#سواليف
توصلت دراسة جديدة إلى وجود صلة بين #لولب_الرحم الهرموني و #سرطان_الثدي، ما دفع إلى ظهور معلومات مضللة ومخاوف بشأن وسيلة منع الجمل الشائعة.
وفي الأسبوع الماضي، زعمت دراسة نشرتها مجلة JAMA Network أن النساء اللائي يستخدمن لولب الرحم الذي يفرز هرمونا معينا معرضات لخطر متزايد للإصابة بسرطان الثدي، على الرغم من أن خطر الإصابة بهذا المرض لدى هؤلاء النساء ظل منخفضا بشكل عام.
وعلى الرغم من أن نتائج هذه الدراسة تعد مهمة للغاية إلا أن التقارير الإعلامية التي تشير إلى وجود خطر كبير قد تسبب قلقا لا داعي له، خاصة بالنسبة للنساء اللائي يستخدمن هذه الوسيلة الشائعة للغاية لمنع الحمل.
مقالات ذات صلة ما علاقة نقص فيتامين (د) بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية؟ 2024/10/25ما هو لولب الرحم؟
هو جهاز يتم وضعه داخل الرحم لمنع الحمل. وتحتوي الإصدارات القديمة منه على النحاس كمكون نشط، أما لولب الرحم “الهرموني” الأحدث فيعتمد على إطلاق هرمون البروجسترون الاصطناعي المسمى الليفونورجيستريل ببطء. وهذا يحاكي هرمون البروجسترون الطبيعي في الجسم.
وكلا النوعين، النحاسي والهرموني، فعالان للغاية في منع الحمل لسنوات عديدة. ويتم استعادة الخصوبة بسهولة عند إزالتهما.
لكن لولب الرحم الهرموني له ميزة إضافية تتمثل في جعل الدورة الشهرية أخف ألما.
وتقوم بعض النساء باستخدامه لهذه الأسباب، حتى لو لم يكن بحاجة إلى وسائل منع الحمل.
وتعاني العديد من النساء من الألم عند إدخال اللولب أو النزيف الخفيف في الأشهر القليلة الأولى من الاستخدام. ولكن بالمقارنة مع وسائل منع الحمل الأخرى، تجد النساء عموما أن اللولب أفضل.
ماذا وجدت الدراسة الدنماركية الجديدة؟
استخدمت الدراسة الجديدة بيانات من سجلات الصحة الوطنية في الدنمارك للبحث عن روابط بين استخدام اللولب الهرموني وسرطان الثدي.
وتتبع الباحثون نحو 80 ألف امرأة بدأ استخدامهن للولب الهرموني منذ عقدين من الزمان. وقارن الباحثون بيانات أولئك المشاركات بعدد متساو من النساء اللائي أنجبن في نفس فترة الدراسة، ولم يستخدمن اللولب الهرموني.
ووجدت الدراسة أن النساء اللائي استخدمن لولب الرحم لمدة تتراوح بين 10 و15 عاما كان لديهن أعلى معدلات الإصابة بسرطان الثدي، مع زيادة بنسبة 80% مقارنة بالنساء اللائي لم يستخدمن اللولب لمدة مماثلة.
وقال فريق معهد السرطان الدنماركي إن الخطر كان مماثلا للنساء اللائي استخدمن حبوب منع الحمل.
وقام الباحثون “بتعديل” نتائجهم لمراعاة العديد من الاختلافات بين المجموعتين (بما في ذلك التعليم والعمر وعدد الأطفال وبعض الأدوية الأخرى والحالات الطبية). وبعد هذا “التعديل”، أشارت النتائج إلى أن هناك خطرا أعلى للإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللائي استخدمن اللولب الهرموني.
ولكن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى المهمة لسرطان الثدي والتي يبدو أن المؤلفين لم يأخذوها في الاعتبار، مثل وزن الجسم، وتعاطي الكحول، والتدخين، والنشاط البدني. ولذلك قد تكون النتائج غير دقيقة، وبالتالي “لا يمكننا القول إن لولب الرحم يسبب سرطان الثدي، بل فقط أن هناك ارتباطا”.
ماذا تقول الأبحاث الأخرى؟
هناك دراسات أخرى حول هذا الموضوع، بما في ذلك دراسة حديثة أكبر كثيرا من الدراسة الدنماركية، والتي أجراها باحثون من السويد، تستند إلى بيانات من أكثر من نصف مليون مستخدمة للولب الهرموني.
وقد أشارت هذه الدراسة إلى زيادة نسبية في المخاطر في سرطان الثدي بنسبة 13% فقط، وهي نسبة أصغر كثيرا من زيادات المخاطر في الدراسة الدنمركية. وهذا يعني زيادة قدرها 1.46 حالة إصابة بسرطان الثدي لكل 10 آلاف امرأة سنويا.
