سودانايل:
2025-03-15@13:26:09 GMT

ماذا فعل اهلنا في الجزيرة لهؤلاء المعتدين؟*

تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT

خالد البلولة

شاهدت مقطع فيديو لرجل من مدينة الدندر، كان في حيرة شديدة بعد دخول الجيش للمدينة، متسائلًا عن جنود الدعم السريع بقوله: "الناس ديل شنو؟" لم يستطع تصنيفهم، إذ قال: "لا عرفناهم كفر! ولا عرفناهم مسلمين! ولا عرفناهم شواطين! الناس طبعهم مع البني آدم ما بلم كلو كلو؟". تصرفاتهم العنيفة تركت الرجل مذهولًا ومتسائلًا.


**(2)**
رأيت أيضًا فيديو لجندي من الدعم السريع يمسك بلحية الباشمهندس الطيب الطاهر،أحد أوائل خريجي الهندسة الكهربائية في السبعينيات ومن أهل قرية السريحة عمل الطيب في السعودية ثم عاد إلى السودان ليصبح وكيلاً لشركة مختصة في المعدات الكهربائية، وكان له فضل كبير - بعد الله - في نهضة وتطور قرية السريحة، حيث ساعد الكثير من أهل القرية.رجل متدين، متواضع، خدوم، وذو ابتسامة دائمة.
**(3)**
من أين أتى هؤلاء؟
الفطرة الإنسانية السليمة تحثنا على التحلي بالوازع الديني والأخلاقي. قال النبي ﷺ: "إنَّ مِمَّا أدرَكَ الناسُ من كلامِ النبوَّةِ الأولى: إذا لم تستحِ فاصنعْ ما شئتَ" (رواه البخاري)، وقال أيضًا: "أوَّلُ ما يُقْضَى بين الناس يومَ القيامةِ في الدِّماءِ".
سفكت في الجزيرة الدماء بغير حق، وظُلم الإنسان بغير جريرة سوى دفاعه عن عرضه وماله، ورغم أن الله حرّم الظلم على نفسه وجعله محرّمًا بين الناس. لكن هؤلاء السفلة مارسوا ابشع اشكال الظلم في اهلنا في الجزيرة خاصة والسودان قاطبة !! من أين جاء هؤلاء المجرمون ليجعلوا مناطق الجزيرة الآمنة مسرحًا للعنف وسفك الدماء؟
ماذا فعل أهل الجزيرة ليستحقوا هذه القسوة في القتل والتنكيل، حتى وصلت إلى كبار السن، النساء، والأطفال؟! ما الدين الذي يعتنقه هؤلاء المعتدون؟ ماذا فعل أهل السريحة، أزرق، التكينة، وقرى شرق الجزيرة ليستحقوا هذه المعاناة؟
ستعود الجزيرة كما كانت؛واحةً آمنة مسالمة،اذا عاد شهداؤها من ود النورة، والسريحة، وأزرق، والتكينة، وتعود القرى بسلامها وأمنها، وستتخلص من كل أعدائها ومن أساؤوا إليها.ستنفي الجزيرة خبثها
(وتتخلص من شرار الناس الذين عبثوًا بها حيث يخرجون منها، فهي ارض طيبة بسماحة اهلها وجودهم وكرمهم وتعاضدهم فلن ياوي اليها الا الطيب من الناس).
حسبنا الله ونعم الوكيل... اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.

khalidoof2016@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الجزیرة

إقرأ أيضاً:

التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات

 

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

أكرمنا الله سبحانه وتعالى بدين الإسلام الحنيف الذي جعل التكافل الاجتماعي من أهم صفات المجتمع المسلم، وجعل الله تعالى الرحمة والعطف بين الناس مبدأ للتعايش والمحبة ولذلك كان الإسلام أسلوب حياة للبشرية في زمن طغت عليه المادية الإنسانية التي غلفت البشرية وعلاقاتها بالمصالح المادية، وجاء هذا الدين الحنيف ليُعيد رسم معنى وجود الإنسان على الأرض ومعنى خلافة الله تعالى الواردة في كتابه العزيز مخاطبًا الملائكة "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30).

والتكافل الاجتماعي بين النَّاس من أسس الدين الإسلامي الحنيف والتي أمر بها الإسلام في أكثر من موضع في القرآن الكريم بل إن الله سبحانه وتعالى ربط الإيمان بهذا التكافل حيث قال تعالى: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَٰلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ" (الماعون: 1-2)، وهذا الربط يبين قيمة التكافل الاجتماعي بين الناس في الإسلام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" من رزق وخير ونعمة وسعادة، وهو أمر يفرق بين المؤمن الحق المتخلق بأخلاق الإسلام وتعاليمه السمحة وبين من لا يحمل من هذا الدين إلّا الاسم.

لقد أمرنا الإسلام بتلمس حاجة الناس وتربى أفراد المجتمع العماني على هذا منذ القدم، وتأسس هذا المجتمع على مظاهر التكافل الاجتماعي بكل أشكاله في الأفراح والأتراح وفي الرخاء والشدة والأمثلة على ذلك كثيرة، وهذه خصائص عظيمة تميز بها مجتمعنا العماني الإسلامي جديرة بالمحافظة عليها، ومن الواجب على كل فرد أن يدرك دوره في هذه المنظومة الاجتماعية التكافلية من خلال محيطه الصغير إلى مجتمعه الكبير، لأن التقصير في هذا الموضوع له أثر سلبي على المجتمع والفرد، وانتشار الحاجة بين النَّاس مدعاة لتغير سلوكياتهم ومن ثم سلوك المجتمع ككل، وهذا ما ينتج عنه العديد من المشاكل.

