أعربت الصيدلانية والناشطة منى ماوري في مقال نشرته في صحيفة "الغارديان" عن استيائها من موقف المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس بشأن الأحداث في قطاع غزة، مشيرة إلى أن هذا الموقف ترك مجتمعها في ولاية ميتشيغان مجروحا وغاضبا.

وقالت ماوري في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن مدينتها ديربورن، بجوار ديترويت، تخضع مرة أخرى للتدقيق خلال موسم انتخابي هامشه ضيق.

وبينما يرى المحللون وخبراء استطلاعات الرأي الأرقام والإحصاءات، فإنها ترى مكانا جميلا مزدهرا بمجتمعات متنوعة.

ميتشيغان هي ولاية متأرجحة رئيسية ولديها أعلى عدد من السكان العرب الأمريكيين في الولايات المتحدة، وعندما تسير في حيّها، ترى ماوري بحرا من الكوفيات والمخابز الشرق أوسطية التي تجعل لعاب الشخص يسيل والمقاهي اليمنية الفاخرة. وتنتشر لافتات "فلسطين الحرة" و"وقف إطلاق النار الآن" في المدينة، في الساحات وعلى النوافذ. يعبر الناس عن تضامنهم مع فلسطين ولبنان من خلال القمصان والأقراط على شكل البطيخ والأعلام والقلادات والأساور.


وأشارت الكاتبة إلى أن المجتمع المسلم والعربي ليس كتلة واحدة، لكن غزة تتصدر أذهان الجميع في هذه الانتخابات. وأنه مثلها مثل العديد من أفراد مجتمعها، كافحت للخروج من السرير ومواصلة حياتها اليومية بعد بدء الهجوم على غزة. وقالت: "عندما رأينا أصدقاءنا وأفراد عائلاتنا يُذبحون، اجتمع العديد منا معا للضغط على الديمقراطيين للقيام بشيء ما. لقد حشدنا وحصلنا على أكثر من 100 ألف صوت 'غير ملتزم' في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في ميتشيغان، ما أظهر كيف يمكن لأولئك المعارضين للإبادة الجماعية التي تمولها الولايات المتحدة التصويت ككتلة واحدة".

وأضافت أن حركتهم انتشرت في جميع أنحاء البلاد، وأرسلت رسالة عالية وواضحة إلى أولئك في السلطة - يريد الأمريكيون إنهاء الإبادة الجماعية - وساهمت في تنحي جو بايدن عن منصب المرشح. وأنهم أرادوا إرسال رسالة مفادها أنه ما لم يلتزم الديمقراطيون بوقف إطلاق النار الدائم، وإيقاف مبيعات الأسلحة والتمويل لإسرائيل، فلن يصوتوا لهم. وسيحتاج المرشحون من كلا الحزبين إلى العمل لكسب أصوات مجتمعهم.

وقالت إنه على الرغم من إعلان وسائل الإعلام فوز كامالا هاريس في المناظرة الأولى، إلا أن الأشخاص حولها في ديربورن لم يكونوا معجبين بها. وأضافت أنها بدأت بتوقعات منخفضة للغاية: "سياسات هاريس لا تتوافق مع قيمي، ودونالد ترامب.. يا إلهي".

وأشارت إلى أنه في عام 2020، عندما كانت هاريس تترشح ضد بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، فإنها خاضت حملة على أساس الرعاية الطبية للجميع وإعفاء قروض الطلاب. الآن بعد أن ترشحت ضد ترامب، كانت مؤيدة للغاية للشركات الكبرى، وتفاخرت بديك تشيني و200 جمهوري آخر يؤيدونها، وتخلت عن القضايا التقدمية التي خاضت حملتها عليها سابقا. كانت تحاول التفوق على ترامب في سياساته الأكثر يمينية من أجل جذب الجمهوريين، وهذا يخيف مجتمع العرب والمسلمين.

وقالت: "إذا كان علي أن أقرر الآن، فسأميل نحو مرشح يدعم السياسات التقدمية، مثل الحد الأدنى للأجور 25 دولارا، والرعاية الصحية الشاملة، وتخفيف أعباء ديون الطلاب، وحظر الأسلحة على إسرائيل. ولكن من المؤسف أن أيا من الحزبين الرئيسيين لا يؤيد هذه القضايا في الوقت الحالي، وفي ديربورن، فإن الشعور العام هو أن هاريس لا تحظى بدعم كبير".

