في آخر مؤتمر صحافيّ عقده قبل أيّامٍ، اعترف مسؤول العلاقات الإعلاميّة في "حزب الله" محمد عفيف بوجود أسرى لـ"المقاومة الإسلاميّة" لدى العدوّ الإسرائيليّ، مُؤكّداً في هذا السياق أنّ مقاتلي "الحزب" سيعملون خلال المرحلة المُقبلة على أسر جنود إسرائيليين.
 
ووفق المعلومات والمعطيات الميدانيّة في جنوب لبنان، حاول عناصر "حزب الله" في عدّة مناسبات منذ بدء العمليّة البريّة الإسرائيليّة اسر جنود إسرائيليين، من دون أنّ ينجحوا في ذلك حتّى الآن.

ومن المتوقّع أنّ يستمرّ مقاتلو "الحزب" في هذه المُحاولات كيّ يزيدوا من الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، وكيّ تُساوم "المقاومة" على ورقة تبادل الأسرى لإنهاء الأعمال العدائيّة.
 
وليس صعباً على "حزب الله" أنّ يقوم قريباً بأسر جنود إسرائيليين، فهو يعتمد تكتيكاً في الحرب يرتكز على إعداد الكمائن للعدوّ الإسرائيليّ عبر تفجير عبوات ناسفة، ليس فقط لإلحاق أضرارٍ جسيمة في صفوف قوّاته، وإنّما بهدف إحتجاز إمّا بعض العناصر وإمّا بعض الجثث.
 
ولعلّ هذا الهدف الذي يسعى "حزب الله" إلى تحقيقه ليس جديداً، فسبق وأنّ حقّق إنجازاً بعد حرب تموز 2006 بعدما تبادل رفات جنود إسرائيليين بأسرى لبنانيين عام 2008، وهو حاليّاً لن يتوانى عن أسر عناصر من الجيش الإسرائيليّ أو إحتجاز بعض الجثث كيّ يُبادلهم بمقاتليه الذي أعلن العدوّ أنّه قام بأسرهم. فالثابت أنّ "الحزب" لا يترك أسراه في سجون تل أبيب، وهو سيعمل جاهداً على إعداد كمين مُحكم للقوّات الإسرائيليّة المتوغلة في جنوب لبنان كيّ ينجح بحبس بعض الجنود أو الإستيلاء على بعض الجثث.
 
وبعد هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأوّل 2023، عمدت "حماس" إلى أسر عددٍ كبيرٍ من الجنود الإسرائيليين والمدنيين. وعلى الرغم من مقتل بعضهم بسبب القصف الإسرائيليّ العنيف على قطاع غزة، فإنّ ورقة تبادل المحتجزين لا تزال عامل قوّة وآخر فرصة للحركة الفلسطينيّة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيليّة.
 
ولطالما كان تبادل الأسرى عاملاً مهمّاً في كافة الحروب، وشهدت الحرب الروسيّة – الأوكرانيّة عدّة مناسبات لإطلاق سراح المقاتلين من كلا الطرفين، ونجحت "حماس" خلال الهدنة الأولى مع إسرائيل في الإفراج عن البعض من معتقليها في السجون الإسرائيليّة، بينما لا تزال تحتفظ بجثث أو بمحتجزين إسرائيليين كيّ تُساوم عليهم لإنهاء القتال في غزة. أمّا بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ هذا الموضوع أساسيّ أيضاً لضرب معنويات الجيش الإسرائيليّ المتوغّل في جنوب لبنان، فالـ"المقاومة الإسلاميّة" تُروّج لعملياتها العسكريّة من خلال مقاطع فيديو، وإذا نجحت بأسر إسرائيليين فإنّها ستعرض مشاهد لهم مما سيزيد من الضغوط الشعبيّة على حكومة نتنياهو لمُطالبته بوقف الحرب وبإطلاق سراح الإسرائيليين في لبنان.
 
كذلك، تجدر الإشارة إلى أنّه بعد توغل إسرائيل في بلدات جنوبيّة لبنانيّة وحشدها لعددٍ كبيرٍ من القوّات على الحدود، فإنّه اصبح من الصعب على قوّة "الرضوان" أنّ تخترق صفوف الإسرائيليين لاحتلال مستوطنات في الجليل وأسر بعض المواطنين أو جنود العدوّ.
 
وتبقى بحسب محللين عسكريين أفضل فرصة لدى "حزب الله" لحجز جثث أو عسكريين إسرائيليين هي في جنوب لبنان، عبر عمليّات الإستهداف اليوميّة التي تقوم بها "المقاومة" ضدّ القوّات المتوغلة. ويتوقّع المحللون أنّ ينجح "الحزب" قريباً في الوصول إلى هذا الهدف نظراً لاستهدافاته الكثيرة للجنود الإسرائيليين في البلدات الجنوبيّة بالصواريخ والقذائف المدفعيّة والعبوات الناسفة. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جنود إسرائیلیین فی جنوب لبنان الإسرائیلی ة حزب الله

إقرأ أيضاً:

إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل جنوبي لبنان

كشفت وزارة الدفاع النمساوية، اليوم، عن إصابة 8 من جنودها الموجودين ضمن قوات اليونيفيل جراء هجوم صاروخي على بلدة الناقورة جنوبي لبنان.

وأضافت الوزارة، بأنه "لا إصابات خطيرة، ومصدر الهجوم ليس واضحا في الوقت الراهن"، مشيرة إلى أنه من غير المقبول تعريض قوات الأمم المتحدة للخطر.

وتعرض جنود اليونيفيل لإطلاق نار عدة مرات في الأيام الأخيرة، حيث لم تغادر قوات اليونيفل مواقعها في جنوب لبنان بعد بدء العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان في أول أكتوبر الحالي.

وعزّز القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب مدمرة دارت في العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وجود "اليونيفيل"، وكلّفها بمراقبة وقف النار بين الجانبين.

وتأسست قوات اليونيفيل من قبل الأمم المتحدة بعد غزو إسرائيل للبنان في عام 1978، وكانت مهمتها الأصلية هي مراقبة وقف إطلاق النار وتأمين "الخط الأزرق" المتوتر، الذي أنشأته الأمم المتحدة لتحديد انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان.

مقالات مشابهة

  • سقوط عدد كبير من جنود العدو والمستوطنين بعمليات للمجاهدين بالحدود وفي عمق الكيان: خسائر الاحتلال بلبنان تستنفر الدبلوماسية الأمريكية والعدو ينتقم من المدنيين والمسعفين
  • الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا عاجلا إلى سكان مدينة النبطية في جنوب لبنان
  • حزب الله يقصف تجمعا لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حي المسلخ جنوب لبنان
  • إعلام عبري: نقص حاد في الجنود الإسرائيليين بعد معارك الشمال.. و 62 قتيلًا في أكتوبر وحده
  • إيران: الهجوم الإسرائيلي اعتداء على أراضينا ونتعهد برد حازم عليه
  • غارات على بلدة الخيام ومجرى نهر الليطاني
  • حزب الله: استهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين في عدة مواقع جنوب لبنان
  • حزب الله يستهدف ‏تجمعات لجنود إسرائيليين في جنوب لبنان
  • إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل جنوبي لبنان
  • إصابة 8 جنود نمساويين من قوات اليونيفيل في لبنان