تسوية ما بعد الحرب.. بإنتظار حزب الله الجديد
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
مما لا شك فيه ان نظرية انهاء وجود "حزب الله" بشكل كامل تسحب تدريجيا من التداول، حتى ان سقف المطالب الاسرائيلية في الجنوب تراجع مع دخول الاسبوع الرابع من استعصاء قرى الحافة الامامية المدمرة والتي كانت من المفترض ان تكون المناطق الاسهل لتقدم الجنود الاسرائيليين وآلياتهم. وعليه، وبالرغم من اصرار اسرائيل على العمل البري لتحقيق بعض الاهداف بالتزامن مع ارتفاع فاتورة الخسائر البشرية، فإن بقاء "حزب الله" عسكريا كما سياسيا بعد الحرب اصبح امر واقع لا مفر منه.
من هنا يصبح الحديث عن التسوية السياسية في لبنان هو الخيار المرجح، وليس تغيير الواقع السياسي فيه كما يتحدث رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، اذ ان وجود الحزب في مرحلة ما بعد الحرب يفرض تسوية شاملة معه في الداخل فضلا عن التسوية المرتبطة بالحدود والحرب ووقف اطلاق النار، خصوصا ان التوازنات الداخلية، وان كانت تتجه نحو التغيير، لكن ليس بالسرعة التي يتوقعها البعض.
يحتاج البحث في التسوية الداخلية الى الكثير من المعطيات، اولها تأثيرات غياب الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله عن المشهد، وهو الشخص الذي كان يفرمل اندفاعة الحزب الداخلية ويحد من طموحه ورغبته بترجمة قوته العددية والعسكرية نفوذا في الساحة السياسية، هكذا يبرز السؤال الاول، هل يستمر نهج نصرالله ام ان سلوكا جديدا سيطبع "حزب الله"؟
السؤال الثاني هو على ماذا سيتفاوض الحزب مع الاميركيين قبل او بعد وقف اطلاق النار، وهذا سيتم تحديده طبعا وفق نتائج المعركة التي يكاد يستعيد "حزب الله" فيها توازنه مع ما يستتبع ذلك من امكانية انقلاب الموازين خلال الاسابيع المقبلة، فهل يقايض الحزب الاستقرار جنوباً بمكتسبات سياسية في الداخل؟ ام انه سيوافق على تسوية لا غالب ولا مغلوب مشابهة لاتفاق الدوحة في مقابل ترتيبات سياسية في الجنوب؟
الاهم هو هل يجنح "حزب الله" للحوار او انه سيكون حزباً صداميا كما لم يكن من قبل؟ وهل سيتعامل مع خصومه كما تعامل في السابق ام سيكون هناك مستوى جديد من التصعيد السياسي يشبه مرحلة ما بعد حرب 2006، لا بل قد يكون اكثر قسوة وجدية وفق القيادة الجديدة التي ستتسلم مهام قيادة الحزب؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
هل يتحول حزب الله إلى قوة سياسية فقط؟
قال الكاتب الإسرائيلي، جوناثان الخوري، إن المقربين من تنظيم حزب الله اللبناني، يفهمون أنه هذه المرة لن يكون هناك مفر من نزع سلاح التنظيم، وبقائه كقوة سياسية فقط.
وقال الكاتب في مقال بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، تحت عنوان "معزول أكثر من أي وقت مضى.. الضربة التي وجهت إلى حزب الله ولا تحظى بتغطية"، إن هناك بوادر إيجابية من لبنان بشأن محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مشيراً إلى أن الضغط العسكري الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة، والإصرار على إجراء المفاوضات تحت النار، تعطي إشاراتها وتضع حزب الله تحت الضغط.
