في خطوة مثيرة للجدل، كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا «إيلون ماسك» خلال مكالمة أرباح الربع الثالث لعام 2023، عن تراجعه عن مشروع السيارة الكهربائية الاقتصادية بقيمة 25 ألف دولار، وهو المشروع الذي كان قد روّج له سابقًا على أنه وسيلة لجعل المركبات الكهربائية متاحة للجميع. 

بدلًا من ذلك، أعلن ماسك أن هذه السيارة ستكون مخصصة كسائق آلي فقط لمشاركة الرحلات، أي كسيارة أجرة آلية، متجاهلًا بذلك طرحها كسيارة تقليدية للجمهور.

 

أسباب التخلي عن السيارة الكهربائية بقيمة 25 ألف دولار

ردًا على سؤال حول موعد طرح السيارة الكهربائية المنخفضة التكلفة، أوضح ماسك أن إنتاج سيارة تقليدية بهذا السعر لم يعد منطقيًا، ووصفه بأنه "غير مجدٍ"، حيث يتعارض مع استراتيجية تسلا المستقبلية، والتي تعتمد بشكل أساسي على القيادة الذاتية. 

وأكد قائلاً: "لقد كنا واضحين بأن المستقبل سيكون ذاتي القيادة"، مما يعني أن توجه تسلا حاليًا لا يركز على إنتاج سيارات كهربائية بأسعار منخفضة تقليدية بل على تطوير نظام متكامل للقيادة الذاتية.

 

السيارات ذاتية القيادة: رؤية جديدة لتسلا

تجلى التوجه الجديد لشركة تسلا في تقديم مفهوم "Cybercab" و"Robovan"، الذي يعكس رؤيتها للسيارات المستقلة المستقبلية. 

تم استعراض هذه النماذج في حدث سابق لشهر أكتوبر 2023، حيث أعلنت تسلا أن Cybercab ستكون مركبة بمقعدين، خالية من عجلة القيادة أو الدواسات، وسيتم إطلاقها بسعر يقل عن 30 ألف دولار، ويُتوقع طرحها قبل عام 2027. 

هذا التوجه الشامل نحو القيادة الذاتية يُعتبر تطورًا حديثًا نسبيًا في استراتيجية الشركة، والتي كانت قد وضعت فكرة السيارة الكهربائية الاقتصادية منذ عدة سنوات ضمن أولوياتها.

 

الإعلان الأولي لفكرة السيارة الكهربائية بقيمة 25 ألف دولار

كانت فكرة إنتاج سيارة كهربائية بقيمة 25 ألف دولار قد طُرحت لأول مرة في عام 2020 خلال فعالية "يوم البطارية" الخاص بشركة تسلا. 

في ذلك الوقت، وعد ماسك بأن يكون هذا السعر ميسورًا للجمهور، وأكد أن ذلك سيتحقق من خلال تطوير تكنولوجيا البطاريات وإنتاج بطاريات كبيرة الحجم بأسعار أقل باستخدام بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم (LFP). 

ووفقًا لهذه التوقعات، كانت تسلا تستهدف إطلاق هذه السيارة الاقتصادية بحلول عام 2023.

 

تناقضات في خطط تسلا بشأن السيارة الاقتصادية

منذ ذلك الإعلان، شهد مشروع السيارة الكهربائية المنخفضة التكلفة العديد من التغيرات في توجهات تسلا. 

ففي عام 2021، صرح مسؤول تنفيذي في الشركة بالصين أن العمل جارٍ على تطوير سيارة اقتصادية ميسورة التكلفة هناك. 

ثم لاحقًا، أعرب ماسك عن أن مشروع السيارة الاقتصادية أصبح غير ذي أولوية، مشددًا على أهمية مشروع سيارات الأجرة الآلية.

 

نموذج "ريد وود" المتوقع: سيارة اقتصادية بأسعار معقولة

في بداية عام 2023، ذكرت تقارير إعلامية أن تسلا تجري استعدادات مع الموردين لتصنيع نموذج اقتصادي جديد يحمل الاسم الرمزي "Redwood"، يُتوقع أن يصل السوق في 2025، بقدرة إنتاجية سنوية تتجاوز 500 ألف وحدة. 

هذا النموذج كان من المفترض أن يسد الفجوة التي كانت تملأها فكرة السيارة بقيمة 25 ألف دولار، لكنه لم يظهر حتى الآن ضمن خطط الشركة الجديدة.

رغم التغيرات الأخيرة، أكد ماسك خلال مكالمة الأرباح أن هدف تسلا ما زال هو جعل السيارات الكهربائية في متناول الجميع. 

أشار ماسك إلى ضرورة تخفيض "التكلفة الإجمالية للملكية لكل ميل" كي تكون قادرة على منافسة أشكال النقل الأخرى، كما وعد بأن الشركة لا تزال تعمل على تطوير نماذج سيارات جديدة بأسعار معقولة تُطرح في النصف الأول من عام 2025.

