الغارديان: خطة منع الأنروا جزء من حرب إسرائيل على الأمم المتحدة
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للمحرر الدبلوماسي باتريك وينتور قال فيه إن خطة "إسرائيل" لمنع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، "أونروا" من الدخول والعمل في غزة يمثل تدنيا جديدا في العلاقة مع المنظمة الدولية.
ويقول إن الولايات المتحدة وحدها القادرة على إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التخلي عن الخطة التي شجبتها 123 دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ويقول وينتور إن "أونروا" تعرضت لهجمات "إسرائيل" قبل مزاعم عن مشاركة 12 من موظفيها في هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر التي نفذتها حماس العام الماضي. ولكن التحرك لمنع المنظمة كليا يعطي إشارات جديدة عن استقطاب سيأخذ سنوات لعكسه. ويقول إن العواقف الكبيرة لاحتقار أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، المنظمة الدولية ومؤسساتها القانونية الدولية التي تدعمها ستكون طويلة الأمد.
وفي إشارة عن دعم وزير الجيش الإسرائيلي السابق بيني غانتس لقرارات الكنيست المقبلة اتهم "أونروا" بأنها اختارت "جعل نفسها غير منفصلة عن آلية حماس، وقد حان الوقت لأن نفصل أنفسنا بالكامل عنها. وبدلا من الوفاء بهدفها وتحسين حياة اللاجئين، تقوم أونروا بالعكس وتؤبد مظلوميتهم".
ويعلق وينتور أن الغرب كانت لديه شكوك حول حيادية "أونروا"، لكنه يراها الجهة الوحيدة المتاحة لتوفير المساعدات والتعليم والصحة، ولو مررت الكنيست قرارات بإغلاق المنظمة في الضفة الغربية وغزة، فإن مشكلة توفير المساعدات لـ 2.4 مليون نسمة في غزة وللضفة الغربية ستكون حادة.
ويرى الكاتب أن الأزمة باتت محتومة، فهناك قراران مررا في 6 تشرين الأول/ أكتوبر عبر لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست والدفاع وسيتم التصويت عليهما في الكنيست يوم 28 تشرين الأول/ أكتوبر، حسب منظمة عدالة، المركز القانوني لحقوق العرب داخل الخط الأخضر. ومن المتوقع أن يحصل القراران على غالبية الأصوات، 100 من 120 صوتا. ويدعو قانون لمنع عمل "أونروا" في المناطق التي لـ"إسرائيل" عليها سيادة ما يعني إغلاق مقرات "أونروا" في شرقي القدس وإنهاء تأشيرات طاقم الوكالة.
ويقول مركز عدالة إن المقترح هو خرق لقرارات المحكمة الدولية التي دعت "إسرائيل" للتعاون مع الأمم المتحدة لتوفير المساعدات الإنسانية، ومن المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في ثلاثة أشهر من تنفيذه.
ومع أنه تم شجب الخطة وعلى نطاق واسع، بمن فيهم سفراء 123 دولة عضو في الأمم المتحدة إلا أن واشنطن هي القادرة على دفع "إسرائيل" بإعادة التفكير بالخطة. ففي رسالة من وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن حذرا فيها من أن "فرض مثل هذه القيود من شأنه أن يدمر الاستجابة الإنسانية في غزة في هذه اللحظة الحرجة ويحرم عشرات الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس من الخدمات التعليمية والاجتماعية الأساسية".
وجاء البيان من الوزيرين، رغم رفض الكونغرس إعادة التمويل لـ"أونروا"، كما فعلت الدول الغربية الأخرى. ويقول وينتور إن العلاقة بين "إسرائيل" و"أونروا" ظلت حتى 7 تشرين الأول/ أكتوبر تقوم على احترام الضرورة، لأن الوكالة الدولية وفرت المساعدات الطبية والإنسانية والتعليمية للفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي، مما حلل "إسرائيل" الطرف المحتل من تحمل العبء الذي يجب عليها القيام به.