لن يأتي زمان لا يوجد فيه محتاج أو فقير فهذه سنة كونية ولكنها قد تكون في حدود معقولة وفي نطاق مقبول، وقد تكون العكس، ولذلك جاء الإسلام وعالج هذه المشكلة بطريقة خاصة فأمر بالزكاة وجعلها فرضا واجبا وركنا من أركان الإسلام، وأمر بالصدقة وجعلها فرضاً على كل مستطيع، ونظم الدولة الإسلامية وجعل من واجباتها رعاية المحتاج وتوفير سبل الحياة له، وبذلك تستقيم الحياة الاجتماعية في المجتمع المسلم، وعندما يُقصر أي منها في دوره تظهر الآثار على المجتمع بوجه عام، ويخرج المحتاج لتلمس حاجته في الطريق ويبتكر المخادعون الحيل والوسائل لكسب المال دون وجه حق وتنتشر الظواهر السلبية في المجتمع كالتسول والنصب والاحتيال.

لم يأمر الإسلام بكتمان الصدقات من فراغ؛ بل هو إدراك لتأثير هذا الكتمان على الحياة الاجتماعية وترابط المجتمع، وحفظ لكرامة الفرد المسلم الذي أجبرته ظروف الحياة ووضعه قدره ورزقه في هذا الجانب من الحياة، وقد اهتم الإسلام بذلك اهتمامًا بالغًا وحرم المن والأذى في الصدقات، وأوجب كتمان الإنفاق حتى وصف الأمر بعدم معرفة الشمال ما تنفق اليمين، وهذا الكتمان له مقاصد عظيمة وغايات سامية إيمانية واجتماعية، وسلوك يُساهم في القضاء على الفقر والحاجة، وما أمر الإسلام بها إلّا لإدراك حقيقي حول ذل السؤال وقسوة الفقر ودناءة الحاجة خاصة عندما يقف المحتاج بين أهله عاجزًا.

وفي هذا العصر الذي ابتلي به العالم بوسائل التواصل الاجتماعي واستخدامها بطريقة خاطئة غير الذي أوجدت من أجله، نرى البعض يتسابق لإظهار حاجة الناس وفقرهم لا من أجل مساعدتهم، بل من أجل كسب المتابعات والإعجابات والإثارة التي أصبح البعض أسيراً لها في كل تفاصيل حياته، وأصبحت حاجة المحتاج وسيلة تستغل من قبل ضعاف النفوس هؤلاء الذين يتفاخرون في إظهار الناس بشكل لا إنساني تحقيقًا وإرضاءً لأنفسهم المريضة بمرض الشهرة، يستعرضون من خلال منصاتهم أحوال الناس مسببين جروحاً في نفوسهم المكسورة، ومن ذل الحاجة إلى ذل المنصات الاجتماعية أصبحوا يعانون في مجتمع لم يكن يومًا بهذا السلوك القبيح.

إن التسول في المنصات لن يتوقف إلّا إذا طُبِّق القانون على من يسيء للمجتمع وأفراده ومن يتجاوز حدوده، وبدون ردع حقيقي سوف يظل هؤلاء المسيؤون للمجتمع يمارسون سلوكياتهم الخاطئة تحت ذريعة أنهم يسهمون في حل مشاكل الناس ويقضون حاجتهم وهم في الأصل لهم مآرب أخرى ومكاسب مادية من وراء هذا الفعل، ولا بُد من الحذر ورصد ما يحدث من تغيُّرات في السلوك العام وعدم التعاطي مع هذه الظواهر بحسن نية حتى لا نصل لمرحلة مُتقدمة لا يمكن معها احتواء هذه المشكلة.

في الختام.. يجب أن يُدرك كل فرد دوره في البناء الاجتماعي، وعليه أن يلتزم بهذا الدور وفق ما أقرته منظومة السلوك الاجتماعي والإنساني داخل الدولة، وهذا الالتزام هو الأساس لتحقيق مفهوم الحياة الاجتماعية الكريمة لجميع أفراد المجتمع، وإذا اختلت هذه الأدوار عندها يجد تجار التسول على المنصات فرصتهم للعبث بقيم المجتمع وسلوكه وينتهزون هذه الفرصة لتحقيق غاياتهم، مستغلين هذا القصور والغياب لمفاهيم التكافل والتعاون الاجتماعي بين أفراد المجتمع.

مقالات مشابهة

  • قرأ كتابين.. وأفتى!
  • التكافل الاجتماعي.. والتسوُّل على المنصات
  • هل الزهد يعني التخلي عن المال.. مفتي الجمهورية يوضح الحقيقة | فيديو
  • كيف يعاقب القانون المعتدين على الممتلكات الخاصة والعامة؟
  • خطيب المسجد النبوي: الزكاة نفع مخصوص وتجب على هؤلاء
  • المفتي: خلافة وعمران الكون تتحقق من خلال التعارف بين البشر.. فيديو
  • ???? الجزيرة عودة لقرى بائسة
  • بيان من الأمير الطيب الإمام جودة أمير قبيلة الكواهلة النفيدية بولاية الجزيرة
  • خامنئي يتحدث عن فقدان السنوار وهنية ونصر الله
  • أحمد عمر هاشم: صنائع المعروف تقي مصارع السوء «فيديو»