كردستان وقد نجحت في خيارها المستقل
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 26 أكتوبر 2024 - 9:28 صبقلم:فاروق يوسف لم تكن نتائج الانتخابات التشريعية في إقليم كردستان العراق مفاجئة. فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني هو قرار شعبي كردي يكمن إلهامه في رغبة الأكراد في أن يكون إقليمهم بعيدا عن التجاذبات الإقليمية. وعلى الرغم من أن دولتي الجوار، إيران وتركيا لم تتعاملا بشكل جاد مع ذلك الاستقلال غير أن الديمقراطي الكردستاني ظل حريصا على إبقاء مسافة واحدة تبعده عنهما على المستوى السياسي.
ولقد جرى حصر علاقته بتركيا بالجانب الاقتصادي يوم كانت تركيا تقوم بتصدير النفط المستخرج من آبار الإقليم. وهو ما لم يأخذ به منافسه حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تمتد علاقته بإيران إلى عقود سابقة، بحيث كانت تلك العلاقة هي القاعدة التي قامت عليها علاقته بتحالف الإطار التنسيقي الحاكم في بغداد. لم تخف الأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد دعمها القوي للاتحاد الوطني الذي كانت مأساة حلبجة عام 1988 واحدة من أهم تجليات علاقته بإيران. يومها فتح ذلك الحزب الحدود العراقية للجيش الإيراني وكانت الحرب في لحظاتها الأخيرة. غير أن ذلك الدعم لم يثمر إلا تقدما بسيطا لن يضعه على قدم المساواة مع الحزب المنافس. من المؤكد أن ذلك قد شكل عنصر إحباط لحزب طالباني الذي خُيل لقيادته بعد أن تمكنت من تنصيب ممثلها محافظا على كركوك أن الانتخابات ستمكنها من نقل عاصمة الإقليم من أربيل إلى السليمانية. تلك خطوة لطالما سعت إليها الأحزاب مدعومة بإيران. شيء من ذلك لن يتحقق. وهو ما يؤكد أن جمهور المقترعين وقد كانت نسبته عالية كان منتبها للمؤامرة التي كان من شأن نجاحها أن يقضي على استقلال كيانهم السياسي الذي يعتبرونه ثمرة لكفاح استمر عشرات السنين. تاريخيا لم يكن السنة في حاجة إلى حزب يمثلهم كان يكفيهم أنهم عراقيون. حين احتل الأميركان العراق كان الأكراد أصدقاء فيما كان العرب السنة أعداء بسبب وطنيتهم ليست تجربة الإقليم الكردي نموذجية. ذلك لأن كثيرا من الأزمات قد تخللتها وبالأخص على المستوى الاقتصادي على الرغم من أن الاستقرار الذي تمتع به الإقليم عبر العشرين سنة الماضية كان عنصرا جاذبا لاستثمارات أجنبية كانت مصدر انتعاش اقتصادي كما يُفترض. أما أن يكون الفساد قد التهم جزءا من موارد ذلك الانتعاش فهو أمر لا يمكن إنكاره في دولة كالعراق صار الفساد فيها هو القاعدة والنزاهة استثناء. كان الصراع بين الحزبين الرئيسيين قد مزج الزعامة العشائرية بتضارب المصالح الاقتصادية في الوقت الذي كانت فيه حكومة بغداد تضيق الخناق على حكومة أربيل بين وقت وآخر في محاولة منها لإلحاقها بركب الولاء لإيران. وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلا سنرى أن الأحزاب الشيعية كانت ترغب في استمالة مسعود بارزاني وهو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانبها لا لشيء إلا من أجل أن يقف معها ضد ممثلي المكون السني. ذلك زمن انتهى. كان استفتاء 2017 على الانفصال صريحا في تعبيره عن رغبة بارزاني في عدم الالتحاق بالركب الإيراني وإن كانت تلك الرغبة معادية للعراق الموحد. في مواجهة النزعة الانفصالية التي تميز بها حزب بارزاني فإن جنوح حزب طالباني إلى الخضوع لإيران وأتباعها إنما يشكل خطرا على مستقبل العراق الحر وسيادته على أراضيه. في المسافة بين الحزبين اختار الشعب الكردي أن يصوت لصالح الاستقلال والإرادة الحرة. سيقال “لمَ لم ينجح أبناء المكون السني في الحفاظ على استقلال محافظاتهم والنأي بها بعيدا عن الهيمنة الإيرانية كما فعل الأكراد؟” ذلك سؤال لا يحترم الواقع ولا التاريخ. لم يكن السنة تاريخيا في حاجة إلى حزب يمثلهم. كان يكفيهم أنهم عراقيون. حين احتل الأميركان العراق كان الأكراد أصدقاء فيما كان العرب السنة أعداء بسبب وطنيتهم. أما ما تعرض له سكان المدن ذات الغالبية السنية من عمليات إبادة فإنه ترك عشرات الألوف من شباب تلك المدن في السجون. وهو ما يعني أن كل الانتخابات التي شهدتها مدنهم كانت زائفة. صنع الأكراد استقلالهم السياسي بقوة تاريخهم النضالي. ذلك ما لم يكن “السنة” وهم دعاة الوحدة الوطنية في حاجة إليه. فالعراق الموحد كان بلدهم. ليس لديهم خيار آخر. أما وقد احتلت بلادهم وتم تدمير مقاومتهم فإن ما يجري اليوم لا يمثلهم ولا يمكنهم من خلاله أن يزعموا أنهم ما زالوا موجودين في العملية السياسية التي هي صناعة أميركية تقوم إيران بإدارتها. من الظلم مقارنة المكون السني بالأكراد. ما حظي به الأكراد من رعاية أميركية قابله عنف أميركي كان هدفه إبادة السنة في العراق.
