هل صلاة قيام الليل يمكن أن تعوض الصلوات الفائتة؟.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
هل صلاة قيام الليل يمكن أن تعوض الصلوات الفائتة؟ سؤال تكرر على ألسنة كثيرين، ما دفع الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، إلى توضيح الأمر خلال فتوى مسجلة له على صفحة دار الإفتاء على منصة "يوتيوب".
في بداية حديثه، أكد الشيخ شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الصلوات المفروضة التي فاتت المسلم لا يمكن تعويضها بأداء قيام الليل أو أي صلاة من النوافل.
وبيّن أنه في حال فاتت الإنسان صلاة الظهر مثلًا، فليس من الصحيح أن يصلي ركعتي قيام ليل بنية تعويض صلاة الظهر.
بل يتوجب على الشخص أن يؤدي صلاة الظهر كما هي في عدد ركعاتها، أي أربع ركعات كاملة. وأشار إلى أن النية هنا أمر ضروري؛ لأن قيام الليل والسنن بشكل عام لا تعوض الفرائض التي فاتت.
وأضاف الشيخ شلبي، مستعرضًا اعتقادًا شائعًا بين بعض الناس، حيث يظن البعض أن أداء السنن والنوافل يمكن أن يحل محل الصلوات الفائتة ويعوضها.
لكنه شدد على أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، إذ لا يمكن للسنن أو النوافل أن تأخذ مكان الصلوات الواجبة ، وأكد أن من فاتته أي صلاة مفروضة عليه قضاؤها بصيغتها الأصلية، فلا بد من إعادة الصلاة كما فُرضت عليه.
هل النوافل تغني عن الصلاة الفائتة
وفي سياق متصل، أشار الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، إلى نفس الحكم في فتوى مماثلة.
وقال عاشور إنه من الضروري على كل من فاتته صلوات أن يقوم بقضائها كاملة؛ لأن هذه الصلوات تعد دَينًا في رقبة المسلم يجب أن يسعى لسداده.
وأوضح عاشور، ردًا على سؤال ورده من أحد الأشخاص الذي أفاد بأنه لم يكن يصلي في صغره وعندما بلغ سن الرشد انتظم في الصلاة، وكان يؤدي الصلوات الحاضرة ويصلي النوافل بنية تعويض ما فاته من صلوات، أن هذا الأمر لا يجوز.
إذ إن النوافل لا تجزئ عن الصلوات الفائتة ولا تعوضها، لأن الصلاة المفروضة يجب أن تؤدى كما هي دون تقصير أو اختزال.
وأكد عاشور أن الشخص الذي لديه صلوات فائتة، إذا أراد إبراء ذمته، فعليه أن يؤدي هذه الصلوات الفائتة بجانب الصلوات الحاضرة.
كما شدد على أن النافلة لا تصح بنية القضاء، بمعنى أن من يؤدي صلاة نافلة بنية تعويض صلاة مفروضة فاتته فإن ذلك لا يجزئ، ولا يمكن اعتبار هذه النافلة قد أبرأت ذمته من الفريضة.
وأوصى الدكتور عاشور من ترك الصلوات في صغره أو لأي سبب آخر بأن يستغفر الله كثيرًا على هذا التقصير، وأن يلتزم بأداء الصلوات التي فاتته، معبرًا عن أهمية التوبة والرجوع إلى الله في هذا الشأن.
وأكد على ضرورة الحرص على أداء الفرائض في أوقاتها، مشيرًا إلى قول الله تعالى في القرآن الكريم: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا"، حيث يظهر من الآية الكريمة أهمية أداء الصلاة في وقتها المفروض وعدم تأخيرها.
بهذه التوضيحات، حسم الشيخان محمود شلبي ومجدي عاشور الجدل حول مسألة تعويض الصلوات الفائتة، مشددين على أن الحل الوحيد هو قضاؤها كما فرضت، وأن النوافل والسنن لا يمكن أن تغني عن الصلوات المفروضة بأي حال من الأحوال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصلوات الفائتة صلاة قيام الليل دار الإفتاء الصلوات الفائتة قیام اللیل لا یمکن یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل يجوز تكرار الفاتحة مرتين في الركعة الواحدة؟.. دار الإفتاء توضح
أجابت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على سؤال بشأن حكم تكرار سورة الفاتحة في الركعة الواحدة، مؤكدة إن قراءة الفاتحة مرة واحدة في كل ركعة من الصلاة هو ركن أساسي لا تصح الصلاة بدونه، وهو ما عليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.
وعن تكرار الفاتحة عمدًا في نفس الركعة دون سبب، أوضحت دار الإفتاء أن الفقهاء اختلفوا في حكم هذا الفعل؛ فذهب بعضهم إلى أن الصلاة تبطل إذا تكررت الفاتحة عمدًا، وهو قول في المذهب المالكي، ووجه عند الشافعية، وقول عند الحنابلة.
ويرى الشافعية في القول الصحيح، والحنابلة في المعتمد، أن التكرار مكروه فقط ولا يُبطل الصلاة، ووافقهم الحنفية في هذا الحكم لكن في صلاة الفرض دون النافلة.
أما المالكية في المذهب، فرأوا أن التكرار حرام لكنه لا يُبطل الصلاة.
وتنوعت أقوال العلماء في هذه المسألة؛ فذكر الإمام النووي أن من تعمّد تكرار الفاتحة لا تبطل صلاته في الأرجح، بخلاف من رأى أن ذلك يبطلها قياسًا على تكرار الركوع.
كما ذكر ابن حجر الهيتمي أن السهو في تكرار الفاتحة يستدعي سجود السهو.
وأكد المرداوي الحنبلي أن المعتمد في المذهب هو كراهة التكرار، وهو ما ذهب إليه جمهور أصحاب المذهب.
كما أوضح الدسوقي المالكي أن من كرر الفاتحة عمدًا لا تبطل صلاته، لكنه يأثم بذلك، ولا يُطلب منه سجود السهو.
وفي ختام التوضيح، أكدت دار الإفتاء أن الأصل في الأمر هو الاقتصار على قراءة الفاتحة مرة واحدة في كل ركعة، وعدم التكرار عمدًا، تجنبًا للخلاف وخروجًا من دائرة الكراهة أو التحريم عند بعض العلماء.