وأكدت أنها تستطيع القول بكل راحة إن أغلبية المسلمين والعرب الأمريكيين متشككون في رئاسة هاريس. فقد ألحقت ضررا عميقا بمجتمعهم، وكان هذا الألم ملموسا عندما عاد المندوبون من المؤتمر الوطني الديمقراطي (DNC) بعد أن رأوا بأم أعينهم كيف عومل المندوبون المناهضون للإبادة الجماعية. لقد أحضر المؤتمر الوطني الديمقراطي عائلة إسرائيلية على المنصة لإلقاء خطاب مؤثر، لكنه لم يمنح الفلسطينيين نفس الاحترام والإنسانية من خلال إبراز صوت فلسطيني.

وذكرت الكاتبة أنه بالنسبة للمجتمع العربي والمسلم، لا يتعلق الأمر بقضية واحدة. بل يجب التفكير في الأمر على هذا النحو: "تقوم الإدارة الديمقراطية بتوجيه مليارات الدولارات من أموال ضرائبنا نحو الإبادة الجماعية، وهذا يمنعنا من رعاية المواطن الأمريكي العادي. نريد أن تذهب أموالنا لإصلاح أزمة الإسكان، وخفض التضخم، وتمويل التعويضات وتخفيف ديون قروض الطلاب. ليس لدينا رعاية صحية شاملة، وهي حق أساسي من حقوق الإنسان. كيف يمكننا أن نثق في الديمقراطيين لحماية أي من مصالحنا؟".

وقالت: "لقد دمرت الإمبريالية الأمريكية مجتمعاتنا وأوطاننا لعقود من الزمان. قُتل عمي أثناء حضوره جنازة في اليمن في 8 أكتوبر 2016. وكان ابنه الصغير يحضر الجنازة معه. أسقطت السعودية صاروخين أمريكيين وقتل أكثر من 150 شخصا، وأصيب المئات. لقد غيرتني هذه التجربة وعائلتي إلى الأبد. لأن إدارة أوباما كانت تمكن وتشجع حرب التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، قتلت أموال ضرائبي الأمريكية عمي - نجا ابنه بأعجوبة. لقد أشرف باراك أوباما على عدد من الغارات بمسيّرات في عامه الأول، مستهدفا بلدانا بما في ذلك اليمن، أكثر مما نفذه جورج بوش الابن طوال فترة رئاسته. وإذا سألت سكان ديربورن عن ما إذا كانوا قد فقدوا أصدقاء أو أحباء بسبب العنف العسكري الأمريكي، فمن المرجح أنك ستسمع قصصا مماثلة لقصتي".

وذكرت أنه لم يتبق سوى أقل من شهر على الانتخابات، وأن هناك الكثير من الناس الذين لا يشعرون بالراحة في التصويت لأي من المرشحين الرئاسيين الرئيسيين. يصوت العديد منهم لصالح شتاين، ويفكر البعض في عدم المشاركة في هذه الانتخابات، ويفكر البعض في التصويت لصالح ترامب.


ونبهت إلى أن هؤلاء هم الناس الذين لم يصوتوا أبدا لترامب، "لكن المليارات من الدولارات تنفق من قبل الديمقراطيين لذبح أحبائنا وعائلاتنا. لقد كانت إسرائيل تدمر جنوب لبنان، حيث يعيش العديد من أقاربنا، والآن تنشر هذه الإدارة قوات أمريكية في الشرق الأوسط. ليست استراتيجية رابحة تماما إذا كانوا يريدون أصواتنا حقا".

وقالت إن بعض الناس يعتقدون أن التصويت لترامب هو تصويت احتجاجي. لقد سمعت حججا على غرار "ترامب ليس الشخص الذي يرتكب الإبادة الجماعية الآن" أو "حسنا، لم نخض أي حروب في عهد ترامب". موضحة أنها شخصيا لا تتفق مع هذا، وتعتبر ترامب فاشيا ومثيرا للخوف وأنه تسبب في صدمة عميقة للمجتمعات العربية والإسلامية خلال رئاسته. فقد كان زعيما حاقدا أغلق الباب أمام اللاجئين من خلال تنفيذ حظر على المسلمين. وفي حين أنه لم يبدأ أي حروب، فقد أدى إلى تصعيد الحروب القائمة في الشرق الأوسط واستخدم حق النقض ضد سلسلة من مشاريع القوانين الحزبية التي تهدف إلى حظر مبيعات الأسلحة إلى السعودية.