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
إذا كانت فيك هذه الصفة فلا تتعجبي من صمت زوجك!
تعاني زوجات كثيرات من صمت أزواجهن، لدرجة لا تطاق، وفي الوقت الذي يبدأن رحلة المطاردة بالأسئلة لمعرفة الأسباب تزداد الهوة اتساعا، فلماذا يا ترى ينفر الرجل من الحديث مع شريكة حياته؟ وما سبب تهربه منها ومن الإجابة عمّا يشغل بالها؟
بحسب خبراء فإنّ الرجال في الغالب يستخدمون “الصمت العقابي” كوسيلة لإثارة مشاعر المرأة وجعلها رهينة مخاوفها، لكن هذا النوع من السلاح لديه مدة محددة ويعود الشريك بعدها ليحاور زوجته بشكل عادي، وإن طال أمده فإن المسألة لديها أسباب أخرى.
ويشير مختصون في التحليل النفسي والسلوكي، إلى أن هنالك عدة أسباب تدفع للصمت الطويل بين الزوجين، مثل الإهمال والإيذاء النفسي وإدمان استخدام الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، مما يدفع إلى غياب الحوار التام بين الطرفين.
وما لا تعلمه المرأة حسب كثير من الدراسات العلمية، هو أن ثرثرتها الزائدة في أشياء بلا أهمية هي ما يجعل زوجها ينفر منها ولا يستمع لها، بل ويخرج من الغرفة إن أكثرت الرغي ورفضت السكوت حتى تستنطقه!
والصمت الطويل ليس حلا بتاتا لعلاج أي مشكلة بين الزوجين، فهو يفرض جوا من الكآبة والتوتر، وهذا مرفوض في العلاقة؛ وكلما طال يزداد الأمر سوءا، وهنا ينبغي على الزوجة أن لا تلقي بكل أحمالها على الرجل وأن تدرك أنه هو الآخر يتعرض لضغوطات كثيرة وأن كلامها الكثير وغير المبرر يخلق نفورا وفتورا.
في تعريف الطلاق الصامت قالت مستشارة قانونية، خلال استضافتها على إحدى الفضائيات، إن هناك اختلافا جذريا بين الطلاق الشرعي الذي يتم وفق إجراءات الانفصال النهائي بين الزوجين، والطلاق العاطفي “الصامت”، وهو استمرار العلاقة الزوجية بين الطرفين مع انعدام مقومات الحياة الزوجية.
وأضافت أن الطلاق العاطفي يتم عن طريق انعدام لغة التواصل بين الزوجين، وانعدام الحوار، وفتور المشاعر والعواطف الذي يؤدي إلى إنهاء العلاقة الزوجية في أسرع وقت، وفي حين أن الظاهر أمام المحيطين بهما أنهما يعيشان “تحت سقف واحد”، فإنهما منفصلان عاطفيا ويستمران فقط من أجل تربية الأبناء.
وأوضحت أن أهم أسباب الطلاق الصامت انعدام الاحترام والمسؤولية والمشاركة الثنائية، وغياب الحب المُبطَّن بانعدام الرحمة والقسوة وجفاء المشاعر، مستنكرة اقتصار مفهوم المسؤولية عند البعض على الإنفاق فحسب، رغم أنها تشمل فتح جسور الحوار والحب والتواصل مع الزوجة.
ووفقا لمختصين في العلاقات الأسرية والزوجية فإن المرأة ينبغي أن تركز في حديثها مع زوجها على ما يهم علاقتهما ومستقبلهما، وليس على ما فعلته جارتها وما اشترته قريبتها، وما قام به الأطفال من مشاغبات.
وأيضا أكدوا على أهمية عمل المرأة على حماية أسرتها من الانهيار، وإيجاد مساحة أكبر للحوار مع شريك حياتها، ومشاركته ميوله وهواياته، والأحاديث التي تهمه، مع تجنب مقارنته بأشخاص آخرين لأن الرجل بطبعه يحب التقدير، وتقليل المرأة من قيمته من خلال حديثها عن ميزات أزواج قريباتها وصديقاتها يجعله لا شعوريا يكرهها وبعمق.
وفي مقال سابق نشره موقع (marriage) للمدونة الخبيرة راشيل باس ناقشت فيها كيفية التعامل مع حالة الصمت بين الأزواج؟ وهل الصمت علاج ضار في العلاقة الزوجية؟
تقول باس إن الكل يعتقد أن الزواج مثالي، وأن أي ثنائي سيعيشان بسعادة تامة، لكن في الحياة الواقعية، هنالك المئات من القضايا والأمور التي يتشاجر الأزواج بشأنها، وأحيانا لأسباب تافهة، لدرجة أن بعض الأشخاص يختارون المعاملة الصامتة، للحد من الخلافات والمشاكل، ومنهم من يستخدم هذا الأسلوب للضغط على الآخر.
الشروق الجزائرية
إنضم لقناة النيلين على واتساب