية خوفا من تصاعد الصراع إلى حرب إقليمية، راضيا، للمرة الأولى، عن أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمع إليه.
وقال بايدن للصحفيين يوم السبت بعد تلقي تقييم استخباراتي مع نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي لم تكن تتوقع حربا متوسعة في الشرق الأوسط بينما هي في الأيام العشرة الأخيرة من حملتها الرئاسية: "يبدو أنهم لم يضربوا شيئا سوى أهداف عسكرية".
وقال: "آمل أن تكون هذه هي النهاية".
وبحسب التقرير، فإن ذلك يبدو أنه غير مرجح. حتى مساعدو بايدن أنفسهم يشتبهون في أن قادة إيران، جزئيا بسبب كبريائهم المجروح، لن يسمحوا ببساطة للهجوم المضاد بالمرور. وأمر بايدن القوات الأميركية في المنطقة بأن تكون في حالة تأهب قصوى، وخاصة تلك الموجودة في العراق وسوريا والتي قد تكون أهدافا للانتقام الإيراني. وفي الأسبوع الماضي، وضعت القوات الأمريكية وحدة دفاع جوي إضافية تم إرسالها إلى إسرائيل، وملأ الضجيج أجواء الخليج مع وصول أسراب إضافية من الطائرات العسكرية لتعزيز قوة جوية كبيرة موجودة.
وورد أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي كان يجتمع مع كبار قادة الحرس الثوري الإسلامي لتحديد خطواته التالية واتخذ نبرة مدروسة في تصريحاته الأولى بشأن الهجمات، قائلا إنه لا ينبغي "تضخيمها أو التقليل من شأنها". وبصرف النظر عن التحذيرات الغامضة القاسية من المسؤولين الإيرانيين الآخرين بشأن الدفاع عن سيادة الأمة، لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة على اتخاذ أي قرار بشأن الرد.
ونقل التقرير عن دانا سترول، المسؤولة السابقة عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، وهي الآن زميلة بارزة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قولها "لقد أظهر الإسرائيليون للتو قدرات غير عادية، مع الحفاظ على دقة ضرباتهم المعقدة متعددة الموجات ومعايرة بعناية. من خلال استهداف المنشآت العسكرية فقط والضرب في وقت من اليوم مصمم لتجنب وقوع خسائر كبيرة، تم منح الإيرانيين مسارا لخفض التصعيد".
وأضافت سترول أن إيران إذا اختارت التصعيد فإن منشآتها العسكرية والقيادية والنووية الحيوية سوف تكون أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى. وأضافت: "إن الطاولة مهيأة لخفض التصعيد إذا اختارت إيران القيام بذلك. وإلا فإن الرد الإسرائيلي القادم سوف يكون أكثر تدميرا".
وأكد أربعة مسؤولين أميركيين وثلاثة مسؤولين دفاعيين إسرائيليين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة التخطيط السري، هذا التقييم.
وبحسب التقرير، فإنه حتى إذا قررت إيران عدم شن ضربة صاروخية أخرى على إسرائيل ــ وخاطرت بأن تعود القوات الجوية الإسرائيلية لتسبب المزيد من الضرر، بما في ذلك البنية الأساسية للطاقة الحيوية للاقتصاد الإيراني المنهك ــ فإن قادتها لديهم خيار آخر. علنا أو سرا، يمكنهم عكس الحظر الظاهري الذي فرضه آية الله على بناء سلاح نووي.
ولم تكن البلاد قط أقرب إلى العتبة النووية. الآن تمتلك إيران مخزونات أكبر من اليورانيوم الذي يقترب من درجة القنبلة مقارنة بأي وقت مضى منذ بدأت في تجربة المفاعلات النووية الصغيرة، بما في ذلك المفاعل الذي قدمته الولايات المتحدة للشاه، قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
وبناء على تقارير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة تفتيش أنشأتها الأمم المتحدة، تمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم متوسط التخصيب لإنتاج ثلاثة إلى أربعة أسلحة. وذلك بفضل طفرة الإنتاج التي بدأت بعد وقت قصير من انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018. وحتى تلك النقطة، كانت إيران ملتزمة بحدود الإنتاج الضيقة التي وافقت عليها كجزء من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه مع إدارة أوباما، والذي رفع العقوبات في المقابل.
لكنها أمضت السنوات الأربع الماضية في الانخراط في ترقية تقنية حادة، حيث تتخلى النخبة الحاكمة في البلاد عن إصرارها المستمر منذ عقود على أن البرنامج النووي للبلاد سلمي تماما. الآن هي على "عتبة" ان تصبح قوة نووية، قادرة على تخصيب وقودها بشكل أكبر لصنع يورانيوم صالح للاستخدام في القنبلة في غضون أيام أو أسابيع.
ولكن من الواضح أن هذا ليس هو الحال. فقد يستغرق الأمر وقتا أطول كثيرا، ربما أكثر من 18 شهرا، لتحويل هذا الوقود إلى رأس حربي، على افتراض أن إيران لن تحصل على مساعدة من قوة نووية راسخة ــ مثل روسيا، أكبر زبائنها للمسيّرات، أو كوريا الشمالية، التي عملت معها عن كثب على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، حسب التقرير.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المسؤولين الأميركيين يقولون حتى الآن إنهم لا يرون أي دليل على قرار سياسي من جانب الإيرانيين بالتسابق للحصول على سلاح نووي. ولكن كما قال أحد كبار المسؤولين الأميركيين، فإن الدول تبني الأسلحة النووية عندما تشعر بالضعف. واليوم، هذا هو بالضبط الشعور الوطني لدى إيران.
