فرقة متعددة الجبهات تتبع القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، تُعرف بـ"الفرقة المدرعة"، يقع مقرها في مستوطنة معاليه إفرايم، يضم شعار الفرقة صورة مدفعية تخرج ألسنة لهب، في إشارة إلى مهمتها الأساسية المتمثلة في القصف المدفعي.

نشأة وتأسيس الفرقة 162

بداية كانت الفرقة 162 فرقة احتياطية، شاركت في عدد من الحروب منها حرب الأيام الستة "نكسة 1967"، وحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

تحولت عام 1979 إلى فرقة نظامية تابعة للقيادة الجنوبية، وبعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع مصر نُقلت إلى القيادة المركزية، ثم عادت مرة أخرى إلى القيادة الجنوبية عام 2016 بهدف تعزيز القدرة الهجومية لقوات الجيش الإسرائيلي.

وفي الحفل الرسمي الذي أقيم بمناسبة نقل الفرقة، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك غادي آيزنكوت إن "هذه الفرقة ستعمل حيثما نحتاج إليها".

وللفرقة القدرة على تنفيذ معارك دفاعية وهجومية في مختلف ساحات قتال الجيش الإسرائيلي وفي أوقات الطوارئ وعلى جميع الجبهات.

لدى الفرقة تقليد متمثل في زراعة أشجار الزيتون، إذ يزرع كل قائد بعد انتهاء خدمته شجرة زيتون في شارع القادة بساحة مدخل مقر الفرقة.

قائد الفرقة 162 إيتسيك كوهين مع فرحان القاضي الذي قالت إسرائيل إنه رهينة "حررته" من أنفاق رفح (الجيش الإسرائيلي) أبرز قادة الفرقة 162 أبراهام آدان باران

من أوائل قادة الفرقة 162 وأحد القائمين على تأسيسها، قادها أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، ولد عام 1926، وانضم إلى قوات البالماخ وهو ابن الـ17 عاما، وشارك في حرب النكبة عام 1948.

خرج من الخدمة في الجيش الإسرائيلي عام 1952، لكنه عاد مرة أخرى بعد 4 سنوات وشارك في العدوان الثلاثي على مصر وتولى قيادة كتيبة الدبابات "82".

يسرائيل تال

ولد عام 1924 في بئر توفيا، التحق بالجيش البريطاني عام 1942، وشارك في معارك الكتيبة الثانية من اللواء اليهودي على الجبهة الإيطالية عام 1945.

انضم إلى "الهاغاناه" عام 1946، وفي حرب الأيام الستة تولى قيادة الفرقة 162، التي احتلت المنطقة من قطاع غزة إلى قناة السويس على المحور الشمالي.

استدعي عام 1972 للخدمة ليصبح نائب رئيس الأركان، وفي نهاية حرب أكتوبر أصبح قائد الجبهة الجنوبية.

أنهى خدمته في الجيش الإسرائيلي في أبريل/نيسان 1974، وعُين في وزارة الدفاع مستشارا لشمعون بيريز، وكان مسؤولا عن إنتاج الأسلحة.

حروب شاركت فيها الفرقة 162 حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973

عرفت هذه الحرب باسم "حرب أكتوبر"، وأطلقت عليها إسرائيل اسم "حرب يوم الغفران".

بدأت يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 بشن القوات المصرية والسورية هجمات منسقة على قوات الاحتلال الإسرائيلي في سيناء مصر ومرتفعات الجولان.

في سيناء سقطت الفرقة المدرعة 252 وفقدت 200 دبابة من أصل 300 في بداية الهجوم، وفي تلك اللحظة وقعت مهمة الدفاع على عاتق الفرقة المدرعة الاحتياطية 162 التابعة للقيادة الجنوبية.

كانت مهمتها الأساسية تتمثل في دعم الوحدات الإسرائيلية الأخرى على خط بارليف، لكنها واجهت تحديات كبيرة وغير متوقعة بسبب التفوق التكتيكي والتخطيط المحكم للقوات المصرية.

ضمت الفرقة 162 عددا من الألوية المدرعة المزودة بأنواع من الدبابات الأميركية، إضافة لقوات المدفعية والمدرعات، ورغم ذلك كانت تفتقر إلى القدرة القتالية المتكاملة لهزيمة المصريين.