تقرير إسرائيلي: #حزب_الله لايرغب في إعادة تسليح الجنوبhttps://t.co/GeO8AzGqf1
— 24.ae (@20fourMedia) November 17, 2024
تصريحات نعيم قاسم
وأضاف أن تصريحات الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم بأن حزب الله لن يتفاوض تحت النار، وسينتظر حتى "تستجدي إسرائيل وقف إطلاق النار" لا تتطابق مع الواقع، لافتاً إلى أن قاسم قد أرجأ مخططه لإلقاء كلمته الثلاثاء، خلال زيارة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، ليلقيها أمس بدون تقديم أي معلومات عن سبب التأجيل، ولكن بحسب تقارير نُشرت في لبنان، تزعم مصادر سياسية أن قاسم أرجأ كلمته حتى لا تشكل تصريحاته عائقاً أمام تجنب إسرائيل تصعيد الحرب، أو أمام وقف إطلاق النار.
خطوط حمراء
ووفقاً للكاتب، فإن المحيطين برئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذين يديرون المفاوضات باسم حزب الله ولبنان، يزعمون أن هناك أجواء إيجابية تجاه التسوية، ولكن هناك خطان أحمران لم يتم الاتفاق عليهما بعد، الخط الأول يتعلق بتوسيع القوات الدولية لتشمل جنسيات أخرى، لأن هناك نية إسرائيلية لتوسيع الدائرة، وإضافة ألمانيا وبريطانيا إلى القوات.
أما النقطة الثانية، فتتعلق بحرية التصرف الإسرائيلية بحال الضرورة، إذا لم تتحرك قوات المراقبة والقوات اللبنانية في الوقت المناسب لوقف تسليح حزب الله، أو في حالة وجود تهديد باستخدام السلاح ضد إسرائيل، وفي لبنان يرون أن حرية العمل الإسرائيلية ستكون بمثابة انتهاك للسيادة اللبنانية.
وضع مختلف
ونقل الكاتب، وهو من مواليد لبنان، أن هناك أصواتاً في لبنان، حتى وسط المقربين من حزب الله، تفهم أنه هذه المرة لن يكون هناك مفر من نزع السلاح من التنظيم وتركه قوة سياسية فقط، موضحاً أن الخطاب في لبنان اليوم يختلف عن الخطاب الذي كان قائماً خلال حرب 2006، عندما حظي "حزب الله" بتأييد واسع النطاق، حتى بين الجمهور اللبناني، الذي لا ينتمي إلى الحزب.
وتابع: "يبدو هذه المرة أن هناك فهماً في لبنان بأن أخطاء الماضي لا يمكن أن تتكرر، كما تصدرت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، خلال الأشهر القليلة الماضية، وخلافاته ومناشداته لإيران بعدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية، عناوين الأخبار على نطاق واسع".
أزمات سياسية واجتماعية وأمنية تطارد حزب اللهhttps://t.co/2grW8fb9AO
— 24.ae (@20fourMedia) November 17, 2024
انتخاب الرئيس اللبناني
وأضاف الكاتب أن لبنان يواجه عمليتين يمكن أن تؤثرا بشكل كبير على تنفيذ هذه القرارات، وهما انتخاب رئيس للبنان المتعثر منذ عامين، وتعيين قائد للجيش اللبناني الذي يشغله حالياً جوزيف عون، والذي تنتهي مهمته في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، والذي طُرح اسمه كخيار للرئاسة، ومعروف بمعاداته لـ"حزب الله".
إصرار إسرائيلي
وقال الكاتب إن الجيش اللبناني لديه القدرة على الوقوف في وجه حزب الله، بدعم إضافي من الخارج بناء على موافقة الحكومة اللبنانية، مستطرداً: "لكن هذا الوضع لا يمكن لإسرائيل أن تخاطر به، ينبغي على إسرائيل أن تستمر في الإصرار على حرية العمل العسكري إذا لزم الأمر، وتوسيع الإشراف الدولي لأنه على مدى الـ18 عاما أثبتت قوات اليونيفيل أنه لا يمكن الاعتماد عليها".