وبحسب التقرير، فقد ركز بايدن بشدة على البرنامج النووي الإيراني منذ أيامه في مجلس الشيوخ، وكان مشاركا رئيسيا في مناقشات إدارة أوباما حول استخدام سلاح سيبراني، أطلق عليه فيما بعد اسم ستوكسنت، لتدمير أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية في نطنز.
وفي الأيام التي أعقبت الضربة التي شنتها إيران في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، والتي جاءت بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله في غارة جوية في لبنان، كان بايدن صريحا في تحذير إسرائيل من ضرورة إبقاء مواقع الطاقة والمواقع النووية خارج قائمة الانتقام.
لقد احتفى المسؤولون الإسرائيليون بحقيقة أن الهجوم الإيراني لم يخلف سوى القليل من الضرر، على الرغم من أن بعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين قالوا إنهم كانوا محظوظين لأنهم نجوا من دمار أسوأ. في البداية، كانت قيادة إسرائيل تميل إلى الرد بضرب الأصول الإيرانية الثمينة. لكنها قلصت من ذلك بعد وقت قصير من تصريح بايدن بأنه لن يدعم أي ضربة مضادة يمكن أن تؤدي إلى حرب إقليمية أوسع.
عندما سأل أحد المراسلين بايدن على وجه التحديد عن ضرب المنشآت النووية الإيرانية - وهي العملية التي تدربت عليها القوات الإسرائيلية كثيرا - أوضح الرئيس أنه سيعتبر ذلك تجاوزا للحد.
وقال: "الإجابة هي لا". وأشار إلى أنه دعا زعماء مجموعة الدول السبع، التي تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وكندا، وأضاف أن "جميعنا السبعة متفقون على أن لديهم الحق في الرد، ولكن يجب أن يستجيبوا بشكل متناسب".
ويصر المسؤولون الإسرائيليون، وفقا للتقرير، على أنهم اتخذوا قراراتهم بأنفسهم بشأن ما سيضربونه، ولم يستسلموا للضغوط الأمريكية عندما اختاروا الأهداف. لكنهم عرضوا إعطاء تحذير مسبق بشأن توقيتهم وخططهم ــ وهو ما فشلوا في القيام به في بعض الضربات السابقة ــ ووافقت الولايات المتحدة على تجديد مخزون الأسلحة المسحوبة بسرعة للضربة. واعترف بايدن للصحافيين قبل أسبوع بأنه كان على علم بالتوقيت والأهداف.
ومع ذلك، كان هناك قدر كبير من النقاش خلف الكواليس حول كيفية تضييق نطاق الهجوم. ففي التاسع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، أمضى أوستن معظم استراحة الغداء خلال اجتماع أمني لمجموعة الدول السبع في نابولي يتحدث هاتفيا مع يوآف غالانت، نظيره الإسرائيلي، الذي كان مسؤولا عن صياغة استراتيجية إسرائيل. وما نتج عن سلسلة المحادثات كان خطة مصممة لردع إيران عن الانتقام من خلال تعريض القيادة والمنشآت العسكرية والطاقة لضربة مضادة سريعة. ولكن مهاجمة خلاطات الوقود أرسلت رسالة إضافية: ستركز إسرائيل على شل قدرة إيران على توسيع أسطولها الصاروخي القوي.
وذكر التقرير أنه كان على الإسرائيليين أيضا أن يتفاوضوا حول العديد من العقبات الدبلوماسية بعد أن حثت إيران الدول المجاورة على عدم السماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام مجالها الجوي لشن هجوم. وقد امتثلت العديد من الدول، بما في ذلك الأردن، التي شاركت في اعتراض الصواريخ الإيرانية في نيسان/ أبريل. (ويقول الأردنيون إنهم سيساعدون في الدفاع عن إسرائيل، لكنهم يمتنعون عن المشاركة في الضربات الهجومية أو السماح للإسرائيليين بالتحليق فوق أراضيهم).
وفي النهاية، لم يحلق الإسرائيليون فوق الأردن. لقد مروا بشكل رئيسي عبر سوريا، وبدرجة أقل، عبر المجال الجوي العراقي، الذي أطلقوا منه النار على إيران، وفقا لبيان صادر عن القوات المسلحة الإيرانية. ورفض المسؤولون الأميركيون الكشف عن نوع الترتيبات التي تم اتخاذها ــ إن وجدت ــ مع الحكومة العراقية، وأحالوا جميع الأسئلة إلى الإسرائيليين.
والخلل الوحيد كان في التوقيت: فقد تسبب سوء الأحوال الجوية فوق الأهداف في تأخير الضربات الإسرائيلية لبضعة أيام، كما قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
وفي يوم السبت، أبدى أعضاء اليمين في ائتلاف نتنياهو أسفهم لأن الضربات لم تذهب بعيدا بما فيه الكفاية.
وقال إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي المتشدد، الذي حث نتنياهو على الذهاب مباشرة إلى موقع الإنتاج النووي الإيراني، إن هجوم يوم السبت يجب اعتباره "ضربة افتتاحية".
ولكن في حين يعتبر بن غفير من أقصى اليمين، فقد انضم إليه في الانتقاد يائير لابيد، زعيم المعارضة البرلمانية الوسطى. وأشار إلى أن نتنياهو ارتكب خطأ في الاستجابة لتحذيرات بايدن.
وقال إن "القرار بعدم استهداف الأهداف الاستراتيجية والاقتصادية في إيران كان خطأ. كان بوسعنا، بل كان ينبغي لنا، أن نجعل إيران تدفع ثمنا أعلى كثيرا".