سوق الخميس للأسر المنتجة بأمانة العاصمة :خطوة في طريق تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
الثورة /
من أجل تنمية موارد الردع الاقتصادي، سعت المجتمعات، على مر التاريخ (خاصة اليهود)، إلى بناء قوة اقتصادية مؤثرة بفضل عوامل اجتماعية واقتصادية متنوعة. وذلك السعي، هو ما كان له نتيجته في تكيفهم مع الظروف المحيطة، بل وساهم في تعزيز شبكاتهم الاقتصادية، بالمقابل، تواجه الدول العربية والإسلامية تحديات جسيمة تؤثر على موقفها الاقتصادي العالمي، نتيجة ارتفاع الثقافة الاستهلاكية وتراجع الاهتمام بالإنتاج المحلي، وأدى إلى عجز الأمة عن بناء اقتصادات قوية قادرة على مواجهة الغطرسة الأمريكية الإسرائيلية فضلا عما يفرضه وجود الكيان الغاصب من تحديات نتيجة ما يحظى به من الدعم والإسناد العالمي سياسيا وعسكريا.
في ظل هذه الظروف، يُعد تعزيز التعاون وتمكين الهوية الثقافية والاقتصاد المحلي من العناصر الأساسية لمواجهة التحديات التي أربضت الأمة عن مناصرة القضية الفلسطينية، بل إن من الضروري وضع استراتيجيات شاملة للفهم العميق للسياقات الاقتصادية والاجتماعية، وبما يسهم في بناء قدرة فعالة تلبي احتياجات الأمة العربية والإسلامية.
استراتيجية المقاطعة لثقافة الاستهلاك
في تصريح للمهندس محمد مطهر القحوم- الأمين العام للاتحاد التعاوني الزراعي اكد فيه أن التواجد في سوق الخميس للأسر المنتجة بأمانة العاصمة يأتي ضمن وقفة تضامنية لدعم الشعب الفلسطيني الذي يقاتل ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولفت القحوم إلى تضامنه مع الشعب اللبناني ومقاومته، مشيدًا بتضحياتهم الغالية لمساندة غزة والقدس.
وأبرز القحوم الصمود الأسطوري في قطاع غزة، مُثنيًا على العمليات النوعية لفصائل المقاومة، مشيرًا إلى أن تلك العمليات، بما في ذلك عمليات المقاومة العراقية واللبنانية واليمنية، تعكس الإرادة القوية في مواجهة الكيان الإسرائيلي وشركائه، واعتبر أن الجهاد والإعداد الكامل هما السبيل الوحيد لردع هذا الكيان.
كما دعا القحوم الدول العربية إلى دعم مشاريع بناء الاقتصادات المجتمعية المقاومة، وإعادة دور الأسر المنتجة، مؤكداً ان استراتيجية الخروج من ثقافة الاستهلاك بمقاطعة المنتج الأجنبي وتنمية قدرات الإنتاج المحلي هي من أهم أسلحة الردع التي تعمل ثورة 21 من سبتمبر على المضي في تنمية وتطوير مسارها على كافة المستويات الرسمية والمجتمعية.
وأشار إلى ضرورة تلبية النداء الديني والإنساني لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، وردع الأعمال الإجرامية التي تُمارَس ضدهم، مشددا على ضرورة تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، منوهًا بأن هذا هو واجب إنساني وديني على كل فرد للمساهمة في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة.
المقاطعة أحد سبل المواجهة
في السياق، وضمن وقفات التضامن الشعبية التي تنظمها المكونات المجتمعية اليمنية مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، أكّد علي ماهر الغولي، نائب المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية، خلال فعالية نظمتها الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة والأصغر في سوق الخميس بأمانة العاصمة، على دعم اليمن الثابت للقضية الفلسطينية، وشدد على وقوف اليمن إلى جانب غزة والمقاومة الإسلامية في لبنان حتى تحقيق الهزيمة والانكسار للغطرسة الصهيونية.
كما أشار ماهر إلى التغيرات الاقتصادية الناتجة عن التحولات السياسية وتأثيرها على موازين القوى العالمية، وتطرق إلى صمود اليمن على مدى عشر سنوات في مواجهة حرب وحصار عالمي، مبرزاً إنجازات ثورة 21 سبتمبر في تحقيق السيادة والاستقلال ورفض الوصاية.
وأشاد بالدور الفعال للأسر المنتجة في دعم أهداف الثورة التنموية، معتبرا سوق الخميس في التحرير بأمانة العاصمة منبرًا للإبداع والتنافس لهذه الأسر، وشدد على أهمية مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كوسيلة لمواجهة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في فلسطين ولبنان، منوها بأن هذه الخطوة ستعزز المنتجات المحلية كبديل عن المستوردة.
كما بارك الانتصار الذي تحقق في عملية الوعد الصادق الثانية، مؤكدًا أن دماء الشهداء، وفي المقدمة دم سيد الشهداء حسن نصر الله، ستظل تسري في عروقنا جميعا، وأن المضي على درب الشهيد لابد ستسهم في دحر الاحتلال الصهيوني.
الأسر المنتجة عنصر أساسي في الاقتصاد
فيما أكد الدكتور كمال مرغم- نائب رئيس هيئة المواصفات والمقاييس، أن هذه الوقفات تعكس جودة منتجات الأسر المنتجة، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد المقاوم. وحث الأسر على تحسين جودة منتجاتها لتتمكن من المنافسة مع الواردات.
