ثلاثة أسابيع من الأخذ والردّ والجدل، وبعد ساعات على إعلان الجيش الإسرائيلي اغتياله رسميًا، نعى "حزب الله" في بيان رئيس مجلسه التنفيذي السيد هاشم صفي الدين الذي "ارتحل إلى ربه مع خيرة من إخوانه المجاهدين"، واصفًا إياه بـ"القائد الكبير والشهيد العظيم على طريق القدس"، وهي الطريق نفسها التي سبقه إليها الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي نعاه الحزب، قبل نحو شهر.


 
وإذا كان بيان نعي السيد صفي الدين جاء أقلّ وقعًا من بيان نعي السيد نصر الله، ولا سيما أنّ التقديرات كانت تشير إلى استشهاده، بعد المعلومات التي تحدّثت عن فقدان الاتصال به منذ الغارة الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية، ولو أنّ الحزب انتظر العثور على الجثمان قبل النعي، الأمر الذي كان الإسرائيلي يمنعه بعرقلته أعمال البحث والتنقيب، فإنّ البيان حمل إشارة لافتة لجهة "التحاقه بأخيه شهيدنا الأسمى والأغلى" السيد حسن نصر الله.
 
ولعلّ خلف هذه الإشارة، إشارة أخرى مهمّة، لطالما ربطت "السيدين" نصر الله وصفي الدين، الذي لطالما اعتُبِر داخل الحزب وخارجه، المرشح "الأول" لخلافة الأمين العام، في حال حصول أيّ طارئ، رغم أنّه لم يكن تنظيميًا نائبًا له، وهو ما يفتح باب التساؤلات على مصراعيه حول "مصير" الاستحقاق باستشهاد صفي الدين، فمن هم المرشحون لاستلام المهمّة التي تبدو "ثقيلة" على من سيحملها، ومتى يكشف "حزب الله" عن هوية أمينه العام الجديد؟
 
ضربات "ثقيلة"
 
صحيح أنّ الدائرين في فلك "حزب الله" يقولون إنّ ما بعد "صدمة" اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، ليس كما قبلها، بمعنى أنّ كلّ شيء بات قابلاً للاستيعاب والتصديق، بعد ذلك الخبر المشؤوم الذي لم يكن أحد في الحزب يتوقع أن يسمعه، وهو الخبر الذي لا يزال للمفارقة مثيرًا للكثير من الجدل في العديد من الأوساط، بما في ذلك تلك المحسوبة على جمهور "حزب الله" وبيئته الحاضنة، ممّن يذهب بعضهم لحدّ الجزم بأنّ السيد "لم يمُت".
 
لكنّ الصحيح أيضًا أنّ "ضربة" استشهاد السيد هاشم صفي الدين جاءت "ثقيلة" أيضًا على الحزب وجمهوره، وقد أتت بعد أيام فقط على استشهاد السيد نصر الله، ولو أنّ الإعلان عنها تأخّر، ليبقى مصيره غامضًا طيلة هذه الفترة، ولا سيما أنّ الكلّ في الحزب كان مطمئنًا طيلة حياة الأمين العام، بأنّ رئيس المجلس التنفيذي مُعَدّ وجاهز لينوب عنه في حال أيّ طارئ، بل إنّ هناك من كان يتحدّث عن "أوجه شبه" بين الرجلين، في الشكل، والخطاب.
 
وإذا كان استهداف الرجلين الرقم 1 و2 في "حزب الله" في فترة وجيزة ضربة ثقيلة بحدّ ذاته، مع ما يشكّله من ضربة معنوية للحزب وبنيته التنظيمية، حتى لو أصرّ أنّها لا تؤثر على قدراته العسكرية وعلى تماسكه الداخلي، فإنّ ما عزّز من خطورة الأمر انطباع سائد لدى كثيرين بأنّ "البديل" الذي يستطيع ملء مكان السيد نصر الله ليس متوافرًا، علمًا أنّ الإسرائيليين يجاهرون بأنّهم "قضوا" لا على نصر الله فحسب، ولكن أيضًا على "خليفته وخليفة خليفته".
 
استحقاق "مؤجَّل"؟!
 
رغم كلّ ما سبق، يصرّ العارفون بأدبيّات "حزب الله" على أنّه تجاوز الضربات القاسية التي تعرّض لها بصورة أو بأخرى، ونهض من جديد، من أجل استكمال مسيرة النضال التي استشهد السيد نصر الله في سبيلها، ويقول هؤلاء إنّ إعلان استشهاد السيد صفي الدين لن يكون له صدى كبير، لأنّ الحزب تأقلم مع هذا الوضع منذ تاريخ الغارة التي فقد بعدها الاتصال بالرجل قبل ثلاثة أسابيع، وبالتالي فهو بات مستعدًا لهذا السيناريو.
 
