جون بولتون: تردد بايدن أضر بالهجوم الأوكراني المضاد
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" مقالا لمستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون ألقى فيه اللوم على ما قال إنه تردد الرئيس الأميركي جو بايدن في تأخر هجوم أوكرانيا المضاد، في حين تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" قضية تأخر مقاتلات "إف-16" في المشاركة في القتال مع القوات الأوكرانية، وتساءلت عما إذا كانت مشاركتها ستحدث فرقا في الهجوم؟
وقال بولتون إن إدارة بايدن مشلولة بسبب الخوف من التصعيد الروسي وسعيها فقط لدرء الهزيمة، مشيرا إلى أن الأوكرانيين لا يفتقرون إلى الشجاعة أو المثابرة، وحققوا نجاحا لافتا للنظر، وإن الأمر يتطلب أن تقوم واشنطن بإعادة صياغة إستراتيجيتها.
وأضاف أن الحل ليس وقف إطلاق النار والتفاوض، كما يدافع البعض في الغرب، فإذا وافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ذلك، فإنه سيفعل ذلك في الوقت الذي يختاره. ومن المرجح أن يقترح وقف إطلاق النار إذا احتوت موسكو هجمات كييف بحلول أوائل الخريف، بهدف محاولة الفوز خلال المفاوضات بما فشلت القوات المسلحة الروسية في القيام به في ساحة المعركة. ومن شأن قبول هذا العرض أن يؤدي إلى تقسيم أوكرانيا بحكم الأمر الواقع، وهو اقتراح غير مقبول بالنسبة لكييف وجيرانها في أوروبا الشرقية.
وأشار بولتون إلى أنه لا يوجد دليل على أن روسيا لديها القدرة العسكرية التقليدية لتهديد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أو الرغبة في شن ضربة نووية. ورغم التهديدات النووية المتكررة لموسكو، أكد جهاز الاستخبارات في شهادة الكونغرس أن القدرات النووية لروسيا لم تتحول مرة واحدة نحو الوضع التشغيلي؛ لقد كان بوتين يخادع، والاستسلام للخداع يمنحه بالضبط ما يريده من دون تكلفة.
وختم بولتون مقاله بالقول إنه يجب على البيت الأبيض إجراء تصحيحات في منتصف الطريق لأخطائه الإستراتيجية خلال 18 شهرا الماضية إذا توفر له تعزيز الدعم الأميركي لأوكرانيا وتوسيع التحالف المناهض لروسيا. لقد حان الوقت للتحرك.
وفي السياق نفسه، تناول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز قضية تأخر مقاتلات "إف-16" في المشاركة في القتال مع القوات الأوكرانية، خاصة خلال الهجوم المضاد الذي بدأ قبل شهرين، وتساءلت عما إذا كانت مشاركتها ستحدث فرقا في الهجوم؟
يقول التقرير إن معظم الخبراء العسكريين يشكون في أن مقاتلات "إف-16" كانت ستحدث فرقا ذا بال، ويؤكدون إنه لا يزال بإمكان كييف أن تتفوق على القوات الروسية من دونها.
وأضاف أن القوات الأوكرانية كانت تستعد للهجوم "منذ سنوات" من خلال تعلم كيفية القتال مثل جيوش الناتو، بمزيج من المشاة والمدفعية والعربات المدرعة والقوة الجوية.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون في أوكرانيا والولايات المتحدة وأوروبا، وكذلك محللون دفاعيون غربيون، في مقابلات الأسبوع الماضي مع نيويورك تايمز؛ إنه ومن دون مقاتلات "إف-16" فإن القوات الأوكرانية يمكنها التفوق؛ إذ إنها تشن الهجوم من أرضها مع وابل من نيران المدفعية وضربات الطائرات المسيرة.
وقال التقرير إنه ورغم تأكيد الخبراء والمسؤولين، فإن القوات الأوكرانية لم تحدث اختراقات كبيرة، ويبدو أن ذلك سيكون أكثر صعوبة من دون الطائرات.
لكن التقرير نسب إلى فيليب بريدلوف الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي والقائد السابق لحلف الناتو قوله إن الاختراقات يجب أن تحدث من دون "إف-16″، و"أعتقد أنهم يستطيعون ذلك".
تكتيكات الأسلحة المشتركة
وفسر بريدلوف عدم حدوث اختراقات أوكرانية رغم استخدامهم تكتيكات الأسلحة المشتركة بعدم حصول الأوكرانيين على الأدوات التي لدى الغربيين عند تطبيق هذه التكتيكات.
وقال بريدلوف إن هناك "فائدة كبيرة" للقوات الأوكرانية لتعلم ونشر تكتيكات الأسلحة المشتركة التي تشكل العمود الفقري للحرب البرية الحديثة، بالنظر إلى أنها "ستكون قابلة للتطبيق في العديد من المراحل المختلفة لما تفعله، بغض النظر عن أي شيء".
