التسجيل لجائزة مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه يبدأ غدا
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، تنطلق غدا عمليات التسجيل في جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، في دورتها الثالثة والعشرين، حيث يشارك المتنافسون، من المواطنين والمقيمين، ذكورا وإناثا، من مختلف الأعمار، في مسابقات الجائزة المتنوعة.
ويمكن للجمهور التسجيل في الجائزة عبر الموقع الإلكتروني للجائزة https://quranrak.
وأكد الشيخ صقر بن خالد بن حميد القاسمي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، على ما تحظى به الجائزة من رعاية من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ومتابعة من سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، موضحا أن الجائزة تسعى إلى ترجمة نهج القيادة الحكيمة في التنافس ورعاية المواهب، وتكريس المواطنة الصالحة، وغرس القيم الإيجابية، لتكون صرحا تنافسيا، كما أريد لها منذ أن أسسها المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي طيب الله ثراه.
وقال إن الجائزة المباركة، تستقطب شرائح المجتمع المختلفة، وتفتح أبواب التنافس للجميع من الذكور والإناث على اختلاف أجناسهم وأعراقهم، متوجها بالشكر للقيادة الحكيمة على دعمها المتواصل لهذه الجائزة المباركة.
من جانبه أكد سعادة أحمد محمد الشحي، مدير عام مؤسسة رأس الخيمة للقرآن الكريم وعلومه، حرص المؤسسة على إطلاق الجائزة في كل عام، لتكون صرحا للمتنافسين والمبدعين، ومنصة لتكريم وتحفيز وتخريج أجيال حافظة للقرآن الكريم ومتقنة لتلاوته ومهتدية بهديه السمح القويم، وتقوم على ترجمة سياسة المؤسسة ورؤيتها القائمة على تعزيز الوسطية والاعتدال وترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن وقيادته الحكيمة وغرس الثقافة الإيجابية الهادفة وقيم الإبداع والابتكار.
وأشار إلى أن الجائزة تتضمن مسابقات متنوعة قرآنية ونبوية وثقافية، تهدف إلى تعزيز روح التنافس بين المتسابقين.
بدوره قال سعادة الدكتور أحمد إبراهيم سبيعان الطنيجي، أمين عام جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم ورئيس اللجنة العليا المنظمة، إن مسابقات الجائزة تتنوع وتتميز في كل دورة، ومن جديدها في هذه الدورة، مسابقة مواهب الوطن المخصصة للطلاب والطالبات في المدارس الحكومية والخاصة بإمارة رأس الخيمة، وتتضمن فرعين هما، حفظ 5 أجزاء وحفظ 3 أجزاء، ومسابقة مزامير آل داود لأجمل الأصوات في ترتيل القرآن الكريم من خلال تلاوة آيات مختارة عن التواصل والمحبة، والمسابقة الدولية ومضات من الإمارات، وهي مفتوحة لجميع الراغبين بالمشاركة من مختلف أنحاء العالم، وتتضمن أسئلة متنوعة، تبرز إنجازات دولة الإمارات محليا وعالميا، وتحمل قيماً شرعية ومعرفية وثقافية، بالإضافة إلى المسابقة العامة للقرآن الكريم، والمسابقة النسائية، ومسابقة القرآن الكريم لأئمة ومؤذني المساجد، ومسابقات مخصصة لأصحاب الهمم،ونزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، والمسلمين الجدد، ومسابقة الحديث الشريف، وذلك بإجمالي 11 مسابقة و35 فرعا تنافسيا.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: رأس الخیمة للقرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.