وأكد مدير الوكالة فيليب لازاريني أنه تصرف بحسم بعد الاتهامات الإسرائيلية وطرد الأشخاص المعنيين وبعد مراجعة للمزاعم وأنه قام بتنفيذ توصيات تقرير وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا.
وأشارت "أونروا" إلى أن جهود "إسرائيل" المتلاحقة لنقل المساعدات عبر طرق بديلة فشلت. وقالت إنه لا توجد أية منظمة قادرة على القيام بالمهمة كما تقوم بها "أونروا".
ولكن، كما في معظم المنطقة، فقد أشارت "إسرائيل" إلى أنها تريد تغيير قواعد اللعبة، وهذا يعني عدم التسامح مع ما تراه تدخلا من جانب الأمم المتحدة. وفي الاختيار بين القانون الدولي والمخاطر التي تهدد أمن "إسرائيل"، يصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أن "التغطية الصحفية السيئة أفضل من التأبين الجيد".
ويضيف الكاتب أن جذور الأزمة هي أعمق من المواجهة مع "أونروا"، فلطالما اعتبرت "إسرائيل" المنظمة الدولية "مستنقعا لمعاداة السامية". واعتبر نتيناهو ومنذ عام 1984 أن مهمته كسفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة هي إضاءة شعلة الحقيقة في بيت الظلام.
وفي عام 1987، أعرب الدبلوماسي البريطاني برايان أوركهارت، وكيل الأمين العام السابق للشؤون السياسية الخاصة، عن أسفه بأن "تدخل الأمم المتحدة في قضية فلسطين شوه صورة المنظمة ومزق سمعتها وهيبتها، كما لم تفعل أي دولة أخرى". ومن الأسباب الداعية لنقد الأمم المتحدة ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أسبوعين، حيث نقل عنه قوله في جلسة مغلقة إن على "إسرائيل" أن تلتزم بقرارات الأمم المتحدة لأن الأمم المتحدة هي التي أنشأت دولة "إسرائيل" في عام 1947، وهي الملاحظة التي أدت إلى موجة من الانتقادات من جانب نتنياهو والجماعات اليهودية الفرنسية. إلا أن جيرار أرو، السفير الفرنسي السابق في الأمم المتحدة، سارع لنجدة ماكرون والدفاع عنه ضد ردة فعل قائلا "إنها مدهشة، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها: أنشئت دولة "إسرائيل" بموجب القرار 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947".
ويقول الكاتب إن هذا التصور للولادة، الميلاد الذي لم يسر حسبما أرادت الأمم المتحدة، قد أعطى الهيئة شعورا خاصاً بالمسؤولية عن تصحيح ما تعتبره العديد من الدول الأعضاء خطأ. وعلى النقيض من ذلك، فإن شعور العديد من الإسرائيليين بالحاجة إلى الامتنان أو حتى الاحترام للأمم المتحدة أصبح لعنة بالنسبة لهم.
ومنذ ذلك الحين، شعرت الأمم المتحدة التي توسعت ونمت في مرحلة ما بعد الاستعمار بالمسؤولية عن تصحيح ما يعتبره العديد من الأعضاء ظلما من صنعها. ومع تغير تركيبة الأمم المتحدة وتعمق الحرب الباردة ونمو الحركة المناهضة للاستعمار، تزايدت العداوة تجاه "إسرائيل"، مما أدى إلى صدور قرار في عام 1975 بأغلبية 72 صوتا مقابل 32 صوتا، ساوى بين الصهيونية والعنصرية، وقد تم إلغاء القرار لاحقا.
وفي الوقت نفسه أصبحت الولايات المتحدة تنظر إلى الصراع على أنه حكر عليها، ومررت القرارات المهمة بدون النظر للأمم المتحدة التي وقفت متفرجة.
