لماذا أطلقت إسرائيل على عمليتها ضد إيران "أيام التوبة"؟
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أطلقت إسرائيل على الضربات التي شنتها ضد إيران، فجر اليوم السبت "عملية أيام التوبة".
ووفق صحيفة "جيروزاليم بوست" فإن "أيام التوبة" تعني إلى الأيام العشرة بين رأس السنة اليهودية، ويوم الغفران.
وأضافت الصحيفة "خلال هذه الفترة، يُدعى اليهود إلى التفكير في أفعالهم، وتصحيح أخطائهم، والعودة إلى المسار الصحيح، ما ينتهي بيوم الغفران، يوم الكفارة وهو اليوم الأخير من الأيام العشرة "، ويجسد المصطلح العبري "تشوفا"أي "التوبة"، فكرة التجديد الروحي وتحسين الذات.
وحسب الصحيفة "في التقاليد اليهودية، يُنظر إلى هذه الأيام باعتبارها فرصة إذ تكون أبواب السماء مفتوحة، ما يسمح بالسعي إلى التوبة والعودة إلى القيم العليا"، وبإطلاق العملية العسكرية ضد إيران "أيام التوبة"، تؤكد إسرائيل أهمية "المساءلة والالتزام بالحماية الوطنية".
Why did Israel name its operation against Iran 'Days of Repentance?': Operation Days of Repentance: Israel’s symbolic strikes invoke themes of reflection, defense, and historical resolve. https://t.co/gchPdWArjn JPost pic.twitter.com/dSkm48PSyB
— Jewish Community (@JComm_NewsFeeds) October 26, 2024 معان رمزيةوقالت "جيروزاليم بوست"، إن لـ "عملية أيام التوبة" معان رمزية متعددة "أولاً، إحياء ذكرى مرور عام على هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، الذي بدء بعد يوم واحد من احتفالات الإسرائيليين بيوم "سمحات توراه" العيد اليهودي الذي يصادف اليوم الأخير من عيد السكوت، أي بعيد العرش".
وأضافت الصحيفة "العملية العسكرية الإسرائيلية على إيران، بمثابة رسالة بعد الأعياد اليهودية وأيام التوبة العشرة، حيث تعكس العملية، دعوة إلى التجديد، ويشير تجنب إسرائيل المواقع النووية والنفطية، والتركيز بدل على الأهداف العسكرية، إلى ضبط النفس، وع التذكير بقدرتها على الرد بحسم".
وقالت الصحيفة أيضاً إنها أيضاً "تدل على الرد المباشر من جانب إسرائيل على هجمات حزب الله وحماس المدعومة من إيران، فضلاً عن التهديدات المتزايدة من إيران"، مضيفةً أن "اختيار إسرائيل، يشير إلى الرد العسكري والتزامها بالدفاع عن النفس، ما يعزز العزم على مواجهة أي تهديد ضد مواطنيها".
وبـ "أيام التوبة"، ترسل إسرائيل رسالة تتجاوز الاستراتيجية العسكرية. فهي تمزج بين البعد التاريخي اليهودي والموقف الواضح من الدفاع والمساءلة، إلى جانب عزم إسرائيل على حماية مواطنيها ضد التهديدات، واستحضار فترة ذات أهمية ثقافية للتأمل والعودة إلى المسار الصحيح، وفق الصحيفة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية العملية العسكرية ضد إيران إسرائيل إيران إيران وإسرائيل إسرائيل إيران أیام التوبة إسرائیل على
إقرأ أيضاً:
لماذا لا يريد الغرب خسارة إيران
بقلم : هادي جلو مرعي ..