ولفتت إلى أن البعض قد يستغربون، أن "العرب والمسلمين الذين يصوتون لترامب يصوتون لشخص يكرههم حرفيا"، لكن الأمر أكثر تعقيدا من ذلك بكثير. إن أصوات ترامب هذه هي نتيجة للتفاعل غير الصادق من الحزب الديمقراطي والفرص المحدودة لبناء وطن سياسي للأمريكيين العرب والمسلمين خارج الانتخابات. يظهر الديمقراطيون في المجتمعات العربية والمسلمة كل أربع سنوات أثناء الدورة الانتخابية، ويكررون مقاطع صوتية للحصول على أصواتهم، ثم يفشلون في الوفاء بوعودهم.

وقالت إنها في Detroit Action، تقوم ببناء حركة متعددة الأعراق طويلة الأمد في ميتشيغان يمكنها مواصلة رؤية وقيم الحركة غير الملتزمة. وأنها تريد رفع أصوات المسلمين لتظهر لقادة الحزب والمرشحين أن قضايا المسلمين - هنا وفي الخارج - مهمة. وأنهم إذا لم يأخذونا على محمل الجد، فسوف يخسرون.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية هاريس غزة الولايات المتحدة الولايات المتحدة غزة الاحتلال ميشيغان هاريس صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من إلى أن

إقرأ أيضاً:

رد "فاتر".. كيف تعاملت روسيا مع دعوة ترامب بشأن "السبع"؟

رد الكرملين بفتور على تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال فيه إنه يود رؤية روسيا تعود إلى مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وكانت روسيا عضوا في المجموعة، المعروفة آنذاك باسم مجموعة الثماني، حتى ضمت منطقة شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014 وتم طردها منها.

وتضم مجموعة السبع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وكندا واليابان.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الجمعة: "قلنا عدة مرات إن المجموعة التي تطلق على نفسها الآن اسم مجموعة السبع فقدت أهميتها تقريبا"، مضيفا أن العضوية الحالية لروسيا في منتدى مجموعة العشرين الأوسع نطاقا "أكثر قيمة".

وكان ترامب قد صرح لصحفي في واشنطن الخميس، إنه يؤيد توسيع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لتشمل روسيا مرة أخرى، معتبرا أن "طرد روسيا كان خطأ".

وفي السياق ذاته، أعربت وزيرة الخارجية الألمانية نالينا بيربوك عن تحفظات جدية حول اقتراح ترامب.

وقالت على هامش فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن" "بصفتنا شركاء بمجموعة السبع، أوضحنا كثيرا على مدار الأعوام الثلاثة الماضية التي تلت هذا الغزو الروسي الشامل الوحشي أنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون طبيعي مع روسيا هذه، مع روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين".

لكن بيربوك أضافت: "إذا عدنا جميعا إلى طريق السلام وتغيرت سياسة العدوان هذه، فإن هذا يعني بالطبع أيضا أنه يمكننا استئناف التعاون في مجموعة واسعة من المجالات".

وقالت الوزيرة الألمانية إنها ترحب بأي خطوة حقيقية نحو السلام في أوكرانيا قد تنبع من محاولة ترامب فتح محادثات مع بوتين، لكنها أكدت أن الضغط الغربي الشديد على روسيا "يجب أن يستمر".

وقالت: "إذا كان هناك طريق للسلام الآن، فإن العالم كله، وقبل كل شيء أوروبا، سيشعر بالارتياح".

مقالات مشابهة

  • رئيس مجلس النواب يلتقي وفد مجموعة تحالف الاشتراكيين الديمقراطيين بالبرلمان الأوروبي
  • إغلاق 537 فرعا لمطاعم أمريكية في تركيا بسبب المقاطعة
  • أردوغان: نتوقع أن يفي ترامب بالوعد الذي قطعه قبل الانتخابات
  • أكبر تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين تنطلق في لندن اليوم
  • مصر والأردن قد يضحيان بمساعدات أميركا تجنبا للسخط الشعبي
  • رد "فاتر".. كيف تعاملت روسيا مع دعوة ترامب بشأن "السبع"؟
  • ألمانيا توجه انتقادات حادة لإدارة ترامب بسبب إضعاف موقف أوكرانيا
  • قضايا الدولة تمد التصويت في الانتخابات بسبب إقبال أعضاء الجمعية العمومية
  • بسمة بوسيل تهاجم هالة سرحان بسبب تامر حسني
  • 14 ولاية أمريكية ترفع دعوى قضائية ضد ترامب بسبب إيلون ماسك