قدّم وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال النائب جورج بوشكيان تعازيه إلى الأسرة الاعلامية وعوائل الصحافيين الذين استُشهدوا بالعدوان الاسرائيلي على مقرّ إقامتهم في حاصبيا.
وقال:" تحرم الدولة الغاصبة المؤمنين من الصلاة بتدمير أماكن العبادة، والتلامذة من التعلّم بتدمير المدارس، والعامل من الانتاج بتدمير المصانع، والمرضى من الاستشفاء بتدمير المستشفيات.

تطول لائحة ارتكابات آلة الدمار الهمجيّة هذه ويسهُل عليها استهداف من هو متسلّح بالصورة والكلمة وازهاق أرواح الأبرياء. فيما لا يزال المجتمع الدولي متفرّجاً يدير أذنه الطرشاء ويشيح بوجهه عن المجازر التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في لبنان الذي يناشد الضمير العالمي التدخّل لمنع استمرار هذه الابادة وفرض وقف النار تمهيداً لتطبيق القرار ١٧٠١.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

العدوان الاسرائيلي يسرق بهجة العيد في غزة

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، لم تكن غزة كما عهدناها في الأعياد السابقة على حرب الإبادة الجماعية قبل السابع من أكتوبر 2023، بل كانت مدينة تنزف حزنًا وصمتًا. لا صيحات الباعة تتعالى، ولا ضحكات الأطفال تصدح في الشوارع، ولا أنوار تزين واجهات المحال. وحدها آثار الحرب تطل شاهدة على الأيام التي سرقت فيها البهجة، وعلى البيوت التي غدت قبورًا لأحلام أصحابها.

في كل زاوية من غزة، يمتزج العيد برائحة الركام، وتحل دموع الفقد مكان بهجة اللقاءات العائلية. المشهد في الأسواق قاتم، والمحال خالية إلا من أصحابها الذين يجلسون بين بضائع شحيحة لم يلمسها أحد، وكأنها شاهد صامت على حالة الركود القاتلة. أما الشوارع، فقد أصبحت خالية من أقدام الأطفال الذين اعتادوا ارتداء ملابس جديدة والركض بين الأزقة، فلا عيد لمن فقد أحبته، ولا فرحة في مدينة ذاقت ويلات القصف والموت.

ومع عودة الحرب في 18 مارس، لم يعد العيد سوى ذكرى محملة بالأنين، ومناسبة تذكر الغزيين بكل من رحل، وبكل منزل هُدم، وبكل لحظة كانت تحمل معنى للحياة قبل أن تسلبهم إياها آلة الحرب. العيد في غزة اليوم ليس إلا فصلًا جديدًا من الحزن، يرتدي ثوب الصبر وينتظر غدًا ربما يحمل معه بصيصًا من الفرح المؤجل.

الركود يخنق الأسواق.. لا فرحة ولا زينة

في سوق الشيخ رضوان، أحد الأسواق الشعبية في شمال مدينة غزة، كان المشهد في الأعوام الماضية يعج بالحركة مع اقتراب العيد، حيث تصدح أصوات الباعة بين زحام المتسوقين، لكن اليوم، يبدو السوق وكأنه مهجور، إلا من بعض الباعة الذين يجلسون أمام محلاتهم بحسرة، يبحثون عن مشترٍ للبضائع الشحيحة التي دبروها خلال فترة ما قبل إغلاق المعابر.

ومنذ الثاني من مارس 2025، أغلق الاحتلال معبر كرم أبو سالم التجاري أمام المساعدات الإنسانية والبضائع؛ ليواجه قطاع غزة شُحًا في الوقود والمواد التموينية والملابس، ويعتمد فقط على ما دبره من تلك السلع خلال فترة وقف إطلاق النار بين 19 يناير الماضي والأول من مارس الحالي.