كان لقادتها تجارب قتالية وخبرة واسعة على مستوى الكتائب والألوية، الأمر الذي ساعدهم في فهم إستراتيجيات هذه الحرب.

دخلت الفرقة الحرب يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 1973 وقادت 183 دبابة بهدف القضاء على نقاط ضعف الجيش المصري، لكنها واجهت عدة صعوبات بسبب نجاح الجيش المصري في عبور قناة السويس واقتحام خط بارليف، مما أجبر الفرقة 162 على إعادة تقييم خططها الدفاعية.

ورغم محاولاتها للمناورة واستعادة زمام المبادرة، فإن القوات الإسرائيلية واجهت تحديات كبيرة في القتال ضد الجيش المصري الذي كان أكثر استعدادا وتخطيطا.

في نهاية الحرب واجهت الفرقة 162 خسائر كبيرة في الدبابات والجنود نتيجة نقص الاستطلاع الكافي وضعف آلياتها ومدرعاتها، إضافة إلى تكتيكات المشاة المصريين التي كانت مدعومة بصواريخ مضادة للدبابات.

حرب يوليو/تموز 2006

دخلت الفرقة 162 الحرب في يومها الثامن عشر، وشاركت في المعارك ضد حزب الله حتى أغسطس/آب في القطاع الغربي لجنوب لبنان وشمال بنت جبيل.

وصلت الفرقة نهر الليطاني، وهو النقطة الإستراتيجية التي تفصل مناطق نفوذ حزب الله في جنوبي لبنان عن وسط البلاد.

واشتبكت مع مقاتلي الحزب في مناوشات متقطعة استمرت حتى 27 سبتمبر/أيلول 2006.

السيوف الحديدية 2023-2024

اعتمد الجيش الإسرائيلي منذ بداية الاجتياح البري لقطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 على الفرقة 162 بقيادة العميد إيتسيك كوهين.

في أبريل/نيسان 2024 أعلن الجيش أن الفرقة 162 بدأت عملية عسكرية مباغتة وسط القطاع، مشيرا إلى أن العملية تنفذها مجموعة القتال التابعة للواء 401، ومجموعة القتال التابعة للواء ناحال، والوحدات الأخرى تحت قيادة الفرقة 162.

وفي مايو/أيار 2024 قادت الفرقة العمليات العسكرية على مدينة رفح جنوبي القطاع بهدف فرض سيطرتها على معبر رفح.

خصص الجيش الإسرائيلي لهذه العملية 5 ألوية بقيادة الفرقة 162، وهي لواء مدرع 401 ولواء 933 نحال ولواء 12 النقب من فرقة سيناء 252 ولواء غفعاتي ولواء الكمندوز 89.

يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي تطويق قواته منطقة جباليا بمشاركة الفرق القتالية للواء 401 ولواء 460، وذلك بعد تقييم يفيد بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعيد بناء قدراتها هناك بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی حرب أکتوبر الفرقة 162

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يعلن أسر قائداً في حزب الله وعناصر من قوة الرضوان

الجيش الإسرائيلي يعلن أسر قائداً في حزب الله وعناصر من قوة الرضوان

مقالات مشابهة

  • مغني بريطاني يوبخ متفرج في ملبورن طالبه بإدانة الاحتلال الإسرائيلي (شاهد)
  • الجيش يفجّر صاروخًا من مخلفات العدوان الإسرائيلي على العدوسية
  • الجيش الإسرائيلي ينشئ فرقة جديدة على الحدود مع الأردن
  • الجيش الإسرائيلي يشكل فرقة جديدة عند الحدود مع الأردن لـ “حماية الحدود الشرقية”
  • إسرائيل تلجأ لاستدعاء الاحتياط من الأكبر سنا بهدف سد النقص في الجيش
  • الجيش الإسرائيلي يشكل فرقة جديدة للعمل على حدود الأردن
  • منذ بدء الهجوم البري.. ما هو عدد قتلى الجيش الإسرائيليّ في لبنان؟
  • قيادة الجيش بالفاشر: القوات ثابتة ومتقدمة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن أسر قائداً في حزب الله وعناصر من قوة الرضوان
  • ‏الكيان الإسرائيلي أمام تعدد الجبهات