لعل الموقع الجغرافي، والثروات، والقدرات الكبيرة في مجالات عدة بالرغم من رفض الغرب للآيدولوجية في السياسة الإيرانية عوامل تدفع بإتجاه الإستمرار في سياسة الضغط الفائق الذي تمارسه واشنطن، وحليفاتها الغربيات، ومعها دول في الخليج.. إيران ماتزال تحتفظ بفرصة الفتى المدلل عند المعسكرين الغربي والشرقي معا.فروسيا والصين تشكلان طريقة مختلفة في إدارة العالم، ووقف الهيمنة الغربية، والقطبية الأحادية، والتحول الى عالم متعدد الأقطاب، وهما يريدان إيران خاصة الروس الذين تشكل الجمهورية الإسلامية خطا متقدما لهم في جبهة المواجهة مع الغرب، عدا عن الدور الإيراني الممكن لزيادة النفوذ الصيني، والتجارة مع العالم، ومد الطريق بإتجاهات جغرافية مختلفة، مثلما إن إيران حلقة وصل مهمة بين الشرق والغرب، وبين تركيا وآسيا الوسطى.
في المقابل مايزال العقل الغربي يغازل إيران، ولايريد دفعها الى الحضن الروسي، ومحور بريكس، وهو يراهن على الدهاء الفارسي في ذلك. فبرغم التوتر والتشدد في السلوك السياسي إلا إن العلاقة مع الغرب ماتزال قائمة، والقنوات الدبلوماسية مفتوحة تماما خاصة مع فرنسا التي تؤمن بإمكانية سحب إيران الى المعادلة الغربية، ومايعيق ذلك هو الدور الإيراني المقلق، وطبيعة السياسة المتبعة لدى طهران، ودعمها لحزب الله ومجموعات سياسية وعسكرية مناوئة للغرب. والإيرانيون يدركون مايريده الغرب، ومايطمح إليه الشرق، ولذلك يستطيعون في كل مرة إعادة التموضع والتماهي مع الأحداث والتطورات، والجميع لايريد لإسرائيل أن تذهب بعيدا في مهاجمة إيران، ويمكن للغرب أن يتشارك في الدفاع عن إسرائيل في حال شنت طهران هجوما عسكريا، ولكن الغرب لايريد التشارك في هجوم إسرائيلي شامل على الأراضي الإيرانية لأن المشاركة المباشرة تعني خسارة المستقبل مع إيران.
المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر لارغبة لديها في حرب شاملة ضد إيران قد تؤدي الى دمار شامل في منطقة تشهد تحولات كبرى خاصة على يد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود حملة تحديث لكل شيء متعلق بالإقتصاد والسياسة والفكر الديني والثقافة السائدة في المملكة، ولايرى نفعا في الحرب. فالخليج مصدر مهم للطاقة والثروات، وهو مكان لربط العالم ببعضه، ويعمل على تغيير هائل في العقل السياسي، والنظرة الى المستقبل، ويفضل سياسة الضغط، وليس الحرب، ولايرى مصلحة في نشوب صراع مدمر يدفع ثمنه كاملا، وتتحول المنطقة بذلك الى رماد تذروه الرياح، ويؤدي الى فقدان فرص التنمية المتاحة.
لاأحد يريد خسارة إيران ويعمل على سحبها الى مساحته، لكن اليمين المتطرف في إسرائيل مايزال يفكر في تحقيق مكاسب كاملة بالإعتماد على الإنحياز الغربي، وربما كان جديرا بنتنياهو ملاحظة الدور الفرنسي والسياسة التي يتبعها الرئيس مانويل ماكرون الذي ينظر الى لبنان بوصفها إرثا، لفرنسا فيه حصة كبيرة، وهو مايفسر التوتر المتصاعد بين تل أبيب وباريس، والمناوشات الكلامية بينهما طوال مدة العدوان على لبنان بالرغم من إن فرنسا ماتزال مع المحور القلق من الصعود الصيني، والتحالف الثلاثي بين بكين وطهران وموسكو، وكذلك مباحثات بريكس التي تثير قلقا غربيا متزايدا ربما سنرى تفاعلاته ونتائجه قريبا.