وأصبحت المحال التي كانت تكتظ بالزبائن تبحث اليوم عن مشترٍ واحد، والبائعون الذين اعتادوا المناداة بأعلى أصواتهم صمتوا فجأة، كأنهم ينعون تجارتهم وأيامهم الماضية. الألوان التي كانت تبث الفرح في الواجهات التجارية بهتت، والقليل من الملابس المدبرة خلال فترة فتح المعابر لم تلبسها أجساد الأطفال، بل بقيت كشاهد على عيد فقد معناه وسط الركام.

يقول التاجر معتز الحمايدة (47 عامًا)، وهو صاحب محل للملابس منذ 20 عامًا: «لم أشهد مثل هذا الركود منذ أن فتحت هذا المحل، كان الناس يتوافدون علينا لشراء ملابس العيد لأطفالهم، أما الآن، بالكاد أرى زبائن، وإن دخل أحدهم فسرعان ما يغادر بلا شراء».

يتابع بأسى لـ«عُمان»: «في الأعوام الماضية، كنت أشتري كميات ضخمة من الملابس استعدادًا للعيد، واليوم لدي بعض الملابس لا تزال على الرفوف. الناس تخجل من الفرح، يشعرون أن شراء الحلوى أو الملابس وكأنهم يخونون دماء الشهداء. حتى الأطفال، لم أعد أراهم يقفزون بفرح داخل المحل كما كانوا يفعلون كل عام».

شهادات من قلب الحزن.. بين الفقد والذكريات

الحاجة أم محمود سعيد (65 عامًا)، التي فقدت ابنها في قصف استهدف بيتها في حي الزيتون، تجلس أمام منزلها المدمر، وتزفر بحزن: «في الماضي، كنت أعد قائمة طويلة بأسماء أحفادي لأشتري لهم الملابس والحلوى، أما اليوم، فقد اختفى نصفهم تحت الركام. أي عيد هذا الذي يتحدثون عنه؟».

ثم تتابع بصوت مخنوق لـ«عُمان»: «كنت أستيقظ صباح العيد وأرتدي ثوبًا جديدًا، أجلس وسط أبنائي وأحفادي، نضحك، نوزع العيديات. اليوم، أجلس هنا بين الجدران المحطمة، لا أحد حولي، لا ضحكات، فقط صوت الصواريخ والطائرات الزنانة يتردد في رأسي».

أما سمير جودة (32 عامًا)، وهو أب لطفلين، فيروي بنبرة خافتة كيف أصبح العيد مناسبة موجعة: «أطفالي لا يفهمون لماذا لا نشتري ملابس جديدة هذا العام. ابني سألني لماذا لا نذهب لشراء كعك العيد كما كنا نفعل. لم أجد إجابة.. كيف أشرح لطفل أن الفرح بات ترفًا في غزة؟».

ويضيف بحرقة لـ«عُمان»: «العام الماضي، كنت أتنقل بين الأسواق بحثًا عن الألعاب التي يحبها أطفالي، هذا العام بالكاد أستطيع تأمين الطعام. كيف أفسر لهم أن العيد ليس كما كان؟».

عيد بلا بهجة وسط اقتصاد مشلول

يقول المتحدث باسم الغرفة التجارية في غزة، د. ماهر الطباع: «إن الأسواق تمر بأسوأ حالاتها، حيث انخفضت المبيعات بنسبة تجاوزت 80% مقارنة بالأعوام الماضية. الحرب تعمق الأزمة الاقتصادية وتشل حركة البيع والشراء. لقد جعلت الغزيين يضعون أولوياتهم في تأمين قوت يومهم بدلًا من الاحتفال بالعيد».

ويتابع الطباع، في لـ«عُمان»: «حتى أصحاب المحلات باتوا عاجزين عن استيراد البضائع الجديدة، بسبب إغلاق المعابر. هناك محلات أغلقت تمامًا، وأخرى تفتح أبوابها بالقليل المتاح على أمل أن يأتي زبون، ولكن بلا جدوى».

ويضيف: «لم تعد هناك سيولة في أيدي المواطنين، فحتى من يملك بعض المال يخشى إنفاقه على الكماليات. العيد كان دائمًا فرصة لتحريك الأسواق، لكنه اليوم أصبح عبئًا نفسيًا واقتصاديًا على الجميع».

