قريباً جدّاً... هذا ما قد يُقدم عليه حزب الله في جنوب لبنان
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
في آخر مؤتمر صحافيّ عقده قبل أيّامٍ، اعترف مسؤول العلاقات الإعلاميّة في "حزب الله" محمد عفيف بوجود أسرى لـ"المقاومة الإسلاميّة" لدى العدوّ الإسرائيليّ، مُؤكّداً في هذا السياق أنّ مقاتلي "الحزب" سيعملون خلال المرحلة المُقبلة على أسر جنود إسرائيليين.
ووفق المعلومات والمعطيات الميدانيّة في جنوب لبنان، حاول عناصر "حزب الله" في عدّة مناسبات منذ بدء العمليّة البريّة الإسرائيليّة اسر جنود إسرائيليين، من دون أنّ ينجحوا في ذلك حتّى الآن.
وليس صعباً على "حزب الله" أنّ يقوم قريباً بأسر جنود إسرائيليين، فهو يعتمد تكتيكاً في الحرب يرتكز على إعداد الكمائن للعدوّ الإسرائيليّ عبر تفجير عبوات ناسفة، ليس فقط لإلحاق أضرارٍ جسيمة في صفوف قوّاته، وإنّما بهدف إحتجاز إمّا بعض العناصر وإمّا بعض الجثث.
ولعلّ هذا الهدف الذي يسعى "حزب الله" إلى تحقيقه ليس جديداً، فسبق وأنّ حقّق إنجازاً بعد حرب تموز 2006 بعدما تبادل رفات جنود إسرائيليين بأسرى لبنانيين عام 2008، وهو حاليّاً لن يتوانى عن أسر عناصر من الجيش الإسرائيليّ أو إحتجاز بعض الجثث كيّ يُبادلهم بمقاتليه الذي أعلن العدوّ أنّه قام بأسرهم. فالثابت أنّ "الحزب" لا يترك أسراه في سجون تل أبيب، وهو سيعمل جاهداً على إعداد كمين مُحكم للقوّات الإسرائيليّة المتوغلة في جنوب لبنان كيّ ينجح بحبس بعض الجنود أو الإستيلاء على بعض الجثث.
وبعد هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأوّل 2023، عمدت "حماس" إلى أسر عددٍ كبيرٍ من الجنود الإسرائيليين والمدنيين. وعلى الرغم من مقتل بعضهم بسبب القصف الإسرائيليّ العنيف على قطاع غزة، فإنّ ورقة تبادل المحتجزين لا تزال عامل قوّة وآخر فرصة للحركة الفلسطينيّة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيليّة.
ولطالما كان تبادل الأسرى عاملاً مهمّاً في كافة الحروب، وشهدت الحرب الروسيّة – الأوكرانيّة عدّة مناسبات لإطلاق سراح المقاتلين من كلا الطرفين، ونجحت "حماس" خلال الهدنة الأولى مع إسرائيل في الإفراج عن البعض من معتقليها في السجون الإسرائيليّة، بينما لا تزال تحتفظ بجثث أو بمحتجزين إسرائيليين كيّ تُساوم عليهم لإنهاء القتال في غزة. أمّا بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ هذا الموضوع أساسيّ أيضاً لضرب معنويات الجيش الإسرائيليّ المتوغّل في جنوب لبنان، فالـ"المقاومة الإسلاميّة" تُروّج لعملياتها العسكريّة من خلال مقاطع فيديو، وإذا نجحت بأسر إسرائيليين فإنّها ستعرض مشاهد لهم مما سيزيد من الضغوط الشعبيّة على حكومة نتنياهو لمُطالبته بوقف الحرب وبإطلاق سراح الإسرائيليين في لبنان.
كذلك، تجدر الإشارة إلى أنّه بعد توغل إسرائيل في بلدات جنوبيّة لبنانيّة وحشدها لعددٍ كبيرٍ من القوّات على الحدود، فإنّه اصبح من الصعب على قوّة "الرضوان" أنّ تخترق صفوف الإسرائيليين لاحتلال مستوطنات في الجليل وأسر بعض المواطنين أو جنود العدوّ.
وتبقى بحسب محللين عسكريين أفضل فرصة لدى "حزب الله" لحجز جثث أو عسكريين إسرائيليين هي في جنوب لبنان، عبر عمليّات الإستهداف اليوميّة التي تقوم بها "المقاومة" ضدّ القوّات المتوغلة. ويتوقّع المحللون أنّ ينجح "الحزب" قريباً في الوصول إلى هذا الهدف نظراً لاستهدافاته الكثيرة للجنود الإسرائيليين في البلدات الجنوبيّة بالصواريخ والقذائف المدفعيّة والعبوات الناسفة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: جنود إسرائیلیین فی جنوب لبنان الإسرائیلی ة حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تغتال عنصرا لحزب الله في جنوب لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أنه استهدف عنصرا في حزب الله في جنوب لبنان غداة إغارته على مواقع عسكرية تابعة للحزب، فيما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن القصف أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "أغارت طائرة لسلاح الجو قبل قليل على مخرب من حزب الله عمل على إقامة بنية تحتية إرهابية لتوجيه أنشطة إرهابية لحزب الله في جنوب لبنان". وأكد البيان أن إسرائيل ستمنع إعادة "تموضع حزب الله" في المنطقة.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة في لبنان قوله في بيان إن "الغارة بمسيرة إسرائيلية معادية على سيارة في خربة سلم (من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية) أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة آخر بجروح".
ولم يعلق حزب الله على الادعاءات الإسرائيلية، حيث تعد الغارة أحدث انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار مع الحزب.
ومساء الجمعة، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات متتالية على قرى عدة جنوبي لبنان، طالت مناطق جبل الريحان وزبقين وياطر، كما استهدف واديا في بلدة البابلية، وبلدة تبنا.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن 3 أشخاص أصيبوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في بلدة كفركلا الحدودية بقضاء مرجعيون في محافظة النبطية جنوبي البلاد.
إعلانومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل أكثر من ألف انتهاك للاتفاق، مما خلّف 84 قتيلا و284 جريحا على الأقل، استنادا إلى بيانات رسمية لبنانية.
وبدأ عدوان إسرائيل على لبنان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول لحرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، أسفرت عن 4115 قتيلا و16 ألفا و909 جرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي كما نص عليه الاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 نقاط لبنانية رئيسية، دون أن تعلن حتى الساعة موعدا رسميا للانسحاب منها.