بعد الهجمات الإسرائيلية.. هل ترد إيران على تل أبيب؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان الهجوم الإسرائيلي على إيران متوقعا منذ أن أطلقت الأخيرة نحو 200 صاروخ باليستي على إسرائيل قبل نحو شهر.
وفي بيان أعلن فيه بدء العملية يوم السبت، قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، إن إسرائيل لديها "الحق والواجب" في الرد وإن قدراتها الدفاعية والهجومية تم حشدها بالكامل.
ماذا استهدفت الضربات الإسرائيلية؟
أكدت وسائل إعلام رسمية إيرانية سماع دوي انفجارات في غرب طهران، ولكن لا يوجد وضوح حتى الآن بشأن الأهداف على وجه التحديد، وما إذا كانت إسرائيل قد ضربتها بنجاح.
وقالت مواقع إخبارية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن بعض القواعد العسكرية في غرب وجنوب غرب العاصمة الإيرانية تم استهدافها.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، إن الضربات الجوية الإسرائيلية استهدفت أيضا بعض المواقع العسكرية في المناطق الوسطى والجنوبية من سوريا.
تأثير الهجوم
ولقد نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صورة له في مركز العمليات في المقر العسكري أثناء الهجوم.
وفي الوقت الحالي، تقلل وسائل الإعلام الإيرانية من تأثير الهجوم، ومن المرجح أن تتكشف طبيعة ما حدث بشكل تدريجي من قبل السلطات الإيرانية، وقد تتحرك إسرائيل بسرعة أكبر للكشف عن تفاصيل هجومها، ولكن هذا قد يعتمد على ما إذا كانت تخطط لتنفيذ موجة أخرى أم لا.
وأصدر البنتاجون إحاطة تفيد بأن الولايات المتحدة كانت على علم بخطط إسرائيل مسبقًا وأنه لم يكن هناك أي تدخل أمريكي في العملية، وهذا مهم في جهود واشنطن لمحاولة منع الصراع بين إسرائيل وإيران من التصعيد إلى مواجهة قد تقترب من الحرب الشاملة.
استجاب إسرائيل لتحذيرات واشنطن
ستنتظر الولايات المتحدة أيضًا حتى تهدأ الأمور لمعرفة ما إذا كانت أهداف إسرائيل تقتصر على الأهداف العسكرية أو تتجاوز ذلك لتشمل منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وهو ما قد يؤدي إلى رد فعل كبير آخر من طهران.
في الوقت الحالي، ربما استجابت إسرائيل لتحذيرات واشنطن وكبحت بعض خططها الأكثر طموحًا لإحداث أقصى قدر من الألم للسلطات الإيرانية، الآن الأمر متروك للقيادة الإيرانية لتقرر كيفية الرد.
وقالت وكالة أنباء تسنيم شبه الرسمية، إنه لا شك أن إسرائيل ستواجه ما أسمته "رد فعل متناسب"، وقال الجيش الإسرائيلي بالفعل إنه إذا ارتكبت إيران ما أسماه خطأ بدء جولة جديدة من التصعيد، فسوف تكون ملزمة بالرد.
قدرات الشعب الإيراني
في بيان صدر يوم السبت عقب الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران خلال الليل، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران "تمتلك الحق والواجب في الدفاع عن نفسها ضد الأعمال العدوانية الأجنبية، وفقاً للحق المشروع في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة".
وأضاف البيان: "تؤكد إيران أنها ستستخدم كافة قدرات الشعب الإيراني، سواء المادية أو الروحية، لحماية أمنها ومصالحها الحيوية.
كما تشدد على التزامها بالحفاظ على السلام والأمن الإقليميين، وتلفت الانتباه إلى المسؤولية المشتركة لجميع دول المنطقة في الحفاظ على الاستقرار".
الضربات محرجة لإيران
وفي هذا السياق، قال الخبير بالشئون الدفاعية، مالكولم ديفيس، إن الضربة الإسرائيلية، السبت، محرجة لإيران، لكن طهران قد تمتنع عن الرد العنيف.
وأضاف ديفيس وهو كبير المحللين في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، إنه في حين أبقت إسرائيل على هجومها "محدودا" و"دقيقا"، إلا أنه كان "محرجا بالتأكيد" لإيران.
وتابع قائلا: “لكن السؤال هو: هل يريدون حقاً السير في طريق شن هجوم انتقامي ضد إسرائيل بسبب هذا الهجوم بالذات ثم رؤية إسرائيل ترد قائلة: ”حسناً، كل الرهانات متوقفة‘، وتبدأ بملاحقة المنشآت النووية الإيرانية والمنشآت النفطية".
إسرائيل أرسلت رسالة
استطرد أن إسرائيل قد تستهدف أيضًا أعضاء في قيادة طهران، قائلا: "لذلك أعتقد أن مصلحة إيران هنا هي في الأساس تلقي هذه الضربة والتراجع وقبول حقيقة أن إسرائيل شنت هذا الهجوم".