ويقول وينتور إن هذا العام سيتم تذكره بالعام الذي حاولت فيه الأمم المتحدة تأكيد نفسها، وقد أدى إلى مواجهة بين المؤسسات الدولية التي تعتقد أنها تحافظ على السمعة لحكم القانون الهشة ودولة تعتقد أنها في معركة وجودية وتنظر إلى الأمم المتحدة أنها تساعد مضطهديها.
ففي كانون الثاني/ يناير أصدرت محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة في العالم قرارا قالت فيه إن هناك أدلة معقولة حول ارتكاب "إسرائيل" إبادة جماعية في غزة، وتبعه ثلاثة أوامر تأمر "إسرائيل" بتقديم المساعدات دون عوائق على نطاق واسع في غزة. وفي تموز/ يوليو أصدرت المحكمة رأيها الاستشاري في قضية قائمة منذ فترة طويلة بأن احتلال "إسرائيل" تحتل الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة منذ عام 1967 هو انتهاك للقانون الدولي. وفي 18 أيلول/ سبتمبر صوتت الجمعية العامة بالإجماع 124 صوتا مقابل 14 صوتا من بينهم "إسرائيل" وبامتناع 43 دولة عن التصويت بأنه يجب تطبيق قرار محكمة العدل الدولية حول الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينفذ في 12 شهرا.
وردت "تل أبيب"، حيث منعت عددا من مقرري الأمم المتحدة الخاصين من دخول "إسرائيل". وكانت الخطوة الأخيرة منع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش من دخول "إسرائيل" باعتباره شخصية غير مرغوبة. وكانت جريمته هي أنه لم يشجب الهجوم الصاروخي الإيراني ضد "إسرائيل" ولأنه حاول منح سياق لهجمات حماس العام الماضي وأنها لم تحدث من فراغ، ولأنه وصف الدمار الذي تعرضت له غزة الأسوأ الذي شاهده خلال فترته كأمين عام للمنظمة الدولية.
وفي أيلول/سبتمبر ألقى نتنياهو خطابا أمام الجمعية العامة في اجتماعها السنوي، ووصف الأمم المتحدة دون ذكر غويتريش بأنها "مستنقع من المرارة المعادية للسامية"، ووصف الأمم المتحدة التي يقودها غوتيريش بأنها "مؤسسة كانت محترمة في السابق، لكنها أصبحت الآن محتقرة في نظر الناس المحترمين في كل مكان". وقال إن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هو مجلس حقوق الإرهابيين.
ولم تخض "إسرائيل" المعركة ضد الأمم المتحدة في الأروقة الدبلوماسية فقط، بل على الأرض في غزة ولبنان. كما اتهمت "أونروا" بالتحيز وعدم الكفاءة، وجهت اتهامات مماثلة إلى قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل). وبحسب منظمة مؤيدة لـ"إسرائيل" اسمها "يو أن ووتش" فإن يونيفيل "لم تفعل شيئا" في حين "كان حزب الله يحفر الأنفاق لغزو إسرائيل واختطاف ومهاجمة المدنيين الإسرائيليين وزرع الصواريخ في منازل المدنيين". وتقول القوى الغربية إن الأمم المتحدة لديها تفويض محدود وأن الحل يكمن في تشديد التفويض. ولم يتقدم أحد حتى الآن بحلول ملموسة لإنهاء هذه المعركة الطويلة، والخطر هو أن يرى البعض الحل في طرد الأمم المتحدة، لكن عندما يحدث هذا فتفككها سيصبح على الأجندة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الفلسطينيين أونروا الأمم المتحدة الاحتلال الأمم المتحدة فلسطين الاحتلال أونروا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة للأمم المتحدة الأمم المتحدة تشرین الأول المتحدة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: الفلسطينيون يعانون أخطر الجرائم الدولية
عواصم "وكالات": أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم أن "الوضع في غزة مروع وكارثي"، محذّرا من أن الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع قد ترقى إلى "أخطر الجرائم الدولية".
