أميركا تنفي المشاركة في ضربات إسرائيل على إيران وتحذر من انتقام طهران
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
أبدت الإدارة الأميركية مخاوفها من تداعيات الضربات الإسرائيلية على إيران فجر اليوم السبت، نافية مشاركتها فيها ومعتبرة أن تلك الضربات "يجب أن تنهي تبادل إطلاق النار"، كما حذرت من "الانتقام" الإيراني.
وقال البيت الأبيض إن الضربات الإسرائيلية على إيران "يجب أن تنهي تبادل إطلاق النار المباشر بين البلدين"، بينما حذر طهران من العواقب إذا ردت، مضيفا أن الرئيس جو بايدن "تم إطلاعه على الوضع، وسيستمر في تلقي التطورات الجديدة".
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن "الإدارة تعتقد أن العملية الإسرائيلية يجب أن تنهي" التبادل العسكري المباشر بين إسرائيل وإيران، وقال إن الحلفاء الآخرين متفقون.
وأضاف المسؤول أنه "تم إطلاع الرئيس جو بايدن أولا بأول على تطور العملية من قبل مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، حيث نفذ الإسرائيليون العملية".
وقال المسؤول، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد الأساسية التي وضعها البيت الأبيض، إن العملية الإسرائيلية "كانت واسعة النطاق، وكانت مستهدفة، وكانت دقيقة". وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة "لم يكن لها أي دور في الضربة".
الهجوموتأتي هذه التصريحات الأميركية بعد أن شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية على إيران في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، قائلة إنها كانت تستهدف مواقع عسكرية ردًا على وابل الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الجمهورية الإسلامية على إسرائيل في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وذكرت الوكالة أن دوي الانفجارات الناجمة عن الغارات سُمع في العاصمة الإيرانية طهران، "رغم إصرار الجمهورية الإسلامية على أنها تسببت في أضرار محدودة فقط".
وانتهى الهجوم الإسرائيلي الذي استمر لساعات قبل شروق الشمس في طهران، إذ قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "منشآت تصنيع الصواريخ المستخدمة لإنتاج الصواريخ التي أطلقتها إيران على إسرائيل خلال العام الماضي". كما قال إنه ضرب مواقع صواريخ أرض-جو و"قدرات جوية إيرانية إضافية".
ولم تقدم إسرائيل أي تقييم أولي للأضرار، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في بيان مسجل مسبقا بالفيديو في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، "إن إيران ووكلاءها في المنطقة يهاجمون إسرائيل بلا هوادة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما في ذلك الهجمات المباشرة من الأراضي الإيرانية".
كما برر الضربات الإسرائيلية على إيران قائلا "مثل أي دولة ذات سيادة أخرى في العالم، فإن لإسرائيل الحق والواجب في الرد".
وقال هاغاري في مقطع فيديو لاحق "لقد أنجزت قوات الدفاع الإسرائيلية مهمتها.. وإذا ارتكب النظام في إيران خطأ البدء في جولة جديدة من التصعيد، فسنكون ملزمين بالرد".
على الجانب الآخر، قال الجيش الإيراني إن الضربات "استهدفت قواعد عسكرية في محافظات إيلام وخوزستان وطهران وتسببت في أضرار محدودة"، من دون الخوض في التفاصيل.
في البداية، كان يُنظر إلى المنشآت النووية والمنشآت النفطية الإيرانية على أنها أهداف محتملة لرد إسرائيل على هجوم إيران في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لكن في منتصف الشهر، اعتقدت إدارة بايدن أنها حصلت على تأكيدات من إسرائيل بأنها لن تضرب مثل هذه الأهداف، وهو ما سيكون تصعيدًا أكثر حدة.
انفجاراتوأقرت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية بوجود انفجارات يمكن سماعها في طهران، وقالت إن بعض الأصوات جاءت من أنظمة الدفاع الجوي حول المدينة.
ولكن بخلاف إشارة موجزة، لم يقدم التلفزيون الحكومي الإيراني لساعات أي تفاصيل أخرى، بل بدأ حتى في عرض ما وصفه بلقطات حية لرجال يقومون بتحميل شاحنات في سوق الخضار في طهران، في محاولة واضحة للتقليل من شأن الهجوم.
وقال أحد سكان طهران لوكالة "أسوشيتد برس" إنه جرى سماع ما لا يقل عن 7 انفجارات في الموجة الأولى من الهجمات، التي هزت المنطقة المحيطة. وتحدث المقيم بشرط عدم الكشف عن هويته.
ومع سماع الانفجارات، تمكن الناس في طهران من رؤية ما يبدو أنها نيران تضيء السماء. وأظهرت لقطات أخرى ما بدا أنها صواريخ أرض-جو يتم إطلاقها.
وأغلقت إيران المجال الجوي للبلاد في وقت مبكر من صباح اليوم، وأظهرت بيانات تتبع الرحلات الجوية التي حللتها وكالة "أسوشيتد برس" أن شركات الطيران التجارية غادرت سماء إيران وعبر العراق وسوريا ولبنان.
وفي سوريا، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، عن مسؤول عسكري لم تسمه، قوله إن صواريخ استهدفت مواقع عسكرية في المنطقة الوسطى والجنوبية من البلاد. وقالت إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت بعض الصواريخ. ولم ترد معلومات فورية عن وقوع إصابات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات على إیران فی طهران فی وقت
إقرأ أيضاً:
باريس تتهم سلطات إيران بنهب وتدمير المعهد الفرنسي للأبحاث
في تصاعد جديد للتوترات بين باريس وطهران، اتهمت مصادر دبلوماسية فرنسية السلطات الإيرانية بسرقة وتدمير المجموعة الثمينة من الوثائق والمُقتنيات التاريخية، والمُعدّات التقنية التي كانت موجودة في مباني المعهد الفرنسي للأبحاث (IFRI)، الواقع في قلب العاصمة طهران.