من جهتها، دعت الأخت يسرى المطاع، المسؤولة عن الأسر المنتجة والمشاريع الصغيرة في سوق الخميس بصنعاء، إلى ضرورة بناء اقتصاد وطني مقاوم يحرر الأمة من التبعية الاقتصادية ويعزز استقلالها السياسي، أكدت المطاع على أهمية تفعيل المجتمعات بعيدًا عن ثقافة الاستهلاك، مشيرة إلى دور الأسر المنتجة كركيزة أساسية في بناء الاقتصاد الوطني المقاوم.
كما أوضحت أن الوقفة التي تنظمها الأسر المنتجة تأتي انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني في قضيتهما العادلة. ونددت المطاع بأعمال التوحش والإرهاب التي يمارسها الكيان الإسرائيلي، بدعم من قوى الاستكبار.
أشارت المطاع إلى أن جهود الأسر المنتجة تأتي في مسار تطوير الإنتاج المحلي وتعد بمثابة تفعيل مباشر لسلاح المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية، في خطوة تهدف إلى وقف التمويل للعمليات الإجرامية والمشاريع الهدامة التي تقودها القوى المعادية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الأمریکیة والإسرائیلیة بأمانة العاصمة الأسر المنتجة سوق الخمیس
إقرأ أيضاً:
تحقيق إسرائيلي: العبوة التي قتلت 4 من جنود صنعت من مخلفات سلاح الجيش
قالت القناة 14 الإسرائيلية، إن تحقيقات أولية بمقتل 4 جنود بجباليا تظهر صنع حماس عبوة ناسفة من مخلفات سلاح تركه الجيش.
ومرارا أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تفجير عبوات بجيش الاحتلال تم تصنعيها من بقايا الصواريخ التي لم تنفجر في غزة.
والثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل ضابط وثلاثة من جنوده، على يد المقاومة في شمال قطاع غزة، الذي يشهد حصارا ومجازر واسعة منذ قرابة الـ20 يوما على التوالي.
وقال الاحتلال إن القتلى هم نقيب و ثلاثة رقباء، من الوحدة متعددة الأبعاد 888، وهي قوة شكلت لتنفيذ مهام خاصة وتمتلك وسائل تقنية خلال القتال.
وأشارت مواقع عبرية، إلى أن المجموعة دخلت إلى منزل مفخخ مسبقا من قبل المقاومة، وبعد استقرارهم في الكمين جرى تفجيره به وهم بداخله، ما أدى إلى مقتلهم، وإصابة جندي آخر بجروح خطيرة، وجرى نقله للعلاج.
وكان الاحتلال دشن هذه الوحدة، عام 2021، وهي وحدة قتالية سرية، تضم عسكريين لتنفيذ عمليات خاصة.
وفي آب/ أغسطس الماضي نفذت القسام كمينا بقوات الاحتلال في منطقة الفراحين شرق خانيونس، حيث قتل وأصيب فيها عدد من جنود الاحتلال بعد تفجير عبوة شديدة الانفجار بتلك القوة.
واستخدمت القسام في الكمين عبوة أطلقت عليها اسم سجيل، وقالت إنه جرى تصنيعها خلال العدوان الحالي، من مخلفات صواريخ الاحتلال غير المنفجرة، وتحتوي على 750 شظية معدنية.
وأهدى المقاتلون الكمين لرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب الشهيد أبو العبد هنية.
والأسبوع الماضي، قالت صحيفة نيويورك تايمز، إنه على الرغم، من استشهاد كثير من قيادات حماس الكبار، والمقاتلين، وصعوبة عمل الجناح العسكري للحركة، كجيش تقليدي، إلا أن مقتل قائد اللواء 401 برتبة عقيد، في مخيم جباليا، يعني أنه لا يزال قوة كبيرة في حرب العصابات، تكفي لتوريط جيش الاحتلال، في حرب بطيئة وطاحنة وغير قابلة للربح حتى الآن.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى مقتل العقيد إحسان دقسة من الأقلية الدرزية لدى الاحتلال، والذي انفجرت فيه عبوة ناسفة زرعتها القسام، قرب رتل دباباته، وكان الهجوم المفاجئ، مثالا واضحا على قدرة حماس، على الصمود لمدة عام، منذ عدوان الاحتلال، ومن المرجح أن تتمكن من ذلك، حتى بعد استشهاد زعيمها يحيى السنوار.
وقالت الصحيفة، إن مقاتلي حماس يتوارون عن الأنظار في المباني المدمرة، وشبكة الأنفاق الضخمة تحت الأرض، والتي لا يزال الكثير منها سليما، على الرغم من محاولات "إسرائيل" لتدميرها.
ويظهر المقاتلون لفترة وجيزة في وحدات صغيرة لتفخيخ المباني، ووضع القنابل على جانب الطريق، وإلصاق الألغام بالمركبات المدرعة الإسرائيلية أو إطلاق قذائف صاروخية على القوات الإسرائيلية قبل محاولة العودة تحت الأرض.
في حين لا تستطيع حماس هزيمة الاحتلال في معركة أمامية، فإن نهجها الصغير النطاق والسريع في الكر والفر سمح لها بمواصلة إلحاق الأذى بالجيش وتجنب الهزيمة، حتى لو فقدت حماس، وفقا لإحصاءات إسرائيلية غير مؤكدة، أكثر من 17 ألف مقاتل منذ بداية الحرب.