دعا المرصد الأورومتوسطي السلطات البحرينية إلى إنهاء جميع المضايقات والإجراءات التعسفية بحق معتقلي الرأي في سجن "جو"، وضمان تمتعهم بحقوقهم كافة بموجب التزامات المملكة المحلية والدولية ذات العلاقة.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحفي توصل "عربي21" بنسخة منه: "إنّ مئات المعتقلين داخل سجن "جو" بدأوا يوم الإثنين 7 آب / أغسطس الجاري إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على حرمانهم من حقوقهم، وتعمّد إدارة السجن على ما يبدو مضاعفة معاناتهم والتضييق عليهم بشكل كبير.



وذكر المرصد الأورومتوسطي أنه اطلع على بيان منسوب للمعتقلين داخل السجن، وتسجيلات صوتية منسوبة لبعضهم، قالوا فيها إنّ إدارة السجن تنتهج سياسة العزل بحق عدد من المعتقلين، وتحرمهم من حقوقهم، بما في ذلك حرية إحياء الشعائر الدينية، وتُمارس بحقهم عمليات إذلال نفسي وجسدي بشكل يومي.

وزعم المعتقلون أنّ إدارة السجن تفرض عليهم برنامجًا يوميًا يبقيهم في الزنازين 23 ساعة في اليوم الواحد، ولا يُسمح لهم بالخروج سوى ساعة واحدة لقضاء جميع احتياجاتهم، بما في ذلك الاتصال ونشر الملابس والرياضة والتشمّس، كما يُمنعون من صلاة الجماعة في مصلّى السجن.

كما اشتكى المعتقلون من تقليص وقت وعدد الزيارات، وفصل المعتقلين عن ذويهم بحواجز زجاجية أثناء الزيارة، وقصرها على عدد محدود من الأقارب، ليس من ضمنهم الأخوال والأعمام وحتى أبناء الأخ والأخت.

وذكروا أنّ السلطات تواصل حرمانهم من التعليم، إلى جانب استمرار الإهمال الطبي المتعمد بحق المرضى منهم.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ تلك الإجراءات غير قانونية وغير ضرورية، إذ لم يُبلّغ عن ارتكاب المعتقلين لأي مخالفات تستدعي تقييد حريتهم، مثل محاولة الهرب أو إيذاء النفس. وحتى في حالة ارتكاب المعتقلين لأي من المخالفات، فإنّه لا يجوز لإدارة السجن حرمانهم من حقوقهم الأساسية، وعقابها جماعيًا.

وقال مسؤول العمليات في المرصد الأورومتوسطي "أنس جرجاوي": "إدارة سجن جو ملزمة بتمكين المعتقلين من الحصول على حقوقهم كافة، ومن المشين أن تواصل السلطات التضييق عليهم وتعميق معاناتهم".

وأضاف إنّ "ما يتعرّض له معتقلو الرأي في البحرين قد يصل إلى درجة الاضطهاد المركب، فلا يجب من الأساس مصادرة حريّة الأفراد على خلفية الرأي والتعبير، ولا ينبغي أبدًا تعريضهم لأي شكل من أشكال سوء المعاملة خلال مدة الاحتجاز".

وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ السجلّ الممتد من انتهاكات حقوق معتقلي الرأي في السجون البحرينية يعزّز على نحو دائم المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية للمعتقلين، إذ سُجّل خلال الأعوام الماضية، إصابة عشرات المعتقلين بأمراض خطيرة، منها السُل، بسبب الإهمال الطبي وغياب الاستجابة السريعة، وعدم وجود بيئة صحيّة وآمنة داخل السجن.

وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّ السلطات البحرينية تتحمل بشكل كامل مسؤولية سلامة المعتقلين المضربين عن الطعام، إذ ينبغي توفير الرعاية الطبية لمن يحتاجها منهم، لافتًا إلى ضرورة الاستماع لمطالبهم المشروعة، وتمكينهم من ممارسة حقوقهم كافة.

وبيّن أنّ ممارسات السلطات البحرينية ضد معتقلي الرأي تخالف على نحو واضح التزاماتها المحلية والدولية ذات العلاقة، إذ ينص قانون مؤسسة الإصلاح والتأهيل البحريني (18) لسنة 2014 في مواد متعددة منه على ضمان تمتع السجين بحقوقه كافة، بما في ذلك حظر العزل إلا لأسباب صحية، وضمان الحق في الصحة والاتصال والتعليم وممارسة الشعائر الدينية واستقبال الزيارات على نحو منتظم.

كما تحظر اتفاقية مناهضة التعذيب، والتي انضمت إليها البحرين عام 1998، ممارسة السلطات أي شكل من أشكال "العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة" بحق المعتقلين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في البحرين بتنفيذ زيارة ميدانية عاجلة إلى سجن "جو" للاطلاع على أوضاع المعتقلين، واتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لإنهاء جميع القيود المفروضة على ممارستهم لحقوقهم المكفولة.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي السلطات البحرينية على الإفراج غير المشروط عن معتقلي الرأي في المملكة، واحترام حق الأفراد في ممارسة حقوقهم كافة، بما في ذلك حرية الرأي والتعبير والنشر، وحرية التجمع السلمي.

وكان تقرير سابق لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، قد ذكر أن السلطات البحرينية سجنت منهجيا نشطاء ومعارضين سياسيين ومدافعين حقوقيين، منهم برلمانيَيْن سابقَيْن.