وفي خطاب تلته مساعدته أمينة محمد أثناء مؤتمر في القاهرة يهدف لزيادة المساعدات الإنسانية، حضّ غوتيريش المجتمع الدولي على "بناء أسس السلام المستدام في غزة وفي أنحاء الشرق الأوسط".
وشدد غوتيريش على تداعيات النزاع والحاجة الملحة لتحرّك دولي. وقال إن "سوء التغذية متفش.. المجاعة وشيكة. في الأثناء، انهار النظام الصحي".
وأضاف أن غزة بات لديها الآن "أكبر عدد في العالم من الأطفال المبتوري الأطراف نسبة إلى عدد السكان" إذ "يخسر العديدون أطرافا ويخضعون لعمليات جراحية بدون بنج حتى".
كما انتقد الأمين العام القيود المشددة على إيصال المساعدات، واصفا المستويات الحالية بأنها "غير كافية بشكل كبير".
وبناء على إحصاءات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لم تتمكن سوى 65 شاحنة مساعدات من الدخول إلى غزة خلال الشهر الماضي، مقارنة مع معدل 500 شاحنة قبل الحرب.
وأعربت هيئات المساعدات الدولية مرارا عن قلقها حيال تدهور الأوضاع في غزة، محذرة من أن المدنيين باتوا على شفير المجاعة.
وأشارت إلى أن شحنات المساعدات التي تصل إلى الجيب الفلسطيني باتت عند أدنى مستوى لها منذ اندلاع الحرب.
وقال غوتيريش اليوم إن حصار غزة "ليس أزمة مرتبطة بالمسائل اللوجستية" بل هو "أزمة رغبة سياسية واحترام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي".
وذكرت الأونروا بأن جميع محاولاتها لإيصال المساعدات إلى شمال غزة قوبلت إما بـ"المنع" أو "العرقلة" بين السادس من أكتوبر 2024 و25 نوفمبر، في ظل القتال العنيف في المنطقة.
وأكد غوتيريش أن الأونروا هي "طوق نجاة لا يمكن استبداله بالنسبة لملايين الفلسطينيين"، مضيفا أنه "إذا أُجبرت الأونروا على الإغلاق، فستتحمل إسرائيل.. مسؤولية إيجاد بديل لخدماتها الحيوية".
وفي خطابه أثناء المؤتمر، قال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن الوكالة "ما زالت العمود الفقري للاستجابة الإنسانية" في غزة.
ودعا للاستناد إلى "إطار عمل سياسي وقانوني دولي قوي" لضمان تواصل دخول المساعدات إلى غزة.
وأضاف "من دون ذلك، لا يمكن للعاملين في المجال الإنساني، مهما بلغ مستوى تضحيتهم وشجاعتهم، البقاء وإيصال المساعدات".
ودعا مشاركون في مؤتمر بالقاهرة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية للوضع في غزة وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل لفتح المعابر المؤدية إلى القطاع وتشغيلها بطاقتها الحقيقية.
وتستضيف العاصمة المصرية مؤتمرا دوليا لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة على المستوى الوزاري بمشاركة من الأمم المتحدة وممثلين عن منظمات دولية وحضور رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى.
وقال مصطفى في كلمته "نشهد في قطاع غزة تجويعا متعمدا وممنهجا، واسع النطاق، ليس بسبب شح المساعدات بل نتيجة منع دخولها وإعاقة عمل المنظمات والطواقم الإنسانية".
وأضاف "يشكل هذا المؤتمر الهام فرصة مناسبة لإعادة التأكيد على رفضنا لاستمرار احتلال قطاع غزة، واستمرار إغلاق معابره المختلفة، أو تقليص جغرافية أو ديموجغرافية قطاع غزة، أو أيا من أرض وإقليم دولة فلسطين".