مُقتنيات غنيةالمعهد مؤسسة ثقافية تتبع وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، وبالتالي السفارة الفرنسية في طهران، إلا أنّه لم يستفد من الحصانة الدبلوماسية.
وهو يُعتبر أحد سبعة وعشرين مركزاً بحثياً فرنسياً في العالم، مهمته تعزيز الأبحاث في مجالات بحوث الآثار والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتضم مكتبته الغنية أكثر من 49 ألف مرجع من بينها 28 ألف كتاب، فضلاً عن قواعد بيانات ضخمة.
ويُعتبر المعهد الفرنسي للأبحاث مركزاً مرجعياً للعديد من الباحثين في العالم حيث يُقدّم لهم الدعم في دراساتهم، وقد تمّ إغلاقه في عام 2023 بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة رسوماً كاريكاتوريّة للمُرشد الأعلى علي خامنئي. وتمّ وضعه تحت الإشراف القضائي من قبل السلطات الإيرانية في أغسطس (آب) 2024.
وأشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أنّ المعهد كان "مكاناً رفيع المستوى للثقافة والتبادلات البحثية"، تأسس في عام 1983 إثر اندماج البعثة الأثرية الفرنسية في إيران، والتي أنشئت في عام 1897 بموجب حصول الفرنسيين على الحقوق الحصرية للتنقيب في إيران لأغراض أثرية، والمعهد الفرنسي لعلم الآثار في طهران الذي أسسه عام 1947 الفيلسوف والمُستشرق الفرنسي هنري كوربين.
#Iran | Le chargé d’affaires de l’ambassade d’Iran a été convoqué au ministère de l’Europe et des Affaires étrangères le 30 août. A cette occasion, la France a dénoncé la pose de scellés sur les portes de l’Institut français de recherche en Iran, alors que la France s’était… pic.twitter.com/btVwr9A5ad
— France Diplomatie ???????????????? (@francediplo) August 31, 2023 تدمير مُوجّه وتقاعس أمنيوفيما لم تُقدّم السلطات الإيرانية أيّ تفسير رسمي لاختفاء وتدمير محتويات المعهد، علمت السفارة الفرنسية في طهران من مصادرها في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2025، وفقاً للمعلومات التي جمعتها صحيفة "لوموند"، أنّ مباني المعهد تعرّضت للغزو المُنظّم في البداية من قبل مُدمنين على المخدرات. ك
ما أظهر المبنى الذي تمّ نهبه بالكامل آثار حريق، في حين تمّ تدمير المُعدّات الإلكترونية وتضرر الأثاث.
ورغم الطلبات المتكررة من السفارة الفرنسية، إلا أنّ الشرطة الإيرانية لم تتدخل للحيلولة دون تفاقم الأضرار والخسائر، وهو ما يُثير العديد من الأسئلة حول وجود دور رسمي، بما في ذلك كيفية كسر الأختام التي تُغلق المعهد. ويُصبح هذا الوضع أكثر إثارة للاهتمام نظراً لأنّ المعهد الفرنسي يقع في منطقة شديدة الحراسة، وتضم العديد من المؤسسات الإدارية والرسمية الإيرانية.
وكان المعهد مركزاً رئيسياً للدراسات حول العلوم الإنسانية والاجتماعية والأبحاث الأثرية حول إيران، والتي تُغطّي الفترة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحالي. ولم يقتصر مجال بحثه على حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بل كان يمتد إلى جميع الثقافات في مُحيطها الإقليمي.
L’Iran ferme un institut français après la publication par « Charlie Hebdo » de caricatures https://t.co/FRRjX32q4S
— Le Monde (@lemondefr) January 5, 2023 مُساومة إيرانيةوكثيراً ما تتهم طهران فرنسا والغرب بالتدخل في شؤونها الداخلية. وقد بقي المقر الرئيسي للمعهد، الذي يقع في وسط طهران، مُغلقاً لسنوات عديدة، إلى أن أعيد افتتاحه في عهد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني (2013-2021) كإشارة إلى تحسّن العلاقات بين باريس وطهران حينها، قبل أن يتم إغلاقه مُجدّداً منذ نحو سنتين.
يُذكر أنّ أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، وفي إطار دعمها "الإيرانيين الذين يُناضلون من أجل حريتهم"، أطلقت مُسابقة في عام 2023 لاختيار رسوم كاريكاتورية حول الأوضاع الداخلية في إيران، وذلك في أعقاب تصاعد احتجاجات الشعب الإيراني على وفاة الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى الشرطة في سبتمبر (أيلول) 2022.
L'Iran menace la France après la publication de caricatures de Khamenei dans "Charlie Hebdo" https://t.co/Cs4rA1veXH
— Marianne (@MarianneleMag) January 5, 2023وعلى إثر ذلك دعت السلطات الإيرانية باريس إلى ما أسمته "مُحاسبة مُرتكبي هذه الكراهية والعنصرية" واصفة تلك الرسوم بـِ "المُهينة".
وأغلقت طهران المعهد الفرنسي للأبحاث كردّ على رفض الحكومة الفرنسية تقديم أيّ تنازلات ضدّ حرية الصحافة والرأي.
وكان من بين مهام المعهد، تنظيم ودعم المؤتمرات الدولية من خلال الرعاية المالية والدعم الاستراتيجي، والتعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث الإيرانية. وشكّلت مكتبته وقواعد بياناته، والخدمات المُتنوّعة التي كان يُقدّمها، مُلتقى نادراً للحياة الفكرية والبحثية للإيرانيين والفرنسيين والأجانب.