ماذا فعل اهلنا في الجزيرة لهؤلاء المعتدين؟*
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
خالد البلولة
شاهدت مقطع فيديو لرجل من مدينة الدندر، كان في حيرة شديدة بعد دخول الجيش للمدينة، متسائلًا عن جنود الدعم السريع بقوله: "الناس ديل شنو؟" لم يستطع تصنيفهم، إذ قال: "لا عرفناهم كفر! ولا عرفناهم مسلمين! ولا عرفناهم شواطين! الناس طبعهم مع البني آدم ما بلم كلو كلو؟". تصرفاتهم العنيفة تركت الرجل مذهولًا ومتسائلًا.
**(2)**
رأيت أيضًا فيديو لجندي من الدعم السريع يمسك بلحية الباشمهندس الطيب الطاهر،أحد أوائل خريجي الهندسة الكهربائية في السبعينيات ومن أهل قرية السريحة عمل الطيب في السعودية ثم عاد إلى السودان ليصبح وكيلاً لشركة مختصة في المعدات الكهربائية، وكان له فضل كبير - بعد الله - في نهضة وتطور قرية السريحة، حيث ساعد الكثير من أهل القرية.رجل متدين، متواضع، خدوم، وذو ابتسامة دائمة.
**(3)**
من أين أتى هؤلاء؟
الفطرة الإنسانية السليمة تحثنا على التحلي بالوازع الديني والأخلاقي. قال النبي ﷺ: "إنَّ مِمَّا أدرَكَ الناسُ من كلامِ النبوَّةِ الأولى: إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئتَ" (رواه البخاري)، وقال أيضًا: "أوَّلُ ما يُقْضَى بين الناس يومَ القيامةِ في الدِّماءِ".
سفكت في الجزيرة الدماء بغير حق، وظُلم الإنسان بغير جريرة سوى دفاعه عن عرضه وماله، ورغم أن الله حرّم الظلم على نفسه وجعله محرّمًا بين الناس. لكن هؤلاء السفلة مارسوا ابشع اشكال الظلم في اهلنا في الجزيرة خاصة والسودان قاطبة !! من أين جاء هؤلاء المجرمون ليجعلوا مناطق الجزيرة الآمنة مسرحًا للعنف وسفك الدماء؟
ماذا فعل أهل الجزيرة ليستحقوا هذه القسوة في القتل والتنكيل، حتى وصلت إلى كبار السن، النساء، والأطفال؟! ما الدين الذي يعتنقه هؤلاء المعتدون؟ ماذا فعل أهل السريحة، أزرق، التكينة، وقرى شرق الجزيرة ليستحقوا هذه المعاناة؟
ستعود الجزيرة كما كانت؛واحةً آمنة مسالمة،اذا عاد شهداؤها من ود النورة، والسريحة، وأزرق، والتكينة، وتعود القرى بسلامها وأمنها، وستتخلص من كل أعدائها ومن أساؤوا إليها.ستنفي الجزيرة خبثها
(وتتخلص من شرار الناس الذين عبثوًا بها حيث يخرجون منها، فهي ارض طيبة بسماحة اهلها وجودهم وكرمهم وتعاضدهم فلن ياوي اليها الا الطيب من الناس).
حسبنا الله ونعم الوكيل... اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.
khalidoof2016@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی الجزیرة
إقرأ أيضاً:
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال
ما خرج للإعلام من انتهاكات طالت سكان الجزيرة، قليلٌ جداً من كثير، لا زال مكتوماً في صدور رجال الجزيرة، ثمة حكاوى ومأسٍ مبكية يرويها شهود عيان..
ما قامت به مليشيا الدعم السريع بشرق الجزيرة مؤخراً يفوق حد الخيال.
في معسكر بضواحي شندي، جلست مع أستاذ عبد الله، القادم من برانكو شمال الهلالية زحفاً على الأقدام، يحكي الأستاذ عن يوميات الحرب بمنطقة برانكو، ويقول إن المليشيا اقتحمت برانكو بأكثر من 40 عربة قتالية وعدد من المواتر لا تُحصى ولا تعد، أطلقوا الرصاص بكثافة في كل منزل، توزّعوا على منازل المواطنين بمعدل ثلاثة أفراد مقابل أي منزل في منطقة بها 11 حيّاً سكنياً، خرج كبار القرية للحديث معهم وتهدئتهم فقالوا لهم لا نريد حديثاً، توجيهاتنا إبادة لكل القرية، سأل أهل المنطقة، عن القائد الذي وجّههم رفضوا الإجابة وأطلقوا النار وفرّقوهم، منحوهم ساعات للخروج جميعاً من القرية أو الخيار – الإبادة أو اغتصاب النساء.
يقول محدثي الأستاذ عبد. الله إنه طوال حياته التي تقارب الثمانين عاماً لم ير أشكالاً كالتي اقتحمت برانكو، شباب مظهرهم قميئ وشعرهم كثيف وشديد الاتساخ، بعضهم يرتدي الحجل على رجله ويضع زماماً على شفته، وآخرون يرتدون حلقاً على آذانهم المخرومة عدة خرمات، يمضي محدثي: حاصرونا بالأيام ومنعونا من الذهاب للمساجد، قالوا لنا نحن لا نعرف الله، ثم أطلق الرصاص في السماء، وقال إنهم قتلوا الله (لا حول ولا قوة إلا بالله)، يضيف: يؤمنون بالكجور، يذبحون الشاة ويشربون دماءها ولا يأكلون لحمها، إنها حثالة مجرمي غرب أفريقيا، بعضهم لا يتحدث العربية، وآخرون حديثهم بالسلاح، يطلقون الرصاص على الكلاب والدواب بحجة أنها تتبع لكيكل، ثم يذرف أستاذ عبد لله الدموع قائلاً: ذلونا ذلة ما أنزل الله بها من سلطان، ويقول إنهم زحفوا أكثر من ستة أيام على الأقدام للخروج من المدينة، فقدوا أطفالاً ماتوا عطشاً وجوعاً، وآخرون تورّمت أقدامهم، ما أجبرهم على الخروج!
إنّ المليشيا حَطّمت كل محطات المياه، ضربت كل أبراج الكهرباء، شتتت القمح على الأرض، وحرقت البصل وهم يرددون (انتو أهل كيكل ما عندنا ليكم حاجة غير الإبادة)!
يقول أستاذ عبد الله، إنهم فقدوا 450 عربة نُهبت في يوم واحد بواسطة المليشيا التي سرقت كل السوق وذبحت الدواب، قتلت حتى الدجاج والحمام!
وأضاف: منعونا من دفن موتانا. ويقولون لنا (نحن ناسنا أكلتهم الكلاب إنتو عايزين تدفنوا ناسكم)، تركنا قتلانا في العراء بعد أن امتلأت برانكو بالجثث وهي ملقية على الأرض، أخضعوا الجميع لتفتيش دقيق لحظة الخروج، وسرقوا حتى ملابس النساء، وقال: محزنٌ أن تفتش عروضنا أمامنا بطريقة مُهينة ولا نستطيع منعهم، عناصر المليشيا كانت تتلذذ بإهانتا وهم يقولون (سكّيناكم زي الأرانب)، ثم يطلقون الرصاص على أقدامنا، إنها أيام ثقال انتهت بخروجنا من ديارنا وتركنا كل شئ وراء ظهورنا!!!!!
عبدالرؤوف طه علي
إنضم لقناة النيلين على واتساب