وحث على دعم وتعزيز دور منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين قائلا إن "دور الأونروا في الأراضي الفلسطينية غير قابل للاستبدال أو التقويض" وإن لها "دورا محوريا في مرحلة ما بعد الحرب "كما كان لها دور محوري خلال 75 عاما في حماية وإغاثة لاجئي فلسطين بناء على قرار الأمم المتحدة رقم 194".
ميدانيا، واصل جيش الاحتلال جرائمه في القطاع المنكوب، حيث أعلنت وزارة الصحة في غزة أن ارتفاع حصيلة العدوان إلى 44466 شهيدا. وقالت الوزارة في بيانها اليومي إنها أحصت خلال الساعات الـ24 الأخيرة سقوط "37 شهيدا"، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 105,358 منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
سياسيا، أفاد قياديان في حركة حماس اليوم أن وفدا قياديا من الحركة التقى مسؤولين في المخابرات العامة المصرية مساء الأحد في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما التقى الوفد الذي يرأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفدا من حركة فتح كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهرا بين إسرائيل وحماس.
وقال قيادي في حماس لوكالة فرانس برس إن الوفد القيادي الذي وصل الى القاهرة السبت اجتمع مع رئيس المخابرات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في المخابرات الأحد، و"تمّت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات الى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.
وأكد أن حماس "لم تتلقَ أية عروض أو اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى رغم أن جهود الوسطاء متواصلة".
وقال القيادي في حماس "لا توجد حتى الآن إرادة سياسية لدى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو للتوصل الى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى"، مضيفا أن حماس "جاهزة بناء على الثوابت التي حددتها فصائل المقاومة".
وكرّر هذه "الثوابت" على أنها "الانسحاب العسكري (الإسرائيلي) من القطاع وعودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى سواء دفعة واحدة أو على مرحلتين، وإدخال المساعدات بشكل فوري، والإعمار".
وكانت إسرائيل تتمسّك في آخر مواقفها من الهدنة بالإبقاء على وجود عسكري في محورين استراتيجيين في القطاع.
وقال القيادي في حماس إن الحركة "أكدت مجددا أنها منفتحة لمناقشة أية أفكار أو اقتراحات، وأنها معنية بوقف الحرب والعدوان والتوصل لاتفاق يضمن تنفيذ هذه الثوابت".
وقال قيادي آخر في حماس إن "مصر وقطر وتركيا تبذل جهودا كبيرة للتوصل لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى، لكن نتانياهو ما زال حتى اليوم يعطل"، مشيرا الى أن الشعب الفلسطيني "ينتظر ضغطا امريكيا ودوليا على نتانياهو لوقف حرب الإبادة والتوصل لاتفاق كما حدث في لبنان"، في إشارة لاتفاق وقف النار بين إسرائيل وحزب اله، الأسبوع الماضي.
وكان البيت الأبيض أعلن الأربعاء أن الولايات المتحدة تبذل جهودا دبلوماسية جديدة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على إطلاق المحتجزين في قطاع غزة، بمساعدة تركيا وقطر ومصر.
و اندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 ، حيث أسر خلال الهجوم 251 شخصا من داخل المستوطنات الاسرائيلية، لا يزال 97 منهم محتجزين في القطاع، بينهم 34 شخصا أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قتلوا.
من جهة ثانية، قال القيادي الثاني في حماس أن وفد الحركة التقى أيضا وفدا قياديا من حركة فتح بقيادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد، "وبحث معه ترتيبات الوضع الفلسطيني الداخلي وإدارة قطاع غزة حال انتهاء الحرب".
وذكر أن المناقشات مع فتح تجري "برعاية مصرية" و"تركّزت على تشكيل اللجنة الإدارية المستقلة لإدارة القطاع والإشراف على المساعدات والمعابر والإعمار، بالتوافق مع كل الفصائل الفلسطينية".
وأكّد عضو الهيئة القيادية العليا لحركة فتح في غزة جمال عبيد في اتصال هاتفي حصول اللقاء، معتبرا أن اللقاءات بين الحركتين "مهمة من أجل ترتيب البيت الفلسطيني".