 

المستقبل ما بين القيادة الذاتية والاقتصادية

بهذا التحول في رؤية تسلا، يصبح من الواضح أن مستقبل الشركة سيعتمد بشكل أكبر على تقنية القيادة الذاتية، مع تركيز أقل على تقديم سيارات كهربائية بأسعار منخفضة للجمهور العريض.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السيارات الكهربائية إيلون ماسك تسلا السيارات ذاتية القيادة سيارات سيارة تقليدية الرئيس التنفيذي لشركة تسلا السیارة الکهربائیة القیادة الذاتیة

إقرأ أيضاً:

بورش تطرد 1900 موظف بسبب السيارات الكهربائية.. ما القصة؟

تمر مجموعة فولكس فاجن بمرحلة صعبة وسط حالة من عدم اليقين في سوق السيارات العالمية. 

ومع اقتراب نهاية عام 2024، تتجه بورشه، العلامة التجارية الفاخرة التابعة للمجموعة، نحو تقليص حجمها بشكل كبير لمواجهة التحديات الاقتصادية والمالية.

تخفيض 1900 وظيفة في ألمانيا

أعلنت بورش عن خطط لخفض 1900 وظيفة في مواقع مختلفة في ألمانيا خلال السنوات المقبلة، وفقًا لتقرير نشرته رويترز. 

تأتي هذه الخطوة بعد أن رأت الشركة أن خطط التخفيض السابقة لم تكن كافية، حيث لم تجدد العام الماضي عقود 1500 موظف مؤقت، مع اقتراب انتهاء 500 عقد إضافي.

وأكد متحدث باسم الشركة أن الخطة الجديدة تهدف إلى خفض الوظائف دون اللجوء إلى التسريح القسري، حيث سيتم التركيز على برامج التقاعد المبكر وحزم الاستحواذ كبدائل لتقليل التأثير السلبي على العمال.

سيتركّز التخفيض في الوظائف في المصانع الكبرى لبورش في شتوتغارت، إلى جانب منشآتها البحثية في فايساخ. 

كما ستتبنى الشركة نهجًا أكثر حذرًا في شغل الأدوار الجديدة، مما قد يؤثر على فرص التوظيف المستقبلية.

أزمة فولكس فاجن تضرب بورش

يأتي هذا القرار بعد أزمة غير مسبوقة في مجموعة فولكس فاجن، حيث كافحت الشركة للحفاظ على مصانعها في ألمانيا مفتوحة، وهو أمر لم يحدث من قبل في تاريخها. 

وفي النهاية، تم التوصل إلى اتفاق يمنع إغلاق المصانع مقابل تجميد الأجور حتى عام 2031، إلا أن عدد الوظائف المهددة في فولكس فاجن قد يصل إلى 35 ألف وظيفة.

تراجع مبيعات السيارات الكهربائية وتأثير المنافسة الصينية

تراجع الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا وزيادة المنافسة الصينية أجبر شركات السيارات الكبرى على إعادة تقييم استراتيجياتها المالية. 

فقد شهدت بورش انخفاضًا بنسبة 3% في مبيعاتها العالمية عام 2023، لكن التراجع الحاد كان في الصين بنسبة 28%.

كما أن التقلبات السياسية والتجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية والسياسات الاقتصادية، زادت من الضبابية حول مستقبل سوق السيارات، مما دفع الشركات إلى اتخاذ قرارات جذرية للحفاظ على استقرارها المالي.

مستقبل غير واضح لصناعة السيارات الألمانية

مع استمرار الأزمات المالية، يبدو أن بورشه ليست الوحيدة التي تتجه نحو تخفيض حجمها، حيث تواجه شركات السيارات الألمانية تحديات كبيرة تهدد مكانتها الرائدة عالميًا. 

مقالات مشابهة

  • سر اصطحاب إيلون ماسك لابنه في المقابلات الرسمية بالبيت الأبيض
  • «أوبن إيه آي» ترفض عرض إيلون ماسك البالغ 97.4 مليار دولار للاستحواذ على الشركة
  • ضرورة اقتصادية وبيئية.. تفاصيل توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر
  • اتهامات وتراجع في المبيعات.. هل تدفع سيارات تسلا ثمن "شطحات" إيلون ماسك وتتعرض للتخريب؟
  • أوبن إيه آي ترفض عرض إيلون ماسك شراء الشركة.. كم دفع؟
  • مؤثرة تعلن إنجابها طفلاً من إيلون ماسك
  • "أوبن إيه.آي" ترفض عرضًا للشراء من إيلون ماسك بـ97.4 مليار دولار
  • "أوبن آيه آي» ترفض عرضا بقيمة 97.4 مليار دولار من إيلون ماسك لشرائها
  • أستون مارتن تعترف بأن عملاءها يكرهون السيارات الكهربائية
  • بورش تطرد 1900 موظف بسبب السيارات الكهربائية.. ما القصة؟