وذكرت مصادر أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى إيران يوم الجمعة قبل غاراتها الجوية الانتقامية تحذر فيها الإيرانيين من الرد، وفقًا لما قاله ثلاثة مصادر مطلعة على القضية لموقع أكسيوس.
وقالت المصادر إن الرسالة الإسرائيلية كانت محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين إسرائيل وإيران ومنع تصعيد أوسع.
إيران هزمت الهجوم الإسرائيلي
قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن ثلاث موجات من الغارات الجوية وقعت صباح يوم السبت بالتوقيت المحلي.
وركزت الموجة الأولى على نظام الدفاع الجوي الإيراني وركزت الموجتان الثانية والثالثة على قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار ومواقع إنتاج الأسلحة.
وقالت إيران إنها هزمت الهجوم الإسرائيلي وأن "أضرارًا محدودة" فقط لحقت بأهداف عسكرية في جميع أنحاء البلاد.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الهجوم كان ردًا على هجوم الصواريخ البالستية الإيراني الضخم في الأول من أكتوبر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إيران الهجوم الإسرائيلي المتحدث العسكري الإسرائيلي أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
تحليل لهآرتس عن تحقيقات 7 أكتوبر: حماس تفوقت على الجيش الإسرائيلي
سلط تحليل جديد لصحيفة هآرتس نشر اليوم الثلاثاء الضوء على من سلسلة من الإخفاقات الفادحة التي عانى منها الجيش الإسرائيلي في تصديه لهجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
واستند التحليل الذي كتبه المحلل العسكري للصحيفة عاموس هرئيل على التحقيقات الجزئية التي أجراها ضباط نظاميون واحتياطيون برتب تتراوح بين عقيد ومقدم في جيش الاحتلال.
وخلص إلى أن هذه التحقيقات كشفت عن سلسلة من الأخطاء الإستراتيجية والتكتيكية التي أدت إلى واحدة من أسوأ الهزائم العسكرية في تاريخ إسرائيل، وأظهرت صورة قاتمة لتراجع المعايير الأمنية والإجراءات الدفاعية على طول حدود غزة.
انهيار سريع للخطوط الأماميةويرى هرئيل أن الهجمات التي نفذتها كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على كيبوتس كفار غزة ومعسكر نحال عوز، والتي أدت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف الإسرائيليين، فضلاً عن عمليات الأسر الواسعة "تدل على أن الإخفاقات لم تكن فقط نتيجة عنصر المفاجأة، بل كانت متجذرة في تراجع الالتزام بالإجراءات العسكرية الأساسية، مما أدى إلى انهيار سريع للخطوط الدفاعية الإسرائيلية".
ويكشف المحلل العسكري أن حماس استغلت ضعف الجاهزية العسكرية للجيش الإسرائيلي على الحدود، حيث تسببت الهجمات المتزامنة في شل قدرات الوحدات المدافعة في الساعات الأولى، حيث عانت المستوطنات والمواقع العسكرية من نقص في القوات المدربة والجاهزة للرد على الهجوم.
إعلان"فعلى سبيل المثال، في كيبوتس كفار غزة، واجه 14 مقاتلا من قوة الطوارئ هجومًا شرسًا من 250 مقاتلًا فلسطينيًا، مما أدى إلى مقتل نصف المدافعين في الساعات الأولى. ولم يكن هناك أي جندي إسرائيلي في الخدمة الفعلية داخل الكيبوتس وقت الهجوم، باستثناء العميد يسرائيل شومر، الذي كان في منزله دون سلاح واضطر إلى القتال بسكين مطبخ قبل أن يحصل لاحقًا على سلاح من أحد القتلى".
أما في معسكر نحال عوز العسكري، فيقول المحلل العسكري إن "الصورة كانت أكثر قتامة، على الرغم من وجود نحو 90 جنديًا مسلحًا، معظمهم من كتيبة جولاني الثالثة عشرة".
وتشير التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي إلى أن "حماس أدركت أن المعسكر يشكل مركز ثقل حيوي في تشكيل جيش الدفاع الإسرائيلي، ولذلك خصص مخططو الجناح العسكري لحماس 15 دقيقة بين عبور الحاجز في السياج والوصول إلى الأسوار العالية المحيطة بالمعسكر، وتمسكوا بخطتهم، حتى انهار المعسكر بالكامل".
ويقول إن "الإعداد الدفاعي كان ضعيفًا، مقابل حماس، التي تدربت لسنوات على السيطرة على المخيم، ونجحت في اختراق الدفاعات بسهولة نسبية، وقامت بإطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون في الدقائق الأولى من الهجوم، مما أدى إلى تفاقم حالة الشلل التي عانت منها القوات الإسرائيلية.
تفوق تكتيكي لحماسويسلط هرئيل الضوء على أن التحقيقات أظهرت أن حماس لم تكتفِ بالمفاجأة العسكرية، بل نجحت في فرض تفوق تكتيكي عبر تنسيق محكم بين وحداتها، حيث تمكنت من استغلال نقاط الضعف في البنية الدفاعية الإسرائيلية.