وشكك مسؤول في إدارة بايدن الأسبوع الماضي في أن تكون القوات الأوكرانية قادرة على تقديم الدعم لقواتها البرية حتى لو كانت تمتلك طائرات "إف-16". وتحدث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة قضية أصبحت ذات حساسية للأوكرانيين.
وبعد أن تكبدت أوكرانيا خسائر فادحة في وقت مبكر من الهجوم المضاد من خلال محاولة اتباع نهج الأسلحة المشتركة، قرر بعض قادتها العسكريين التخلي عن المحاولة والعودة إلى التكتيكات التي يعرفونها بشكل أفضل: إطلاق المدفعية والصواريخ لإضعاف القدرة القتالية لروسيا في حرب الاستنزاف.
ولم يكن ذلك مفاجأة كاملة للخبراء العسكريين الذين قالوا إن المشاكل تجاوزت غياب القوة الجوية؛ فالعقيد المتقاعد ستيف بويلان، طيار مدرب بالجيش الأميركي ومتحدث سابق باسم مركز الأسلحة المشتركة للجيش في فورت ليفنوورث؛ قال إن الأمر استغرق سنوات حتى تتعلم القوات الأميركية "كيفية القيام بذلك بشكل فعال، وليس في منتصف القتال".
وكما يوحي اسمها، تجمع طريقة القتال الحديثة بين قوات المشاة والدبابات المدرعة ونيران المدفعية الأرضية والقوة الجوية في محاولة للسيطرة على جميع مجالات الحرب البرية. وقال بويلان إن التكتيكات تم تطويرها كطريقة أفضل للقتال بعد حرب الخنادق الدموية في الحرب العالمية الأولى، ولكن لم يكن حتى حرب الخليج 1990-91 أن القوات الأميركية قاتلت في وحدات الأسلحة المشتركة كما يتم نشرها اليوم.
وأضاف بويلان أن القتال من دون أحد العناصر -مثل القوة الجوية في حالة أوكرانيا- قد يجبر الوحدات على التكيف، لكن "أظن أنهم سيأخذون تعليماتنا وتدريبنا وتكتيكاتنا كخط أساسي ويعدلونها بما يناسبهم بشكل أفضل".
وكما هي الحال، قال بريدلوف إن الجيش الأوكراني هو بالفعل واحد من أفضل الجيوش تجهيزا والأكثر اختبارا للمعركة في أوروبا. وفي الأسبوع الماضي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن خطط الحصول على طائرات حربية غربية تمضي قدما، مضيفا "ليس لدي شك في أن طائرات إف-16 ستكون في سمائنا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة من دون
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش الأوكراني يقر بتورط الولايات المتحدة في الحرب ضد روسيا
أقر القائد العام السابق للجيش الأوكراني، وسفير اقر القائد العام السابق للجيش الأوكراني، وسفير أوكرانيا لدى لندن فاليري زالوجني بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا في التخطيط للعمليات لدى لندن فاليري زالوجني بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا في التخطيط للعمليات الأوكرانية ضد روسيا منذ بداية النزاع.
ووفق لما نقلته صحيفة "سترانا" الأوكرانية، فقد صرح كذلك الأوكراني بأن المقر الخاص بموقع القيادة الأوروبية الأمريكية في شتوتجارت بألمانيا، شهد التخطيط للعمليات وإجراء المناورات الحربية وتحديد احتياجات القوات المسلحة الأوكرانية ونقلها إلى واشنطن والعواصم الأوروبية".
وكانت "نيويورك تايمز" قد نشرت تحقيقا حول مدى عمق تورط الولايات المتحدة في النزاع، وخلصت إلى أن الشراكة أصبحت الآن في أزمة بسبب الاختلافات في نوايا الأطراف.
علاوة على ذلك، فقد اتخذت كييف عددا من الخطوات الجادة دون تنسيقها مع واشنطن، وعلى وجه الخصوص الهجوم الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية، أغسطس الماضي، في مقاطعة كورسك.
وبحسب الصحيفة، فقد قاد الجيش الأمريكي جميع الضربات تقريبا من راجمات الصواريخ "هيمارس"، وأشرف على عملية تدمير جسر القرم.
ووفقا للتقرير، حددت الاستخبارات الأمريكية الاستراتيجية العامة للعمليات العسكرية وزودت القوات العسكرية على خطوط المواجهة ببيانات دقيقة عن الأهداف.
كما وافقت إدارة الرئيس السابق جو بايدن على عمليات سرية كانت قد حظرتها سابقا، وتم إرسال مستشارين عسكريين أمريكيين إلى كييف ثم إلى منطقة الحرب.