ويتفق هذا مع مراجعة كبيرة حديثة للدراسات حول هذا الموضوع والتي وجدت أيضا مخاطر أقل بكثير من الورقة البحثية الدنمركية الجديدة.
كما نظرت الدراسة السويدية في أنواع أخرى من السرطان. وأشارت النتائج إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم والمبيض وبطانة الرحم. وهذه الصورة المختلطة لبعض مخاطر الإصابة بالسرطان وبعض الحماية من السرطان تظهر أيضا في حبوب منع الحمل التقليدية.
وأشار عدد من الخبراء الصحيين إلى أن الارتباط بين اللولب الهرموني وسرطان الثدي ضئيل للغاية، وقد يكون “وهما إحصائيا وليس أمرا حقيقيا”.
ويقول الخبراء إن فوائد اللولب تفوق المخاطر بكثير. بالتالي فإن البيانات الجديدة لا ينبغي أن تغير الطريقة التي تفكر بها النساء في خيارات منع الحمل المتاحة لهن، خاصة وأن هذا الخطر أقل بكثير من العديد من المخاطر اليومية الأخرى التي تتعرض لها النساء بشكل متكرر والتي تؤثر على خطر الإصابة بسرطان الثدي.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سرطان الثدي النساء اللائی بسرطان الثدی سرطان الثدی خطر الإصابة العدید من منع الحمل
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف سبب انتشار سرطان القولون بين الشباب
تشير دراسة بحثية جديدة إلى أن القطع البلاستيكية المجهرية الموجودة في الهواء الذي نتنفسه والطعام الذي نتناوله قد تؤدي إلى انتشار سرطان القولون حيث ارتفعت معدلات تشخيص سرطان القولون على مدى العقدين الماضيين ، حيث أصبح الأشخاص الأصحاء في العشرينات والثلاثينيات من العمر أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
ويُلقى اللوم في ذلك على السمنة، والأطعمة شديدة التصنيع، وتناول المضادات الحيوية، لكن العلماء يسابقون الزمن للعثور على سبب محدد.
والآن، تشير مراجعة شاملة لأكثر من 3000 دراسة إلى أن الجسيمات الصغيرة التي يقل حجمها عن حبة الأرز قد تكون مسؤولة عن ذلك.
وقال الباحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إن هذه الجزيئات المنتشرة يمكن أن تتراكم في الأعضاء بمرور الوقت، مما يتسبب في تلف الحمض النووي لا رجعة فيه.
ويؤدي هذا إلى التهاب مزمن يقتل الخلايا السليمة ويسبب نمو الخلايا السرطانية بشكل خارج عن السيطرة.
ويحث الباحثون الآن المشرعين على "اتخاذ إجراءات فورية" للحد من التعرض المستقبلي للمواد البلاستيكية الدقيقة.
قالت الدكتورة تريسي جيه وودروف، أستاذة أمراض النساء والتوليد وعلوم الإنجاب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "هذه المواد البلاستيكية الدقيقة هي في الأساس تلوث الهواء بالجسيمات، ونحن نعلم أن هذا النوع من تلوث الهواء ضار".
يعد سرطان القولون أحد أسرع أشكال السرطان نموًا، وخاصة لدى الأمريكيين الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا. وتعتبر هذه الحالات مبكرة.
ومن المتوقع أن ترتفع الحالات بنسبة 90 في المائة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و34 عاماً من عام 2010 إلى عام 2030.
وتناولت المراجعة، التي نشرت في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، 3000 دراسة أجريت بين عامي 2018 و2024.
وقال الفريق إنه في حين أجريت معظم الأبحاث المذكورة على الحيوانات، فإن الاستنتاجات من المرجح أن تنطبق أيضا على البشر لأن البشر والحيوانات يتشاركون في نفس التعرضات.
وأشار الباحثون أيضًا إلى العديد من الدراسات التي تشير إلى أن التعرض للجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد يزيد من مخاطر التغيرات البنيوية في القولون.
على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2022 على الفئران في الصين أن الفئران التي تعرضت بشكل مزمن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة عانت من "اختلالات قولونية ملحوظة"، مثل تلف جدران القولون.
وأشارت دراسة أخرى نشرت في نفس العام إلى أن التعرض للبلاستيك الدقيق يتسبب في إنتاج القولون لكمية أقل من المخاط، مما يشكل طبقة واقية حول القولون حيث إذا لم يتمكن القولون من إنتاج المخاط، فلن تتمكن جدران الأمعاء من الحماية من الملوثات مثل البلاستيك الدقيق والبكتيريا.
كما يعمل المخاط على تليين القولون ويساعد على خروج البراز بسهولة. وعندما يتراكم البراز في القولون، فإنه يسبب تهيج القولون والتهاب البطانة الداخلية.