فمثلاً، في معسكر نحال عوز، الذي كان يضم نحو 90 جنديًا من كتيبة جولاني الثالثة عشرة، استطاعت المقاومة اختراق الدفاعات بسبب تصميم الجدران التي احتوت على نقاط ضعف مكشوفة.
ويعتبر أيضا أن "تدريب حماس الطويل على السيطرة على المخيمات العسكرية كان عاملاً حاسمًا، إذ أنشأت نموذجًا مصغرًا لمعسكر نحال عوز لتدريب مقاتليها على الهجوم، وهو ما ساعدهم على تنفيذه بدقة. وعند بدء الهجوم، أطلقت المقاومة مئات الصواريخ وقذائف الهاون، مما شل قدرات الجيش الدفاعية ودفع العديد من الجنود إلى الاختباء، متجاهلين خطر الهجوم البري القادم من الغرب".
إعلانويكشف هرئيل أن حماس كانت قد خططت مسبقًا لإعاقة أي تعزيزات عسكرية إسرائيلية عبر نشر كمائن على الطرق المؤدية إلى المستوطنات المستهدفة، مما أبطأ بشكل كبير من وصول القوات الإسرائيلية لمناطق الاشتباك.
وبحلول الوقت الذي تمكنت فيه هذه القوات من التدخل، كانت المقاومة الفلسطينية قد أنجزت معظم أهدافها، سواء في القتل أو الأسر أو تدمير المواقع العسكرية.
ويعتبر التحليل العسكري أن "حماس أثبتت قدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ومتعددة الجوانب، وهو ما يشير إلى تطور نوعي في قدراتها العسكرية والتخطيطية".
غياب التحذير الاستخباراتيوتشير التحقيقات إلى أن الجيش الإسرائيلي كان على علم ببعض المؤشرات التحذيرية قبل الهجوم، لكن لم يتم التعامل معها بجدية. فقد كانت هناك تقارير استخباراتية عن نشاط غير معتاد على حدود غزة، لكن القيادات العسكرية لم تولها الاهتمام الكافي، ولم يتم تمريرها إلى الوحدات المنتشرة في الميدان.
ويكشف تحليل هآرتس أن أنظمة القيادة والسيطرة انهارت بالكامل في اللحظات الحاسمة، مما جعل التنسيق بين الوحدات شبه مستحيل، كما يؤكد أن فرقة غزة العسكرية تم تحييدها عمليًا خلال أول ساعتين من الهجوم، مما جعل القوات الميدانية في وضع حرج من حيث القدرة على التنظيم والرد.
عوضا عن ذلك، يظهر تحليل أداء الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم أن الفشل لم يكن محصورًا في ساحة المعركة فقط، بل كان نتيجة تراكم طويل من الإهمال في الاستعدادات الدفاعية.
وكانت هناك ثغرات كبيرة في التجهيزات العسكرية، حيث لم تكن الوحدات تمتلك مخزونًا كافيًا من القنابل اليدوية، والصواريخ المضادة للدبابات، والأسلحة الرشاشة اللازمة لصد هجوم واسع النطاق.
ويقرر المحلل العسكري أن هذا التحقيق هو من بين أكثر التقارير العسكرية الإسرائيلية صراحةً في الإقرار بحجم الإخفاقات التي واجهها الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2003، "فقد أبرزت النتائج أن الجيش لم يكن مستعدًا لمثل هذا النوع من الهجمات المنسقة، وأن ثقافة الاستهتار والتهاون في الالتزام بالإجراءات العسكرية كانت أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذه الكارثة".
إعلانويخلص هرئيل إلى وجود تراجع مهم في قدرات الجيش الإسرائيلي من خلال إيراد شهادة أحد المحققين، والذي قال "لقد نسينا في الجيش الإسرائيلي كيف ندافع"، ويعتبر أن هذا التراجع كان واضحًا بشكل خاص على حدود غزة، حيث أدى بناء الحاجز تحت الأرض ضد الأنفاق إلى غرس ثقة مفرطة في القادة، مما أدى إلى الاعتقاد بأن الحدود أصبحت منيعة تقريبًا.
ويضيف أن التحقيقات أظهرت أيضًا أن القوات لم تكن مستعدة لسيناريو متطرف، حيث يقتحم أكثر من 5 آلاف مسلح أكثر من 100 نقطة إسرائيلية على حدود غزة.
ويقول "حتى عندما بدأت الكارثة تتكشف أمام أعينهم، واجهت القادة صعوبة في تصور الأسوأ الذي كان ينتظرهم".
ويختم التحليل بالتأكيد على أن القيادة العسكرية الإسرائيلية تواجه الآن تحديًا كبيرًا في إعادة بناء الثقة داخل الجيش وبين الجمهور الإسرائيلي بعد أن كشفت التحقيقات المستمرة المزيد من التفاصيل الصادمة عن مدى هشاشة البنية الدفاعية على حدود غزة".