وأكدت "هيومن رايتس ووتش" أنها وثّقت عدة حالات تعذيب وحرمان من الرعاية الطبية للعديد من المحتجزين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات البحرينية بيان المعتقلون السجون البحرين سجون بيان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المرصد الأورومتوسطی إدارة السجن بما فی ذلک الرأی فی

إقرأ أيضاً:

إدانات حقوقية لجريمة العدوان الأمريكي في صنعاء

وأدان مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، في بيان، الجريمة النكراء التي ارتكبها طيران العدوّ الأمريكي، باستهداف منزل أحد المواطنين في شعب الحافة بمنطقة سعوان مديرية شعوب في العاصمة.

وأكّد المركز أن هذا الفعل الإجرامي يُعدّ جريمة حرب مكتملة الأركان، وانتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها القانون الدولي الإنساني، الذي يُجرّم استهداف المدنيين والأحياء السكنية الآمنة.

وقال البيان: إنه لا يمكن تحت أي ذريعة تبرير استهداف منزل آمن في منطقة مأهولة بالسكان الأبرياء، وهو يعكس بما لا يدع مجالًا للشك استخفاف الولايات المتحدة الأمريكية بحياة البشر وبالقيم الإنسانية والأخلاقية.

وحمل العدوان الأمريكي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة البشعة وتبعاتها الإنسانية والقانونية، مطالباً المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، والمنظمات الحقوقية والإنسانية الحرة، بالتحرك العاجل والجاد لوضع حدّ لهذه الاعتداءات الإجرامية، ومحاسبة مرتكبيها كمجرمي حرب أمام المحاكم الدولية المختصة.

ودعا إلى فتح تحقيق دولي مستقل وشفاف في هذه الجريمة وغيرها من الجرائم المماثلة التي تُرتكب بحق المدنيين العزل، مؤكداً أن الإفلات من العقاب لم ولن يكون مقبولًا بعد اليوم، مشدداً على أن تضليل الرأي العام لن يمحو دماء الضحايا الأبرياء، ولن يمنع العدالة من أن تتحقق.

من جانبها، أدانت منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل، في بيان، استمرار جرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني، ومنها جريمة استهداف منزل مواطن في شعب الحافة بمديرية شعوب في أمانة العاصمة.

وشدّدت المنظمة على أن هذا الاستهداف يعد انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي الإنساني الذي يجرم استهداف المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمد العدوان الأمريكي انتهاك مبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ومنها مبدأ الإنسانية، ومبدأ التمييز ومبدأ التناسب، وهو ما جعل هذه الجرائم ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وحملت أمريكا المسؤولية عن كُلّ الجرائم بحق المدنيين، مطالباً بالتحقيق والمُساءلة الجنائية لجميع من يثبت تورطهم في هذه الجرائم.

كما حمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية صمتهم المخزي وتنصلهم عن واجباتهم مما شجع العدوّ الأمريكي على الاستمرار في ارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق المدنيين.

وناشدت المُجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية وجميع شرفاء وأحرار العالم، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية في مناصرة الشعب اليمني وإدانة الجرائم المروعة المرتكبة من قبل العدوان الأمريكي والضغط على الأمم المتحدة وتحديداً مجلس الأمن للقيام بواجبهم القانوني والأخلاقي في حماية المدنيين وإيقاف الحرب وجميع أشكال العدوان.

ودعت على تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة للتحقيق في جميع الجرائم والمجازر المُرتكبة من قبل العدوان الأمريكي بحق المدنيين العزل.

وكانت وزارة الصحة والبيئة قد أعلنت، عن استشهاد أربعة مواطنين بينهم امرأتان وإصابة 25 آخرين بينهم 11 طفلاً وامرأة، جراء غارات العدوّ الأمريكي مساء أمس، على منزل مواطن في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب بالعاصمة .

وتأتي المجازر الأمريكية في ظل استمرار العدوان على اليمن للأسبوع الرابع على التوالي في محاولة من قبل الولايات المتحدة لثني الشعب اليمني عن مواقفه المناصرة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 166 فلسطيني في غزة معظمهم نساء وأطفال.

وتؤكد صنعاء ثباتها على موقفها المناصر لغزة، وفرض حظر بحري على سفن العدوّ، وتنفذ الضربات العسكرية المتتالية على كيان العدوّ، حتى يرفع الحصار وتتوقف حرب الإبادة الجماعية عن غزة.

 

مقالات مشابهة

  • المرصد الأورومتوسطي: “إسرائيل” تجاهر باستهداف الصحفيين الفلسطينيين
  • الأورومتوسطي: العدو الصهيوني يجاهر بقتل الصحفيين في غزة
  • إدانات حقوقية واسعة لجريمة العدوان الأمريكي في صنعاء
  • السجن المؤبد للمتهم بالإتجار بالمواد المخدرة في قليوب
  • إدانات حقوقية لجريمة العدوان الأمريكي في صنعاء
  • مطالبة بعقد جلسة نيابية طارئة بشأن إضراب المدرسين وإطلاق سراح المعتقلين منهم
  • منظمة حقوقية:العدو يُقيم بؤرة استيطانية بين المغير وترمسعيا برام الله
  • السجن 15 عاما و 8 سنوات للمتهمين بإنهاء حياة صغير من ذوى الهمم بالشرقية
  • منظمة التعاون تطالب بتحقيق عاجل في جريمة إعدام الكوادر الطبية والإنسانية بغزة
  • تعثر تبادل المعتقلين بين الحكومة السورية وقسد