ويؤكد الطباع أن تراجع القدرة الشرائية طال جميع القطاعات، وليس فقط الملابس وكعك العيد، موضحًا أن «البائعين أصبحوا يبيعون بأقل من التكلفة أحيانًا، فقط لتغطية جزء من خسائرهم، ومع ذلك، الإقبال شبه معدوم».

ويختم حديثه بالقول: «إذا استمرت هذه الأوضاع، فسيكون هناك انهيار كامل في الحركة التجارية، والعديد من المحال قد لا تتمكن من الصمود لما بعد العيد».

أحياء أشباح.. وأرواح غادرت العيد

في شارع الوحدة، الذي تعرض للقصف عدة مرات، لم تعد هناك بيوت تضيء أنوارها لاستقبال العيد، بل مبانٍ منهارة وشوارع موحلة بالحزن. لا أصوات ضحكات تخرج من النوافذ، لا أطفال يركضون متباهين بالملابس جديدة، بل فقط جدران سوداء تحمل آثار الدمار.

يُعتبر شارع الوحدة أحد الشرايين الحيوية لمدينة غزة، لكنه اليوم صار شاهدًا على فاجعة لا تُنسى. فخلال العدوان الصهيوني، تعرض الشارع لضربات جوية عنيفة، أدت إلى انهيار بنايات سكنية بأكملها على رؤوس ساكنيها. عائلات بأكملها قضت تحت الركام، ونجا القليل ممن فقدوا بيوتهم وأحباءهم.

الحاج عبدالله المغير (70 عامًا)، صاحب متجر قديم للحلويات في شارع الوحدة، كان يجلس أمام متجره الذي تهدم نصفه، ينظر إلى بقايا محله بحزن شديد.

يقول بصوت مرتجف لـ«عُمان»: «هذا المحل كان يعج بالزبائن في مثل هذه الأيام من كل عام. كنت أقوم بإعداد كعك العيد بنفسي، وأرى الفرحة في عيون الناس وهم يشترونه لأسرهم. اليوم، لا كعك، ولا زبائن، ولا حتى ما يلزم لصناعة الكعك، فالمعابر مغلقة والغاز غير متوفر».

يتابع بحسرة: «كنا نستعد للعيد قبل أسابيع، ونخزن المكونات اللازمة، أما الآن، فحتى إن توفرت، من سيشتريها؟ الناس بالكاد يجدون لقمة العيش، كيف لهم أن يفكروا بحلوى العيد؟».

ويوضح الحاج عبدالله: «شارع الوحدة لم يعد كما كان. في السابق، كان نابضًا بالحياة، محلاته مشرقة، والناس يسيرون فيه ببهجة استعدادًا للعيد. أما اليوم، فهو شارع أشباح. الدمار في كل زاوية، والصمت يخيم عليه. حتى الأطفال الذين كانوا يملؤونه بالضحكات، غابوا إما تحت الركام، أو خلف الجدران المهدمة».

مقالات مشابهة

  • قائد البحرية الاسرائيلي رئيساً لجهاز الشاباك
  • الموساد الاسرائيلي يبحث عن دول لاستقبال سكان غزة
  • شهداء ومصابون في قصف العدو الاسرائيلي أنحاء متفرقة في قطاع غزة
  • وزير التعليم العالي الفلسطيني: الاحتلال يستهدف المستقبل بتدمير مدارس غزة
  • العدوان الاسرائيلي يسرق بهجة العيد في غزة
  • قاض أمريكي يمنع ترامب من إقالة موظفي "صوت أمريكا"
  • WSJ‏: قاذفات فشلت بتدمير مواقع للحوثيين.. وسينغال كشف مساهمة الاحتلال بالأهداف
  • سليمان عيد يكشف تفاصيل فيلم فار بسبع أرواح
  • المفتي: الحفاظ على البيئة جزء من العبادة وواجب على المسلم
  • لقاء مرتقب حول القيم المهنية للصحافة ودورها في الدفاع عن الوطن