لا يحجب ذلك الكثير من علامات الاستفهام حول "مصير" استحقاق الأمانة العامة، بعد استشهاد نصر الله، وغياب صفي الدين، وسط تساؤلات عمّا إذا كان الحزب سيعمد أصلاً إلى تسمية أمين عام جديد، وعمّا إذا كان هناك مرشحون لمثل هذا المنصب، علمًا أنّ بعض الأسماء كانت قد طُرِحت سابقًا في البازار، على غرار اسم نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي يتصدّى للقيادة بشكل أو بآخر، وكذلك اسم السيد إبراهيم أمين السيد، وغيرهما.
 
لكنّ العارفين يستبعدون أن يصار إلى تسمية أمين عام جديد للحزب في الوقت الحالي، وربما قبل نهاية الحرب، للكثير من الأسباب والاعتبارات، بينها ما تنظيمي ولوجستي مرتبط بالظروف التي فرضتها الحرب والتي قد تمنع أيّ اجتماع قيادي، ولكن بينها أيضًا ما هو مرتبط بالحرب النفسية مع العدو، ولتجنّب اغتيال أيّ شخصية يتمّ اختيارها، كما توعّد الإسرائيليون مرارًا وتكرارًا في الآونة الأخيرة.
 
فيما يقول الإسرائيليون إنّ هدفهم القضاء على "حزب الله"، وإنّ الاغتيالات "النوعية" التي نفذوها أنهت بنيته القيادية بالمُطلَق، يصرّ المحسوبون على الحزب على أنّه تجاوز الظرف الصعب، وإن كان الأقسى ربما في مسيرة الحزب، وأنّ اختيار البدلاء لن يكون صعبًا. إلا أنّ المرجّح ألا يتمّ ذلك في الأمد المنظور، باعتبار أنّ "القيادة الجماعية" التي تُدار بها الأمور حاليًا، تبقى "التكتيك" الأفضل، بانتظار وقف إطلاق النار.. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السید نصر الله الأمین العام صفی الدین حزب الله

إقرأ أيضاً:

عبد الغفار يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي

استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتور عبدالله الدرديري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية، والوفد المرافق له، لبحث مستجدات التعاون بين الجانبين في مجال التنمية البشرية، والقطاع الصحي، وذلك بمقر وزارة الصحة والسكان بالعاصمة الإدارية.

بحث مستجدات التعاون في التنمية البشرية والقطاع الصحي 

طبقا لتصنيف فوربس.. كيف يعيد مديري الأصول تشكيل المشهد الاستثماري بالمنطقة

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع ناقش أولويات برنامج التنمية البشرية في الحماية الاجتماعية، والتعليم، والصحة، حيث رحب الوزير بضم غيمار الديب، نائب الممثل المقيم لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي للجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية، والتي تضم في عضويتها نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجالات التنمية البشرية والاقتصاد والتخطيط والإعلام، بهدف الاستفادة من خبراتهم في إعداد مقترحات الاستراتيجيات، والسياسات اللازمة لتحقيق أهداف المجموعة الوزارية للتنمية البشرية.

ونوه «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع تطرق إلى دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمشروع التطوير الشامل لقطاع الصحة في مصر، الذي يهدف إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطنين، ورفع كفاءة البنية التحتية للمستشفيات، بالإضافة إلى مشروع إنشاء مجمع حديث لمعالجة النفايات الطبية الخطرة في محافظة السويس.

ولفت «عبدالغفار» إلى أن الإجتماع ناقش دور مصر الريادي في تقديم كافة المساعدات الإنسانية، والدعم الطبي للأشقاء الفلسطنيين، وبحث سبل التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمشاركة في خطة إعمار غزة بإنشاء مستشفيات، ووحدات رعاية صحية.

حضر الإجتماع الدكتور عمرو قنديل، نائب الوزير للشئون الوقائية، والدكتور محمد حساني، مساعد الوزير لشئون مبادرات الصحة العامة، والدكتور محمد فوزي، مستشار الوزير لشئون الأشعة، والدكتور حاتم عامر، معاون الوزير للعلاقات الدولية، والدكتورة سوزان الزناتي، مدير الادارة العامة للعلاقات الدولية والاتفاقيات، والسيد أليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والسيد غيمار الديب، نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، والدكتورة هبة وفا، مدير برنامج تمكين المرأة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر.

مقالات مشابهة

  • لقطات لبعض الذخائر والأسلحة والحبوب المخدرة التي عثرت عليها قوات الجيش داخل أوكار ميليشيا حزب الله بقرية حوش السيد علي بريف القصير غرب حمص
  • استشهاد ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين جراء الغارات الجوية التي شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة درعا
  • الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية يقدم رد الجزائر للقائم بالأعمال في سفارة فرنسا
  • غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لـحزب الله في جنوب لبنان
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • بمواصفات خيالية.. هل يكون «OnePlus» الحاسب الذي ننتظره؟
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في التنمية البشرية
  • عبد الغفار يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • الأمين العام لمجلس التعاون يرحب بإتمام المفاوضات بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا
  • الأمين العام لمجلس التعاون يرحب بإتمام المفاوضات بين أذربيجان وأرمينيا